بعد فشل الانقلاب: أردوغان يتوعد..وجولن يندد ..والقوى الغربية تدعو لضبط النفس

السبت 16/يوليو/2016 - 09:28 م
طباعة بعد فشل الانقلاب:
 
تتصاعد الأحداث السياسية منذ الاعلان عن احباط مخطط استيلاء الجيش التركى على مقاليد السلطة، وسط تنديد غربي وعربي بمحاولات الانقلاب على الحكومة المنتخبة، وتصاعد دعوات تجنب اراقة الدماء واللجوء للقانون فى التعامل مع دعاة الانقلاب. 

بعد فشل الانقلاب:
من جانبه وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن القوات المسلحة التركية ستقوم بتطهير نفسها من الانقلابيين وتنظيم صفوفها من جديد، بعد محاولة انقلاب فاشلة نظمها مجموعة من الضباط الأتراك، وطالب أردوغان الولايات المتحدة بتسليم المعارض فتح الله غولن، مشيرا إلى أنه متورط في محاولة الانقلاب في تركيا، موضحا أن مجلس الأمة أعلن اتفاقه مع جميع الأحزاب على ضرورة الاتحاد لمواجهة من يريد الإضرار بتركيا، والاشارة إلى أن هناك مؤامرة تريد إفساد علاقة الجيش والشعب في البلاد.
يأتى ذلك فى الوقت الذى توعد فيه رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم من خطط للانقلاب، وتأكيده على أن  الحكومة ستطرح على البرلمان مقترح لتعديل العقوبات المتعلقة بالانقلاب العسكري لتشمل على ما يبدو "حكم الإعدام".
قال يلدرم إن "عقوبة الإعدام غير واردة في الدستور لكن تركيا ستبحث إجراء تغييرات لضمان عدم تكرار ما حدث".، مضيفا بقوله "كل من شارك في الانقلاب "خائن لتركيا".
وأكد يلدريم إن التعاون بين الأحزاب السياسية في تركيا سيشهد "بداية جديدة" في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة، ووعد بأن تجد الأحزاب الأربعة الرئيسية المتشاحنة عادة أرضية مشتركة، كما وجه شكره إلى النواب والأحزاب السياسية على موقفها الداعم للديمقراطية، مشيرا إلى أن كل الأحزاب وأطياف الشعب رفضت في صوت واحد المحاولة الانقلابية.
من جانبه، قال رئيس البرلمان إسماعيل كهرمان إن محاولة الانقلاب وحدت صفوف الشعب التركي و"هي تعد درسا للجميع"، وأشار إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي الداعم للأكراد "كان ضد محاولة الانقلاب".
على الجانب الاخر أدانت المستشارة الألمانية محاولة الانقلاب على الحكوم التركية المنتخبة، إلا أنها طالبت بالتعامل مع الانقلابيين بموجب القانون.
بعد فشل الانقلاب:
وتعليقا على الانتقادات التى تعرض لها مؤخرا، ندد الداعية فتح الله جولن خصم الرئيس التركي أردوغان، بمحاولة الانقلاب التي نفذها جنود أتراك، مشيرا بقوله"  من المسيء كثيرا بالنسبة لي كشخص عانى من انقلابات عسكرية عديدة في العقود الخمسة الماضية، أن اتهم بأنني على أي ارتباط كان بمثل هذه المحاولة، أنفي بصورة قاطعة مثل هذه الاتهامات، وأندد بأشد العبارات بمحاولة الانقلاب العسكري في تركيا".
أكد جولن على أنه "ينبغي الفوز بالحكم من خلال عملية انتخابية حرة وعادلة". وجاء في البيان "أدعو الله من أجل تركيا، من أجل المواطنين الأتراك، ومن أجل جميع الموجودين حاليا في تركيا، أن تتم تسوية هذا الوضع بصورة سلمية وسريعة
وبعد الإعلان عن فشل محاولة الانقلاب في تركيا، توالت ردود الفعل الأوروبية التي عبرت عن ارتياحها. رئيس البرلمان الأوروبي شولتس أبدى ارتياحه لعودة الهدوء إلى البلاد، فيما قالت برلين إنها تدعم الحكومة المنتخبة في أنقرة.
ويري محللون انه من أبرز الأسباب التى أدت لفشل الانقلاب انها لم تكن تحظى بشعبية، كما أن المؤسسة العسكرية لم تكن موحدة وراء الانقلاب، ففي الانقلابات السابقة كان رئيس الأركان يقدم بنفسه عريضة الانقلاب والإنذار لرئيس الحكومة، وهو ما حصل في انقلابات 1971 و1980 وانقلاب 1997، أما في الانقلاب الحالي كانت هناك خلافات وقصف لمقر رئاسة الأركان في أنقرة ما يعني أن الجيش لم يكن موحدا خلف العملية الانقلابية، إلى جانب المعارضة الشعبية ونزول الناس بكثافة إلى الشوارع، بالإضافة إلى أن قادة الانقلاب لم يسيطروا على وسائل الإعلام ولا على رئاسة الوزراء والبرلمان، كما أن أردوغان حرا طليقا وكذلك قادة الأحزاب والحكومة كانت على رأس عملها، وكل هذا أعطى دفعا للمواطنين ليحبطوا محاولة الانقلاب. 
ومن الناحية الإقليمية والدولية لا تلقي الانقلابات العسكرية القبول الدولي والإقليمي في الظروف الراهنة، ومن ثم كانت نتيجة طبيعية أن يستعيد أردوغان سيطرته وإن كانت ليست بالشكل الكامل لزمام الأمور.

بعد فشل الانقلاب:
وفى سياق متصل وبالرغم من عدم وضوح الموقف بشأن القادة المتورطين فى الأزمة، اتهمت الاستخبارات التركية كلًّا من قائدي القوات الجوية والبرية بالوقوف وراء عملية الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومحاولة الاستيلاء على السلطة، وأن محرم كوسا المستشار القانوني لرئيس الأركان هو من خطط لذلك، وأسهم في إرسال بيانات ومعلومات من شأنها إرباك خطط الداعمين للانقلاب، لتبدأ الحكومة التركية في بسط نفوذها على الموقف خطوة خطوة، حتى نزول ملايين الأتراك للشوارع وأبرزهم أتباع حزب العدالة والتنمية الحاكم للدفاع عن الحكومة المنتخبة، ليصبح عناصر الجيش المنفذين لتعليمات الانقلاب في مأزق والمواجهة مع الشعب، فالأوامر انصبت على النزول للشارع وليس إطلاق النار على المواطنين.
يأتى ذلك فى الوقت الذى قامت فيه السلطات التركية بإغلاق المجال الجوي لقاعدة انجرليك التي تستخدم في العمليات الجوية الأمريكية ضد تنظيم داعش في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش"، وأن السلطات التركية أبلغت الولايات المتحدة أن المجال الجوي مغلق إلى حين التأكد التام من أن سلاح الجو التركي بأكمله هو تحت سيطرة القوات الموالية للحكومة وذلك بعد استخدام بعد الطائرات في محاولة الانقلاب.
وتمت الاشارة إلى أن الطائرات التي كانت تحلق في مهام ضد تنظيم داعش سًمح لها العودة والهبوط في قاعدة انجرليك بعد إغلاق المجال الجوي، لافتا إلى عدم وجود معلومات عن المدة التي ستستمر فيه هذه الحالة.

بعد فشل الانقلاب:
من ناحية اخري، وفى تعليقه على ما حدث، قال فريد زكريا، المحلل السياسي إن هناك العديد من الدلائل على أن محاولة الانقلاب العسكري في تركيا تكللت بالفشل.
أضاف فى تحليله للأزمة على شبكة CNN  أن"قائد الجيش لم يخرج أبدا أمام العامة ويطلب الدعم وهذا يعني أن الجيش نفسه لم يتم توحيده، تركيا شهدت ثلاثة انقلابات أو قد يقول البعض أنها ثلاثة انقلابات ونصف، الجيش التركي منضبط للغاية وعندما يقوم بانقلاب فهو يعلم بالضبط كيف يفعل ذلك، وما رأيناه في تركيا كان محاولة من قبل عدد من الأشخاص لم يضبطوا أعمالهم بدقة على كما يبدو، حيث يجب اعتقال الرئيس أولا ثم تقوم بالسيطرة على كل وسائل الإعلام ولم يحصل أي من ذلك."
شدد بقوله  "ما نعلمه بالضبط هو أن قائد الجيش لم يكن إلى جانب الانقلاب وكذلك أبرز القادة العسكريين، والملفت هو رؤية هذه الصور التي تأتي من هناك.
نوه أن تركيا بلد متوسط الطبقة ولديهم مجتمع مدني ووسائل إعلام مثل CNN التركية، حتى أن الأحزاب المعارضة خرجت لدعم أردوغان رغم كرهها له، ومن الصعب للغاية القيام بانقلاب عسكري في دولة ذات طبقة وسطى."

شارك