علماء الدين: "البوكيمون تروج لنظرية النشوء والارتقاء والتي تنافي الإيمان بالله"
الخميس 21/يوليو/2016 - 02:11 م
طباعة

لعبة شغلت بال العديد من علماء الدين سواء داخل مصر أو خارجها، وتصدرت مانشيتات الصحف فتاوى بين التحريم وعدم الاستحسان لممارسة لعبة البوكيمون، وكذلك تناول اللعبة العديد من برامج التوك شو على القنوات الفضائية، ومؤخرًا أصدرت الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء (دار الإفتاء السعودية)؛ حيث جددت فتوى عمرها 15 عامًا تفيد أن لعبة "بوكيمون" تُخالف الشريعة الإسلامية ولكن الفتوى لم تذكر لعبة "بوكيمون غو" التي حققت نجاحًا كبيرًا في الفترة الأخيرة على أجهزة المحمول.
وحقق التطبيق الذي طورته شركة "نينتندو" اليابانية على الهواتف المحمولة والذي يتيح للاعبين التجول في الأحياء الفعلية لاصطياد شخصية كارتونية افتراضية على شاشات هواتفهم الذكية- نجاحًا كبيرًا على مستوى العالم.

وقالت دار الإفتاء إنها جددت فتوى صادرة عام 2001 ضد لعبة البطاقات "بوكيمون" ردًّا على أسئلة المسلمين.
وأضافت: "إن التحولات في الكائنات الواردة في اللعبة والتي تعطيها قوة خاصة تصل إلى مستوى الكفر عن طريق الترويج لنظرية النشوء والارتقاء".
وجاء في الفتوى "العجيب أن كلمة تطور أصبحت كثيرة التردد على ألسنة الأطفال".
وتحدثت الفتوى عن "محاذير شرعية في هذه اللعبة"، وقالت: "لعل أهم ما يجعل المرء يستنكر هذه اللعبة هو أنها تتبنى نظرية النشوء والارتقاء التي نادى بها داروين، والتي تقوم على تطور المخلوقات، والتي تُرجع أصل الإنسان إلى سلسلة من الكائنات الحية المتطورة التي كان من آخرها القرد".
وشددت دار الإفتاء السعودية على أن من المحاذير الشرعية التي تنطوي عليها اللعبة كذلك "الشرك بالله باعتقاد تعدد الآلهة ومنها الميسر الذي حرمه الله بنص القرآن وجعله قرينًا للخمر والأنصاب"، معتبرة أنّ الرموز المستخدمة في اللعبة تروج للديانة الشنتوية اليابانية وللمسيحية والماسونية والصهيونية العالمية.
وكانت السلطات في الكويت ومصر قد حذرت بالفعل من أن اللاعبين ربما يتم إغراؤهم من خلال اللعبة بتوجيه كاميرات هواتفهم الذكية إلى مواقع محظورة مثل القصور الملكية والمساجد والمنشآت النفطية والقواعد العسكرية.

ففي مصر وفي أول تعليق من الأزهر الشريف على لعبة "البوكيمون" قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف: إن التقدم التكنولوجي والإلكتروني أفاد الناس كثيرًا ويسر عليهم كثيرًا من الأمور واختزل أوقات الحصول على المعرفة والتواصل فيما بينهم، حتى الأطفال والشباب وجدوا في الألعاب الإلكترونية ضالتهم في اللعب والتسلية، وإن تجاوز الأمر حده فصرفهم في كثير من الأحوال عن دروسهم وأعمالهم المرتبطة بمستقبل حياتهم، وكان من قمة الهوس الضار بحياة ومستقبل المغرمين بتلك الألعاب تلك اللعبة الباحثة عن البوكيمون في الشوارع والمحلات التجارية وأقسام الشرطة والمصالح الحكومية وبيوت الناس وربما دور العبادة؛ حيث تجعل من الناس كالسكارى في الشوارع والطرقات وهم يتابعون شاشة الموبايل الذي يقودهم إلى مكان البوكيمون الوهمي طمعًا في الحصول عليه والإمساك به. وأضاف في تصريحات صحفية، وإن كانت هذه اللعبة قد تخدع الصغار ويصدقونها فلست أدرى أين ذهبت عقول الكبار الذين يتبعون هذا الوهم حتى تصدم أحدهم سيارة وهو منهمك في التتبع غير منتبه لقدوم سيارة، ويدخل آخر قسم شرطة طالبًا من الضابط التنحي جانبًا للبحث عن البوكيمون الذي تظهر شاشة موبايله أنه يختبئ تحته، ولست أدري هل سنجد بعض المخبولين يدخلون بأحذيتهم المساجد والكنائس والسجون والوحدات العسكرية للبحث عن مفقودهم، وهل سيترك الناس أعمالهم والسعي خلف أرزاقهم سعيًا خلف البوكيمون أم أنهم سيستردون عقولهم ويجنبون هذا العبث الملهي؟ داعيًا "اللهم احفظ علينا عقولنا".

من جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية: إن لعبة البوكيمون مكروهة لعبها مثل الشطرنج؛ لأنها تضيع الوقت، وبالتالي فمن الأفضل أن لا يتم لعبها على الموبايلات، وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه إذا تسببت لعبة البوكيمون للآخرين الإهمال في واجبات الدين، فهذا حرام شرعًا، موضحا أن مثل هذه الألعاب هي من صنيعة الغرب التي يصدرها إلى الدول العربية لإلهاء شعوبها عن العمل والانتاج. فيما شن الدكتور عبد الفتاح خضر أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الأزهر، هجومًا كاسحًا على لعبة البوكيمون؛ لكونها لعبة "ضد العلم وتكرس الجهل بالله"، مطالبًا بتجاهل اللعبة وعدم ممارستها، مضيفًا أنها "تؤصل لمنهج باطل وما بني على باطل فهو باطل". وقال خضر: "إن اللعبة تروج لنظرية النشوء والارتقاء للعالم تشارلز داروين، والتي تؤكد أن الإنسان أصله قرد، وهي نظرية باطلة تنافي الإيمان بالله".
وهكذا يتسابق الأئمة والدعاة هذه الأيام في تحريم لعبة تشغل وقت فراغ الأطفال والشباب والكبار الطويل؛ نتيجة عدم التزامهم بأية أعمال؛ لأنهم يعانون البطالة في غالبية الدول العربية، وحتى في بعض الدول النفطية والتي يرتفع فيها معدل دخل الفرد، فهم أيضًا يعانون من البطالة لاعتمادهم على اقتصاديات الريع، وليس العمل المنتج لتحقيق ربح وبهذا يشكل وقت الفراغ عاملًا مهمًّا لممارسة تلك الألعاب، وكان أولى بهؤلاء الأئمة والعلماء بدلا من تحريم اللعبة أن يقدمو طرقًا وأفكارًا جديدة لمحاربة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب، وآليات جديدة لشغل أوقات فراغهم.