الارهاب يربك سياسات ميركل تجاه اللاجئين

السبت 30/يوليو/2016 - 07:34 م
طباعة الارهاب يربك سياسات
 
أثارت سلسلة هجمات شهدتها ألمانيا مؤخرا القلق بشأن سياسة الباب المفتوح التي تتبعها المستشارة، أنغيلا ميركل، في استقبال اللاجئين.، حيث بدا قلق المواطنين والساسة جر على ميركل انتقادات واتهامات كثيرة، وهو ما جعلها تقطع عطلتها للرد على كل من يقول إن سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها تجاه اللاجئين أتاحت للإرهاب الترسخ في ألمانيا.
ويري محللون من اليسار واليمين إن سياسة ميركل بشأن اللاجئين خاطئة، بعد دخول أكثر من مليون مهاجر إلى ألمانيا العام المنصرم.
الارهاب يربك سياسات
من جانبها نددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باعتدائي فورتسبورغ وأنسباخ، واصفة إياهما "الإرهاب الإسلاموي"، قائلة إنهما "مدعاة صدمة وإحباط".، والتأكيد على أن هذه الاعتداءات "حطمت طابوهات مدنية، والاعتداءات وقعت في أماكن من الممكن لأي أحد منّا التواجد فيها".
وشددت ميركل على أن ألمانيا ماضية في طريقها وفق مقتضيات الدستور الألماني، وأنها ستبقى حاضنة لمن يحتاج إلى الحماية.
ودافعت ميركل عن سياستها على صعيد الهجرة، رغم توالي الانتقادات، بعد وقوع اعتداءين في بافاريا. وكررت مقولتها "سنحقق هدفنا" التي أطلقتها أواخر صيف 2015، عندما استقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ.
يأتى ذلك فى الوقت الذى نأى هورست زيهوفر رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي، وهو الحزب الشقيق لحزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاتحاد الديمقراطي المسيحي بولاية بافاريا، بنفسه عن موقف المستشارة تجاه مواجهة أزمة اللجوء.
الارهاب يربك سياسات
قال زيهوفر، الذي يشغل منصب رئيس حكومة ولاية بافاريا، عقب اجتماع مجلس وزراء ولايته "لا يمكنني تبني عبارة ميركل الشهيرة سوف ننجز ذلك في إطار مواجهة أزمة اللجوء". وتابع "حتى لو أبديت حسن نية، لا أستطيع أن أتبناها، الوضع إشكالي جدا" والحلول المطروحة حتى الآن "غير كافية على الإطلاق".
أكد زيهوفر، حليف ميركل على المستوى الوطني رغم معارضته الشديدة لسياسة اليد الممدودة التي تطبقها على صعيد اللاجئين، أنه لا يريد التسبب "بأي خصومة" مع حزب ميركل، مشددا على أن من الضروري النظر إلى "الحقيقة" كما هي، وتجنب "إبلاغ الرأي العام بأمور غير صحيحة"، حسب تعبيره.
واعتبر حليف ميركل أنه "من الملح التحرك في هذا المجال أيضا". وأضاف "لذلك ما زال يتعين علينا هنا في ألمانيا، القيام بخطوات لتحسين أوضاعنا في كل المجالات".

الارهاب يربك سياسات
كانت بافاريا مؤخرا لاعتداءين نفذهما طالبو لجوء وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش مسؤوليته عنهما، وتسببا بتصاعد الانتقادات لهذه السياسة، ففي 18 يوليو، هاجم طالب لجوء في السابعة عشرة من عمره، ركابا في قطار مسافرين بفأس، قبل أن تقتله الشرطة،كما عمد طالب لجوء سوري رفض طلبه للحصول على اللجوء، في أنسباخ جنوب، إلى تفجير نفسه قرب مهرجان موسيقي.
من ناحية اخري أظهر استطلاع ألماني حديث أن نحو 8 بالمئة فقط من المواطنين الألمان هم الذين لازالوا يصدقون العبارة الشهيرة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "سوف ننجز ذلك" والتي تحولت لشعار في مواجهة أزمة اللجوء، فيما لا يؤيدها الأغلبية حاليا، وأجاب 48 بالمئة من المواطنين الذين شملهم استطلاع معهد "يوغوف" لقياس مؤشرات الرأي على سؤال: "ما هو موقفك من تكرار ميركل لعبارة "سوف ننجز ذلك" في إطار مواجهة العدد الكبير للاجئين واستقبالهم ورعايتهم في ألمانيا؟"، قائلين: "لا اتفق معها على الإطلاق".
يذكر أن هذا الاستطلاع شمل 1017 شخصا وتم إجراؤه في الفترة الزمنية بين 26 و29 يوليو الجاري.
الارهاب يربك سياسات
كانت ميركل قالت هذه العبارة في أغسطس من عام 2015 في مؤتمرها الصحفي السنوي من أجل تحفيز المواطنين على مواجهة أزمة اللجوء. وكررت المستشارة الألمانية العبارة مجددا أول أمس الخميس.
يشار إلى أن هذه النسب تعد أسوأ نسب تم رصدها منذ إعلان ميركل هذه العبارة في نهاية شهر أغسطس العام الماضي، ولكن نتائج الاستطلاع السابقة منذ ذلك الحين لم تكن أفضل كثيرا- باستثناء استطلاع تم إجراؤه بعد إعلان العبارة مباشرة في بداية شهر سبتمبر العام الماضي؛ حيث أيد 43 بالمئة من المواطنين حينها هذه العبارة، وعارضها 51 بالمئة.
كذلك أوضح الاستطلاع أن 14 بالمئة فقط من الألمان ألغوا جولات كانوا يعتزمون القيام بها بالحافلة أو القطار خوفا من الإرهاب خلال الشهور الثلاثة الماضية، وأن 14 بالمئة فقط ألغوا زيارتهم لمهرجانات أو حفلات موسيقية خوفا من حدوث هجمات، مع العلم أن هذه النسبة شملت أيضا الأماكن الرائجة للزوار داخل مراكز المدن أيضا.
كما تما الاشارة إلى أن أكثر من نصف عدد الأشخاص المشاركين في الاستطلاع أنهم لم يسمحوا لاحتمالية حدوث هجوم إرهابي بالتأثير على مسار حياتهم اليومية، وأشاروا إلى أنهم يسافرون باستخدام وسائل النقل العامة ويذهبون إلى الحفلات والمهرجانات، ولكن ثلثهم تقريبا أوضح أنه لم يستخدم الحافلات أو السكك الحديدية ولا يرغب في الذهاب لحضور أي فعاليات. وفي الوقت ذاته أوضح 75 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع أنهم يعتبرون أن حدوث هجوم من جانب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش في ألمانيا أمر محتمل.

شارك