بعد محاولة الهجوم علي ركاب قطار.. فوبيا "داعش" تلحق بألمانيا

الثلاثاء 19/يوليو/2016 - 11:49 ص
طباعة بعد محاولة الهجوم
 
مع التهديدات التي لوح بها التنظيم الإرهابي "داعش" ضد ألمانيا، في الفترة السابقة، بدأ بالفعل في تنفيذها، من خلال قيام أحد عناصره ببث الرعب ومحاولة الهجوم علي قطار المسافرين في الولاية الواقعة بجنوب ألمانيا مساء أمس الأثنين.
بعد محاولة الهجوم
ومن جانبه قال وزير الداخلية في بافاريا يواخيم هيرمان إن لاجئا أفغانيا عمره 17 عاما مسلحا بفأس وسكين هاجم مسافرين في قطار في الولاية الواقعة في جنوب ألمانيا، مساء أمس 18 يوليو 2016، وأصاب نحو 15 شخصًا بإصابات بالغة قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص، مؤكدًا أنه تم العثور على راية لتنظيم داعش في غرفة الفتى الأفغاني طالب اللجوء الذي نفذ اعتداء بفأس وسكين في قطار جنوب ألمانيا.
وقال إنه أثناء تفتيش الغرفة التي كان يقيم فيها، عثر على راية لتنظيم داعش من صنع اليد"، موضحا كذلك أن أحد الشهود أكد أن الفتى الذي قتل لدى محاولته الفرار بعد تنفيذ الاعتداء هتف "الله أكبر".
بافاريا أضاف أنه لا يزال من المبكر التكهن بدوافع المهاجم الذي قال إن من المعتقد أنه كان يعيش في بيت يسكنه قاصرون بدون مرافقين في بلدة أوكسنفورت القريبة من مدينة فويرتسبرغ.
في هذا السياق، تبني التنظيم الإرهابي داعش المسؤولية عن الهجوم، حيث قالت وكالة أعماق للأنباء التابعة للتنظيم، اليوم الثلاثاء، إن منفذ عملية الطعن في ألمانيا هو أحد مقاتلي التنظيم ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف التي تقاتل الدولة الإسلامية".
وفي 23 يونيو الماضي، تعرضت ألمانيا، لهجوم من قبل مسلح يحمل بندقية وحزام ذخيرة فتح النار في مجمع لدور السينما بمدينة فيرنهايم في غرب ألمانيا قرب فرانكفورت، حيث أعلن وزير الداخلية الألماني آنذاك أن المسلح الذي أطلق النار على أشخاص في دار سينما في مدينة فيرنهايم غرب ألمانيا، مختل عقلياً.
وكانت الشرطة سارعت إلى مداهمة دار السينما وقتل المسلح الذي حاول أخذ رهائن داخل المجمع. وقد أوضحت السلطات المحلية أن عملية إطلاق النار لم تسفر عن مقتل أو إصابة أي شخص باستثناء منفذ الهجوم.
وكانت صحيفة "مانهايمر مورغن" قد نقلت عن وزير داخلية ولاية هيسه الألمانية أن مسلحاً فتح النار على مجمع لدور السينما في مدينة فيرنهايم بغرب ألمانيا قتل بالرصاص بعدما اقتحمت الشرطة المجمع، مؤكداً عدم وجود "مؤشرات على إصابة آخرين".
ويأتي الهجوم كذلك بعد أيام من قيام تونسي يقود شاحنة زنتها 19 طنا بدهس حشود من المحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي في مدينة نيس بجنوب فرنسا، ما أدى إلى مقتل 84 شخصا.
بعد محاولة الهجوم
ويرجح مراقبون أن الحادث سيعمق المخاوف من الهجمات الفردية في أوروبا وقد يضع ضغوطا سياسية على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي رحبت باستقبال مئات الآلاف من اللاجئين في ألمانيا العام الماضي.
واستقبلت ألمانيا نحو مليون مهاجر في عام 2015، من بينهم آلاف من القاصرين بدون مرافقين. وكان كثير من المهاجرين يفرون من حروب في دول مثل سوريا والعراق وأفغانستان.
وعلى عكس فرنسا وبلجيكا المجاورتين لم تكن ألمانيا في السنوات القليلة الماضية ضحية لهجوم متطرفين، لكن مسؤولي الأمن يقولون إنهم أحبطوا عددا كبيرا من المؤامرات.
وكانت بوابة الحركات الإسلامية، ذكرت في تقرير سابق لها، أن ألمانيا تقوم باتخاذ المزيد من الحذر والتأهب، تحسبا من وقوع أى هجمات إرهابية داخل أراضيها علي يد داعش الإرهابي، وبالأخص في أعقاب التفجيرات التي شهدتها تركيا في الفترة الأخيرة والتي جعلت برلين أكثر حرصًا.
وأصبح التنظيم الإرهابي داعش "فوبيا" لجميع دول العالم، حيث شهدت تركيا وفرنسا عدد من التفجيرات في الفترة القليلة الماضية، أدت إلي سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وكانت وقعت في أول مارس الماضي سلسلة من الهجمات الإرهابية في العاصمة البلجكية "بروكسل"؛ حيث أفادت المعلومات التي حصلت عليها المخابرات الألمانية بأن فرنسا كانت هدفا لخلية بروكسل، قبل العدول عن مخططاتها وتنفيذ هجوم في العاصمة البلجيكية.
وتعتبر هذه الهجمات المتتالية في الدول الأوروبية ما هي إلا تهديد واضح للدول المتبقية ولم تشهد عمليات إرهابية، لذلك تسعي معظم الدول الأوروبية الآن إلي وضع المزيد من وسائل تأمين لجميع مؤسساتها الحيوية.
وفي هذا الصدد يتخوف الألمانيين من هجمات شبيهة بهجوم إسطنبول ومن قبله باريس وبروكسل، حيث يسعى تنظيم داعش إلى تنفيذ عمليات هدفها الوحيد تسليط الضوء عليه والإيحاء بأن الحرب التي تشن ضده في سوريا والعراق لا تعيق نشاطه.
مدير جهاز المخابرات الداخلية في ألمانيا "بي. إف. في"، هانز جورج ماسن، قال في تصريحات صحافية في وقت سابق إن هجمات الإسلاميين تشكل أكبر تهديد أمني لألمانيا، وإن هجوما مثل الذي وقع في إسطنبول الأسبوع الماضي يمكن أن يحدث في ألمانيا.
وكان البرلمان الألماني "البوندستاج"، ناقش أواخر يونيو الماضي، حزمة من الإجراءات لمكافحة الإرهاب، فى ضوء تنامى خطر الجماعات الإرهابية وتسلل عدد من عناصر تنظيم داعش بين اللاجئين الموجودين على الأراضي الألمانية، وسط تحذيرات من مخاطر العناصر المتطرفة التى تحاول نشر العنف وثقافة الكراهية داخل المجتمع الالمانى، وهو ما يعزز من فرص تصاعد نجم الأحزاب اليمنية.
بعد محاولة الهجوم
كانت المخابرات الألمانية كشفت في وقت سابق عن محاولات التنظيم الإرهابي داعش، لاستقطاب  مقاتلين من صفوف اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا.
وكان التنظيم الإرهابي، قد بث تسجيلًا مصورًا في أبريل الماضي أشار فيه إلى أنه قد يشن هجمات أخرى في الغرب بعد تفجيرات بروكسل وهجمات باريس، محددًا لندن وبرلين وروما كأهداف محتملة.
وكانت ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن محققين ألمان عثروا على ملفات لتنظيم "داعش" تحوي معلومات جديدة عن جهاديين ألمان طلقاء، ولم تقدم المجلة معلومات إضافية مكتفية بالحديث عن وجود معلومات عن 400 جهادي غادروا مناطق "داعش". 
وكشفت تقارير صحفية في ألمانيا عن وقوع ملفات لتنظيم (داعش) في أيدي محققين ألمان بها معلومات جديدة عن متطرفين إسلاميين ألمان. وقالت مجلة "دير شبيجل" في عددها الجديد: إن بعضًا من المتطرفين، الذين ورد ذكرهم في هذه الأوراق طلقاء في الوقت الراهن؛ لأن السلطات لم تتمكن من إثبات انتمائهم للتنظيم.
وقبل العثور على هذه الملفات، لم تفلح السلطات الألمانية في أن تتيقن من أن العديد من هؤلاء الجهاديين المحتملين كانوا في سوريا. وتابعت المجلة أن الوثائق المدونة باللغة العربية تحوي معلومات عن نحو 400 جهادي غادروا المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش" بينهم نحو 20 ألمانيا.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، في تقرير سابق لها أنه في ظل حالة عدم الاستقرار التي يعانيه الغرب إثر الهجمات التي تعرضت لها بعض دوله، والاستراتيجية الخاطئة التي تتبعها الولايات المتحدة في مواجهة التنظيم الإرهابي "داعش"، يواصل الأخير المزيد من التهديدات والتلويحات، لمختلف الدول العربية والأوروبية، حيث نشر التنظيم الدامي آنذاك، صورًا على الإنترنت تدعو المسلمين الألمان إلى تنفيذ هجمات على غرار تلك التي وقعت في بروكسل، وخص بالذكر مقر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومطار كولونيا بون.

شارك