الغرب ينتقد "استبداد" السلطان التركى..و50 ألف حصيلة الاعتقالات
الأربعاء 20/يوليو/2016 - 07:28 م
طباعة


تضارب المعلومات بشأن موقف الجيش من الانقلاب التركى
محاولة الإنقلاب الفاشلة في تركيا لاتزال تحظى بنصيب الأسد من الاهتمام الدولي واسع، وسط تضارب المواقف بشأن محاولة الجيش التركى وبين انقاذ الرتب العليا بالجيش للرئيس التركي من الانقلاب عندما سارعوا بإعلان رفضهم الانقلاب، وبالرغم من ذلك تتواصل حملة الاعتقالات التي أطلقتها السلطات التركية وإقالة آلاف المسؤولين في ما وُصف بعملية تطهير واسعة في البلاد بالإضافة إلى إعلان إردوغان احتمال العودة إلى العمل بعقوبة الإعدام لمعاقبة عدد من المتورطين في الانقلاب، كل هذا خلف انتقادات أوروبية كبيرة ومخاوف من أن تؤدي خطوة كهذه إلى تقويض مساعي تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي.
وحتى الآن اعتقلت أو أقالت السلطات التركية ما يبلغ 50 ألف شخصا من مختلف الجهات والمؤسسات الرسمية في الدولة، وتساوى الأشخاص الذين اعتقلتهم أو أقالتهم السلطات، إذ علق المدرسين والصحفيين إلى عناصر الشرطة والقضاة في شبكة واسعة ألقتها السلطات والتي تزداد اتساعا كل يوم، فيما يبدو أنه ملاحقة دون إثباتات لقمع المعارضة.
وحسب ما تم رصده فى موجة الاعتقالات الأخيرة، اعتقال 6038 عسكريا برتب مختلفة، واعتقال 118 جنرالا وأدميرالا في الجيش التركي، وإدراج 2745 قاضيا ومدعيا عاما على قائمة المطلوبين للاعتقال ولكن من غير الواضح ما إذا اعتُقل جميعهم، كذلك اعتقال 650 مدني، إلى جانب عزل 8777 مسؤولين في وزارة الداخلية التركية من مناصبهم، وإقالة 30 حاكما إقليميا من مناصبهم، وإقالة 52 مفتشا مدنيا من مناصبهم، وأيضا إلغاء رخصة 21 ألف مدرس في مؤسسات تعليمية خاصة، وإيقاف 15200 من الموظفين في وزارة التعليم عن العمل وإخضاعهم للتحقيق، وإيقاف 370 موظفا عن العمل في هيئة "TRT" للإذاعة والتلفزيون، مع مطالبة 1577 عميدا بمؤسسات تعليمية عليا بالاستقالة.

الاستبداد التركى يتصاعد
وكشفت وزارة الداخلية التركية عن اعتقال الآلاف إضافة الى مسؤولين محليين، تمت اقالتهم في عملية تطهير واسعة، ووجهت تركيا أصابع الاتهام في أحداث الجمعة الى أنصار الداعية محمد فتح الله جولن، الذي تتهمه أنقرة بإدارة ما تصفه ب"التنظيم الإرهابي الموازي"..
من جانبه ترأس الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي عاد إلى أنقرة لأول مرة منذ محاولة الانقلاب الجمعة، اجتماعا لمجلس الأمن القومي المرتقب.
يشار إلى أنه تم بدء موجة من الاعتقالات في تركيا بعد محاولة الانقلاب التي أخفقت ليلة السبت الماضية، وتم إيقاف الآلاف من موظفي الحكومة عن عملهم- من بينهم 15200 موظف في وزارة التعليم وحدها، فضلا عن ذلك يتم طرح إعادة تطبيق عقوبة الإعدام للنقاش، وأعلن مجلس التعليم العالي التركي في وقت سابق اليوم التعليق حتى إشعار آخر لكل البعثات الخارجية للجامعيين، والاشارة إلى أن المجلس طلب دراسة أوضاع الجامعيين الموجودين في الخارج واستدعاءهم إلى تركيا في أقرب وقت ما لم تكن هناك "ضرورة قصوى" لبقائهم. كما تم وقف أربعة من رؤساء الجامعات في تركيا عن العمل.
من جانبه اكد أحمد وصال أستاذ العلوم السياسية في جامعة مرمرة التركية إن أردوغان واع بالأخطار التي كانت تحدق بالبلاد منذ فترة ولهذا بدأ ينفتح على دول مثل روسيا وإسرائيل، ولولا هذا الانفتاح لشكل ذلك نقطة صالح للانقلابيين للضغط وتحقيق أهدافهم. لهذا يرى وصال أن المحاولة الفاشلة كانت بمثابة الضربة التي لا تقتل لكنها تقوي، وهناك جهود حثيثة لإضعاف تركيا الجديدة الديمقراطية وهذا ما يفسر الهجوم المتواصل على أردوغان في الآونة الأخيرة، لكن المحاولة الفاشلة عززت مكانته وأدت إلى التفاف كل أطياف المجتمع التركي حوله كرمز للوحدة لأن المواطنين على اختلافات توجهاتهم واعون بأخطار الانقلابات العسكرية".

تعذيب المعتقلين يثير مخاوف الغرب
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه حركة "خدمة" لمؤسسها الداعية التركي فتح الله جولن في ألمانيا أنها تتعرض لتهديدات من قبل أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،وقال أركان كاراكويون، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الحوار والتعليم التابعة للحركة "لا نزال نتلقى رسائل كراهية، ونحن نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد تماماً ولا نعتقد أن هذه الموجة من العدوان قد انتهت".
كان كاراكويون قد نفى صحة الاتهامات التي وجهتها حكومة أنقرة إلى جولن بالمسؤولية عن محاولة الانقلاب، وكتب على موقعه في تويتر مطلع الأسبوع الجاري إن "أسوأ ديمقراطية أفضل من أي انقلاب"، مضيفا " "أنا أيضا تعرضت لتهديدات"، مشيراً إلى أنه حرر محضراً لدى الشرطة لهذا السبب، وذلك بعد أن كتب له شاب ألماني من أصول تركية رسالة على فيسبوك يقول فيها: "لا تظن أنك هنا في أمان".
يذكر أن المؤسسة تمثل في ألمانيا مصالح حركة "خزمت" (وتعني الخدمة)، وأنشأت هذه الحركة في ألمانيا مدارس، ونوادي شباب، ومجموعات تقوية دراسية للطلاب والعديد من الجمعيات، ووفقا للمؤسسة فإنه يتواجد في ألمانيا نحو مئة ألف شخص ينتمون إلى "حركة خزمت".

حملات اعتقالات واسعة فى صفوف الشرطة
كانت مؤسسات الحركة في ألمانيا تعرضت للهجوم من قبل أنصار حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم. وتفيد بيانات المؤسسة بأن الهجمات في مدن فورتسبورغ، وغلزنكيرشن، ورويتلنغن، وأوغسبورغ لم تسفر عن وقوع إصابات، غير أن بعض أبواب البيوت الخاصة تعرضت لأضرار
وفى سياق متصل تراقب الحكومة الألمانية الإجراءات التي تتخذها أنقرة ضد الأشخاص الذين يشتبه في تعاطفهم مع محاولي الانقلاب في تركيا ببالغ القلق، وقال المتحدث باسم الحكومة الاتحادية شتيفن زايبرت "يتم اتخاذ إجراءات جديدة بصورة يومية تقريبا تتنافى مع أي إجراء دستوري"، قائلا إن ردود الفعل على محاولة الانقلاب الفاشلة تعد غير متناسبة.
أشار زايبرت إلى أن الحكومة الاتحادية أعربت عن قلقها للحكومة التركية - خلال الحديث بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين الماضي "وعن طريق وسائل أخرى أيضا"، و"يتم بشكل شبه يومي اتخاذ إجراءات تتغاضى بالكامل عن حكم القانون وتتجاهل مبدأ تكافؤ" القوة المستخدمة، ولا شك في أن هذه الإجراءات تثير القلق بشكل كبير".