هجوم ميونخ.. الإرهاب الأسود يستهدف ألمانيا
السبت 23/يوليو/2016 - 01:08 م
طباعة

لا زالت الدول الأوروبية تتعرض لعمليات إرهابية متتالية، في ظل التهديدات التي لوح بها التنظيم الإرهابي داعش ضد هذه الدول وبالأخص ألمانيا؛ حيث قتل 9 أشخاص وأصيب آخرون في هجمات نفذها مسلحون في أماكن متفرقة في مدينة ميونخ جنوب ألمانيا أمس الجمعة 22 يوليو 2016، في أحدث هجوم ضمن سلسلة هجمات اندلعت في بلدان أوروبية مؤخرًا.

وقال مراسل هيئة الإذاعة البريطانية: إن عدد القتلى أكبر من ذلك بكثير، وقد بدأ الهجوم عندما فتح مسلح النار بشكل عشوائي على مطعم مكدونالدز للأكلات السريعة داخل مركز أولمبيا التجاري، وقال شهود عيان إنهم شاهدوا 3 مسلحين في المركز التجاري.
من جهته، أكد قائد الشرطة، هوبيرتوس اندريه، للصحافيين، اليوم السبت، أن المسلح الوحيد في إطلاق النار الدامي ألماني من أصل إيراني، يبلغ من العمر 18 عاماً، يحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية، وكان يعيش "منذ فترة طويلة" وحده في العاصمة البافارية.
وأشار إلى أن الدافع وراء إطلاق النار غير واضح، وأنه على الرغم من التقارير التي ظهرت في وقت سابق فلا يوجد ما يشير إلى ضلوع أي مهاجمين إضافيين في الحادث.
وقال: إن المسلح قتل تسعة أشخاص، من بينهم بعض الشبان، قبل أن يقتل نفسه على ما يبدو، مضيفاً أنه من السابق لأوانه الحكم ما إذا كان الحادث إرهابياً أم لا.
وفي وقت لاحق، تبين أن 3 من الضحايا الـ 9 هم من كوسوفو.
وبدأ الشاب إطلاق النار مساء الجمعة من مسدس باتجاه الناس عند مخرج مطعم ماكدونالدز، قبل أن يواصل إطلاق النار في مركز تجاري قريب، ومن ثم لاذ بالفرار. وأصيب المعتدي بنيران دورية للشرطة، لكنه تمكن من الفرار.
وقد عثرت الشرطة على جثته لاحقاً نحو الساعة 18.30 بتوقيت غرينتش، واتضح لها أنه أقدم على الانتحار.
وقالت شاهدة عيان لشبكة "سي إن إن": إن إطلاق نار سمع كذلك في وسط مدينة ميونخ بالتزامن مع إطلاق النار في المركز التجاري.
ويرجح مراقبون أن الحادث سيعمق المخاوف من الهجمات الفردية في أوروبا، وقد يضع ضغوطًا سياسية على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي رحبت باستقبال مئات الآلاف من اللاجئين في ألمانيا العام الماضي.
ودعت ميركل مجلس الأمن الألماني إلى الانعقاد السبت لبحث الهجمات القاتلة.
ويقوم المشاركون في الاجتماع بتقييم الأوضاع الأمنية بعد هجمات ميونيخ، وكذلك عمل القوات الأمنية.
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات في ألمانيا تشديد الرقابة على الحدود مع التشيك، فيما فرضت النمسا إجراءات أمنية على حدودها مع ألمانيا.
وأدان عدد من الدول الهجوم الإرهابي في مركز أوليمبيا التجاري بمدينة ميونيخ، معتبرين أن هذه الأعمال الإجرامية تؤكد أن الإرهاب لا هوية له إلا قتل الأبرياء ونشر الفوضى وإرهاب الشعوب.
وفي 18 يوليو الجاري قام أحد عناصر تنظيم داعش الإرهابي ببث الرعب ومحاولة الهجوم علي قطار المسافرين في الولاية الواقعة بجنوب ألمانيا.
وفي 23 يونيو الماضي، تعرضت ألمانيا، لهجوم من قبل مسلح يحمل بندقية وحزام ذخيرة فتح النار في مجمع لدور السينما بمدينة فيرنهايم في غرب ألمانيا قرب فرانكفورت؛ حيث أعلن وزير الداخلية الألماني آنذاك أن المسلح الذي أطلق النار على أشخاص في دار سينما في مدينة فيرنهايم غرب ألمانيا، مختل عقلياً.
وقد أوضحت السلطات المحلية أن عملية إطلاق النار لم تسفر عن مقتل أو إصابة أي شخص باستثنوكانت بوابة الحركات الإسلامية، ذكرت في تقرير سابق لها، أن ألمانيا تقوم باتخاذ المزيد من الحذر والتأهب، تحسبًا من وقوع أى هجمات إرهابية داخل أراضيها عليى يد داعش الإرهابي، وبالأخص في أعقاب التفجيرات التي شهدتها تركيا في الفترة الأخيرة والتي جعلت برلين أكثر حرصًا.
وأصبح التنظيم الإرهابي داعش "فوبيا" لجميع دول العالم؛ حيث شهدت تركيا وفرنسا عدد من التفجيرات في الفترة القليلة الماضية، أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وفي إعلان رسمي عن تبنيه القيام بالعملية الإرهابية، احتفى مؤيدون لتنظيم داعش على مواقع التواصل الاجتماعي بحادث إطلاق النار العشوائي في مركز تجاري بمدينة ميونيخ.
وقال أحد أنصار التنظيم المتشدد على تويتر "الحمد لله.. اللهم وفق رجال الدولة الإسلامية" وأضاف آخر: "الدولة الإسلامية تتمدد في أوروبا.. فرنسا وبلجيكا وألمانيا".
وبعتبر هذا الهجوم هو ثالث هجوم كبير ضد مدنيين في غرب أوروبا خلال ثمانية أيام. ولم تعلن أي جهة على الفور مسئوليتها عنه.
ووقعت هجمات سابقة في فرنسا وألمانيا تبناها داعش وقالت شرطة ميونيخ إنها تشتبه في أن ما يجري هجوم إرهابي، وقالت متحدثة باسم الشرطة نعتقد أننا نواجه إطلاق نار عشوائيًّا.
وقالت محطة تليفزيون (ب.آر) في ولاية بافاريا: إن ستة أشخاص قتلوا وأصيب كثيرون في إطلاق النار بمركز التسوق فيما نقلت محطة (إن.تي.في) عن وزارة الداخلية بالولاية قولها: إن ثلاثة أشخاص قتلوا. لكن الوزارة لاحقًا لم تؤكد ذلك.
ويهدف الهجوم إلي إثارة الرعب في ألمانيا وبقية الدول الأوروبية في مسعى من التنظيم لتخفيف الضغط المسلط عليه في منطقة الشرق الأوسط مركز ثقله.
وكشف الهجوم عن خطط جماعات جهادية تسعى إلى إلحاق الضرر بأكثر ما يمكن من المدنيين لجذب تركيز وسائل الإعلام، خاصة أنها تعتبر أن التغطية الواسعة لجرائمها تسويق مجاني لقدراتها.
ويأتي هذا الهجوم في ظل تخوفات واسعة في ألمانيا من أن تتسع دائرة العمليات الإرهابية؛ وذلك بعد الهجوم على القطار.
ووفق وكالات ألمانية فإن استطلاع للرأي أظهر أن أكثر من ثلاثة أرباع الألمان يعتقدون أن بلادهم ستكون هدفا للإرهاب قريبًا في أعقاب هجوم أعلن تنظيم الدولة مسئوليته عنه، وقام فيه شاب من طالبي اللجوء بإصابة ركاب قطار بفأس وسكين.

ويرى محللون أن ألمانيا ربما تكون هدفًا سهلًا للجماعات المتشددة؛ بسبب أنها استقبلت أعدادًا أكبر من المهاجرين القادمين من سوريا والعراق، وأن هذا سيجعل إجراءاتها لتطويق العمليات الإرهابية أمرًا صعبًا.
وكانت ذكرت كذلك بوابة الحركات الإسلامية، أن المخابرات الألمانية كشفت في وقت سابق عن محاولات التنظيم الإرهابي داعش، لاستقطاب مقاتلين من صفوف اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا.
وكان التنظيم الإرهابي، قد بث تسجيلًا مصورًا في أبريل الماضي أشار فيه إلى أنه قد يشن هجمات أخرى في الغرب بعد تفجيرات بروكسل وهجمات باريس، محددًا لندن وبرلين وروما كأهداف محتملة.
وكانت ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن محققين ألمانًا عثروا على ملفات لتنظيم "داعش" تحوي معلومات جديدة عن جهاديين ألمان طلقاء، ولم تقدم المجلة معلومات إضافية مكتفية بالحديث عن وجود معلومات عن 400 جهادي غادروا مناطق "داعش".
وقبل العثور على هذه الملفات، لم تفلح السلطات الألمانية في أن تتيقن من أن العديد من هؤلاء الجهاديين المحتملين كانوا في سوريا. وتابعت المجلة أن الوثائق المدونة باللغة العربية تحوي معلومات عن نحو 400 جهادي غادروا المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش" بينهم نحو 20 ألمانيا.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، في تقرير سابق لها أنه في ظل حالة عدم الاستقرار التي يعانيه الغرب إثر الهجمات التي تعرضت لها بعض دوله، والاستراتيجية الخاطئة التي يتبعها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في مواجهة التنظيم الإرهابي "داعش"، يواصل الأخير المزيد من التهديدات والتلويحات، لمختلف الدول العربية والأوروبية؛ حيث نشر التنظيم الدامي آنذاك، صورًا على الإنترنت تدعو المسلمين الألمان إلى تنفيذ هجمات على غرار تلك التي وقعت في بروكسل، وخص بالذكر مقر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومطار كولونيا بون.