مصير الموصل.. بين مطامع "البيشمركة" وسطوة "داعش" في العراق

الأحد 24/يوليو/2016 - 02:53 م
طباعة مصير الموصل.. بين
 
تشكل تحرير مدينة الموصل العراقية، أهمية خاصة، لدى القوات العراقية؛ نظرًا لأهميتها الاستراتيجية؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي؛ الأمر الذي أدى إلى مطامع قوات البيشمركة التي تشارك في تحرير المدينة بهدف ضمها إلى إقليم كردستان العراق في أعقاب تحريرها من سطوة التنظيم الإرهابي "داعش".
مصير الموصل.. بين
وتواصل القوات العراقية مساعيها، لتحرير ثاني أكبر مدن العراق، من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"؛ حيث تشير كافة المعطيات إلى اقتراب معركة الحسم النهائي ضدّ تنظيم داعش في مدينة الموصل آخر معقل كبير له بالعراق.
وكانت تلقت العراق العديد من عروض المساعدات العسكرية من دول مختلفة؛ الأمر الذي قد يقلب الموازين ويحقق أهداق القوات العراقية في تحرير المدينة.
وكان أعلن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى أن القوات الأمنية تتحرك في الموصل لتحريرها من داعش، قائلا: "قواتنا البطلة تتحرك حاليا في الموصل، آخر معاقل عصابات داعش الإرهابية، لتحريرها". مؤكدًا أن المضى بمحاربة وملاحقة الإرهاب.
من ناحية أخرى، أعلنت قيادة عمليات الأنبار غربي العراق مقتل 7 مسلحين من تنظيم داعش الإرهابى، في قصف شنته طائرات التحالف الدولى على معاقل للتنظيم في مدينة الرمادى، مركز محافظة الأنبار. 
ونقلت قناة سكاى نيوز عربية الفضائية، عن مصدر في قيادة عمليات الأنبار قوله: "إن الغارات دمرت مخزنا للأسلحة تابع لتنظيم داعش في مناطق البوعبيد والبوعلي الجاسم شمال الرمادي".
 وكان نحو 10 مسلحين من تنظيم داعش قد قتلوا أمس الأول خلال قصف جوى نفذه سلاح الجو العراقي بقضاء القائم غربي محافظة الأنبار. 
وبالرغم من تأكيد أربيل أن 50 ألفاً من قوات البيشمركة سيشاركون في معركة الموصل إلا أن وزير الدفاع خالد العبيدي، أكد على عدم إمكانية مشاركة قوات البيشمركة في معركة تحرير مدينة الموصل، ما يؤكد أن مخاوف بغداد من ضم الموصل إلى إقليم كردستان لا تزال قائمة.
ومع ترقب المعركة المنتظرة لطرد داعش من مدينة الموصل، يتخوف عدد من السياسيين العراقيين على مستقبل المدينة المحاذية لإقليم كردستان، بل ويتهم بعضهم البيشمركة بالسعي إلى احتلال أراضي الموصل بدلاً من تحريرها.
وكان قال الفريق جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة في تصريح أمس السبت: "إن قوت البيشمركة حررت ما يقارب 40% من مناطق مدينة الموصل". مؤكداً أن البيشمركة ستشارك باقتحام مركز الموصل بالاتفاق مع الحكومة العراقية  الاتحادية.
مصير الموصل.. بين
 أضاف ياور، أن بعض وسائل الإعلام نشرت تصريحاً لوزير الدفاع العراقي بالخطأ؛ حيث لم يقل إنه لن يسمح بمشاركة البيشمركة بعمليات تحرير الموصل، مؤكداً أن وزير الدفاع قال: "إن البيشمركة ستشارك وهناك جهات سياسية تحاول منع ذلك خوفاً من بقائها داخل الموصل بعد تحريرها".
عزالدين وانكي، الملازم في قوات البيشمركة، قال: إن مشاركة قوات البيشمركة في عملية تحرير الموصل باعتقادي تمت مناقشتها بشكل جدي بين  مسعود بارزاني رئيس الإقليم وقيادة التحالف الدولي؛ حيث تم الاتفاق على أمور وتفاهمات عسكرية وسياسية معينة، نتج عنها قبول قيادة الإقليم وقوات البيشمركة بالمشاركة الفاعلة في عملية تحرير الموصل، كما أن هذه المشاركة سيكون لها الدور الأكبر في المعركة بكل تأكيد، نظراً للخبرة التي اكتسبتها قوات البيشمركة في حربها ضد داعش.
وقال العبيدي في تغريدات على تويتر قبل اجتماع لوزراء دفاع من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم إنه لا يتوقع أن تدخل قوات البيشمركة مدينة الموصل، مضيفًا إننا لن نسمح لهم حتى بأن يشاركوا في تحرير المدينة.
وأشار إلى أن أقل من عشرة في المئة من الأراضي العراقية لا تزال تحت سيطرة تنظيم داعش لكن التقدم في ميادين القتال لم يقابله تحسن في الأمن داخل العراق.
وأضاف أن التقدم في الأداء العسكري لا بد أن يقترن بمزيد من التقدم في الملف الأمني، مشيرًا إلى أن  تفجير منطقة الكرادة الذي أودى بحياة 292 شهيدًا وعشرات الجرحى مطلع هذا الشهر مثال صارخ على ذلك.
وتتطلب المعركة لاستعادة الموصل والتي اكتسبت قوة دافعة منذ استعادة الفلوجة وقاعدة جوية شمالية، غارات جوية ومعلومات من المخابرات وعمليات إمداد وتموين ودعما هندسيا.
وفيما يتوقع أن معظم السكان الذين يقدر عددهم بنحو مليوني شخص سيفرون من الموصل مثلما فعلوا في المعارك الأخيرة، وأن الهجوم سيحتاج إلى تنسيق مع قوات البيشمركة من إقليم كوردستان.
مصير الموصل.. بين
وكما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن سكان الموصل يشكلون مفتاح الخلاص للعراق حال انتفاضتهم ضد تنظيم داعش الدموى ولكن التنظيم دائمًا ما يواجه أي محاولة منهم للتمرد بالقتل والترويع، وأبشع الجرائم ضد المدنيين العزل ولكن وبالتوازي مع بدأ عمليات تحرير الموصل انتفض المئات من أهالي جنوب الموصل ضد داعش، وسيطروا على بعض مواقعه ورفعوا العلم الوطني.
وتعتبر مدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد؛ حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
وكانت مدينة الموصل سقطت بين يدي التنظيم في 10 يونيو 2014؛ حيث سميت معركة الموصل من قبل تنظيم داعش باسم غزوة أسد الله البيلاوي، والبيلاوي هو قائد معركة الموصل، وهو من عشيرة البوبالي قبيلة الدليم من مدينة الرمادي.
وتنظر عدة دول إلى معركة الموصل باعتبارها مهمة في رسم خارطة النفوذ داخل العراق في مرحلة ما بعد تنظيم داعش، الذي بدا أنّ أيام خلافته الإسلامية التي يمتد جزء منها على الأراضي العراقية قد أضحت معدودة.
وعلى خلاف المعارك التي دارت ضدّ تنظيم داعش على الأراضي العراقية، أبدت تركيا بشكل مبكر اهتمامًا بالحرب في الموصل القريبة من حدودها والتي كانت لها مطامع تاريخية فيها.
وكانت تركيا قد أرسلت قوّة عسكرية محدودة إلى معسكر بعشيقة قرب الموصل دون موافقة الحكومة العراقية، وترفض إلى اليوم سحبها رغم الاعتراضات العراقية والمطالبات الدولية لأنقرة بسحب قوّتها من العراق.

شارك