أبو عمر الشيشاني الداعشي "الأحمر "
الخميس 14/يوليو/2016 - 05:57 م
طباعة
حسام الحداد
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية صباح الخميس 14 يوليو 2016، نبأ مقتل القيادي العسكري الكبير في "داعش" أبو عمر الشيباني عقب غارة جوية في الحسكة شرق سوريا.
مولده:
طرخان تيمورازوفيتش باتيرشفيلي المولود في عام 1968 بقرية بيركياني الواقعة في وادي بانكيسي شمال شرقي جورجيا، والتي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي آنذاك وابوه تيمور باتيراشفيلي المسيحي والأم ليلى اخيشفيلي، مسلمة غير ملتزمة وهو متزوج من"عائشة" واسمها سيدا دودوركيفا التى تزوجها في جورجيا، ونقلها إلى سوريا وهي ابنة الوزير السابق في الحكومة الشيشانية، آسو دودوركيفا، والذي تم إعفاءه من المنصب من قبل الرئيس رمضان قديروف لدواعي أمنية تخص الشيشاني وله ولدان هما تيمور باتيراشفيلي وليلى اخيشفيلي
نشأته وتعليمه
نشأ في القرية تغلب عليها الأرثوذكسية، حيث كانه أمه مسلمة غير ملتزمة، وأبوه المسيحي، وأخوه السلفي، ثم التحق بالجيش الجورجي و قضى خدمته العسكرية الإجبارية في عام 1986 و1987 ، وبعد أن أنهى خدمته في ابخازيا المتنازع عليها بين روسيا وجورجيا، وقع عقدا في 1993 لينضم الى الجيش مرة ارى في كتيبة "الرماة" وشارك في الحرب الشيشانية الاولى مابين عامى (1994_1996) والثانية في عام (1999) ثم تطوع في القوات المسلحة الجورجية في عام 2006 ووصفه قائده في الجيش قائلا "أن الشيشاني كان هادئا وله شعبية بين زملاءه وابتعد عن مناقشة الدين" ثم ترقى سريعاُ في الجيش الجورجي، وفي عام 2008 ترأس الشيشاني وحدة أمنية تدعى سبيتزناز مهمّتها محاربة الجيش الروسي ورصد تحرّكاته ووتمت ترقيته لرقيب وأصبح راتبه 700 دولار وهو أكبر راتب وصل اليه أثناء تطوعه في الجيش وفي عام 2010 تم تسريحه من الجيش. بعد قضاء فترة في المستشفى لإصابته بمرض السل وفي العام نفسه اعتقلته الشرطة الجورجية، بتهمة حيازة أسلحة بطريقة غير شرعية، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات في أوائل العام 2012 أُطلق سراحه بسبب تدهور حالته الصحية، بعد أن قضى 16 شهراً من عقوبة أصلية مدتها 3 سنوات بعد الإفراج عنه بسبب حالته الصحية المتدهورة، ماتت أمه ليلى اخيشفيلي بمرض السرطان بعد مصارعتها للمرض عندما كان الشيشاني في السجن وكان يشرف قبلها على تسلل المقاتلين إلى چچنيا عبر مضيق پانكيسي.
وقال عنه والداه في مقابلة مع الديلي بيست إنه لم يكن يوماً متديناً، بل إن طرخان غير ملتزم دينياً وانتسب في الماضي إلى الجيش الجورجي، وعمل في وزارة الداخلية في وحدة العمليات الخاصة التي كانت تعرف بأعمالها العنيفة، وهي وحدة استخباراتية شرسة وانه ليس الأعنف أو الصيد الأهم بل أخاه تاماس، المتواجد أيضاً في سوريا وهو بحسب الوالد العقل المدبر للمقاتلين الشيشان في العراق وسوريا.
وتابع " توجه أبو عمر للقتال في سوريا وبايع التنظيم، حيث كان أميرًا لما يسمى بجيش المجاهدين في عام 2012 وانه اتصل به وسأله فيما إذا كان يصلي أم لا فأجابه والده "إنني أصلي بكل تأكيد، أصلي للقديس جاورجيوس، وأقفل الخط"، وفي تقرير نشرته الإندبندنت عن اتصال آخر من الشيشاني، أبلغ والده أنه يقود الآلاف من المقاتلين، وسوف ينضم إلى هؤلاء المزيد من المقاتلين الذين سيتبعونه في قتاله ضد روسيا.
انضمامه الى التنظيمات الجهادية
تبني الأفكار الجهادية اثناء خدمته بالجيش الجورجي وعقب تسريحه توجه إلى اسطنبول ثم إلى الأراضي السورية للمشاركة في الجهاد ضد نظام بشار الأسد وكون "جيش المهاجرين والأنصار"، الذى يتكون من عدد كبير من المقاتلين الشيشان وفي أغسطس 2013، ظهرت براعته على أرض المعركة، عندما أثبت مقاتلوه أنهم جزء محوري في الاستيلاء على قاعدة منّج الجوية، في شمال سورية وفى نوفمبرعام 2013، أعلن بيعته لزعيم داعش "أبو بكر البغدادي" وأصبحت جماعته لواء في داعش
في عام 2014، قاد هجوم "تنظيم داعش" ضد جماعات إسلامية معادية في شرق محافظة دير الزور السورية، وتوسعت حينها المساحات التي يسيطر عليها التنظيم في محافظة دير الزور أو كما يسميها التنظيم "ولاية الخير" ليصبح قائداً رئيسياً لقوات التنظيم بعد مقتل القائد السابق "أبو عبدالرحمن البيلاوي" في شهر يونيو 2013 م في شمالي سوريا التى تضم محافظات حلب والرقة واللاذقية وشمالي إدلب ثم أنتقل الى العراق وأقام في الشرقاط ، بمحافظة صلاح الدين وتتمتعت القوة التابعة له ببعض المعدات الثقيلة من دبابات ومدافع ومضادات طائرات، وقوة بشرية من عدة بلدان غالبيتها من مناطق أواسط أسيا.
وشارك في العديد من الهجمات فى سوريا منها :
1- قيادة هجوم عنيف على مطار "الطبقة" قرب مدينة الرقة السورية، وأدى الهجوم إلى مقتل المئات من الضباط والجنود السوريين
2- العديد من الهجمات بقيادته في مناطق شمال شرق الموصل، غرب كركوك، حلب، دير الزور وعين العرب
تناقل البعض أنباء عن قربه من البغدادي، وان بيعته لـ "داعش " "بيعة قتال لا بيعة إمارة"، أي أنه يتوحد معهم بحكم العدو المشترك وحظي بمكانة رفيعة في التنظيم، حتى إن الولايات المتحدة رجحت أن يكون مسؤولاً عن كافة العمليات العسكرية للتنظيم وفي 24 سبتمبر 2014 أدرجت واشنطن اسم أبو عمر الشيشاني في قائمتها لـ"الإرهاب الدولي"، مخصصة مكافأة بـ خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه ويحكي بعض المقربين منه أنّه شعر بألم شديد ومهانة كبيرة كونه كان مقاتلاً شرساً من أجل بلاده والتي بدل أن تكرمه تركته دون عمل حينما مرض وسجنته بعدها فغادر لـ"اسطنبول"، وقرّر الالتحاق بداعش لمحاربة "العالم المعادي".
يقول عبدالله الشيشاني، وهو اسم حركي لأحد سكان الوادي، إنه يعرف عمر، كما يعرف أبناء الوادي بحكم صغر مساحته – حيث لا يتجاوز عدد سكانه الخمسة عشر ألفا وأنه "شخص جيد". انا أيوب بورتشاشفيلي، إمام مسجد في قرية جوقل، إحدى قرى الوادي، يقول إنه: "إنسان متزن، ونبيل، وأنا أحبه كثيراً. لقد خرج وعمر ومن معه في سبيل الله إلى سوريا لنصرة المظلومين هناك، وحماية حقوقهم". وتحدثت بي بي سي مع أحد الذين خدموا مع الشيشاني وقال إنه "كان شاباَ متزناَ، وعاقلاً، يقدر كل من أمامه، ولم يكن في شخصيته ما يشي بأنه متطرف أو ما شابه".
الوفاة
أعلن البنتاغون مقتله في 14 مارس 2016 بعدما أصيب في غارة جوية في ريف الشدادي التابعة لمحافظة الحسكة و لم يكن قد قُتِلَ حينها ثم أعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية مقتله رسميا في 13 يوليو 2016 في مدينة الشرقاط خلال مشاركته في صد الهجوم على مدينة الموصل وذكرت شبكة «CNN» الإخبارية، عن مصادر عسكرية أمريكية، قولها «إن الشيشاني تُوفي متأثرا بإصابته جراء غارة جوية أمريكية على مدينة الشدادي بمحافظة الحسكة شرق سوريا».
وأعلن الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف مقتله قائلا " “عدو الإسلام طرخان باتيريشفيلي الذي يسمي نفسه عمر الشيشاني قتل هذا مصير كل من يخيّل له أن هدد روسيا والشعب الشيشاني.. هذا مصير كل من يسفك دماء المسلمين.. الله أكبر!”....