بعد تزايد الهجمات الإرهابية.. ألمانيا تلاحق المتطرفين وتراقب اللاجئين
الإثنين 25/يوليو/2016 - 06:12 م
طباعة


قلق المانى من تدفق الارهابيين بصفوف اللاجئين
مع تزايد حالات إطلاق الرصاص والتعدي على المواطنين الألمان، ارتفع عدد اللاجئين المشتبه بأنهم يشكلون خطرًا إرهابيًّا في ألمانيا وتقوم الجهات الأمنية باستجوابهم؛ حيث تتابع السلطات الأمنية حوالي 410 معلومات عن أشخاص يتواجدون بين اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا.
وكشفت تقارير المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة "ب.ك.أ" أن عدد المشتبه بهم بتشكيل خطر إرهابي كان في أواسط مايو الماضي بحدود 369 حالة فقط، وأن السلطات بدأت فعلا بفتح تحقيق رسمي بهذا الشأن في 60 حالة بزيادة 20 حالة عما كان عليه الوضع قبل شهرين ونصف الشهر، إلا أنه في الوقت ذاته لا توجد خطط آنية لتنفيذ اعتداءات إرهابية ولا توجد مؤشرات تهدد سلامة التنقل بالقطارات.
وكشفت تقارير إعلامية أنه نظرًا لاستمرار توافد المهاجرين إلى ألمانيا فينبغي علينا أن نتوقع تسلل ناشطين أو مقاتلين سابقين أو داعمين ومؤيدين لجماعات إرهابية على خلفية إسلامية بين صفوف المهاجرين إلى جانب توافد بعض من أرتكب جرائم حرب في بلدان الأزمات، والاشارة إلى أن اعتداءات باريس؛ حيث استغل مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" موجة هجرة اللاجئين الجماعية إلى أوروبا للتسلل إلى دول معينة لتنفيذ اعتداءاتهم الإرهابية.
وارتفع بشكل طفيف أيضًا عدد المتشددين الإسلاميين الذي غادروا ألمانيا للالتحاق بداعش في سوريا والمشاركة في القتال في الحرب الأهلية، كما ارتفع عدد المتشددين الإسلاميين الذين غادروا إلى سوريا من 800 شخص في شهر مايو الماضي إلى 840 شخصًا في نهاية شهر يونيو المنصرم، فيما عاد ثلث هؤلاء إلى ألمانيا، بينهم حوالي 70 شخصًا شارك في القتال أو التدريب العسكري في معسكرات داعش، حسب معلومات السلطات الأمنية.
على الجانب الآخر قال وزير الداخلية الوزير يواخيم هيرمان في ولاية بافاريا بجنوب ألمانيا: إن منفذ اعتداء أنسباخ، اللاجئ السوري قد بايع تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش وأعلن أنه سيقوم بعمل انتقامي في ألمانيا، جاء ذلك بعد أن عثرت السلطات الأمنية على معلومات وشريط فيديو بهذا الصدد على هاتف المعتدي الجوال.

غموض مستقبل اللاجئين بعد الهجمات الارهابية
وأوضح هيرمان أن الاعتداء وقع على خلفية إرهابية بعد أن ظهر شريط فيديو على الهاتف الجوال للمعتدي يعلن الولاء لداعش ويقسم بالانتقام من الألمان؛ لأنهم قتلوا مسلمين، مشيرًا إلى أن الشاب السوري الذي نفذ تفجير مدينة أنسباخ الانتحاري مساء أمس الأحد كان ذا قناعة إسلامية متشددة، وأنه يستند في أفكاره إلى المدعو أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقد أعلن يواخيم هيرمان وزير داخلية ولاية بافاريا أنه تم السماح لمنفذ تفجير أنسباخ بالإقامة اعتبارا من فبراير 2015 وذلك على الرغم من رفض طلب لجوئه، وأنه تم تمديد إقامته عدة مرات بعد ذلك التاريخ، مشيرا إلى أن مكتب شئون الهجرة واللاجئين طالبه قبل أقل من أسبوعين بمغادرة ألمانيا في غضون 30 يومًا.
وأنه عند تفتيش مسكن منفذ هجوم أنسباخ تم العثور على مجموعة كبيرة من المواد التي تصلح لتصنيع قنابل أخرى.
وحسب التقارير الرسمية تنخفض أعداد اللاجئين في ألمانيا؛ حيث سجلت قدوم 90 ألف لاجئ قدموا في شهر يناير، حتى وصلوا إلى 60 ألفًا قدموا في شهر فبراير، 20 ألفًا في مارس ومنذ ذلك الحين يصل حوالي 16 ألف لاجئ شهريًّا، ما مجموعه 200 ألف لاجئ خلال النصف الأول من العام، وهو ما يقارب الأعداد التي وصلت في شهر نوفمبر من العام الماضي. أيضًا ما يجري في ألمانيا يبدو مشابهًا للعديد من الدول الأوروبية الأخرى؛ حيث نجح الاتحاد الأوروبي في حشد الأزمة خارج حدوده.
ويرى محللون أن ما يجري في تركيا يشكك في القدرة على استمرار اتفاقية اللاجئين المبرمة بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، خاصة مع مطالبة حزب الخضر ببرنامج خاص يتيح استقبال الأتراك الذين يواجهون الاضطهاد السياسي، وهل يمكن أن تعيد أوروبا لاجئين قدموا إليها خاصة من تركيا، مع تغير الوضع بعد محاولة الانقلاب الفاشلة وفرض قوانين الطوارئ، كما يجري النظر في إعادة فرض عقوبة الإعدام؟
وحتى الآن ألمانيا وأوروبا متمسكة بالاتفاق مع تركيا، إلا أن المدير التنفيذي لمنظمة برو أزول جونتر بوركهاردت اشتكى من "اللامبالاة الأوروبية بخصوص اللاجئين؛ وذلك بسبب أن اللاجئين لم يعودوا يحتشدون على حدود بافاريا".
وأوضح بوركهاردت "إن أوضاع اللاجئين لم تصبح أفضل، وهم لا يملكون إمكانات معقولة من أجل طلب اللجوء في تركيا أو اليونان، كما أن بعضهم يتعرض للاعتقال ويعيش في الشارع، إلا أن هذه المشاكل غير مرئية" بالنسبة للأوروبيين.

تراجع قدوم اللاجئين الى المانيا
وبحسب المدير التنفيذي لمنظمة برو أزول فإن المنظمات الدولية الكبرى مثل المفوضية العليا للاجئين (UNHCR) والمنظمة الدولية للهجرة (IOM) حذرت من أن تراجع أعداد اللاجئين في أوروبا قد يشكل إشارة خاطئة للفهم، وذلك استنادا لما يدور من أزمات حاليًا كما في العراق أو جنوب السودان؛ حيث بلغت أعداد الفارين مئات الآلاف هناك.
وتدور تساؤلات عديدة عما إذا كان ما صرحت به المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل السنة الفائتة "نحن نستطيع" تم تحقيقه فعلا. وللإجابة على هذا يقول أمين عام حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بيتر تاوبر: "إن هذه الجملة "نحن نستطيع" لديها جوانب مختلفة.
الجانب الأول يتعلق بأولئك الذين أتوا إلى ألمانيا من أجل الحصول على مأوى، وطعام. وبحسب تاوبر فإن المؤسسات الألمانية" نجحت في تقديم الملاذ لهؤلاء وبهذا الإنجاز يستطيع الجميع أن يشعروا بالفخر من بلديات ومؤسسات ومتطوعين"، إلا أن التعامل مع أزمة اللجوء بحد عام ومحاربة الظواهر المسببة لها فإن هذا يحتاج لفترة طوية لتحقيقه و"قد تستمر لسنوات طويلة إن لم يكن عقودا من الزمن"، بحسب تاوبر. ويقول: "في جميع المدن الألمانية فإن الملاجئ أصبحت شبه فارغة حاليًا، والصالات الرياضية أعيد فتحها وقاعات المعارض تم إخلاؤها من اللاجئين"، وتابع: "إلا أن البلديات والدولة لم تغلق الملاجئ بشكل نهائي بل بشكل مؤقت؛ وذلك لاستخدامها مجددا في حالة قدوم اللاجئين من جديد".