الغرب ينتقد سياسات أردوغان القمعية..وأنقرة تطالب واشنطن برأس "جولن"

الثلاثاء 19/يوليو/2016 - 08:55 م
طباعة الغرب ينتقد سياسات
 
أردوغان
أردوغان
تتوالى الانتقادات الغربية لسياسات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، على اثر محاولة الانقلاب العسكري الجمعة الماضية، وسط تحذيرات من المسار الديكتاتوري الذى يتخذه أردوغان وحكومته وعدم احترام القانون، وملاحقة المعارضين للتخلص منهم نهائيا.
من جانبه قال مايك روجرز، الرئيس السابق للجنة الشؤون الاستخباراتية التابعة للكونجرس الأمريكي، إن ما يجري في الوقت الراهن في تركيا باعتقاده هو بدء تحويل تركيا إلى "أردوغانية"
أضاف "ما يعنيه تحويل تركيا إلى أردوغانية هو جعلها أقل علمانية، وتذكروا يصفه البعض أردوغان بـ’بوتين الصغير‘ حيث انتخب كرئيس للوزراء ومن ثم ترشح لكرسي الرئاسة وقام بتغيير الدستور لمنحه المزيد من النفوذ كرئيس"، مضيفا "لوقت طويل حاول أردوغان تطهير القيادات العليا بالجيش، حيث فهم أنه السبيل لتحويل البلاد إلى إسلامية أكثر، باعتبار أنه وبالدستور التركي فالجيش تقع عليه مسؤولية الحفاظ على علمانية الدولة."
أضاف روجرز: "أنا لا أقلل من تاثيره الكبير، وأشك بأن هناك أي صله لأردوغان بما جرى، وبحسب ما فهمته فإن هؤلاء الأشخاص المخططين للانقلاب كانوا تحت وطأة ضغط كبير حيث كانوا على علم بأن عملية تطهير ستأتي، وما قاموا به كان بناء على ذلك الضغط."
وفى سياق اخر قال فادي هاكورة، الخبير بشؤون تركيا في معهد تشاثام، إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قام باعتقال قضاة بالمحكمة الدستورية رغم الحصانة القانونية التي يتمتعون بها، لافتا إلى أن ذلك يعتبر مؤشرات إلى الطريق الذي يسلكها الرئيس التركي عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، الجمعة الماضية.
أوضح هاكورة أن المؤشرات تظهر أن أردوغان يقوم باستغلال الفرصة لتعزيز نفوذه بملاحقة خصومه في الدولة، ولن يستغل ما جرى لتقوية المؤسسات الديمقراطية في البلاد."
غموض حول تفاصيل الانقلاب
غموض حول تفاصيل الانقلاب
أضاف: "أعتقد أن هدف أردوغان الأسمى هو تحويل تركيا من دولة ذات نظام برلماني إلى دولة تتركز فيها النفوذ بسلطة الرئاسة."
يذكر أن تصريحات هاكورة تأتي في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات التركية اعتقالها لنحو 9000 شخص على خلفية التحقيقات في محاولة الانقلاب التي أودت بحياة 232 شخصا في حين ذهب مسؤولون بالبلاد بالتصريح إلى أنن عدد القتلى تجاوز الـ290 شخصا.
وفى سياق متصل أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن حكومته أرسلت ملفات إلى الولايات المتحدة لطلب تسليم الداعية فتح الله جولن المتهم بالضلوع في محاولة الانقلاب، وقال يلدريم للبرلمان "لقد أرسلنا أربعة ملفات إلى الولايات المتحدة لـ(طلب) تسليم كبير الإرهابيين"، مضيفا "سنقدم لهم أدلة أكثر مما يريدون". وتوعد يلدريم بأن بـ"اجتثاث" حركة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله جولن "من جذورها" حتى لا تخون الشعب التركي مجددا.
وسبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن وجه في خطبه أصابع الاتهام إلى غولن في تدبير محاولة الانقلاب العسكري يوم الجمعة الماضية والتي راح ضحيتها أكثر من 230 شخص، داعيا الولايات المتحدة إلى تسليمه لتركيا.
وردت واشنطن أنها لن تبحث طلب تسليم جغولن إلا إذا حصلت على أدلة واضحة. وفي خطابه أمام البرلمان، اتهم يلدريم الولايات المتحدة بالكيل بمكيالين في حربها على الإرهاب. وأضاف أن محاولة الانقلاب لم يسبق لها مثيل في تاريخ التدخلات العسكرية في تركيا نظرا لاستهداف المدنيين خلالها.
على الجانب الاخر كشفت مصادر في المخابرات التركية إنها توصلت إلى معلومات تُفيد بوقوع محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها تركيا الجمعة الماضية، وأن رئيس جهاز المخابرات، هاكان فيدان، عقد اجتماعا سريا، مع رئيس هيئة الأركان العامة، خلوصي أكار، والرئيس الثاني في الهيئة، يشار غولار، وقائد القوات البرية.
مأزق الجيش التركى
مأزق الجيش التركى
وكشفت المصادر التسلسل الزمني للأحداث بالتوقيت المحلي في تركيا الجمعة الماضية:
الساعة الرابعة بعد الظهر: توصل جهاز المخابرات إلى معلومات حول وجود "خطة انقلابية".، وفى الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر: بلغ رئيس جهاز المخابرات الرئيس الثاني في هيئة الأركان العامة بوجود تحركات داخل الجيش التركي.
وفى الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر: نائب رئيس جهاز المخابرات يتوجه إلى مقر هيئة الأركان العامة، ويُخطر الرئيس الثاني في الهيئة بتفاصيل خطة محاولة الانقلاب.
وفى الساعة السادسة مساءً: توجه رئيس جهاز المخابرات إلى مقر هيئة الأركان العامة، وعقد اجتماعا سريا مع الرئيس الثاني في الهيئة، وقائد القوات البرية، لبحث اتخاذ تدابير ضد خطة محاولة الانقلاب.
وفى الساعة السادسة والنصف مساءً: أصدر رئيس هيئة الأركان العامة عقب الاجتماع التعليمات التالية إلى كافة الوحدات بالجيش: إغلاق المجال الجوي للبلاد كاملا أمام حركة الطيران، وعدم إقلاع الطائرات العسكرية بأي شكل من الأشكال، ومنع تحرك الوحدات، ومنع تحرك الدبابات وإرسال قائد القوات البرية إلى مدرسة الطيران التابعة للقوات البرية، لتفتيش أنشطتها.
وفى الساعة التاسعة مساءً: بداية محاولة الانقلاب بشكل رسمي وتقديم موعد انطلاقه عقب الكشف عن الخطة، بعد أن كان من المقرر بدايته الساعة الثالثة فجرا من اليوم التالي، واحتجاز رئيس هيئة الأركان العامة، والرئيس الثاني في الهيئة، وقائد القوات البرية.

شارك