استمرار المواجهات في اليمن.. وتأييد عربي لحكومة "هادي"

الإثنين 25/يوليو/2016 - 04:38 م
طباعة استمرار المواجهات
 
استمرت المواجهات في عدة جبهات بين الجيش اليمني والحوثيين، فيما أبدت القمة العربية في "نواكشوط" تأييدها لمفاوضات الكويت وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، جددت مقاتلات التحالف العربي أمس، غاراتها على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح في محافظات مأرب وصعدة وتعز، فيما استمرت المواجهات التي تخوضها القوات الحكومية في مختلف الجبهات. وأفادت مصادر ميدانية في المقاومة بأن الغارات أسفرت عن قتل العشرات وتدمير مخازن أسلحة ومستودعات للوقود.
 وهزت انفجارات عنيفة، ظهر اليوم الاثنين 25 يوليو 2016، العاصمة صنعاء، ويعتقد أنها لمصنع سلاح تابع لميليشيا الحوثي وقوات صالح.
 وقال سكان لـ"المصدر أونلاين": إن انفجارات متتالية سمع دويها من مقر جامعة الإيمان التي تسيطر عليه ميليشيا الحوثي وقوات صالح.
وذكروا أن الانفجارات يعتقد انه لمخزن سلاح؛ حيث تستخدم الميليشيا المواقع والمباني التي تسيطر عليها كمخازن سلاح.
وأوضحوا أن سيارات إطفاء تابعة لسلطة الميليشيا هرعت إلى المكان في محاولة لإطفاء الحريق الذي اندلع في المخزن.
ولم يعرف بعدُ أسباب حريق المخزن واندلاع الانفجارات، على الرغم من توقف قصف مقاتلات التحالف لمواقع الحوثيين وقوات صالح داخل العاصمة صنعاء.
كما أفادت مصادر المقاومة بأن 80 عنصراً من أنصار الحوثيين وصالح سقطوا بين قتيل وجريح، في غارات لطائرات التحالف العربي، استهدفت معسكراً تدريبياً في وادي مور في محافظة حجة قرب جبهة حرض الحدودية، شمال غربي اليمن. وأوضحت أن الحوثيين جهزوا مئات المسلحين في أحد المعسكرات لإرسالهم إلى جبهات القتال، حين أغارت عليهم إحدى الطائرات.
وفي محافظة الجوف، سلم القيادي الكبير في جماعة الحوثي حمد محسن جريم نفسه مع عدد من مرافقيه إلى لجيش الوطني وقيادة المقاومة في مديرية المصلوب، صباح أول من أمس.
وقال المسئول في المقاومة صالح السنتيل (العوجري) لـ«الحياة»: إن جريم «سلّم نفسه لهم ومن معه من قبائل بني نوف. وتم إعطاؤه الأمان هو ومن معه ليعيشوا في بيوتهم».
وعلى صعيد متصل، هاجم مسلحون من تنظيم القاعدة أمس الأحد مشفى حكومياً في تعز بدعوى منع الاختلاط؛ الأمر الذي أثار موجة غضب لدى الأطباء والعاملين.
وقالت مصادر طبية في مشفى الجمهورية الحكومي في تعز لـ24: "إن مسلحين من تنظيم القاعدة هاجموا المستشفى وطالبوا بعدم الاختلاط بين الذكور والإناث بدعوى أن في ذلك فساد".
وذكر المصدر أن  مسلحين من تنظيم القاعدة اقتحموا المستشفى الحكومي وقاموا بفصل الطبيبات والممرضات عن الأطباء. وقالت طبيبة، إنها غادرت نحو منزلها ولن تعود حتى يتم تأمين المستشفى.
ودعت الطبيبة التي طلبت عدم الاشارة إلى أسمها إلى تأمين المستشفى والحفاظ على حياة الأطباء والممرضين، وقالت: "إن الطبيب والطبيبة يؤدون رسالة إنسانية، ويقومون بواجبهم على أكمل وجه".
وتفرض جماعات متطرفة بعض القيود على السكان في تعز؛ الأمر الذي أثار مخاوف الأهالي.
فيما أعلنت مصادر أمنية نجاة قائد قوات الطوارئ في قوات الحزام الأمني منير اليافعي، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في طريق مرور موكبه في حي المنصورة بعدن اليوم الاثنين.
وقال مصدر أمني في قوات الحزام الأمني لموقع 24 الإماراتي: "إن مسلحين وضعوا عبوة ناسفة على الطريق وتم تفجيرها خلال مرور موكب القيادي الأمني منير اليافعي، لكنه لم يصب بأذى ولا أي من مرافقيه".
وشهدت عدن ليل الأحد مقتل انتحاري وهجوماً استهدف منزل قائد المنطقة العسكرية في عدن اللواء سيف المحرمي، لكنه لم يخلف ضحايا.
من جهة أخرى، أقر أمس اجتماع حكومي عقد في عدن برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء الركن حسين محمد عرب، أن يكون السجن المركزي في المنصورة وقوات الحزام الأمني واللجنة الأمنية برئاسة المحافظ اللواء عيدروس الزبيدي، وكلف الاجتماع الزبيدي التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية في المحافظة.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
إلى ذلك، عقدت لجنة السجناء والأسرى والمعتقلين المنبثقة عن مشاورات السلام المنعقدة في الكويت اجتماعاً للبحث في خريطة طريق لإطلاق المحتجزين، بموجب الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف خلال الجولة الأولى. 
وأفادت مصادر مطلعة بأن اللجنة ستناقش الإفادات الأولية التي قدمت إلى الأمم المتحدة تمهيداً لصوغ مسودة مبادئ مقبولة من الجميع. 
فيما كشفت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن فشل لجنة المعتقلين المنبثقة عن مشاورات السلام اليمنية بالكويت، في التوافق على صيغة اتفاق قدمته الأمم المتحدة.
وقالت المصادر: إن الفريق الأممي أجرى تعديلات متكررة أكثر من مرة على صيغة توافقية، قبل أن تعرضها على الطرفين، وأضافت أن الأمر رفع إلى الوفدين للبت فيها والعودة بالمرئيات على الصيغة النهائية.
أمام ذلك، سلم وفد الشرعية للأمم المتحدة قائمة بأسماء 32 شخصًا من قيادات ومقاتلي ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، طالبت بإضافتهم إلى قائمة العقوبات المطلوب محاكمتهم جراء ما ارتكبوه من مجازر في محافظة تعز.
وقالت مصادر حكومية لـ«الشرق الأوسط»: إن من القائمة متورطين في المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات الانقلابية في مدينة تعز في 3 يونيو الماضي، جراء استهدافها أسواقًا شعبية مكتظة، وأسفرت عن سقوط 20 قتيلاً من المدنيين، وإصابة 50 آخرين بينهم نساء وأطفال.
وأضافت أن فريق المنظمة الدولية واصل لقاءاته مع كل الأطراف للبحث في القضايا الرئيسة المطروحة على جدول الأعمال، وفي مقدمها ما يتعلق بتثبيت وقف الأعمال القتالية في شكل كامل، وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية، إضافة إلى اللجان العسكرية التي ستشرف على الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة.
في غضون ذلك، يواصل فريق الأمم المتحدة لقاءاته مع الأطراف اليمنية لبحث القضايا الرئيسية المطروحة على جدول الأعمال، ولا سيما ما يتعلق بتثبيت وقف الأعمال القتالية بشكل كامل وشامل، وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية، إضافة إلى تشكيل اللجان العسكرية التي تشرف على الانسحاب وتسليم السلاح، وكذلك فتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق اليمنية.
ورحب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بالإفراج عن هؤلاء المحتجزين، مؤكدا أن من شأنه أن يحدث «أثرًا إيجابيًا» في المجتمع اليمني وفي مسار السلام.
ودعا ولد الشيخ أحمد الأطراف اليمنية إلى الاستمرار في الإفراج عن المحتجزين، ولا سيما الفئات المستضعفة منهم، والسجناء السياسيون وسجناء الرأي.
وكانت الحكومة اليمنية الشرعية أعلنت في السابع من يونيو الماضي الإفراج عن 54 طفلاً يمنيًّا كانوا محتجزين لدى قوات التحالف العربي وتسليمهم إلى ذويهم، وذلك في إطار اتفاق تبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه في الكويت.
فيما أعلن وزراء الخارجية العرب استمرار دعم شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مؤكدين على استئناف العملية السياسية بالبلاد من حيث توقفت قبل انقلاب الحوثيين وحليفهم صالح عام 2014.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده وزراء الخارجية العرب، تحضيرًا للدورة العادية الـ27 لمجلس الجامعة العربية على مستوى القادة، الذي سيعقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط الاثنين.
ورأى الوزراء أن أي مشاورات أو مفاوضات لخروج اليمن من الأزمة لا بد وأن تنطلق من المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرار 2216.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، منعت قيادات في إخوان اليمن وجماعات مرتبطة بالقاعدة ما أسموه بالاختلاط في الأسواق والمشافي في تعز.
وقالت مصادر يمنية وناشطون: "إن قيادياً في حزب الإصلاح (إخوان اليمن) أصدر فتوى بعدم جواز جلوس صحافيين وصحافيات في مقهى شعبي بعدن".
وأوضحت المصادر لـموقع 24 الإماراتي "أن القيادي الإخواني الشيخ عبدالله العديني أصدر فتوى بعدم جواز جلوس فتيات مع شبان في مقاهٍ شعبية بتعز"، الأمر الذي أثار موجة غضب شعبية في المدينة.
وفي صنعاء، واصلت «جماعة الحوثيين» سياسة إحلال عناصرها في المناصب الحكومية، وأصدرت قراراً بتعيين 65 مديراً عاماً في شتى المؤسسات الحكومية والوزارات والهيئات.
فيما ظهر القيادي الحوثي، يحيى بدر الدين الحوثي من جديد، في مدينة بون الألمانية، مطلع شهر يونيو) الماضي، بعد أن كان قد غادرها عام 2013 إلى اليمن.. عاد يحيى الحوثي - والذي يوصف بأنه القيادي في حركة الحوثيين و«أنصار الله»- إلى بون «سرا»، قبل أن يعلن عن وجوده من خلال قناة «دوتش فيللة» الألمانية (القناة الرسمية للبلاد)، وذلك بعد ساعات من مقابلته السفير الإيراني في برلين علي ماجدي الذي منحه الضوء الأخضر للظهور، وفقًا لمصدر دبلوماسي مطلع.
عاد الانقلابي الحوثي، المتهم بعدة قضايا إرهابية، إلى ألمانيا مرة ثانية، بعد مغادرتها إلى اليمن وظهر على شاشة التلفزيون الألماني، في انتهاك صارخ لقانون الحماية واللجوء الألماني، خاصة أنه دخل ألمانيا بجواز سفر ألماني مؤقت.
وفق تحقيق ينشر بالتزامن مع الشقيقة مجلة (المجلة) حاول يحيى الحوثي أن يحيط رحلة عودته إلى ألمانيا، بداية الشهر المنصرم، بالسرية التامة، وكان يرفض الظهور على وسائل الإعلام بشكل علني، إلى أن وصل إلى برلين يوم 22 يونيو الماضي.
 ووفقًا لمصادر موثوقة قالت: إن القيادي (الميداني) الحوثي عقد لقاء ثنائيا في بيت السفير الإيراني علي ماجدي، ثم التقى بأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الألماني، والتقى كذلك بمسئولين في وزارة الخارجية الألمانية في برلين.
وخلال مشاركة يحيى الحوثي في أحد برامج قناة «دوتش فيللة» الألمانية، طرح وجهة نظر التمرد وهاجم بضراوة التحالف العربي بقيادة السعودية. أما ما يتعلق بالمفاوضات الحالية في الكويت، فلا يتوقع يحيى الحوثي وفقًا لحديثه للقناة الألمانية 29 يونيو الماضي الوصول إلى نتائج، بالإضافة لذلك أكد الحوثي رفضه تسليم أسلحة المتمردين ما قبل الوصول إلى نتائج في المفاوضات الحالية في الكويت.
الشيء المثير في ظهور يحيى الحوثي، في ألمانيا أنه ما زال يحتفظ بحق اللجوء في ألمانيا، وهو يحمل صفة نائب في البرلمان اليمني، ومغادرته أكثر من مرة إلى اليمن، وهذا ما يعد مخالفًا لقانون حق اللجوء إلى ألمانيا، وهذا ما أكده أحد المحامين الألمان المعني بمثل هذه القضايا.
يذكر أن الإنتربول الدولي وافق على إدراج يحيى الحوثي ضمن قائمة الإرهابيين عام 2007 والمطلوبين دوليًّا، بناءً على طلب تقدم به المخلوع علي عبد الله صالح، بتهمة تشكيل جماعة مسلحة مع آخرين بهدف القيام بأعمال إرهابية، ورغم ذلك فإن هذا القرار لم يفعّل إلا بعد عام 2010.
وأكدت مصادر ألمانية مطلعة أنه بعد لقاء يحيى الحوثي بمسئولين ألمان في برلين أطلقت حركة الحوثي سراح رهينة ألماني كان محتجزًا لديها في صنعاء. 

المشهد اليمني

تدور في اليمن حرب أهلية لا تنتهي إلّا بتسويات معقولة، وهو ما يصعب التكهن به.. هل آن وقت التسويات؟
ويرى مراقبون أن مسيرة المفاوضات في الكويت، تعد مؤشرًا قويًّا على انسداد مبكر للجولة الثانية من مشاورات السلام في الكويت التي أجلت يوماً عن موعدها نتيجة اشتراطات وفد الحكومة بإيجاد "ضمانات" وفق المرجعيات الثلاث.
وطيلة الجولة الأولى من المشاورات، التي استمرت 70 يومًا، تمسك الوفد الحكومي بـ"انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن اليمنية وتسليم السلاح الثقيل للدولة، وإنهاء الانقلاب وما ترتب عليه"، فيما يشترط الحوثيون "تشكيل حكومة وحدة وطنية يكونون شركاء فيها قبل الدخول في الإجراءات الأمنية".

شارك