الحكومية التركية تواصل اعتقال الآلاف.. وتحذيرات غربية من تعسف أنقرة ضد دعاة الانقلاب

الأحد 17/يوليو/2016 - 08:49 م
طباعة الحكومية التركية
 
لا يزال المجتمع الدولى يتابع تطورات محاولات الانقلاب العسكري فى تركيا، فى تصعيد الحكومة التركية تجاه دعاة الانقلاب، واعتقال الالاف من العسكريين والقضاء والمعارضين، ومطالبة الولايات المتحدة بتسليم فتح الله جولن واتهامه بالضلوع فى هذه العملية الفاشلة، فى الوقت الذى يواصل فيه جولن نفيه بشأن هذه الخطوة، ملمحا إلى إمكانية تورط الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى التنسيق لهذه الخطوة لاحكام سيطرته على الدولة التركية وتعديل الدستور.

الحكومية التركية
وبالرغم من دعم الحكومات الغربية للرئيس التركى وحكومته فى هذه الأزمة، إلا أن التحذيرات تتوالى لأنقرة بعدم التعسف فى التعامل مع الانقلابيين، وضرورة تنفيذ القانون ومنع اجراء أى قرارات استثنائية.
من جانبه، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان قدم خلاله تعازيه لسقوط قتلى في المحاولة الانقلابية الفاشلة مشيرا إلى أن روسيا مهتمة بعودة سريعة إلى النظام الدستوري وأن لا تكون هناك إجراءات غير دستورية.
وقالت المصادر الروسية إن الرئيسين بوتين واردوغان اتفقا على اللقاء في الأسبوع الأول من شهر أغسطس المقبل دون تحديد المكان، كما طلب الرئيس الروسي كذلك من اردوغان "ضمان اكبر قدر من الأمن" للسياح الروس الموجودين في تركيا حاليا، وأكد الكرملين أن "اردوغان أعلن انه سيبذل كل ما هو ممكن" لضمان سلامتهم.
فى حين قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إن الانقلاب الفاشل في تركيا لا يمنح الرئيس رجب طيب إردوغان "شيكا على بياض" لتجاوز المبادئ الديمقراطية، مضيفا بقوله" نريد تفعيل حكم القانون بشكل كامل في تركيا، فالانقلاب ليس شيكا على بياض للسيد أردوغان، ولا يمكن أن يكون هناك تطهير، يجب أن يأخذ القانون مجراه".
أوضح إن وزراء الاتحاد الأوروبي سيؤكدون غدا  عند اجتماعهم في بروكسل على أنه يجب على تركيا الالتزام بمبادئ الديمقراطية الأوروبية، معتبرا أن "هناك تساؤلات تطرح" حول ما إذا كانت تركيا "جديرة بالثقة" كشريك في التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية".

الحكومية التركية
بينما أثنى وزير الخارجية الألماني فرانك  فالتر شتاينماير على البرلمان التركي والمتظاهرين الأتراك الذين وصفهم بالشجعان، وقال شتاينماير في حوار مع صحيفة "بيلد أم زونتاغ" "أدهشني رد فعل الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان التركي الذي تميز بالوحدة عندما انحازت دون تردد للمبادئ الديمقراطية".، معتبرا أن التمسك بالمبادئ الديمقراطية ظهر أيضا من خلال التجمعات العفوية للعديد من المواطنين الأتراك الذين واجهوا الدبابات". 
ودعا شتاينماير جميع الأطراف إلى وقف العنف، حيث قال الوزير الألماني "يجب أولا تجنب إراقة مزيد من الدماء وأن تسترجع البلاد هدوءها بالحفاظ على القواعد الديمقراطية وسيادة دولة القانون".
وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز قال الداعية الاسلامي فتح الله جولن ردا عل سؤال بشأن ما إذا كان بعض من مناصريه في تركيا شاركوا في المحاولة الانقلابية "أنا لا اعرف من هم مناصري". 
أضاف "بما أنني لا اعرفهم لا يمكنني أن أتحدث عن أي تورط"، مشيرا إلى أن المحاولة الانقلابية "يمكن أن تكون دبرتها المعارضة أو القوميون، أنا أعيش بعيدا عن تركيا منذ 30 عاما وأنا لست من هذا النوع".، ملمحا إلى انه لا يستبعد أن يكون اردوغان نفسه هو من دبر المحاولة الانقلابية بقصد تثبيت دعائم حكمه، معتبرا هذا "أمرا ممكنا".

الحكومية التركية
على الجانب الآخر قالت إدارة الطيران الاتحادية إنها حظرت على كل شركات الطيران التوجه من تركيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أدى الانقلاب الفاشل الذي وقع هناك إلى وقوع أعمال عنف وشن الحكومة حملة هناك، وأصدرت الإدارة أيضا بيانا حظر على كل الطائرات التجارية والخاصة الأمريكية الذهاب إلى تركيا.
قالت في بيان إن"إدارة الطيران الاتحادية تراقب الوضع في تركيا بالتنسيق مع شركائنا في وزارة الخارجية ووزارة الأمن الداخلي وستقوم بتحديث القيود مع تطور الوضع".
من ناحيتها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الحظر واسع النطاق يعكس مخاوف واشنطن الجدية بشأن أمن المطارات بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا مساء الجمعة. ولم توضح إدارة الطيران الاتحادية موعد رفع الحظر.
كان وزير العدل التركي، بكير بوزداغ، أكد أن عدد الموقوفين ارتفع إلى ستة آلاف شخص، مرجحا في الوقت ذاته ارتفاع هذه الأعداد.
أكد بقوله " أن حماية فتح الله جولن  من قبل الولايات المتحدة الامريكية سيضرّ بموقف الأخيرة وسمعتها، ولا أعتقد أن تستمر واشنطن بحماية شخص  الذي يستهدف تركيا بمثل هذه العمليات."
وفي تقرير منفصل ذكرت وكالة الأناضول أن السلطات في البلاد قامت "بتوقيف قائد القوات الجوية التركية السابق أكين أوزتورك وإجراء تحقيقات معه في مديرة أمن أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة."
الحكومية التركية
على الجانب الاخر وفى تقرير لها، نشرت صحيفة الأوبزرفر تداعيات محاولة الانقلاب في تركيا، والذي ينبغي أن يعمله أردوغان، وأكدت انه من المتوقع أن يكون رد أردوغان قاسيا على المشاركين في محاولة الانقلاب، لأن الرئيس التركي معروف بشدته في التعامل مع الخصوم، وانه اكتسب شدته من تجربته عندما كان طفلا فقيرا في مدينة اسطنبول، ومن القهر الذي تعرض له عندما كان رئيسا لبلدية المدينة، ومعارضا صاعدا، قبل 2003، ولكنه يعرف أيضا بإصراره على تنفيذ رؤيته وقناعاته.
أكدت الصحيفة أن أردوغان قال إن محاولة الانقلاب فرصة وهبها الله لتمكينه من تطهير صفوف القوات المسلحة، وهذا يعني، حسب رأيه، المزيد من التطهير، إلا انه عليه أن يستغل هذه الفرصة النادرة، التى زرعت التضامن ويتصرف كرجل دولة يوحد أمة مصدومة وجريحة، بدل إثارة المزيد من الاضطرابات.
أوضحت الصحيفة أن أردوغان سيخسر كل التضامن والدعم الذي اكتسبه في الخارج إذا مضى في هذا الطريق، وستتراجع شعبيته في الشارع أيضا.

شارك