قرارات الحوثيين تهدد مفاوضات الكويت.. واستمرار المعارك في اليمن

الأربعاء 20/يوليو/2016 - 05:38 م
طباعة قرارات الحوثيين تهدد
 
واصل المبعوث الدولي إلى اليمن ماراثون المفاوضات الأممية بين الفرقاء اليمنيين؛ حيث تُشارك الحكومة اليمنية في مشاورات السلام مع وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح، في وقت أحرزت القوات الموالية لها تقدماً ميدانياً جديداً في عدة جبهات في صنعاء والجوف، مع استمرار المواجهات على مختلف الجبهات وتواصل غارات التحالف العربي على مواقع المتمردين.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، واصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أمس في الكويت جهوده الرامية إلى إنجاح مشاورات السلام في جولتها الثانية، وأكدت مصادر حكومية أن طائرات التحالف العربي استهدفت عربة عسكرية كان يستقلها القيادي البارز في جماعة الحوثيين مفرح عبدالله العياني في منطقة مران؛ حيث معقل الجماعة الرئيسي في محافظة صعدة؛ ما أدى إلى مقتله مع ستة من مرافقيه.
 فيما تراجع رئيس وفد الحوثيين، محمد عبدالسلام، عن الالتزام بسقف زمني للمشاورات، مُجدِّدا رفض أية تغييرات يتبناها المبعوث الأممي لحصر المشاورات الحالية في الجانب الأمني والعسكري.
وجددت الجماعة رفضها حصر المشاورات في الجولة المستأنفة على الجانب الأمني والعسكري والانسحاب من المدن وتسليم السلاح، واعتبر الناطق باسمها ورئيس وفدها المفاوض محمد عبدالسلام في تصريحات جديدة أن المشاورات «عادت إلى ما وراء نقطة الصفر»، مؤكداً أن الحل يجب أن يكون سياسياً شاملاً، وقال إن جماعته «لن تقبل أي حل سياسي يتضمن بقاء الرئيس عبدربه منصور هادي».
إلى ذلك كشفت مصادر في الوفد الحكومي أن ولد الشيخ التقى أمس أعضاء الوفد وتركز النقاش معه «حول تثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية، وتفعيل لجان التهدئة المحلية، والانسحاب وتسليم السلاح وعودة المؤسسات مع الإفراج عن المعتقلين والأسرى، ورفع الحصار عن المدن وإيجاد ممرات آمنة».
وقال عبد الله العليمي، رئيس الفريق الاستشاري بالوفد الحكومي ونائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية في تغريدات على حسابه على «تويتر»: إن «الطريق الوحيد والبوابة الآمنة والوحيدة لإحلال السلام في اليمن، وإنهاء معاناة شعبه هي في إنهاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه قبل أي شيء آخر».
من جانبه، عقد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، اجتماعا مع وفد الحكومة اليمنية لبحث إجراءات تشكيل لجنة عسكرية وأمنية، وتنفيذ النقاط الخمس المتعلقة بالجوانب العسكرية والأمنية والإنسانية، والتحضير للقاء يجمعه بالرئيس هادي أواخر الأسبوع الجاري.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
ميدانيًّا، المواجهات العسكرية تواصلت في محافظات حجة والجوف وصنعاء؛ حيث شهدت جبهة حرض - ميدي شمال غرب محافظة حجة الحدودية، اشتباكات عنيفة وتبادل قصف مدفعي وصاروخي بين الميليشيات والجيش الوطني، فيما قصفت طائرات التحالف مواقع للميليشيات في ميدي ومديرية مستبا، ودمرت مخزن أسلحة وآليات عسكرية تابعة لها.
وفي جبهة نهم شمال شرقي صنعاء، أفادت مصادر المقاومة بأن المعارك اشتدت في اليومين الأخيرين على نحو غير مسبوق بين القوات الحكومية وميليشيا المتمردين في منطقتي المجاوحة وبني فرج اللتين يحاول الحوثيون استعادتهما، مشيرة إلى سقوط عشرات الحوثيين بين قتيل وجريح جراء المعارك وغارات للتحالف استهدفت تعزيزات لهم ودمرت عدداً من آلياتهم العسكرية.
وأكد متحدث باسم المقاومة مقتل وجرح العشرات من عناصر الميليشيات خلال مواجهات متواصلة في منطقتي المجاوحة وبني فرج بمديرية نهم شمال شرق صنعاء. تلك المواجهات وصفت بالأعنف، وشاركت فيها طائرات التحالف التي قصفت تعزيزات ومجامع للميليشيات، ودمرت ثلاث عربات عسكرية تابعة لهم غرب نهم.
فيما قالت جماعة الحوثيين اليوم الأربعاء 20 يوليو 2016: إن مسلحيها أطلقوا صاروخاً باليستياً مساء أمس الثلاثاء، من نوع «زلزال3» على معسكر الحرس الوطني السعودي بمنطقة نجران، الحدودية مع اليمن.
ونقلت وكالة الأنباء سبأ التابعة للحوثيين، عن مصدر في الجماعة قوله، «إن إطلاق القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية الصاروخ الباليستي، يأتي في إطار الرد على استمرار غارات وخروقات العدوان السعودي الأمريكي».
وفي محافظة صعدة، لقي القيادي الحوثي مفرح عبدالله العياني مصرعه و6 من مرافقيه بغارة لطائرات التحالف، استهدفت عربة كانوا يستقلونها في منطقة مران، المعقل الرئيس لحركة تمرد الحوثي شمال غرب المحافظة.
وفي جبهات محافظة تعز استمرت المواجهات في أكثر من منطقة، وأفادت مصادر ميدانية أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية تصدت لهجوم عنيف شنته الميليشيا الانقلابية على مواقع تابعة للجيش في التبة الخضراء القريبة من جبل العروس الاستراتيجي، ومنطقة الشقب، بمديرية صبر الموادم جنوب تعز.
وذكرت المصادر أن القوات الحكومية صدت الهجوم الحوثي وتمكنت من تطهير «التبة الخضراء» بعد معارك عنيفة أدت إلى مقتل وجرح عشرات المتمردين إضافة إلى تدمير معدات وعربات عسكرية، في وقت تسبب القصف الحوثي على مناطق «صبر الموادم» وعمليات القنص إلى مقتل امرأة وجرح عدد من المدنيين».
على صعيد متصل، أكدت مصادر محلية في محافظة البيضاء أن خمسة مسلحين من قوات الحوثي وصالح قتلوا في مكمن نصبه رجال المقاومة لدوريتهم غرب مدينة البيضاء، وأضافت المصادر أن رجال المقاومة أطلقوا قذيفة «آر بي جي» على دورية المتمردين ما أدى إلى تدميرها كلياً.
فيما قالت قوات أمن مدينة عدن في جنوب اليمن: إن انفجارًا قتل أربعة جنود وأصاب ستة آخرين في هجوم بالمدينة الجنوبية أعلن تنظيم داعش مسئوليته عنه.
وقال التنظيم في بيان، إن عناصره زرعوا عبوة ناسفة وفجروها فيتجمع لجنود من الجيش اليمني.
وقال شاهد لرويترز: إن القنبلة استهدفت نقطة تفتيش أمنية في منطقة بوسط مدينة عدن وكانت موضوعة في حقيبة بلاستيكية على جانب طريق.
وقال مسئولو أمن وشهود آخرون: إن الهجوم شنه انتحاري يرتدي حزامًا ناسفًا.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، رأس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم الأربعاء، اجتماعا لمجلس الوزراء بحضور نائبه الفريق الركن على محسن الأحمر ورئيس المجلس الدكتور أحمد عبيد بن دغر.
وتطرق الاجتماع إلى جملة التطورات ومستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية وواقع المرحلة الراهنة وظروفها وتداعياتها المختلفة في ظل استمرارية عدوان وحشد وخروقات الميليشيا الانقلابية التي لم تتوقف، بل زادت وتيرتها في مختلف المواقع والجبهات من قتل الأبرياء وحصار المدن، فضلا عن اعتداءاتهم المتكررة على المناطق الحدودية للأشقاء في المملكة العربية السعودية.
وأشار الرئيس إلى زيارة المبعوث الأممي ولقاءه به وبقية القوى والمكونات السياسية، وما أفضت عنه تلك الاجتماعات من تحديد أولويات المرحلة من خلال القضايا الملحة للحوار والتي أكدت عليها المرجعيات والقرارات الدولية المتمثلة في مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية والقرار 2216 والتي على ضوئها ذهب الوفد الحكومي إلى الكويت للبحث عن فرص للسلام الحقيقي رغم مماطلة وتسويف وعدم جدية الانقلابيين كعادتهم.
وفي الاجتماع قَدَّمَ رئيسُ الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر تقريرًا موجزاً عن نتائج زيارته الميدانية للعاصمة المؤقتة عدن والتي تأتي ترجمة لتوجيهات فخامة الرئيس ووقوفه على واقع عدن والمحافظات المجاورة وجملة التطورات والاحتياجات الملحة التي يحتاجها المواطن على مختلف المستويات.
وأشار إلى جملة الاجتماعات واللقاءات التي عقدتها الحكومة مع القيادات التنفيذية والأمنية في عدن ولحج وأبين والضالع.. لافتا إلى أن هاجس الحكومة الأول تمحور حول إيجاد المخارج والحلول الممكنة لقضايا الخدمات وبصورة أوليه الكهرباء والماء وتعزيز الأمن.
كما تطرق إلى جملة التحديات التي لا زالت تؤرق المواطن والتي عملت وستعمل الحكومة جاهدة مع كل الجهات الداعمة في تجاوزها.
وأشاد في هذا الصدد بدعم ومساندة الأشقاء في دول التحالف وبصورة أساسيه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
كما ناقش الاجتماع جملة من القضايا والموضوعات المهمة، واتخذ إزاءها ما يلزم.

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلى صعيد المشهد الإنساني، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف): إن هناك أكثر من مليون و500 ألف طفل مصاب بسوء التغذية العام في اليمن.. داعية الأطراف اليمنية إلى إيقاف الصراع القائم منذ ما يقرب من عام ونصف.
وأوضحت المنظمة، في بيان اليوم (الأربعاء)، أنها تعمل مع شركائها الدوليين والمحليين من أجل إبقاء الأنظمة الوطنية كالتعليم والصحة والحماية الاجتماعية مستمرة ومواصلة نشاطها في اليمن.
وبحسب إحصائية لليونيسف، فإن المؤشرات تؤكد أن هناك أكثر من مليون و500 ألف طفل مصاب بسوء التغذية العام، منهم 370 ألف طفل مصاب بسوء التغذية الحاد والوخيم، تمكنت اليونيسف من علاج 103 آلاف طفل منهم مع نهاية يونيو 2016.
وأشار بيان المنظمة إلى أن برامجها تستهدف 10 محافظات ذات أولوية ومهددة بانعدام الأمن الغذائي، وتم تغطية الاحتياجات أغلبها خدمات صحية، وستعمل المنظمة على استهداف بقية المحافظات الـ 12 وفقًا لخططها الأولية.
وجددت المنظمة الأممية دعوتها لكافة أطراف الصراع في اليمن إلى العمل بمسئولية في إيقاف كل أسباب الأزمة الإنسانية الحادة في البلاد.
وتخوض القوات الموالية للحكومة اليمنية مع مسلحي الحوثي وحلفائهم من قوات الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح معارك متواصلة منذ مارس 2015، مخلفة أوضاعا إنسانية صعبة.

المشهد اليمني:

تواصل جماعة الحثويين المراوغة والتهرب من التوصل إلى اتفاق سلام، فيظل استمرار المعارك بعدة جبهات، وهو ما يشير إلى أن الجهود الأممية في مفاوضات الكويت ليست كافية بإنهاء الصراع في اليمن.
فيما يرى مراقبون أن المعارك تأتي في سياق منع الحوثيين من تحقيق أي تقدم إضافي والاستمرار في استنزافهم، في المواجهات التي لم يدخل فيها الجيش الوطني وقوات التحالف بشكل جدي حتى الآن.
ورجح مراقبون استمرار الصراع في اليمن، حتى التزام حقيقي بقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باليمن والمباردة الخليجية.

شارك