تعليق مفاوضات الكويت.. واحتدام الصراع بين الجيش اليمني والحوثيين
الأحد 24/يوليو/2016 - 06:32 م
طباعة

عقلت المفاوضات اليمنية في الكويت مؤقتا، في وقت تشهد فيه الجبهات صراعا قويا بين الجيش اليمني وملسيات الحوثيين
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، ذكرت مصادر مقربة من أروقة مشاورات السلام اليمنية المقامة في الكويت أن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قرر تعليق الجولة الثانية من المشاورات بحيث تدخل مرحلة “تجميد مؤقت وغير معلن”، ابتداء من غد الأحد وحتى الأربعاء القادم، وذلك حتى انتهاء “القمة العربية“، التي تحتضنها العاصمة الموريتانية نواكشوط يومي الإثنين والثلاثاء 25 و26 يوليو الجاري، وذلك بسبب انشغاله ورئيس الوفد الحكومي عبد الملك المخلافي.
وقال مصدر تفاوضي حكومي لــ “إرم نيوز”، إن “ولد الشيخ عقد اليوم لقاءً مع الوفد الحكومي بالكويت، وغادر بعدها باتجاه العاصمة الموريتانية نواكشوط للمشاركة في القمة العربية التي تستضيفها بلاده”.
وسينوب ولد الشيخ أحمد عن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في “القمة العربية”، كما سيلقي كلمته الخاصة، التي ستتطرق إلى الجهود الأممية لحل الصراعات العربية، وخصوصًا في سوريا واليمن، وفقًا للمصدر.
وفضلت الأمم المتحدة، بحسب المصدر، تجميد المشاورات “بشكل غير رسمي” بسبب الشلل الذي سيصيبها، جراء غياب عدد من أعمدتها، ومنهم وزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الحمد الصباح، الذي يشارك في القمة العربية، حيث كان “الصباح” يلتقي وفدي المشاورات اليمنية، بشكل شبه يومي ويحاول جسر الهوة بينهما.
ولم تحقق الجولة الثانية من المشاورات، منذ انطلاقها السبت الماضي، أي تقدم جوهري في جدار الأزمة اليمنية، بعد رفض وفد جماعة الحوثي، وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الخوض في جدول أعمال المباحثات، الذي أعلن عنه المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، بسبب عدم تضمنه الملف السياسي.
ولن يدخل بقية المتفاوضين الذين سيمكثون في الكويت، في إجازة تامة، فبحسب مصدر حكومي، فإن الوفدين سيعقدان جلسات داخلية فيما بينهم، خلال الأيام القادمة، لمناقشة المزيد من الأفكار لحل النزاع، برعاية فريق للأمم المتحدة.
وتشكل “القمة العربية” هي الأخرى ساحة لمناقشة المشاورات اليمنية، كما سيتيح لقاء وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم التمهيدية للقمة، فرصة لتبادل الرؤى حول الحل الأمثل للصراع اليمني الممتد منذ 26 مارس 2015.
ويتوجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، غدًا الأحد إلى موريتانيا، ومن المتوقع أن تأخذ مشاورات السلام الممتدة في الكويت من 21 إبريل الماضي، الحيّز الأكبر من كلمته التي سيلقيها في قمة نواكشوط، حسب مصادر مقربة منه
وفي هذه الأثناء، قال وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، اليوم السبت، إن تعنت الانقلابيين خلال مشاورات السلام المقامة في الكويت، أسهم في إعاقة التوصل إلى تسوية توقف نزيف الدم اليمني.
وأضاف الوزير اليمني، في كلمته اليوم بنواكشوط، أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيرى، للدورة العادية الـ27 لمجلس الجامعة العربية على مستوى القادة فى موريتانيا، الذي سيعقد غدا الإثنين، أن “الحكومة تسعى إلى استئناف العملية السياسية من حيث توقفت في أقرب وقت ممكن، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتنفيذ القرار الدولي 2216 لإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية الدستورية ومؤسسات الدولة وعودة الأمن والاستقرار”.
وأوضح المخلافي، “لقد استمرت المشاورات 75 يوماً، إلا أنه، وللأسف الشديد، لم يتم إحراز أي تقدم حقيقي يذكر فيها بسبب مماطلة وتعنت الميليشيات الانقلابية، التي أرادت من مشاركتها في هذه المشاورات وسيلة لشرعنة الانقلاب”، حسب تعبيره.
ولفت المخلافي، إلى أن “تنفيذ الانسحاب وتسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة من الانقلابيين، تعتبر حجر الزاوية التي من شأنها التمهيد لأي خطوات لاحقة تتصل باستئناف العملية السياسية”.
وتوقع مصدر حكومي يمني، أن تعقد اجتماعات مغلقة لوزراء خارجية السعودية والإمارات واليمن، لمناقشة الخطوات التالية لبيان “القمة الرباعية”، في بروكسل والتي جمعت وزراء خارجية أميركا، وبريطانيا، والسعودية، والإمارات.
ومن المقرر أن تنتهي المهلة التي حددتها دولة الكويت للأطراف اليمنية، من أجل حسم الخلافات أواخر يوليو الجاري، وهو ما سيزيد الضغط عليهم من أجل عدم إهدار الوقت بعرقلة الأيام المتبقية.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، غارات استهدفت أهدافاً مدنية في مديرية سحار بمحافظة صعدة، معقل جماعة الحوثيين (أقصى شمال اليمن)، اليوم الأحد.
من جهة، قال مراسلنا، بأن قوات الجيش السعودي كثفت من قصفها للمناطق الحدودية، وإن صواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة سقطت على مواقع للحوثيين في مديرية شدا والضاهر.
وتشهد المناطق الحدودية معارك عنيفة بين المسلحين الحوثيين وقوات صالح من جهة، وقوات الجيش السعودي من جهة أخرى، وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
فيما يواصل عناصر تنظيم القاعدة، في محافظة لحج، جنوب اليمن، تسليم أنفسهم إلى السلطات الأمنية، مع استمرار الحملة الأمنية للقوات المؤيدة للشرعية، بدعم من قبل قوات التحالف العربي المشترك، والتي أنهت سيطرة التنظيم على المحافظة فيأبريل الماضي.
وسلم أحد القيادات المتوسطة والمؤثرة في التنظيم، نفسه إلى إدارة أمن محافظة لحج، أمس السبت، لينضم إلى قرابة 11 عنصرًا وقياديًا سلموا أنفسهم للسلطات الأمنية خلال الأشهر الماضية، وفق مصادر أمنية.
وقصفت طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية اليوم (السبت)، مواقع لتنظيم «القاعدة» في جنوب اليمن، ما أدى إلى مقتل الكثير من عناصره، فيما تستعد القوات الحكومية لشن هجوم جديد، وفق مسؤولين حكوميين.
واستهدفت ضربتان جويتان مسلحي التنظيم الذين تجمعوا على مشارف بلدة جعار في محافظة أبين، ما أدى إلى قتل وجرح الكثير منهم، وفق مسؤولين عسكريين
من ناحية أخرى، قتل مسلحون يشتبه بأنهم من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) رجل دين وسط عدن اليوم، وفق مسؤول أمني.
وكان مسلح خرج من سيارته بعد الفجر وأطلق النار على رجل الدين علي عبدالرحمن الزهري في منطقة المنصورة أثناء خروجه من المسجد، وفق المسؤول.
وهدد مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» بشن هجمات ضد رجال الدين الذين يتهمونهم بالموالاة للحكومة، خصوصاً رجال الدين الذين يدينون التفجيرات الانتحارية.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، استحداث الميليشيات الحوثية المزيد من نقاط التفتيش الأمنية داخل العاصمة صنعاء وفي مناطق الحزام الأمني لصنعاء، نفذت جماعة الحوثي خطة انتشار لخطباء ومرشدين موالين لها في كثير من مساجد العاصمة لإحداث تعبئة مجتمعية مناهضة للشرعية.
وبحسب شهود عيان، فقد كان لافتاً بداية من الجمعة قيام خطباء حوثيين بإلقاء خطب ومحاضرات في عديد من المساجد بين صلاتي المغرب والعشاء تركزت في مجملها على دعوة الناس إلى نبذ الفرقة والوقوف صفا واحدا لمواجهة قوات إعادة الشرعية.
وتعليقا على ذلك يقول المحلل السياسي محمد سلطان إن "ميليشيا الحوثي غير مطمئنة للقبائل المحيطة بالعاصمة كما أنها تدرك أن أكثر من نصف سكان العاصمة صنعاء يمثلون خلايا نائمة للشرعية والقوى المساندة لها، بحسب العربية نت.
وأضاف سلطان "سقوط صنعاء بسهولة عند اجتياح الحوثيين لها في 21 سبتمبر 2014 يرجع إلى أن القوى السياسية والعسكرية والقبلية المناهضة للميليشيا فضلت عدم المواجهة تفاديا لوقوع معركة مدمرة لصنعاء ومنعاً لحدوث حمام دماء، بالتالي يشعر الحوثيون أن حلفاءهم السياسيين والعسكريين والقبليين سينهجون ذات المسلك لأسباب تاريخية واجتماعية وحتى مصلحية".
وقال "يشعر الحوثيون أن حليفهم صالح الذي تنتمي أغلبية قوته العسكرية الضاربة إلى صنعاء ومحيطها لن يخوض معهم معركة العاصمة بنفس الموقف الذي خاض به معهم خارج ملعبه معارك تعز وعدن ومأرب".
ومن جهة أخري، أكد وزير النقل اليمني، مراد الحالمي، أن مطار عدن الدولي سيعود إلى العمل يوم الثلاثاء المقبل، مشيراً إلى أن الرحلات الجوية ستستأنف بدءاً من الثلاثاء القادم الموافق 26 يوليو الجاري بحسب جدول رحلات طيران اليمنية.
وقال الحالمي إن أول رحلة جوية سيستقبلها مطار عدن ستكون قادمة من مطار القاهرة، مؤكداً أن وزارة النقل تبذل جهودا حثيثة لاستمرار الرحلات الجوية من وإلى مطار عدن.
وتشكل إعادة افتتاح المطار تحديا كبيرا للسلطات الشرعية في عدن لاسيما أنه أغلق أكثر من مرة لدواع أمنية.
وتعرض مطار عدن لعدة هجمات أثناء وبعد الحرب، ولا يلبث أن يعاود نشاطه حتى يتم إغلاقه مرة أخرى.
المشهد اليمني:
تدور في اليمن حرب أهلية لا تنتهي الّا بتسويات معقولة، وهو ما يصعب التكهن به هل آن وقت التسويات.
ويرى مراقبون أن مسيرة المفاوضات في الكويت، تعد مؤشرا قويا على انسداد مبكر للجولة الثانية من مشاورات السلام في الكويت التي أجلت يوماً عن موعدها نتيجة اشتراطات وفد الحكومة بإيجاد "ضمانات" وفق المرجعيات الثلاث.
وطيلة الجولة الأولى من المشاورات، التي استمرت 70 يوما، تمسك الوفد الحكومي بـ"انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن اليمنية وتسليم السلاح الثقيل للدولة، وإنهاء الانقلاب وما ترتب عليه"، فيما يشترط الحوثيون "تشكيل حكومة وحدة وطنية يكونون شركاء فيها قبل الدخول في الإجراءات الأمنية".