صعوبات تواجه مفاوضات الكويت.. ومخطط إيراني جديد في اليمن
السبت 23/يوليو/2016 - 06:36 م
طباعة

تواجه مفاوضات الكويت صعوبات جديدة مع استمرار الصراع في اليمن وخاصة علي الحدود السعودية اليمنية، فيما كشفت تقارير اعلامية عن مخطط جديد لايران في اليمن.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، صرح مسؤول في الوفد الحكومي إلى مشاورات السلام اليمنية في الكويت أن جلسة المشاورات الانفرادية التي عقدها المبعوث الأممي مع الوفد الحكومي لأول مرة في مقر بعثة الأمم المتحدة ركزت على مناقشة النقاط الخمس التي تم الاتفاق بشأنها مع المبعوث الأممي، والتأكيد على الالتزام بالسقف الزمني للمشاورات.
وأوضح المسؤول أن المبعوث الأممي أكد مجددا التزامه بالعمل على تحقيق النقاط الخمس، وهي تثبيت وقف إطلاق النار عبر تفعيل لجان التهدئة، وتشكيل اللجان العسكرية التي ستشرف على الانسحابات وتسليم الأسلحة والانسحاب من المنطقة "أ" خلال ثلاثين يوما، وإطلاق كافة الأسرى والمعتقلين والسجناء السياسيين عبر تفعيل لجنة المعتقلين والأسرى، وفتح الممرات الآمنة إلى المدن لإيصال المساعدات وتشجيع دخول السفن التجارية.
كما أكد الوفد الحكومي أيضا على ضرورة استغلال ما تبقى من الفترة الزمنية والبعد عن تشتيت المشاورات بأطروحات خارجة عن المرجعيات.
ونفى وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، تصريحات نسبت له بشأن مهلة الأسبوعين. وقال عبر تويتر "لا صحة لما نسب إليَّ أنني قلت إن مهلة الأسبوعين غير كافية لإنهاء المشاورات كما نقلت صحيفة الرأي، نحن نتمسك بإنهاء المشاورات في موعدها".
وأضاف أن بيان الالتزام الموقع قبل رفع الجولة الأولى ينص على أن المشاورات مدتها أسبوعان، ووفد الحكومة اليمنية حصل على التزام إضافي من المبعوث الأممي بذلك.
كما أشار إلى أن وفد الحكومة اليمنية يرحب بتصريح نائب وزير الخارجية الكويتي بشأن الالتزام بمدة المشاورات لأسبوعين، ويؤكد أن سياسة إضاعة الوقت غير مقبولة.
فيما قال رئيس ما يُسمى بـ«اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي، إن جماعته لن تتخلى عن السلاح، أو أن تُسلمه للحكومة الشرعية التي يقودها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
ونقلت وكالة «سبأ» التي يسيطر عليها الحوثيون عن الحوثي قوله، إن «الحوار والقناعة هي التي تحل المشاكل وليس الاشتراطات»، في إشارة إلى الشروط التي وضعها الوفد الحكومي قبل عودته لمشاورات السلام اليمنية في الكويت.
وقال الحوثي خلال زيارته لمحافظة حجة، إن «السلاح اليمني لا يمكن أن يسلم لمن يقاتل اليمن وأبنائه ويعتدون عليه أو إلى المرتزقة».
وأضاف إن مسلحي جماعته والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذين انقلبوا على الحكومة الشرعية، «جيش وطني نزيه مشهود له»، واستشهد القيادي في الجماعة المسلحة، بـ«معلومات الأمريكان، حيث أكدوا على أن 80 بالمائة من قوامه وقياداته هي ضد العدوان وتقف في خندق واحد وقد استحال استمالتها أو تحييدها».
كما وصف قيادي حوثي، مشاورات الكويت الجارية في الكويت، بـ«الحوار البيزنطي يلد فأرًا»، مهاجمًا في الوقت ذاته المبعوث الأممي إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ».
وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، يوسف الفيشي، في منشور له على صفحته في فيس بوك: «إنهم على مسافة أيام من فشل الحوار البيزنطي الذي تمخض فولد فأرًا»، في إشارة إلى مفاوضات الكويت التي تعد جماعة الحوثي جزءًا منه ضمن وفد الانقلابيين الذي يضم «الحوثيين، وحزب صالح».
ووصف القيادي الحوثي، المبعوث الأممي إلى اليمن بـ«غراب الأمم المتحدة».
ودعا القيادي الحوثي ميليشيات جماعته وقوات صالح إلى ضرب المدن السعودية ما عدا مكة والمدينة لحرمتها وقداستها، وأيضًا لتبقى آمنة للحجاج والنازحين -حسب قوله-.
وكانت الكويت قد حددت على لسان نائب وزير خارجيتها خالد سليمان الجارالله مدة زمنية للمتفاوضين اليمنيين في الكويت.
وأكد الجار الله في مقابلة خاصة لقناة "العربية"، الأربعاء، أنه إذا لم تحسم الأمور خلال 15 يوما فالكويت تعتذر عن استكمال استضافتها للمشاورات.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، تصاعدت وتيرة المعارك، اليوم الجمعة، بين جماعة أنصار الله (الحوثيون) والقوات السعودية، على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة، لليوم الرابع على التوالي، ما يهدد قرار وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ، في العاشر من أبريل الماضي.
وقالت مصادر قبلية إن “دوي قصف مدفعي، سُمع اليوم على الشريط الحدودي، الذي يربط محافظة صعدة، شمالي اليمن، والسلاسل الجبلية على الحدود الجنوبية للسعودية”.
وذكرت المصادر، أن طيران التحالف شن سلسلة غارات على أرتال عسكرية للحوثيين، في مديريتي “كتاف” و”باقم” التابعتين لمحافظة صعدة، معاقل “الحوثيين”.
وتمكنت الدفاعات الجوية السعودية من تدمير صاروخ باليستي أطلق من الأراضي اليمنية على مدينة جازان الحدودية.
كما أصيبت طفلة إثر سقوط قذيفة من الجانب اليمني على منزل أحد المواطنين بجازان، حسبما نشرته قناة "الإخبارية" السعودية.
وأوضحت القناة أن العمليات القتالية على الشريط الحدودي تراجعت بشكل كبير، اليوم، مع تراجع عدد المقذوفات التي تستهدف المملكة من جهة اليمن.
في غضون ذلك أعلن الحوثيون، السبت، إطلاقهم صاروخاً باليستياً على موقع للجيش السعودي في مدينة نجران، جنوب غربي المملكة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التابعة للحوثيين، عن مصدر عسكري قوله: إن "القوة الصاروخية التابعة للجماعة أطلقت صاروخاً باليستياً من طراز (زلزال 3) على معسكر الدفاع الجوي السعودي في نجران".
وفي مدينة “حرض”، التابعة لمحافظة حجة، شمال غربي اليمن، قالت مصادر عسكرية في الجيش الحكومي، إن “طيران التحالف شنّ غارات على تعزيزات للحوثيين في مديرية “مستبا”، وجسر “وادي مور”، بمنطقة “ذونحزة”، بهدف قطع الإمدادات الواصلة للحوثيين إلى مدينة “حرض” ومحاولتهم استعادة مواقع خسروها، أمس الخميس، منها مقر جمارك حرض.
ولا يُعرف الرقم الحقيقي لحصيلة المعارك، ففي تكتم شديد للحوثيين عن قتلاهم في المعارك، أعلنت وسائل إعلام سعودية، منها صحيفة “سبق” الإلكترونية، أن منطقة “جازان” على الحدود، شيّعت اليوم 4 جنود سعوديين قتلوا أثناء أداء واجبهم، دون تحديد زمن سقوطهم، أو كيفية مقتلهم، سواء كان بمعارك أو قصف مدفعي من قبل الحوثيين.
وفي مؤشر على الدخول بمعارك جديدة، أخلت السلطات السعودية عددًا من القرى الحدودية في محافظتي “الداير” و”صامطة” من السكان، وفقاً لوسائل إعلام سعودية.
وفجر اليوم، قال وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، في مشاورات الكويت، إن “التحالف العربي بقيادة السعودية، شنّ 75 غارةً جويةً على مناطق متفرقة من اليمن خلال يوم أمس”.
كما تل العشرات من مسلحي جماعة الحوثي والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، اليوم الجمعة، في غارات جوية شنتها طائرات التحالف العربي المشترك على مواقع متفرقة في محافظتي تعز ولحج.
وبحسب مصادر محلية في بلدة كرش، شمالي محافظة لحج، فإن الطيران الحربي لقوات التحالف شنّ عدة غارات على مواقع المتمردين في جبل شيفان بالعلوب، ومنطقة الحويمي، منذ صباح الجمعة وحتى المساء، قتل على إثرها عدد من المسلحين المتمردين.
في حين استهدفت غارات أخرى مناطق كهبوب، العمري، وذو باب، التي يحاول المتمردون فيها إحراز أي تقدم على مدى الأيام الماضية، رغم التعزيزات العسكرية.
وفي تعز أغارت طائرات التحالف على مواقع بأطراف بلدة الراهدة، تزامنا مع معارك اندلعت بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، والمتمردين الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح، في جبل العروس الاستراتيجي، جنوبي المدينة.
وأفادت مصادر محلية أن معارك جبل العروس، أسفرت عن مقتل قرابة 20 متمرداً وإصابة العشرات، بعد أن حاول المتمردون التقدم للسيطرة على قمة جبل العروس المطل على معظم مدينة تعز.
وفي غضون ذلك حاول الحوثيون وقوات صالح، التقدم في بلدة العود بمديرية قعطبة، شمالي محافظة الضالع، غير أنها اصطدمت بتصدي قوات الجيش الوطني والمقاومة، أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 9 متمردين، طبقًا لمصادر ميدانية.
الوضع الإنساني:

وعلى صعيد الوضع الإنساني، أطلق المجلس العسكري في محافظة تعز نداء عاجلا للوفد الحكومي المفاوض في الكويت ومبعوث الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإغاثية من أجل التدخل لإنقاذ المحافظة.
وحذر المجلس من أن الميليشيات أقدمت اليوم على إغلاق جميع المنافذ في مدينة تعز وأن مئات المواطنين عالقون عند المداخل ولم يسمح لهم بالدخول إلى منازلهم.
كما أن الميليشيات شددت من حصارها على المدينة، ومنعت دخول أي شيء إليها، وزادت من كثافة القصف بكل أنواع الأسلحة الثقيلة من مدفعية وصواريخ، كما فخخت عددا من المنازل استعدادا لتفجيرها.
وحذر المجلس كذلك من قيام الميليشيات بدفع المزيد من التعزيزات العسكرية تجاه المدينة من اتجاه صنعاء وذمار والحديدة.
المشهد السياسي:

كشفت مصادر مطلعة عن قيام إيران بمحاولة عمل مشروع لتغيير البنية الاجتماعية لعدد من المناطق اليمنية عبر توطين خلايا حوثية في المحافظات والمدن الرئيسية، ودمجها في هذه المجتمعات المحلية وجعلها قواعد متقدمة لمليشيات الحوثيين خارج معاقلهم الرئيسية في الشمال.
ويسعى "المشروع الإيراني الجديد" لبناء طوق طائفي حوثي موالٍ لطهران في المنطقة الواقعة بين الطوق القبلي على صنعاء وأطراف العاصمة، لإنهاء احتكار قبائل الطوق لتقرير مصير صنعاء العاصمة كما هو معروف تاريخياً، ويركز المشروع الطائفي على إتمام الحزام المفروض على العاصمة من قبل الموالين للمليشيات الحوثية، حيث يتواجد حالياً حلفاء طهران في جميع مناطق الجزء الشمالي الشرقي لصنعاء بينما يتقاسم سكان العاصمة من مختلف التوجهات والمناطق بقية المساحة الجغرافية.
ويستهدف المشروع في مرحلته الأولى كما أوردت صحيفة سبق، إلى توطين ألف أسرة من خارج صنعاء في منطقة حزام صنعاء تكون الأولوية لمن تسميهم المليشيات أبناء الشهداء، أي عائلات قتلى المليشيات في حروبهم المختلفة والتي وصلت اليوم لأكثر من عشرة حروب، وتدعم مؤسسة الشهيد التي تمولها طهران أسوة بذات المؤسسة في جنوب لبنان التابعة لحزب الله، تدعم أسر أبناء الشهداء لبناء مساكن لهم وتوطينهم في هذه المناطق بينما تتولى أجنحة أخرى داخل الحركة المليشاوية تمويل بقية المشروع من ممتلكات الدولة المالية والعقارية وبدعم سخي أيضاً من دولة إيران.
ويرى مراقبون أن المشروع الإيراني الجديد على أطراف العاصمة صنعاء هو بمثابة عملية تفخيخ ديمغرافي للعاصمة ودليل على توجه إيراني لمواصلة تبني وتمتين كيان المليشيات الحوثية ومده بكل الوسائل التي تضمن ديمومته وبقاءه كذراع طائفية إرهابية لطهران في اليمن والمنطقة.
المشهد اليمني:
انتهي الاسبوع الأول، من الجولة الجديدة مع هيمنة الانسداد على مجريات المشاورات؛ إذ يرفض الحوثيون وحزب صالح الدخول في أجندة المشاورات التي طرحها ولد الشيخ والتي تنص على الانسحاب من العاصمة صنعاء ومدينتي تعز والحديدة وتسليم السلاح الثقيل للدولة وتشترط حلًّا سياسيًّا كاملًا بما فيه تشكيل حكومة وحدة وطنية.
مسار المفاوضات لا يبشر بوجود حل سياسي، في ظل التعنت السياسي من قبل وفد صنعاء، وعدم التزامه بقرارات مجلس الأمن، واستمرار سير المعارك في مختلف جبهات البلاد.