ألمانيا تعاني صدمة ميونخ.. والآلاف يشاركون في تأبين الضحايا
الأحد 24/يوليو/2016 - 10:45 م
طباعة


الفزع يسيطر على الألمان
ردود الأفعال مستمرة بشان واقعة إطلاق النار فى ميونخ الألمانية، والتحركات التي قامت بها الشرطة للوصول إلى المنفذين لهذه الجرائم، خشية ارتباطهم بتنظيمات إرهابية، يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الشرطة الألمانية أن منفذ إطلاق النار في المركز التجاري في ميونيخ الذي أوقع تسعة قتلى و35 جريحا خطط لهجومه "منذ سنة".
من جانبه قال روبرت هايمبرجر قائد دائرة مكافحة الجريمة في ولاية بافاريا: إن الشاب البالغ من العمر 18 عامًا، الذي استدرج ضحاياه عبر فيسبوك "خطط لعمله هذا منذ سنة" ولم يختر ضحاياه بشكل محدد، واستدرج الشاب الضحايا بعدما أنشأ حسابا غير حقيقي لفتاة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي لدعوتهم إلى التوجه إلى أحد مطاعم ماكدونالدز.
وذكرت وسائل الإعلام أنه نشر رسالة على فيسبوك قال فيها "أقدم لكم ما تريدون بسعر غير باهظ"،وأشار روبرت هايمبرغر أن الجاني أنشأ الحساب منذ شهر مايو الماضي.

الشرطة تصعد من تمشيط المدن الالمانيبة
نفى صحة تقارير تحدثت عن أن منفذ هجوم ميونيخ كان يحتفظ ببيان اندريس بريفيك منفذ مذبحة العاصمة النرويجية أوسلو على حاسوبه، ووصف هايمبرجر هذه التقارير بأنها "غير صحيحة" وأضاف أنه ألَّفَ "بيانه الشخصي" عن جرائمه. وتابع هايمبرجر أن الشاب كان قد توجه بنفسه إلى مدينة فينندن التي شهدت في عام 2009 حادثة قتل عشوائي في مدرسة ليتفقد مسرح الجريمة بنفسه والتقط هناك بعض الصور.
شدد على أن المواد التي عثر عليها في منزل المسلح أظهرت أنه كان يمارس ألعاب الفيديو العنيفة كثيرا واشترى السلاح الذي استخدمه في الهجوم وكان مسدسا من طراز جلوك 17 من على الإنترنت عبر موقع لا يمكن زيارته إلا عن طريق برمجيات خاصة، منوها بوجود محادثة على الشبكة المظلمة في حاسوب منفذ الهجوم، توحي بأنه اشترى سلاح الجريمة عبر هذه الشبكة، وأضاف أنه لا تتوافر بعد معلومات أكثر حول هذا الموضوع.
وتعد شبكة "دارك نت أو الشبكة المظلمة "هي شبكة خاصة، حيث يتم الاتصال فيها فقط بين النظراء الموثوقين، الذين يتم تسميتهم أحياناً "أصدقاء" وذلك عبر ميثاق اتصالات ومنافذ غير قياسية.

الشرطة تكثف من تواجدها
ذكر أن الجاني أطلق نحو 60 رصاصة من مسدسه لافتا إلى أنه تم اكتشاف 57 ثقبا في مسرح الجريمة يمكن أن تنسب "بشكل واضح" لسلاح الجريمة. وقال إن منفذ هجوم ميونيخ لم يخترق، وذلك على العكس من المعلومات الأولية، حسابا على موقع فيس بوك ولكنه أنشأ حسابا وهميا مستخدما صور وبيانات حساب آخر، وأضاف أن والدي المسلح ما زالا في حالة صدمة ولم يتسن إجراء مقابلة معهما. وذكر مسؤول في مكتب الادعاء بالولاية أن ضحايا هجوم ميونيخ لم يكونوا زملاء المسلح في الفصل. كما أضاف هايمبرغر أن والد الجاني أتصل بالشرطة بعد مشاهدته شريط الفيديو الذي ظهر أولا على مواقع التواصل، وفيه يظهر ابنه يطلق النار خارج مطعم مكدونالدرز.
من ناحية اخري تجمع مئات الأشخاص في ميونيخ تكريما لضحايا إطلاق النار الذي أسفر عن تسعة قتلى و35 جريحا قبل يومين في عاصمة بافاريا، وأقيم التجمع في مكان حصول الاعتداء على مقربة من مركز تسوق أولمبيا في المدينة بجنوب ألمانيا، وأضاء المشاركون الشموع ووضعوا الورود رافعين الصلوات عن أرواح الضحايا.
وترأس رئيس المؤتمر البابوي الألماني الكاردينال راينهارد ماركس قداسا في كاتدرائية السيدة العذراء في ميونيخ تكريما للضحايا وتضامنا مع أسرهم، وقال ماركس في عظة ألقاها خلال القداس الذي نقل التلفزيون الألماني وقائعه، "الصدمة كبيرة".
أضاف أن هذا الهجوم "بالنسبة إلينا لا يمكن فهمه مطلقا، سنحتاج إلى تفكير طويل لنتمكن في شكل معين من تجاوز" الحزن الذي ساد كل أنحاء ألمانيا".
وأعلنت الشرطة في وقت سابق أن الشاب الذي نفذ الاعتداء مستدرجا ضحاياه عبر فيسبوك "خطط لعمله هذا منذ سنة" ولم يختر ضحاياه بشكل محدد، وذلك بعدما ثبت أنه يعاني اضطرابات نفسية.
وبالتزامن مع هذه التطورات، دعا مسؤولون ألمان إلى فرض قيود أكبر على بيع الأسلحة النارية بعد إطلاق النار الدامي الذي وقع في ميونيخ.

تأبين ضحايا ميونخ
وقال زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية لمجموعة فونكه الإعلامية التي تمتلك سلسلة من الصحف الألمانية: "علينا أن نواصل بذل كل ما في وسعنا للحد وفرض رقابة صارمة على إمكانية الحصول على أسلحة قاتلة".
أضاف جابرييل أن السلطات الألمانية تحقق في كيفية حصول المهاجم، وهو ألماني من أصول إيرانية، على سلاح رغم علامات على أنه يعاني من مشكلات نفسية واضحة. وأردف نائب المستشارة قائلاً: "القيود على الأسلحة النارية قضية مهمة".
فى حين قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير إنه يعتزم مراجعة قوانين الأسلحة الألمانية بعد الهجوم ويسعى لإدخال تعديلات حيثما يحتاج الأمر.
أضاف "بعد ذلك يتعين علينا أن نقيم بتأن جدا إذا كانت هناك حاجة لمزيد من التغييرات القانونية".