مؤتمر التحالف الدولي في واشنطن.. هل يفلح في كبح مخاطر "داعش"؟
الأربعاء 20/يوليو/2016 - 03:41 م
طباعة

مع اقتراب عامين على تدشين التحالف الدولي في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، لم يزل التنظيم الإرهابي يتوغل ويتمدد في جميع أنحاء العالم، وكأن التحالف الذي انضمت له أكثر من 60 دولة، يقف عاجزًا في مواجهة "داعش" وليس لديه القدرة على مواجهة أي هجمات يتلقاها.

وتجتمع في واشنطن على مدار يومي الأربعاء والخميس، 43 من الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بعد سلسلة اعتداءات تبناها التنظيم الجهادي في العالم في الفترة الاخيرة.
يأتي ذلك الاجتماع في ظل الظروف القهرية التي تعيشها دول العالم من تنامي نفوذ داعش، والذي فشل التحالف الدولي على مدار عامين من التصدي له والقضاء عليه، وبالأخص عقب الهجمات الإرهابية التي شهدتها عدة دول كان آخرها فرنسا، وقد استهدف سائق شاحنة من أصل تونسي تجمعات للناس في أثناء احتفالهم بالعيد الوطني الفرنسي بمدينة نيس الفرنسية، موقعًا 84 قتيلًا و300 جريح، وكذلك ألمانيا عن طريق استهداف قطار الركاب في الولاية الواقعة بجنوب ألمانيا.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن التحالف الدولي متهم بأنه لم يحقق تقدم ملحوظ في حرب ضد التنظيم، إلا أنه يصر على نجاحه في إنجاز العمليات الذي يقوم بها بنجاح على حسب المتحدث باسم الجيش الأمريكي الكولونيل ستيف وارن، والذي أكد فيه على أن التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا إنجاز "المرحلة" من الحرب بنجاح، وينفذ التحالف عملية من ثلاث خطوات رئيسية في حربه المستمرة منذ 20 شهرًا ضد التنظيم المتطرف.
ويستضيف وزير الخارجية الأمريكية جون كيري ووزير الدفاع آشتون كارتر الاجتماع الوزاري المشترك للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"؛ حيث قال المبعوث الرئاسي في الخارجية الأمريكية للتحالف الدولي ضد "داعش" بريت ماكغورك: "إن وزراء دفاع وخارجية 46 بلدًا سيشاركون في الاجتماع؛ من أجل تنسيق المرحلة القادمة من الحملة لهزيمة "داعش"".
وأضاف في ايجاز صحفي أمس الثلاثاء 19 يوليو 2016، أن الاجتماع سيركز على الخطط العسكرية وخطط الاستقرار للعمليات في العراق، وكذلك سيتناولون الاستراتيجية الجديدة التي قد تكون بداية لنهاية التنظيم الإرهابي.
وبَيَّن أن الوزراء سيتناولون أيضًا إلحاق المزيد من الهزيمة بشبكات "داعش" ودعاياتهم عبر الانترنت ومصادرهم المالية والمقاتلين الأجانب ومراجعة مسار الحملة منذ البداية وحتى الوقت الراهن ووضع استراتيجية تُعْنَى بزيادة تسريع زوال هذا التنظيم.
ويشارك في الاجتماع 43 دولة من الدول المنضمة للتحالف الدولي على رأسهم مصر والجزائر والسعودية وغيرهم، وأوضح المتحدث الرسمي للخارجية المصرية أحمد أبو زيد أن المشاركة تأتي على مستوى وزراء خارجية الدول أعضاء التحالف، بالإضافة إلى مشاركة عدد من وزراء الدفاع بالدول المشاركة في عمليات عسكرية ضد التنظيم في كل من سوريا والعراق.
وعلى هامش الاجتماع، سيعقد اجتماع وزاري في واشنطن لمناقشة مستجدات القضية الفلسطينية يشارك فيه الاتحاد الأوروبي ومصر والأردن والسعودية.
وقال الموفد الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما لدى التحالف برت ماكورك: إن هذه الاعتداءات "ستكون بلا شك من مواضيع القلق الرئيسية خلال المباحثات".

وفي أعقاب تصريحات رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس الذي توقع اعتداءات أخرى و"مقتل المزيد من الأبرياء"، حذر ماكورك بدوره خلال مؤتمر عبر الهاتف، من أن "أحدًا لا يمكنه أن يقول: إن هذه الاعتداءات ستتوقف، قائلًا: "للأسف، أعتقد أننا سنشهد اعتداءات أخرى".
وقال ماكورك: إن التحالف الدولي الذي شن 14 ألف غارة خلال سنتين "يحقق نجاحات على الأرض"، لكنه أقر بأن "هناك الكثير من العمل" لتفكيك الشبكات الجهادية في العالم.
ويرى محللون أن داعش تلقى ضربات موجعة، لكن لم يتم القضاء عليه.. لقد فقد قدرته على السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي، ولكنه لم يفقد قدرته على تنفيذ الهجمات والاعتداءات.
وتكبد التنظيم الإرهابي، منذ تدشين التحالف الدولي، في العراق قرابة 50%، وفي سوريا ما بين 20 إلى 30% من الأراضي التي سيطر عليها في 2014، وفق واشنطن.
ويعتزم التحالف الدولي البدء في معركة لسرعة استعادة مدينة الموصل في شمال العراق بعد طرد التنظيم من معقله في الفلوجة الواقعة على بعد نحو سبعين كيلومترًا إلى الغرب من بغداد.
واستعادت القوات العراقية الفلوجة وتقدمت في وادي دجلة باتجاه الموصل، وسيطرت على قاعدة القيارة القديمة على بعد نحو ستين كيلومترا جنوب المدينة والتي سيتم الانطلاق منها لمهاجمة الموصل، وفق العسكريين الأمريكيين.
وأرسلت واشنطن مئات من الجنود الاضافيين إلى العراق لمساعدة الجيش العراقي في معركة استعادة الموصل، ليرتفع بذلك عدد الجنود الأمريكيين في العراق إلى 4600.
ووفق المرصد السوري فإن أكثر من 280 شخصًا راحوا ضحايا غارات نفذها التحالف الدولي في بلدة الأتارب التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في حلب.
ووفق مصادر فقد يتحدث أعضاء التحالف كذلك عن ما بعد القضاء على تنظيم داعش، لا سيما بالنسبة إلى العراق الذي سيكون محور مؤتمر منفصل للمانحين الأربعاء.

وكانت بوابة الحركات الإسلامية ذكرت في تقرير سابق لها، أن حرب الولايات المتحدة وحلفائها على "داعش" في العراق بدأت فعليًّا في 19 سبتمبر عام 2014، فيما انطلقت الغارات على مواقع تنظيم "الدولة" في سوريا في 22 سبتمبر من نفس العام، واستخدمت فيها مئات الطائرات المقاتلة والتجسسية والصواريخ المجنحة إضافة إلى الأقمار الاصطناعية وأحدث تقنيات الرصد حشدت واشنطن تحالفًا يمكن القول إنه الأكبر في التاريخ ضد مجموعة "إرهابية"، ورصدت لحربها ضده 3.5 مليارات دولار من ميزانيتها الدفاعية البالغة 650 مليارًا، ونشرت المئات من جنودها وخبرائها في الدول المجاورة، وكان لسلاحها الجوي نصيب الأسد من عمليات القصف الجوي في البلدين، نحو 93% في سوريا و70% في العراق، ومع ذلك لم يؤد ذلك إلى أي نتائج تُذكر وتشير الأرقام الرسمية الأمريكية إلى أن طائرات قوات التحالف الذي تشارك فيه بأشكال مختلفة أكثر من 60 دولة، بينها 5 دول عربية، نفذت 20000 عملية قصف ودعم جوي ومرافقة، بينها 5200 طلعة استخدمت خلالها الطائرات سلاحًا واحدًا من ترسانتها على الأقل في العام الأول.
وأسفرت آلاف الغارات التي نفذتها قوات التحالف، حسب تصريح لتوني بلينكين نائبوزير الخارجية الأمريكية عن مقتل 10 آلاف من عناصر تنظيم "الدولة "، بمعدل مصرع 1000 مقاتل شهريًّا منذ بدء العمليات الجوية في أغسطس من العام الماضي، وتدمير 10684 هدفا له في البلدين منها 3262 مبنى، و119 دبابة و1202 آلية و2577 موقعا قتاليا ولكن بلينكين قال: إن "داعش" يجند ألف عنصر كل شهر ويعوض خسائره البشرية.
وفي 25 أبريل الماضي، عقدت دولة الكويت اجتماعاً للمجموعة المعنية بالاتصالات التابعة لدول التحالف الدولي ضد تنظيم داعش برئاسة الإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا، ولم يسفر الاجتماع بأي جديد، وهو ما يمكن حدوثه مع اجتماع واشنطن الحالي؛ حيث إن تنظيم داعش الإرهابي صعد بنفوذه في المرحلة الأخيرة بصورة قوية لم يقف أمامها أى قوة عسكرية أو بشرية.