حرب "السوشيال ميديا" بين المؤسسات الدينية وجماعات الإسلام السياسي

الأحد 17/يوليو/2016 - 02:37 م
طباعة حرب السوشيال ميديا
 
لا شك أن الفضاء الإلكتروني أعطى مساحات هائلة لجماعات الإسلام السياسي كي تتحرك بحرية في جذب الشباب في مصر وغيرها من البلدان، حتى أصبح معلومًا للجميع أن التجنيد الأكثر لتنظيم الدولة في العراق والشام "داعش" يكون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي،
الدكتور أسامة الأزهري
الدكتور أسامة الأزهري
وقد أشاد الدكتور أسامة الأزهري، المستشار الديني للرئيس عبد الفتاح السيسي، في أكثر من موقف بتجربة دار الإفتاء، مؤكدًا أنها غزت الفضاء الإلكتروني بصفحات للرد على المتطرفين.
وأوضح الأزهري، أن "السوشيال ميديا" هو الميدان الحقيقي الذي يختطف فيه الجماعات المتطرفة كـ "داعش والإخوان وتنظيم القاعدة" وغيرها من الجماعات عقول الشباب يحولها إلى قنابل موقوتة.
وذكر مستشار الرئيس السيسي، أن إدارة تويتر أغلقت في أبريل 2015  عشرة آلاف حساب لداعش، وسجلت الإحصائيات والبحوث ما يزيد عن 60 ألف صفحة باللغة العربية لـ"داعش" و"بوكو حرام" و"أنصار بيت المقدس"، فضلًا عن صفحات الإخوان المسلمين الذي يأتي منها البلاء الأعظم – حسب تعبيره. 
وقال: إذا لم يكن للمؤسسات الدينية مواجهة حقيقية في الفضاء الإلكتروني فنحن لن نصنع شيئا"، داعيًا هذه المؤسسات إلى العمل الذي ندرك من خلاله أننا في حالة حرب حقيقية مع التطرف.
ففي الوقت الذي يتسابق فيه قيادات المؤسسة الدينية بمصر (الأزهر والأوقاف والإفتاء) على إطلاق تصريحات رنانة تتعلق بتجديد الخطاب الديني ومواجهة الإلحاد والتيارات المتطرفة، عجزت تلك المؤسسة على أن يكون لها دور مؤثر في الفضاء الإلكتروني وعالم "السوشيال ميديا"، الذي يعتبر الميدان الحقيقي الذي تختطف فيه التيارات التكفيرية والمتشددة عقول الشباب ويحولها إلى قنابل موقوتة.
الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب
فالصفحة الرسمية للأزهر الشريف على "فيس بوك" لم يتعدَّ عدد المتابعين لها 115 ألف متابع، ويقتصر دورها على نشر مقتطفات من أقوال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبعض المعلومات الدينية وإشعارات مواقيت الصلاة، كذلك الحال بالنسبة للصفحة الرسمية لمكتب وكيل الأزهر الذي يتابعها 57 ألف متابع، تكتفي بنشر القرارات والبيانات الرسمية للمشيخة.
بينما يتابع صفحة الجامع الأزهر 25 ألف متابع، وتنشر أنشطة أروقة الأزهر المختلفة فضلا عن بعض الدروس والأحاديث النبوية، ولا يتفاعل أدمن هذه الصفحات مع التعليقات، ورغم وجود قناة رسمية للأزهر على موقع " يوتيوب"، إلا أن عدد المشاهدات عليها ضعيفة للغاية.
أما وزارة الأوقاف فلديها صفحة رسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يبلغ عدد متابعيها مليون و18 ألف متابع، وتكتفي بنشر أخبار الوزارة ذات الصلة بالأئمة وخطب الجمع فقط، وتفتح الصفحة مجالًا لتعليقات الزوار، إلا أنها لا ترد عليهم أو تتفاعل مع استغاثاتهم، ومن اللافت للانتباه أنه لا يوجد حتى قناة للأوقاف على "يوتيوب" وما يعرض من فيديوهات يتم نشره عبر قنوات خاصة بالعاملين في مكتب وزير الأوقاف.
وعلى النقيض تعد دار الإفتاء المصرية من أكثر المؤسسات الدينية في مصر والعالم التي تتعامل مع الفضاء الإلكتروني؛ حيث بلغ عدد المتابعين لصفحة "الفيس بوك" الخاصة بدار الإفتاء المصرية 3 ملايين و755 ألف متابع، ولتصبح بذلك أول صفحة لمؤسسة دينية تصل لهذا العدد على مستوى العالم، وتم التفاعل في هذه الصفحة بكل الوسائل سواء الفتوى المكتوبة أو المصورة، ولم تكتف دار الإفتاء بهذا بل خاضت حربًا ضروسًا مع تنظيم داعش الإرهابي من خلال صفحة "داعش تحت المجهر" الناطقة باللغة الإنجليزية، وبعد أحداث باريس العام الماضي أنشأت الدار صفحة تحمل اسم " ما يحدث في العالم ليس باسم المسلمين" وصدرت باللغات الألمانية والفرنسية والانجليزية وتفاعل معها الشباب الأوروبي، فضلًا عن مجلة "بصيرة" التي أنشئت للرد على مجلة "دابق" الصادرة عن التنظيم، وأطلقت نسخة باللغة العربية سميت "إرهابيون" .
ومؤخرا أطلقت الإفتاء خدمة تطبيقات الاندرويد وتفاعل معها العديد من المواطنين، وهي خدمة تمكن حامل الموبايل من إرسال سؤاله والرد عليه خلال 24 ساعة، ووصل عدد الأسئلة الواردة للدار في الساعات الأولي لتفعيل هذا التطبيق إلى 800 سؤال في اليوم الواحد، وحسب تصريحات للدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية تستقبل الدار يوميًّا ما يزيد عن 1300 سؤال إلكتروني يجاب عليها في نفس اليوم أو الصباح.
حرب السوشيال ميديا
من جانبه أكد سامح عيد الباحث في شئون الجماعات والمؤسسات الإسلامية، أن تواجد المؤسسات الدينية في الفضاء الإلكتروني ضعيف وضئيل للغاية على مواقع التواصل الاجتماعي، والدليل على ذلك – حسب قوله - أن فيديوهات لقاءات الإمام الطيب لم تحصد إلا عددًا قليلًا من المشاهدات لا يتعدى 50 مشاهدة، في المقابل تحقق فيديوهات الملحدين 80 ألف مشاهدة في ساعات قليلة.
وأضاف عيد: "للأسف الشديد المؤسسات الدينية تواجدهم ضعيف ولا يردون على أسئلة الناس ومواقع الشبهات الكثيرة .. وحتى الآن لم أرى أحدا من الأزهر يشتبك مع فيديوهات الملحدين والمتطرفين الموجودة بكثافة، وقد يلجأ بعض الشباب المتحمس للرد إلا أنهم قليلو الخبرة وضعفاء في العلوم الشرعية، بالتالي تكون الردود سطحية". 
وأوضح الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أنه في المقابل يمتلك داعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة كفاءة إعلامية ومواقع رسمية تبث رسائل صوتيه، ولديها من يحاور الأجانب بكل اللغات، لافتًا إلى أن الأموال تصنع قوة الحضور وكثرة المشاهدات وليس التصريحات.

شارك