وزير الأوقاف ونشر الفكر الشيعي
الثلاثاء 26/يوليو/2016 - 05:47 م
طباعة

أصبحت تهمة "نشر الفكر الشيعي" من أهم التهم في بلاد السنة التي قد تلقي بك في غياهب السجون، أو تبيح دمك كما حدث مع الشيخ حسن شحاته في الجيزة في 24 يونيو 2013، حيث تم قتله وسحله في الشارع ورفض دفنه في مقابر القرية، وبدلا من محاولات التقريب بين المذاهب الإسلامية كما كان يحدث في الأزهر قديما، حيث كان يدرس الشافعي بجوار المالكي والجعفري والزيدي، تحولت الأمور الآن، فأصبح الهجوم على الشيعة أحد السمات المهمة لرجل الدين سواء كان تابع للمؤسسة الدينية أو خارج هذه المؤسسة، حيث صار هناك مزايدة على الهجوم على هذا المذهب بين المؤسسة الدينية "أوقاف وأزهر" وبين الجماعات السلفية "الدعوة السلفية وغيرها" مما ينبئ بجو عام من التطرف والعنف سوف تشهده مصر خلال الأيام القليلة القادمة، زيادة عن ما تشهده الأن من عنف موجه على المسيحيين لانتشار الخطاب السلفي في صعيد مصر، ومؤخرًا كشف الدكتور محمد ختار جمعة، وزير الأوقاف، عن أن إيران بدأت مؤخرا في انتهاج سياسة استغلال الطلاب الأزهريين من دول إفريقيا، الذين تعلموا اللغة العربية والفقه بالأزهر، وإعادة تدريبهم بعد عودتهم إلى بلدانهم للاستعانة بهم في نشر الفكر الشيعي، وتكليفهم بالعمل على توغل هذا الفكر، وذلك مقابل مرتبات مغرية، وهو ما يسعى الأزهر حاليا للتصدي له، والعمل على تسليح خريجي الأزهر من الدول الإفريقية بالفهم المتعمق للفكر الوسطي المستنير، إضافة إلى عمل برامج للاستعانة بخريجي الأزهر بالدول الإفريقية كمبعوثين رسميين للأزهر برواتب شهرية.
وقال وزير الأوقاف، أثناء استعراض رؤيته حول خطة وزارته للدخول إلى إفريقيا أمام اجتماع لجنة الشئون الإفريقية، أمس الاثنين 25 يوليو 2016، برئاسة اللواء حاتم باشات-: إن بعض الدول الإفريقية تسمح بإقامة مجمع إسلامي متكامل بها، بينما دول إفريقية أخرى تطلب بناء الجامع وتقول لنا "اتكلوا على الله إدارته من حق السيادة الداخلية للبلاد".

النائب سيد فليفل
وأكد جمعة أن نجاح مصر في نشر الإسلام الوسطي خارجيًّا من خلال بعثاتها الدينية يتوقف على نجاح الخطاب الديني داخليًّا، مشددًا على أن ضوابط خطبة الجمعة ليس الهدف منها القيد والقمع، وإنما أن نقود الفكر المستنير في العالم، وأنها تأتي مع منظومة متكاملة لتجديد الخطاب الديني، وعودة نظام الكتاب ولكن بشكل عصري لا يسمح للجماعات الإرهابية بخطف رواده من الأطفال وتجنيدهم، خاصة أن الوزارة رصدت مراكز للثقافة الإسلامية بمصر "بتبوظ الدماغ" .
وأضاف وزير الأوقاف أن هناك لجنة متكاملة من بين أعضائها أساتذة لعلم النفس والاجتماع لإعداد خريطة بـ54 قضية في العام لخطبة الجمعة، لافتا إلى أن خطبة الجمعة المقبلة عن النظافة وستصاحبها حملة دعائية.
وقال النائب سيد فليفل إنه على الوزارة أن تقوم بعمل خريطة لمراكز التنصير والتشيع في إفريقيا، التي باتت تأخذ شكل صليب تتمركز غالبية نقاطه بإفريقيا في منطقة حوض النيل، لافتا إلى أن المراكز الإسلامية بإثيوبيا عملت على اختراع مذهب إسلامي جديد هو المذهب الحبشي، وهو خلطة شيعية للمذاهب الإسلامية أدت إلى ترك مذاهب الأئمة الشوافع.
وأضاف فليفل أن مصر ممثلة في الأزهر والأوقاف دورها غائب تمامًا عن بعض الدول الإفريقية، مثل الصومال.

النائبة مي محمود، أمين سر اللجنة
وعقب وزير الأوقاف قائلًا: إن الطرق الصوفية لها تقديرها بالصومال، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك اجتماع مع وزيرة التضامن الاجتماعي، والنائب عبد الهادي القصبي، بصفته شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وبعض الجمعيات المدنية، لا سيما وأن الأخيرة كانت رصدت 9 ملايين دولار من أجل الصومال منذ فترة طويلة ولم يتم استغلالهم، وسيتم التنسيق معهم للعمل تحت مظلة الدولة.
واقترح الوزير تدريب طلابها الوافدين إلى مصر، حتى يذهبوا لبلادهم بأفكار الأزهر بعكس المبعوثين الذين يمكثون لمدة 3 سنوات ويعودوا دون أن يتغلغلوا في الأحراش.
وردًا على تساؤل النائبة مي محمود، أمين سر اللجنة، بشأن عدم وجود مجمع إسلامي مصري في جنوب إفريقيا على غرار الجامع التركي في جوهانسبرج الذي يضم مراكز تعليمية وترفيهية على أعلى طراز، قال الوزير إن "بعض الدول تسمح بإقامة مجمع إسلامي كامل على أراضيها، وتُسلمنا قيادته للإشراف والتعليم والتدريب، ودول أخرى ترفض ذلك، وتقول ابنى الجامع واتكل على الله".

النائب عبد الهادي القصبي
وشدد الوزير على أن النجاح الخارجي يتوقف على تجديد الخطاب الديني، مؤكدًا أن الخطبة المكتوبة ليست قيدًا، وتتحدث عن موضوعات مهمة، مثل الأسبوع الماضي تحدثنا عن عفة اللسان، والأسبوع الحالي سيكون عن النظافة والسلوكيات وهي وسيلة للوصول إلى الدول من خلال ترجمة الخطبة وتصويرها صوت وصورة كاستراتيجية من خطة الدولة لتقديم وتسويق نفسها، والعودة بالكتاب المصري حتى لا يتم ترك الأطفال في أيدي الجماعات المتطرفة.
ولا يعلم السيد وزير الأوقاف بأن هذه التصريحات بدلًا من تقريب وجهات النظر انما هي تشعل الفتنة الداخلية والحروب المذهبية خارجيًّا، فبدلًا من العمل بقول الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا" يؤكد السيد مختار جمعة وزير الأوقاف أنه على الدولة والأزهر مواجهة الفكر الشيعي وتقليص انتشاره في إفريقيا وإحلال بدلا منه منهج الأزهر الوسطي المستنير، مما يدل على أن أي فكر خارج فكر مؤسسة الأزهر إنما يكون فكرا ظلاميا أو متطرفا، وكذلك فان تصريحات وزير الأوقاف إنما حملت في جنباتها اقصاء للأخر وسيطرة وهيمنة على الخطاب الديني وهذه الآلية نفسها التي تمارسها جماعات الإسلام السياسي التي يتم وصفها بالتطرف والإرهاب. ورغم كل ما يحمله خطاب وزير الأوقاف من الإقصاء للآخر سواء كان شيعي أو مسيحي أو صوفي وكذلك جماعات الإسلام السياسي وغيرهم من الباحثين الإسلاميين الجدد الذين ينادون بتجديد الخطاب الديني وقبول الآخر وتأسيس دولة المواطنة، فالكل عند وزير الأوقاف سواء لانهم لا ينتهجون نهج المؤسسة الأزهرية وبعد كل هذا يصر على أهمية تجديد الخطاب الديني، فكيف تعمل على تجديد الخطاب وأنت تقوم بالسيطرة علية وإقصاء الآخر؟