الجيش اليمني يقترب من صنعاء.. ومعركة بمجلس الأمن حول مفاوضات اليمن
الخميس 14/يوليو/2016 - 08:42 م
طباعة

وصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة صنعاء الأربعاء لإجراء محادثات مع ممثلين للحوثيين قبيل استئناف محادثات السلام في الكويت.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، أكد مصدر خليجي لـ"العربية"، الخميس، أن استئناف المفاوضات اليمنية بالكويت سيكون السبت كحد أقصى.
هذا وذكرت مصادر خاصة أن المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، غادر صنعاء بطائرته الخاصة، هذا فيما غادر وفد الانقلابيين صنعاء متجها إلى مسقط على متن طائرة عمانية.
وأشارت المصادر إلى أن مغادرة ولد الشيخ أحمد جاءت دون أي حديث لوسائل الإعلام أو عقد مؤتمر صحافي قبيل مغادرته مطار صنعاء، بعد لقاءات عقدها مع وفد الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح لبحث استئناف المشاورات في الكويت.
وذكرت مواقع إعلامية ناطقة باسم حزب المخلوع أن صالح أكد على ضرورة وقف الحرب وما سماه الحصار على اليمن.
كما طالب المخلوع بإلغاء وضع اليمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وإلغاء العقوبات على الأفراد. وأكد أن حزبه جاهز لاستئناف مشاورات الكويت في موعدها المحدد.
وكان المخلوع قد أوضح في لقاء مع اللجنة العامة لحزبه قبول الحزب الذهاب إلى الجولة الثانية من مشاورات الكويت
وفيما اعتبرت الحكومة اليمنية أن احتمالات تأجيل الجولة المرتقبة أو إلغائها أقوى من احتمالات عقدها، التقى ولد الشيخ أحمد مع المخلوع علي عبدالله صالح.
صراع مجلس الامن

كما اشتد الخلاف في مجلس الأمن الدولي على صيغة بيان كان سيصدر حول استئناف مفاوضات الكويت بين الحكومة الشرعية والانقلابيين.
وعلمت "العربية" من مصدر غربي رفيع أن بريطانيا أجلت إصدار بيان صحافي من مجلس الأمن، كانت تخطه حول اليمن، وذلك حتى يوم غد الجمعة (15 يوليو)، لرؤية استئناف مفاوضات الكويت من عدمه.
وبرز الاعتراض الروسي على صيغة البيان، ما ألقى بلوم دبلوماسيين غربيين عليها، عندما رفضت تضمين البيان جملة ترحب باستضافة السعودية للجنة التنسيق والتهدئة خلال الأشهر الماضية.
وكان مساء الثلاثاء بتوقيت غرينتش، شهد محاولات للبعثة البريطانية لإنقاذ البيان الرئاسي الذي تخطه بريطانيا، بالتعاون مع البعثة الأميركية والتحالف بقيادة السعودية.
وأبلغ مصدر دبلوماسي "العربية" أن بريطانيا نالت موافقة السعودية على تخفيف جملة "الترحيب" إلى "التقدير"، غير أن البعثة الروسية رفضتها أيضاً، وطالبت بالاكتفاء بوصف محدود هو "لاحظ المجلس"، الأمر الذي رفضته السعودية ومعها التحالف العربي.
وتعطي السعودية أهمية كبيرة لاستضافة لجنة التنسيق والتهدئة على أراضيها، لأنها تعتبر الاستضافة من "إجراءات بناء الثقة"، وفق تعليق سعودي سابق، إذ ستتعامل هذه اللجنة مع مواضيع هامة وخطيرة، مثل الانسحاب من المدن، وإعادة الأسلحة الثقيلة إلى الشرعية.
وكانت مدينة ظهران جنوب السعودية على الحدود مع اليمن، استضافت لجنة التنسيق والتهدئة في أبريل الماضي، وأثمرت بداية اللقاءات عبر وسطاء قبليين وشخصيات يمنية، عن عمليات عدة لتبادل الأسرى والموقوفين بين السعودية والميليشيات اليمنية.
ويهدد الموقف الروسي المتعنت تجاه البيان الداعم للمفاوضات اليمنية بتخلي بريطانيا عن إصداره من مجلس الأمن في الموعد المؤجل إلى غد الجمعة.
وقبل يومين دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أعضاء مجلس الأمن إلى تناول طعام الإفطار، وطالبهم بإصدار بيان رئاسي حول اليمن وبأسرع وقت ممكن، سعياً لتقديم أكبر دعم للموفد الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد ولجهوده في هذه المرحلة الحرجة من المفاوضات، خاصة بعد صدور بيان مجموعة الثماني عشر حول اليمن، والذي رحب باستضافة السعودية للجنة التنسيق والتهدئة، ووافق عليه سفير روسيا في صنعاء.
وأبدى دبلوماسي خليجي أسفه لعجز مجلس الأمن طوال 12 يوماً عن إصدار بيان صحافي يحث على الرجوع إلى طاولة المفاوضات في الكويت، ويؤكد على المرجعيات الدولية، محذراً أن ذلك سوف يشجع الحوثيين على المزيد من التعنت في مواقفهم.
الوضع الميداني:

وميدانيا قتل 44 شخصا على الأقل خلال معارك بين المتمردين اليمنيين والقوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، على جبهات عدة ء، تزامنا مع وصول المبعوث الاممي إسماعيل ولد الشيخ احمد إلى صنعاء تمهيدا لاستئناف مشاورات السلام.
وشهدت مديرية نهم شمال شرق العاصمة مواجهات عنيفة بين قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، تمكنت خلالها القوات الحكومية من استعادة جبل الذهب، بحسب مصادر عسكرية.
ونقلت وكالة أنباء "سبأ" الحكومية عن عبدالله الشندقي، وهو متحدث باسم قوات موالية للحكومة، قوله إن المعارك أدت إلى مقتل ثمانية عناصر من القوات الحكومية و17 عنصرا من المتمردين.
وأكدت المصادر العسكرية مشاركة طائرات حربية تابعة للتحالف الذي بدأ عملياته في اليمن نهاية مارس 2015، في المواجهات الأربعاء.
وفي محافظة مأرب شرق صنعاء، قتل أربعة جنود من القوات الحكومية وأربعة متمردين في معارك حول جبل يطل على معسكر تابع للقوات الموالية للرئيس اليمني، بحسب مصادر عسكرية.
وأوضحت المصادر أن المتمردين سيطروا لساعات على الجبل، قبل أن تستعيده القوات الحكومية.
وفي محافظة الجوف (شمال)، قتل سبعة متمردين في غارات للتحالف استهدفت مركبتين عسكريتين تابعتين لهم، بحسب مصادر عسكرية.
وفي محافظة شبوة (جنوب)، قتل أربعة جنود يمنيين في معارك شهدتها مديرية بيحان وعسيلان، بحسب ما أفاد العقيد مطلق جوهر الذي أوضح أن القوات الحكومية حققت "تقدما محدودا" في مواجهة المتمردين.
وكانت مشاركة التحالف في اليمن أتاحت للقوات الحكومية استعادة السيطرة على خمس محافظات جنوبية في صيف عام 2015، أبرزها عدن ومركز المدينة التي تحمل الاسم نفسه. وكان هادي أعلن عدن عاصمة مؤقتة للبلاد بعد سيطرة المتمردين على صنعاء في سبتمبر 2014.
المشهد السياسي:

فيما قالت مصادر حقوقية يمنية إن ميليشيات الحوثي الانقلابية قامت بتجنيد أكثر من 5000 سجين من المتهمين بقضايا قتل وارتكاب جرائم جنائية وأصحاب سوابق، وزجت بهم إلى جبهات القتال.
ووفقاً للمصادر، فإن الجماعة وخلال شهر رمضان فقط قامت بالإفراج عن 1000 سجين جنائي تحت غطاء مكرمة رمضانية لسجناء معسرين.
وسبق لميليشيات الحوثي أن أخرجت قبل أشهر 500 سجين من أصحاب السوابق من السجن المركزي في الضالع ومئات آخرين من السجن المركزي في تعز وجندتهم للقتال معها.
وبحسب المصادر، فإن الحوثيين لجأوا أخيرا، لمواجهة الهزائم المتوالية التي تتلقاها ميليشياتهم الانقلابية المتمردة في أكثر من جبهة خاصة في نهم شرق العاصمة صنعاء ، إلى إطلاق سراح السجناء في السجن الحربي بأمانة العاصمة، وغيرهم مقابل الزج بهم في معاركهم، خاصة بجبهة نهم التي يتلقون فيها ضربات عنيفة.
وكانت مصادر محلية في محافظة ذمار (جنوب صنعاء) قد كشفت الأربعاء عن أن أحد القياديين الحوثيين قام بقتل أحد أبناء عمومته في ثاني جريمة يرتكبها بعد أن قتل مواطنين من مديرية عتمة.
المشهد اليمني:
يذهب الكثير من المراقبين العسكريين إلى أن ساعة الصفر لم تحن بالفعل في ما يتعلق بمعركة تحرير صنعاء، مرجعين ذلك لأسباب سياسية ولوجستية وضغوط تتعرض لها الحكومة اليمنية ودول التحالف لاستنفاد فرص الحل السياسي قبل الإقدام على أي عمل عسكري في اتجاه تحرير العاصمة.
وأشار المراقبون إلى أن المعارك تأتي في سياق منع الحوثيين من تحقيق أي تقدم إضافي والاستمرار في استنزافهم في المواجهات التي لم يدخل فيها الجيش الوطني وقوات التحالف بشكل جدي حتى الآن.
ورجح المراقبون استمرار الصراع في اليمن، حتي التزام حقيقي بقرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة باليمن والمباردة الخليجية.