الخطبة المكتوبة.. صراع جديد يدخله وزير الأوقاف!
الإثنين 18/يوليو/2016 - 07:30 م
طباعة

في محاولة جديدة من محاولاته للسيطرة وتحجيم الخطاب المتطرف والداعي الى الاقصاء والفتنة قرر وزير الأوقاف المصري الدكتور مختار جمعة أن يجعل خطبة الجمعة مكتوبة وليس ارتجالا كما هو معتاد على اكثر من 100 ألف منبر في مساجد مصر، مما أثار جدلا واسعا بين الجماعات والحركات الاسلامية وكذلك في أوساط الأئمة والأزهريين، فقد تسببت الخطبة المكتوبة في إشعال فتيل أزمة جديدة بين وعاظ الأزهر ومسئولي وزارة الأوقاف الذين هددوا بالاستغناء عنهم واستبدالهم بخطباء المكافأة, حيث رفض وعاظ الأزهر تصريحات الأوقاف التي تلزمهم بالخطبة المكتوبة وتهددهم بالاستغناء عنهم في حالة مخالفة التعليمات الخاصة بالخطبة المكتوبة والتي أعفت الوزارة منها أساتذة جامعة الأزهر والأئمة المميزين فقط فيما ألزمت خطباء المكافأة والمساجد الكبري بها.
ووصف عدد من وعاظ الأزهر تطبيق الخطبة المكتوبة بأنها قتل للفكر وإماتة للخطاب الديني وليس تجديده بل ستسهم في التشجيع علي التطرف ورفض الشباب للخطاب الديني المعتدل وانحرافهم ووقوعهم فريسة لعلماء الفتنة الذين ستكون الساحة خالية لهم.

الشيخ عبدالعزيز النجار
ومن جانبه استنكر الشيخ عبدالعزيز النجار مدير عام الوعظ بالأزهر الشريف إلزام وعاظ الأزهر بالخطبة المكتوبة, مطالبا بأن تكون بالخيار وليس بالإجبار, رافضا التهديد باستبدال خطباء المكافأة بهم, وقال: إن أسلوب الإكراه والإرغام ينبغي ألا يرقي إلي مستوي العلماء الذين يعلمون الناس الأخلاق وحسن التعامل.
وأضاف النجار: صدمت عندما سمعت تصريحات قيادات الأوقاف تلوح باستبدال وعاظ الأزهر في حالة عدم التزامهم بالخطبة المكتوبة, مؤكدا أن أبناء المجتمع يثقون في علماء الأزهر بحيث لو قام واعظ الأزهر بإلقاء خطبة في الطريق العام لانصرف الناس من المساجد وصلوا خلفه, مشيرا إلي أن هذه النظرة العدوانية والتهديد كان ينبغي ألا نسمعهما خاصة في هذه الفترة التي يتربص الكثير فيها بالأزهر والأوقاف.
وأوضح النجار أن تطبيق الخطبة المكتوبة كان ينبغي طرحه بعيدا عن هذه الضجة الإعلامية بحيث تلزم به وزارة الأوقاف الـ3 آلاف إمام الذين ستعقد لهم مسابقة خلال أيام فيكون الأمر أيسر ومناسب لهم ثم يترك أمر المكتوبة لباقي الأئمة بالخيار.

الدكتور محمد مختار
ومن جانبه شدد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف علي أن الخطبة المكتوبة خطوة مهمة لتطوير الخطاب الديني وأهم الوسائل لضبط الخطبة بهدف بناء منظومة فكرية عالية من خلال تناول وسائل الإعلام تفاصيل الخطبة وشرحها, مشيرا إلي أن آخر خطبة مكتوبة كانت منذ33 عاما.
وأضاف جمعة أن الخطبة المكتوبة أحد أكثر عوامل ضبط الخطبة للحفاظ علي قيم ثابتة ومحددة يتم بثها لجميع المساجد في آن واحد.

الشيخ محمد العجمي
وفي نفس السياق طالب الشيخ حمدي عبد الرسول، إمام وخطيب بالأوقاف، وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إلى التراجع عن تنفيذ قرار الخطبة المكتوبة، لأن الرجل الريفي الأمي عادة ما يحتاج إلى كلام سهل، خلافا لرجل المدينة.
ووجه عبد الرسول، رسالته إلى وزير الأوقاف، بأن يدع الإمام بأن يتكلم بأسلوبه الذى يفهمه هو ومستمعيه، وإذا أخطأ الإمام على الوزارة أن تحاسبه، ولا تنسى أن كل الأمة ليست على نفس الدرجة من الفصاحة والبلاغة ففيهم الأمي وفيهم الفصيح.
بينما قال الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف في أسيوط، إن الوزارة مازالت تستطلع آراء الأئمة بمختلف المحافظات، وكذلك المفكرين والعلماء والمختصين حول "الخطبة المكتوبة" قبل الإقرار النهائي لها. جاء ذلك خلال اجتماع وكيل وزارة الأوقاف، اليوم الاثنين 18 يوليو 2016، بمديري الإدارات الفرعية ومدير عام المتابعة ورئيس شئون القرآن والأئمة المتميزين والعلاقات العامة بمديرية أوقاف أسيوط، لشرح فكرة وآليات تنفيذ خطبة الجمعة المكتوبة. وأوضح وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، أن الخطبة المكتوبة تهدف إلى تطوير الخطاب الديني وصياغة الفكر والفهم المستنير وفق آلية تسهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة، وترسيخ أسس الانتماء الوطني، والتعايش السلمى. وأشار العجمي إلى السماح للخطباء المتميزين بأداء الخطبة الموحدة ارتجالا، وذلك بعد موافقة القطاع الديني بالوزارة؛ مشيرًا إلى قيام لجنة علمية لإعداد وصياغة موضوعات خطب الجمعة بما يتوافق مع روح العصر من قضايا إيمانية وأخلاقية وإنسانية وحياتية وواقعية. ولفت العجمي إلى أن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، بدأ بنفسه بمشروع الخطبة المكتوبة من مسجد عمرو بن العاص، لضرب المثال ليكون قدوة لباقي الأئمة، حيث مازالت الخطبة المكتوبة اختيارية لأئمة ودعاة الوزارة لحين وضع قواعدها الإجرائية.
فيما قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الرافضين للخطبة المكتوبة هم أصحاب الفكر المتطرف؛ بسبب تحديد موضوعها وعناصرها، وبالتالي فلن يخرج عنها ويبث أفكاره للناس.

الدكتور أحمد الطيب
وأبدى وزير الأوقاف، خلال المؤتمر الصحفي المنعقد اليوم بمقر الوزارة، تخوفه من بعض خطباء المكافأة الذين من الممكن أن يخرجوا على موضوع الخطبة المكتوبة، مشددًا على أنه سيتم سحب تصريح الخطابة حال حدوث ذلك.
وأشار "جمعة"، إلى أن وزارة الأوقاف تحتاج إلى كل إمام متميز، فنحن في حاجة إليهم، وسيحصلون على كل حقوقهم كاملة خلال مسابقة التعيين التي تم الإعلان عنها مؤخرا.
وتواصل «الأوقاف» مجهوداتها لإقناع كبار العلماء وأساتذة جامعة الأزهر والأئمة، بمبررات الاتجاه لتعميم الخطبة المكتوبة، وتطمين العلماء والأساتذة والأئمة المتميزين بأنهم ليسوا مقصودين، وأن القرار لن يُطبَّق عليهم حال تنفيذه، لكنه قاصر على الأئمة المتوسطين وضعاف المستوى، إضافة لخطباء المكافأة لإحكام السيطرة على المنابر.
وكشفت مصادر أن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، دعا أبرز المتحفظين على مسألة «الخطبة المكتوبة»، ومنهم الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، إضافة إلى النواب والعلماء والأئمة المؤيدين للموضوع، وعلى رأسهم الدكتور عبدالحكم الصعيدى، مستشار جامعة الأزهر، لمناقشتهم والتأكيد على أن مسألة تعميم الحبة يراد بها خطباء يخرجون عن الموضوع إلى أمور سياسية.
وأشارت المصادر إلى أن هناك طلبات وصلت الأزهر لإبداء هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية رأيهما في «الخطبة المكتوبة»، وأن البت في تلك الطلبات يتوقف على عودة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، من أداء العمرة. وحررت «أوقاف الجيزة» محضرين لشيخ سلفي يدعى السيد البصير، حرّض أنصاره على طرد خطيب المكافأة من مسجد مجمع برهامي بشارع عثمان بالطالبية، وصعد المنبر عنوة ليخطب الجمعة، والآخر لمواطن يدعى أبو السعود محمد، حاصل على دبلوم صناعي وخطب دون تصريح.
وكشفت مصادر بمديرية أوقاف الإسكندرية، انتهاء تجديد تصريح الخطابة الخاص بنائب رئيس الدعوة السلفية، ياسر برهامي، خلال أيام، ليعود للخطابة مجدداً بمسجد الخلفاء الراشدين، مضيفة أن «برهامي سيلتزم بالخطبة المكتوبة مثلما التزم بالخطبة الموحدة من قبل»