بدء مارثون المفاوضات بالكويت... والجيش اليمني يواصل تقدمه نحو صنعاء

الإثنين 18/يوليو/2016 - 11:48 م
طباعة بدء مارثون المفاوضات
 
بدأ في الكويت ماراثون المفاوضات الاممية بين الفرقاء اليمنيين، حيث تشارك الحكومة اليمنية في مشاورات السلام مع وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح، في وقت أحرزت القوات الموالية لها تقدماً ميدانياً جديداً غرب مأرب في ظل استمرار المواجهات على مختلف الجبهات وتواصل غارات التحالف العربي على مواقع المتمردين.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
عقد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في اليوم الثاني لاستئناف المشاورات اليمنية في الكويت لقاءات منفصلة، الأول صباحاً مع وفد الانقلابيين، وعصراً مع الوفد الحكومي، على أن يلتقي لاحقاً وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد الصباح، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية.
وأشارت الوكالة إلى أن المبعوث الأممي سيناقش مع الأطراف اليمنية عدداً من القضايا السياسية والأمنية والإنسانية المطروحة على جدول الأعمال، إلى جانب موضوع الضمانات التي يطالب بها الوفد الحكومي والمتعلقة باعتراف وفد الانقلابيين بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، والالتزام بقرار مجلس الأمن 2216.
دعا المبعوث الدولي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد طرفَيْ النزاع هناك إلى اتخاذ «قرارات حاسمة»، محذّراً إياهما من أن مشاورات الكويت التي حددتها الحكومة بفترة 15 يوماً هي «الفرصة الأخيرة» أمامهما للتوصل إلى اتفاق على الأولويات، وأهمها «تثبيت وقف الأعمال القتالية، وتحسين الوضع الإنساني، والترتيبات الأمنية، لنتمكن من التطرُّق الى كل المواضيع الأخرى».
ووافقه وزير الخارجية اليمني، رئيس الوفد الحكومي إلى المشاورات عبدالملك المخلافي على أن هذه الجولة هي «الفرصة الأخيرة» لمناقشة تنفيذ الاتفاقات التي ترعاها الأمم المتحدة، داعياً إلى التزام «السقف الزمني» المحدد بأسبوعين.
واستؤنفت مشاورات السلام اليمنية في الكويت بين وفدَيْ الحكومة وجماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح، وأمهَلَ ولد الشيخ أحمد الفريقين أسبوعين فقط لإنجاز اتفاق. وقال في مستهل الجلسة الافتتاحية ليل أول من أمس إن «النقاشات ستركز على تثبيت وقف الأعمال القتالية وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية، بالإضافة إلى تشكيل لجان عسكرية تشرف على انسحاب (الميليشيات من المدن) وتسليم السلاح وفتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية». وأضاف مخاطباً الوفدين: «المرحلة دقيقة وحاسمة، تضعكم جميعاً تحت مجهر الرأي العام اليمني والدولي. والأمم المتحدة وضعت تحت تصرفكم كل خبراتها السياسية والإدارية، ودولة الكويت جنّدت، مشكورة، فريقاً كاملاً للدعم اللوجستي والأمني والسياسي، لكن ذلك كله لا يكفي إن لم تبذلوا الجهود الضرورية لضمان الأمن والاستقرار في اليمن».
وزاد أن «لجنة السجناء والأسرى والمعتقلين ستواصل عملها».
وعلمت «الحياة» أن ولد الشيخ أحمد عقد أمس جلسات منفصلة مع الوفدين، وقالت مصادر مطلعة أن الوفد الحكومي سيلتقي وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.
إلى ذلك، قال المخلافي إن المشاورات هي «الفرصة الأخيرة لمناقشة تنفيذ الاتفاقات بإشراف الأمم المتحدة والدول الراعية للعملية الانتقالية في اليمن».
وطالب رئيس وفد الحوثيين الناطق باسم جماعتهم محمد عبدالسلام بـ «تشكيل مجلس رئاسي، وحكومة وحدة وطنية تمهيداً لاستئناف الحوار السياسي من النقطة التي توقف عندها». وقال إن «الإجراءات والترتيبات الأمنية والعسكرية المتعلقة بالانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة إلى الدولة، يجب أن تتم في ظل السلطة التنفيذية التوافقية الجديدة، على أن تشمل كل المناطق».
في المقابل، أعلن الوفد الحكومي تمسّكه بـ «الحل الشامل»، وأعرب عضو الوفد نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري عن تشاؤمه بالتوصل إلى نتائج إيجابية، وقال لـ «الحياة» «الجلسة الافتتاحية كانت عادية وموقف الطرف الآخر لم يتغير». 

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، سيطر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على الجبال والمرتفعات الشرقية والجنوبية لسلسلة جبال يام وصولاً إلى جبال الذيبة في الجهة الغربية في جبهة نهم شرق صنعاء في مواجهات قتل خلالها 12 وجرح آخرون من الميليشيات.
كما تمكن الجيش والمقاومة من استعادة السيطرة على منطقة ظبي الاعبوس في مديرية حيفان بتعز بعد معارك شرسة مع المتمردين.
واستعادت المقاومة السيطرة على جبلي الأشقري والنظارة في مديرية صرواح في مأرب بعد اشتباكات عنيفة مع الانقلابيين.
كما دمر طيران التحالف العربي دبابتين وآليات عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قرب حرض، ومخزن أسلحة وذخائر للميليشيات قبالة الخوبة السعودية.
 قال المتحدث باسم المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني في محافظة صنعاء، إن عشرات من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لصالح، سقطوا قتلى وجرحى في معارك، دارت في مديرية نهم (شرق العاصمة صنعاء)، اليوم الاثنين.
وذكر الشندقي في بيان صحفي له، نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن القوات الحكومية صدت هجوم للحوثيين وقوات صالح ،في المجاوحة وبني فرج، حيث دارت معركة هي الأعنف من نوعها
وأضاف بأن مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية شنت غارات جوية، على مواقع لمسلحي الجماعة في المنطقة، ودمرت ثلاث عربات (أطقم) ومدرعة وثلاثة رشاشات ثقيلة.
وأشار إلى إن «عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المليشيات يقدر بالعشرات فيما استشهد أحد أبطال الجيش والمقاومة وثلاثة جرحى».
فيما أوقع هجومان بالسيارة المفخخة استهدفا نقطتي تفتيش للجيش في المكلا، كبرى مدن حضرموت، جنوب شرقي اليمن، خمسة قتلى على الأقل من العسكريين، وفق ما أفاد مسؤول كبير في الجيش. وصرح قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين بأن انتحارياً على متن سيارة مفخخة اندفع نحو حاجز للجيش في الضاحية الغربية للمكلا، وفي الوقت نفسه تقريباً فجّر انتحاري ثان سيارته عند نقطة تفتيش أخرى للجيش في وسط المدينة، مشيراً إلى حصيلة موقتة من خمسة قتلى في الاعتداءين الارهابيين، في اشارة الى المسلحين المتشددين الناشطين في جنوب اليمن وجنوبها الشرقي.
فيما قتل 13 مسلحاً من مليشيات الحوثيين و قوات صالح، وعنصران من المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الأحد، في معارك بين الطرفين بمحافظة تعز، وسط اليمن، بحسب مصادر من المقاومة.
وأفاد مصدر ميداني بالمقاومة في مديرية حيفان، جنوب مدينة تعز، بأن عناصر المقاومة شنت هجوما صباح اليوم، على موقع “ظبي أعبوس” العسكري الاسترتيجي بالمنطقة ذاتها، وفرضوا سيطرتهم عليه حتى قبل حلول ساعات المغرب.
وأضاف أنه بعد أن شن الحوثيون قصف مدفعي مكثف، “لم نستطع أن نُحكم سيطرتنا على الموقع، واضطررنا إلى الانسحاب”. 
وأوضح أن عملية الانسحاب جاءت بعد أن شن الحوثيون المتمركزون في جبل “الهتاري” ومنطقة “رأس الخراص”، قصفا بالمدافع الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا، على عناصر المقاومة المتقدمة في المعسكر والمناطق المحيطة به. 
وبحسب المصدر، فإن أحد عناصر المقاومة قتل خلال المعارك وأُصيب آخرون، فيما قُتل 8 من المسلحين الحوثيين وحلفائهم.
وفي مدينة تعز، قال المركز الإعلامي للمقاومة في بيان، إن عنصراً في المقاومة قُتل، وأُصيب 3 آخرون في المعارك المستمرة، بين المقاومة والحوثيين، التي تدور في شرق المدينة، وغربها. 
وأضاف أن 5 من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لهم قُتلوا أيضاً، فيما أُصيب 9 آخرون خلال المعارك.

ايران في خليج عدن:

ايران في خليج عدن:
ومن جهة اخري، وجّه سلاح البحرية التابع للجيش الإيراني، اليوم الإثنين مجموعة السفن 42، إلى المياه الإقليمية في خليج عدن، ومضيق باب المندب (جنوب اليمن)، لإجراء المهمات المناطة بها.
 وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية، أن السفن الـ42 تضم مدمرة (الوند) وسفينة (تنب) اللوجستية. وحضر مراسم ارسالها، قائد سلاح البحرية بالجيش الإيراني، الأدميرال حبيب الله سياري.
 وزعمت الوكالة الإيرانية، أن ارسال هذه المجموعة من السفن، يهدف إلى الحفاظ على أمن الخطوط الملاحية التجارية، كما ترمي المهمة إلى “توجيه رسالة السلام والصداقة من الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جميع البلدان المطلة على خليج عدن”.
 يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تُعلن فيها إيران الداعمة لميليشيات الحوثيين، ارسال مجموعة من البوارج الحربية إلى المياه الإقليمية، التي تسيطر عليها بحرية التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

المشهد السسياسي:

المشهد السسياسي:
وعلى صعيد المشهد  السياسي، التقى رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عبيد بن دغر اليوم في عدن المبعوث الخاص لدوله الإمارات العربية المتحدة إلى اليمن العميد علي مصلح الحبابي.
وأشاد بن دغر خلال اللقاء بجهود دولة الإمارات الطيبة خلال مرحله التحرير وحتى اليوم ..مؤكدًا تقدير الحكومة اليمنية ممثله بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية للمواقف العروبية والاسلامية التي اتخذتها دوله الإمارات، وموقفها تجاه انقلاب ميليشيات الحوثي، والرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي عرض اليمن وأمنها وأمن الأقليم لخطر داهم، ما كان يمكن دفعة دون الموقف العربي الموحد والمتمثل بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية .
واستعرض الدكتور بن دغر مع المبعوث الإماراتي الأوضاع الراهنة في البلاد وجهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الذي منع انهيار الدولة وأنقذ الشرعية، ووضع حدًا للأطماع الإقليمية المتزايدة في اليمن .
وتطرق اللقاء أيضًا إلى أوضاع المناطق المحررة أمنيًا، وتنمويًا، واستعرضا مستوى تنفيذ الإتفاقية اليمنية -الإماراتية لصيانة كهرباء عدن وتطويرها، وكذلك جهود الإمارات العديدة في المجالات التربوية والصحية ومجالات الإغاثة الإنسانية .
كما جرى التطرق إلى المشاريع المستقبلية لمحافظة عدن، والمحافظات القريبة منها، والتي سيكون لها أثر كبير في تجنيب الاحتقانات المتزايدة في مجال الخدمات العامة.
كرم رئيس الوزراء اليمني، خلال اللقاء المبعوث الإماراتي نظير جهوده المخلصة في تطوير التعاون بين اليمن والإمارات ،وعلى دوره الملموس في تحرير عدن والمناطق المحررة .

المشهد اليمني:

بدا في الكويت مفاوضات اليمنية، وسط مخاوف من تكرار  التجارب السابقة في المفاوضات والتي تؤدي الي اللا شئ.
ويري المراقبون أن المعارك تأتي في سياق منع الحوثيين من تحقيق أي تقدم إضافي والاستمرار في استنزافهم في المواجهات التي لم يدخل فيها الجيش الوطني وقوات التحالف بشكل جدي حتى الآن.
ورجح المراقبون استمرار الصراع في اليمن، حتي التزام حقيقي بقرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة باليمن والمباردة الخليجية.

شارك