مأزق ميركل بين مكافحة الإرهاب وتنامي مشاعر الكراهية ضد المسلمين

الخميس 28/يوليو/2016 - 08:57 م
طباعة مأزق ميركل بين مكافحة
 
انتشار الشرطة الالمانية
انتشار الشرطة الالمانية والجيش فى مختلف المدن الالمانية
تتزايد المخاوف الألمانية من تنامى دعوات الحض على الكراهية والعنف ضد المسلمين جراء الحوادث الارهابية الأخيرة، وبالرغم من رفض دعوة أنصار اليمين المتطرف بطرد اللاجئين المسلمين من المانيا، إلا أن هناك مخاوف حقيقة من انتشار الأفكار المتطرفة، وبدأت الشرطة فى ملاحقة المساجد والجمعيات الاسلامية التى يقوم المسئولين فيها بالدعوة إلى القيام بجرائم ارهابية أو عدم ادانة ما يحدث من ارهاب.
من جانبها أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الإرهاب وصل إلى ألمانيا أيضاً بعد الهجمات الأخيرة التي شهدتها بلادها، وعلقت ميركل على الهجمات الأخيرة التي حدثت في مدينتي فورتسبورغ وأنسباخ "لقد رأينا ذلك مرة أخرى مصحوباً بعنف شديد". 
دعت ميركل لعدم تجميل الأحداث، مضيفة: "إذا جاز التعبير، لا بد من عرض الأمور بكل مأساويتها"، وأكدت أنه لا يمكن التوصل للاستنتاجات الصائبة إلا من خلال ذلك، وأكدت أنها لا تعتزم توسيع نطاق المهمة التي يقوم بها الجيش الألماني ضد تنظيم "داعش" على الرغم من الهجمات الأخيرة التي حدثت في ألمانيا، والتي ترجع على الأرجح لدوافع إسلاموية متشددة. لكنها قالت الخميس إن ألمانيا في حالة حرب ضد التنظيم الإرهابي، أضافت ميركل بقولها  "أعتقد أننا في حالة كفاح أو بالأحرى حرب ضد داعش، ولكن لسنا في حالة حرب أو كفاح ضد الإسلام". 
أكدت ميركل أن الجيش الألماني يشارك حالياً بالفعل من خلال طائرات استطلاع وطائرات تزويد بالوقود في القصف على معاقل داعش في سوريا والعراق، وقالت: "لا أرى التزامات جديدة في الوقت الراهن".
هلع بعد أحداث ميونخ
هلع بعد أحداث ميونخ
وعرضت ميركل خطة مكونة من تسع نقاط لتوفير مزيد من الأمن في البلاد كرد فعل على الهجمات الأخيرة في ألمانيا، موضحة أن من بين هذه النقاط الحد من العوائق القائمة أمام ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين واستخدام "نظام إنذار مبكر" للكشف عن التطرف بين اللاجئين، وكذلك استعدادات للاستعانة بالجيش الألماني داخل البلاد عند التعرض لهجمات إرهابية كبيرة، وأكدت ميركل "يتعين علينا اتخاذ خطوات إجرائية دائماً في الأماكن التي يوجد بها ثغرات".
يأتى ذلك فى الوقت الذى فتشت فيه الشرطة الألمانية مسجدا في مدينة هيلدزهايم الواقعة بولاية سكسونيا السفلى، وأعلنت وزارة الداخلية في الولاية عن تفتيش مساكن ثمانية أعضاء في مجلس إدارة جمعية دائرة الإسلام الناطقة بالألمانية في هيلدزهايم التي يتبعها المسجد.
وقال بوريس بيستوريوس وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى إن "الجمعية نقطة ساخنة على مستوى ألمانيا بالنسبة للتيار السلفي المتشدد، وقد خطونا بعمليات التفتيش التي نفذناها اليوم بعد أشهر من التجهيز، خطوة مهمة نحو حظر الجمعية"، مشيرا إلى أن سلطات الأمن لديها معلومات تفيد بأنه تم حثّ المسلمين داخل الجمعية على اعتناق الفكر المتشدد والمشاركة في الجهاد في مناطق النزاع، وتحدث بيستوريوس عن الحضّ على "الكراهية تجاه الكفار" في الخطب والمحاضرات التي تلقى داخل الجمعية.
وقالت الشرطة الألمانية إنها ستبذل مزيدا من الجهد لمكافحة الجريمة على "الشبكة المظلمة"، بعد أيام من قتل مسلح لتسعة أشخاص بسلاح اشتراه بواسطة هذا الجزء الخفي من شبكة الانترنت.
أوضح هولجَر موينش، قائد الشرطة الاتحادية لمكافحة الجريمة "هذه الشبكة المظلمة أصبحت سوقا متنامية ولذلك نحتاج لأن نعطي الأولوية لهذا الأمر في تحقيقاتنا".
برلين تجدد دعمها
برلين تجدد دعمها حق اللجوء للجميع دون تمييز ديني
وقالت الشرطة الاتحادية إن الشبكة المظلمة التي لا يمكن الدخول إليها إلا عن طريق محركات بحث خاصة أصبحت تستخدم بشكل متزايد في تجارة المخدرات والسلاح والنقود المزيفة، لأنها تمكن المستخدمين من إجراء مبادلات دون الكشف عن هوياتهم والدفع عن طريق عملات رقمية مثل البيتكوين.
ويري محللون في ألمانيا انه بات واضحاً منذ سنوات لدى الأجهزة الأمنية ولدى الرأي العام أن ألمانيا قد تتعرض لهجمات إرهابية في أي وقت، ولطالما حذر وزير الداخلية توماس دي ميزيير من "خطر داهم".، وهذا ما تأكد خلال الأسبوعين الماضيين، إذ شهدت ألمانيا هجومين - الأول نفذه لاجئ باكستاني يشتبه في أنه يحمل أوراق أفغانية مستخدماً فأساً وسكيناً داخل قطار بين مدينتي فولفسبورغ وأوكسنفورت، بينما نفذ الثاني لاجئ سوري باستخدام عبوة ناسفة كان يحملها في حقيبة للظهر ببلدة أنسباخ جنوب ألمانيا، بعد أن نفذ هذين الهجومين اتضح انتماؤهما إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، بعد أن أظهر مقطع فيديو لمنفذ هجوم فولفسبورغ وهو يشرح أسباب تنفيذه الهجوم ويتبناه لصالح التنظيم انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، بينما أعلن التنظيم الإرهابي بنفسه عبر بوقه الإعلامي عن مبايعة منفذ هجوم أنسباخ له قبيل تنفيذ الهجوم - الذي قتل فيه وحده وجرح فيه 12 شخصاً آخر.
من جانبه أوضح لورنزو فيدينو من معهد الدراسات السياسية الدولية في ميلانو يرى في السياسة الخارجية الألمانية بقوله "منذ بداية التواجد العسكري الألماني في أفغانستان، فقد أصبحت ألمانيا  من وجهة نظر الحركات الجهادية  جزءاً من الحملة الأمريكية ضد الإسلام". 
المانيا بينا لترحيب
المانيا بينا لترحيب باللاجئين ودعوات ترحيلهم
أشار إلى أن وجهة النظر هذه أصبحت أكثر تأكيداً بعد مشاركة ألمانيا في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" ، وبالرغم من أن المتشددين الإسلاميين ينظرون إلى الغرب كله كهدف لهجماتهم.
أضاف  فيدينو إن هؤلاء الأفراد مستقلون في اتخاذ قرار القيام بهجوم في مكان ما، وإذا ما كنت تعيش في السويد وكنت - عملياً أم أيديولوجياً - مرتبطاً بالحركة، فإنك تتصرف وفقاً لقاعدة التفكير عالمياً والتصرف محلياً".
بالنسبة للجهاديين الذي ترعرعوا في الغرب، فإن الدوافع السياسية الداخلية، كالشعور العام بالتمييز ضدهم، على نفس القدر من الأهمية مثل الدوافع السياسية الخارجية.
فى حين أشار خبير الإرهاب الألماني رولف توبهوفن إلى أنه "منذ أن قامت ألمانيا بدعم قوات البيشمركة الكردية في العراق في حربها ضد ’داعش’ بالأسلحة والتدريب، أصبحت ألمانيا على رأس قائمة الأهداف".

شارك