الكونجرس الأمريكي: الإخوان تنظيم إرهابي وقناع ديني
الأربعاء 27/يوليو/2016 - 05:09 م
طباعة

إن التصريحات الأخيرة التي انطلقت من الكونجرس الأمريكي والتي كان مفادها أن جماعة الإخوان تنظيم إرهابي، تلك التصريحات التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي سواء من قبل جماعة الإخوان أو المعارضين لها، مما دعا العديد من المراكز البحثية إلى إقامة ندوة تناقش تلك التصريحات، وتعقيبًا على تلك القرارات، والتي أقرت جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية متطرفة، وأن هذه الاعترافات من قبل الكونجرس الأمريكي، سوف تغير من اتجاهات العديد من الدول نحو الجماعة المحظورة بل وتعتبر خطوة جيدة في تأكيد وتدعيم الرأي العام المناهض للجماعة.
أقام المركز المصري لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع الجامعات المصرية مناقشة تلك القرارات، وكان الهدف منها هو مناقشة تطورات الموقف الدولي الراهن تجاه جماعة الإخوان المسلمين، وتحت رعاية الدكتور أمين لطفي رئيس جامعة بني سويف نظمت كليتا الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية والحقوق بمقر الجامعة بالقاهرة ندوة بعنوان «الدور المصري في مكافحة الإرهاب وتطوير ملف حقوق الإنسان ودعم السلام في المنطقة» بالتعاون مع المركز المصري لمكافحة الإرهاب.

الدكتور أحمد رفعت رئيس الجامعة الأسبق ومدير إدارة الدراسات والبحوث بالمركز المصري
بحضور الدكتور أحمد رفعت رئيس الجامعة الأسبق ومدير إدارة الدراسات والبحوث بالمركز المصري والدكتور شعبان مبارز عميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية والدكتور جمال عبد الرحمن عميد كلية الحقوق واللواء الدكتور أحمد عبد الحليم واللواء أسامه الجر يدلي من الخبراء الاستراتيجيين، واللواء عبد القادر فهيم نائب رئيس المركز المصري والدكتور صفي الدين خربوش الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ووزير الشباب السابق والدكتور أحمد فوزي أستاذ القانون والدكتور عبد الله المغازي مساعد رئيس الوزراء السابق والكاتب الصحفي محمد حبيب مدير تحرير جريدة الأهرام .
أكد المشاركون أهمية الدور المصري في جهود مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمي والعالمي وأن العلاقة بين مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان علاقة وثيقة ومتكاملة وليست متعارضة؛ حيث إن الإرهاب يهدر حقوق الإنسان في الحياة والاستقرار مع مراعاة تلك الحقوق، وضرورة إقرار ضوابط دولية لمكافحة الإرهاب، كما أن مكافحته ترتبط ارتباطاً وثيقاً بدعم واستقرار عملية السلام في المنطقة خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتمثل غياب السلام في المنطقة سبباً رئيسياً من أسباب الإرهاب.

الدكتور أمين لطفي رئيس الجامعة
وأكد الدكتور أمين لطفي رئيس الجامعة حرص الجامعة الدائم للقيام بدورها المجتمعي والثقافي بجانب دورها التعليمي والبحثي ومن هذا المنطلق حرصت الجامعة على إقامة هذا المؤتمر بالتعاون مع المركز المصري لمكافحة الإرهاب الذي يعتبر جمعية غير حكومية ولكنه يقدم العديد من الدراسات والبحوث في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف بهدف تقديم الدعم للحكومات للقيام بالدور المنوط بها في مكافحة الإرهاب طبقاً للدستور والقانون، موضحاً أن الجامعة بصدد إنشاء معهد قومي لدراسات مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان هدفه نشر الوعى وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتقديم الدعم الفني، ومنح درجات علمية للدارسين.
وتحدث الكاتب الصحفي محمد حبيب عن أهمية دور التعليم في مكافحة الإرهاب وضرورة وضع منظومة تعليمية جديدة تخاطب العقل البشري في مرحلة التعليم الأساسي، وتطرق اللواء أحمد عبد الحليم الخبير الاستراتيجي إلى عدة نقاط مهمة يجب أن تطرح عند صياغة اتفاقية دولية لمكافحة الإرهاب والتطرف ككيفية تداول المعلومات على المستوى الإقليمي والدولي وأساليب التعاون على البؤر الإرهابية ليس في مصر فقط بل في المنطقة والعالم أجمع.
وأضاف الدكتور أحمد رفعت إلى أن العلاقة بين مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان علاقة متسقة طبقاً للدستور والقانون وطالب وزارة الخارجية المصرية بضرورة عمل ملف يحصر فيه كافة الأنشطة الإرهابية التي قامت بها الجماعة الإرهابية وضرورة عرضها على كافة المنظمات الدولية ومجلس الأمن الدولي. وأوضح الدكتور محمد شوقي أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية ضرورة تجديد الخطاب الديني ومحاولة القضاء على التشدد الذي هو بذرة التطرف وضرورة التفكير في مدى إمكانية إدراك جريمة الإرهاب في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية وتكثيف الجهود الدولية لوضع تعريف للإرهاب.
وألقى رئيس الجامعة التوصيات التي انتهى إليها المؤتمر مؤكدا ضرورة تبنى مصر لعقد مؤتمر دولي لصياغة استراتيجية دولية لمكافحة الإرهاب ووضع تعريف له يتمخض عن اتفاقية دولية عامة في هذا الصدد مع الأخذ في الاعتبار ضرورة إصلاح النظام التعليمي وتجديد الخطاب الديني والتأكيد على تفعيل التنمية في سيناء والصعيد كمدخل للتغلب على أسباب وروافد انتشار الإرهاب، فضلاً على تعزيز دور الجامعات والجمعيات الأهلية وضرورة تكثيف الحوار المتبادل بين الشباب والاستماع لهم من خلال المؤتمرات والندوات.
ولا شك أن هناك أهمية كبيرة لمثل هذه الندوات التي من المفترض أن يتم تفعيلها، سواء كان ذلك داخل أسوار الجامعات المصرية أو خارجها خصوصًت في المناطق النائية والفقيرة والأشد فقرًا، تلك المناطق التي يسيطر عليها الفكر الوهابي السلفي وجماعة الإخوان، وكذلك أن يتم نشر ثقافة الحوار عن طريق مثل هذه الندوات بين طلاب المدارس ولا تكن تلك الفاعليات قاصرة على الجامعات فقط؛ حيث إن جماعة الإخوان وباقي الجماعات الاسلامية تولي اهتمامًا كبيرًا بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية وربما قبل ذلك، فهناك ظاهرة الكتاتيب التي تسيطر عليها الجماعات الإسلامية والمنتشرة في كثير من الأماكن الفقيرة والأشد فقرًا يقومون فيها بتربية النشء على تلك المفاهيم المغلوطة، ويزرعون فيهم التطرف ومعاداة الدولة والمجتمع.