اشتعال الصراع على الحدود السعودية.. والمبعوث الاممي يمد مفاوضات الكويت

السبت 30/يوليو/2016 - 08:41 م
طباعة اشتعال الصراع على
 
تغير جديد في المشهد السياسي اليمني، حيث اعلنت  جماعة الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، تشكيل مجلس سياسي، لإدارة البلاد، وسط قلق خليجي ودولي من تشكيل المجلس الرئاسي فيما تستمر المواجهات العسكرية في عدة جبهات باليمن علي الحدود مع السعودية.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، قالت مصادر أمنية إن طائرات حربية تابعة للتحالف بقيادة السعودية قصفت مقاتلين حوثيين من اليمن حاولوا التسلل إلى داخل المملكة، اليوم السبت، فقتلت العشرات منهم.
وأضافت أن القصف وقع على الجانب اليمني من الحدود قرب مدينة نجران السعودية. وقال شهود إن اشتباكات دارت أيضاً في بلدة حرض الواقعة بشمال غرب اليمن على الحدود مع السعودية.
كما ذكر مصدر محلي في محافظة صعدة، معقل جماعة الحوثيين (أقصى شمال اليمن)، إن مسلحي الجماعة شنوا قصفاً مدفعياً وصاروخياً، على مواقع للجيش السعودي في الحدود اليمنية السعودية.
وقال المصدر لـ«المصدر أونلاين»، إن القوات السعودية ردت بقصف مدفعي مماثل، في الوقت الذي حلّقت مقاتلات التحالف بكثافة في سماء المنطقة.
ونتيجة لتبادل القصف، قتل ضابط في الجيش السعودي، في اشتباكات مع ميليشيا الحوثي وقوات صالح، على الحدود بين السعودية واليمن.
 وقالت قناة العربية، يوم السبت، إن ضابطاً برتبة نقيب يدعى عبدالرزاق الملحم، قتل خلال تصدي القوات السعودية المشتركة، لهجوم واسع لقوات صالح وميليشيا الحوثي في جبل "مخروق"، في نجران.
وتشهد المناطق الحدودية تصعيداً عسكرياً بين الطرفين، عقب فشل مشاورات السلام اليمنية المنعقدة في الكويت، والتي ترعاها الأمم المتحدة، بهدف وقف الحرب المندلعة في البلد المضطرب منذ عام ونصف.
وعلي صعيد اخر، ال الجيش اليمني في حضرموت إنه أمهل العناصر المغرر بهم في تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين مهلة لتسليم أنفسهم طواعية، تبدأ من اليوم الجمعة وتستمر لأسبوعين.
وصرّح مصدر في قيادة المنطقة الثانية لـ 24، أن المنطقة العسكرية الثانية بحضرموت، وبالتنسيق مع التحالف العربي في المحافظة، منحت العناصر المغرر بهم في الجماعات الإرهابية تسليم أنفسهم خلال مدة 15 يوماً، تبدأ اليوم الجمعة، وتنتهي بعد أسبوعين.
وأكد المصدر أن القيادة العسكرية شددت على أن كل من يسلم نفسه خلال هذه الفترة سيحوز على العفو، وضمان عدم الملاحقة الأمنية.
فما أكدت مصادر مطلعة مقتل خبير عسكري لبناني تابع لتنظيم "حزب الله" الإرهابي، في منطقة المخا، الأسبوع الماضي بغارة لطيران التحالف العربي على تقاطع مفرق الحديدة في اليمن.
وقالت المصادر وفقا لصحيفة "سبق" السعودية، إن الخبير العسكري اللبناني ويدعى "أبو خليل" كان يشرف على وحدة عسكرية بحرية تابعة للميليشيات الانقلابية الحوثية وهو من أشرف أيضًا على استقبال وتجهيز الصواريخ الإيرانية المضادة للسفن، والتي تحصلت عليها الميليشيات الانقلابية قبل إسقاطها العاصمة صنعاء بتسهيلات من وحدات الجيش الموالي للمخلوع صالح في القطاع الساحلي الغربي للبلاد.
ونقلت جثة الخبير العسكري اللبناني إلى المستشفى العسكري بالعاصمة صنعاء مع جثث 3 قيادات حوثية كانت مع مبعوث حزب الله لتدريب الميليشيات الحوثية الانقلابية.
وقُتل في الضربة الجوية  أكثر من 12 عنصرًا من عناصر الميليشيا الانقلابية الحوثية كانوا على متن سيارتين بلوحات مدنية للتمويه استهدفتها طائرة للتحالف.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد النمسار التفاوضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم السبت، تقديمه مقترحا لتمديد مشاورات السلام اليمنية المقامة في دولة الكويت، لـ”لفترة قصيرة”، مع اقتراب موعدها الأصلي على الانتهاء دون تحقيق أي تقدم إيجابي.
وفي تغريدة على حسابه الرسمي  بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قال ولد الشيخ ” انتهت الجلسة مع وفد الحكومة اليمنية (عصر اليوم)، حيث قدمت رؤيتي للحل الشامل والكامل واقترحت تمديد المشاورات لفترة قصيرة”.
وأشار إلى أن رؤيته للحل تتضمن “ورقة عمل تحمل تصوراً للمرحلة القادمة من أجل التوصل إلى حل سياسي في اليمن”.
وفيما لم يوضح المبعوث الأممي ملامح هذا التصور، توقع مراقبون أن يعود لخارطة الطريق السابقة التي اقترح فيها “تنفيذ القرار 2216 وتشكيل حكومة وحدة وطنية”.
ولم يكشف المسؤول الأممي عن المدة التي اقترحها للتمديد، في وقت لم يتسن الحصول على تعليق فوري من الوفد الحكومي حول هذا الأمر.
في المقابل بدأ ولد الشيخ ظهر اليوم جلسة مشاورات منفصلة مع 4 من أعضاء وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بحسب مصدر تفاوضي.
ويجري ولد الشيخ منذ إعلان الحوثي وصالح تشكيل مجلس لإدارة البلاد مشاورات مكثفة لتحديد مصير مشاورات السلام التي تعيش ساعاتها الأخيرة بحسب زمنها الرسمي والمهلة المقدمة من الدولة المستضيفة الكويت.
ويشترط الوفد الحكومي توقيع وفد (الحوثي- صالح) على الملف الأمني الذي يقضي بالانسحاب من المنطقة “أ”، والتي تشمل العاصمة صنعاء ومحافظتي تعز (وسط) والحديدة (غرب)، وتسليم السلاح الثقيل للدولة، والإفراج عن المعتقلين، وفك الحصار عن المدن، في ختام الجولة الحالية بالكويت، على أن يتم التوقيع على الملف السياسي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في جولة أخرى يتم تحديد مكانها وزمانها لاحقًا.
وأكدت مصادر مقربة من المشاورات أن سفراء الدول الـ 18 الراعية للتسوية السياسية في اليمن، يعملون بكثافة من أجل خروج مشاورات الكويت بتوقيع ولو مبدئي للأزمة، يتضمن عدداً من البنود المرضية للطرفين، دون الكشف عن ماهيتها، وذلك للحيلولة دون انهيار المشاورات كلياً.
وحسب المهلة التي طرحتها الكويت للأطراف اليمنية من أجل حسم النزاع، من المقرر أن تُختتم الجولة الثانية نهاية الشهر الجاري، رغم تعثر الجولة لمدة 4 أيام بسبب القمة العربية التي أقيمت في نواكشوط، الاثنين الماضي.
وشهد يوم أمس الجمعة، تحركات دبلوماسية مكثفة، وصفتها مصادر حكومية بـ”لقاءات الفرصة الأخيرة”، لكنها فشلت في الخروج بموافقة على تمديد المشاورات فوق الموعد المحدد، لإفساح المجال أمام طرفي الأزمة، من أجل التوقيع على حلٍ للنزاع.
ووفق مراقبين، فقد تسبب إعلان الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح) مجلساً سياسياً لـ”إدارة البلاد” مناصفة بينهما، ردود فعل غاضبة انعكست على مسار الحل السلمي عموماً، اعتبرته الأمم المتحدة الراعية للمشاورات “تهديداً خطيراً يقوض الحلول السلمية”، فيما وجدته الحكومة الشرعية فرصة للتأكيد على أن تحالف الحوثي/ صالح لا يأبه للمشاورات ولا للحلول السلمية، بقدر ما يستغلها لصرف الأنظار عن التصعيد العسكري سواء في الداخل أو على الشريط الحدودي مع السعودية.
وإذا فشلت مشاورات التمديد، فمن المقرر أن يصدر بيان رسمي عن المبعوث الأممي يعلن فيه مصيرها، وماذا إذا كان قد تم الاتفاق على جولة جديدة، زماناً ومكاناً، والدولة التي ستحتضنها.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، كشفت مصادر صحفية عن أسماء اعضاء المجلس السياسي الذي تم التوقيع عليه بين المؤتمر الشعبي العام فصيل علي عبدالله صالح وجماعة الحوثيين " انصار الله ".
واعضاء المجلس السياسي الاعلى المكلف بتسيير شؤون اليمن والذي نص عليه الاتفاق الاخير بين الطرفين يضم عضوية الاسماء التالية.
ممثلو المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح: 1- عارف الزوكا (جنوبي – شبوه) 2- حسين حازب (شمالي – مأرب) 3- د.عبدالعزيز بن حبتور (جنوبي – حضرموت) 4- اللواء: علي الجايفي (شمالي – صنعاء) 5- د. بلقيس الحضراني (تحالف – شمالي – ذمار).
فيما تشير مصادر إلى انه من المتوقع استبدال الاخ ناصر النصيري ممثلا لتحالف المؤتمر بدلا عن د.بلقيس الحضراني. 
وممثلو جماعة الحوثيين " انصار الله" 1- صالح الصماد (شمالي – صعدة) 2- حسن زيد (شمالي – صنعاء) 3- ناصر باقزقوز (جنوبي – حضرموت) 4- علياء فيصل عبداللطيف الشعبي ( جنوبية- لحج) 5- عبدالملك الحجري (احزاب التكتل- شمالي – إب).
وظهر زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، في خطاب تلفزيوني ألقاه اليوم الجمعة، مستنجداً بقبائل شمال اليمن، لتعزيز جبهات القتال ضد ما أسماه بـ”العدوان”، في حين باتت قوات الشرعية على تخوم العاصمة صنعاء.
وشدد الحوثي في كلمته بمناسبة “أسبوع الصرخة”، على أهمية التحرك وعدم جواز “التخاذل”.
وحول اتفاق جماعته مع الرئيس المخلوع علي صالح على تشكيل المجلس السياسي، قال الحوثي، إنه “يأتي في سياق تعزيز صمود الشعب اليمني ومواجهة الأخطار، ومن لم يعجبه الاتفاق مع المؤتمر، فلينظر إلى أقرب صخرة، وينطحها”. بحسب تعبيره.
ووجه الحوثي نداء لكل قبائل اليمن “للتحرك على كل المستويات؛ على المستوى الثقافي والإعلامي كل حر كل عزيز سيتحرك بكل جد وأولويته التصدي للعدوان”على حد وصفه.
وتطرق زعيم الحوثيين في خطابه الذي بثته قناة “المسيرة” التابعة للجماعة، إلى المشاورات الجارية في الكويت، حيث زعم أن وفد الحوثيين والمخلوع صالح، “قدم كل التنازلات المجحفة، ولكنهم طلبوا استسلامنا”.
ولفت إلى أن من يعيق المشاورات والتي من المحتمل فشلها هي أمريكا وأدواتها، “فهم يريدون من الشعب اليمني الاستسلام ولا يريدون الحلول ويأبى الله لنا ذلك”.
وحمّل الحوثي، الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية ما يحدث في اليمن، لكنه عاد ليؤكد أن “لا شرعية لها، وليس لأي قرار توجه أمريكا ذرة من الشرعية”.
كما اتهم أمريكا بإعادة تنظيم القاعدة إلى المحافظات الجنوبية، زاعماً طرد مقاتلي جماعته لعناصر التنظيم قبل أن يتم تحرير مناطق الجنوب من الحوثيين وقوات المخلوع صالح منتصف يوليو من العام الماضي.
من جانبه قال القيادي في حزب “المؤتمر” الشعبي العام  "جناح صالح" عادل الشجاع إن الاتفاق الموقع بين حزب المؤتمر التابع للرئيس اليمني السابق صالح وجماعة الحوثيين جاء ردا على عدم التوصل الى حل سياسي في المفاوضات الجارية بالكويت.
وأضاف الشجاع في تصريحات نقلتها فضائية الغد أن مجلس الرئاسة سيمارس مهامه في كافة المدن والمحافظات اليمنية بعد اكتماله وترشيح 10 أعضاء من حزب المؤتمر والحوثيين لإدارته بشكل دوري.
 وأكد أن المجلس لديه صلاحيات بإصدار قرارات وتعيينات في جميع مؤسسات الدولة ووفقا للدستور اليمني القديم.
فيما أدان حزب الإصلاح اليمني"جماعة الاخوان" الخطوة الانفرادية التي قام بها الانقلابين فيما يسمى بالمجلس السياسي لإدارة شؤون الدولة في عملية تقويض مباشر للسلام.
وقال الحزب في بيان له أن التباطؤ في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 شجعهم على المزيد من الحماقات عبر التصعيد السافر في ظل مشاورات السلام في دولة الكويت.

قلق من المجلس الرئاسي:

قلق من المجلس الرئاسي:
وفي نفس السياق، أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن قلقها البالغ للخطوة التي قام بها الحوثيون، وأتباع علي عبدالله صالح، بعقد اتفاق بينهما لتشكيل مجلس سياسي في الجمهورية اليمنية، والزعم بأنه سيتمتع بكل الصلاحيات السياسية، والعسكرية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية، وإدارة شؤون الدولة.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، في بيان له، اليوم السبت، أن التوقيع على اتفاق تشكيل هذا المجلس السياسي يعد خرقاً واضحاً لقرارات جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الاسلامي، وقرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
وأضاف أن «دول المجلس تعتبر مثل هذه الخطوات تقويضا لجهود المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي عبر المشاورات، وفق المرجعيات المتفق عليها ممثلة في المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، والتي أكدت على عدم المساس بالسلطات الحصرية للحكومة الشرعية، وهي تدعو مجلس الأمن الدولي إلى الزام الحوثيين، وأتباع علي عبدالله صالح إلى الانخراط سريعا بشكل فعال وايجابي في المشاورات التي يجريها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد، في الكويت».
كما قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي "أنور محمد قرقاش" اليوم الخميس أن تشكيل مليشيا الحوثي والمخلوع ما أطلقت عليه " المجلس السياسي " لحكم اليمن هو محاولة يائسة لمن أنقلب على النظام الشرعي وساق اليمن إلى العنف.. مؤكدا ان مراوغتهم في دولة الكويت تعرت من جديد.
وأضاف في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي " تويتر " إن بيان تشكيل المجلس السياسي الذي أصدرته مليشيا الحوثي والمخلوع أشبه بورقة التوت لن تخدع أحدا فالتمرد والانقلاب سبب الحرب والحديث عن تغطية دستورية مهزلة جديدة.
 وأكد ان المجتمع الدولي يدرك تماما إن الحوثي الذي يمثل أقل من 1% من اليمنيين أدمن السلطة والمال والجاه ..وان ترتيب المجلس السياسي الجديد في هذا السياق.
كما ادانت الخارجية الامريكية في بيان لها الخطوة الاحادية التي قام بها الحوثيون وعلي عبدالله صالح بإعلان ما يسمى بالمجلس السياسي.
وقال البيان  أن تصرفات كهذه تحيد عن جوهر المفاوضات ولا تدفع بالمفاوضات قدماً على نحو بنّاء.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلى صعيد الوضع الانساني، أعلن البنك الدولي أن عدد الفقراء يتزايد في اليمن، حتى تجاوز 85 في المئة من السكّان الذين يقدّر عددهم بـ26 مليون شخص.
وعزا في «الموجز الاقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تموز (يوليو) 2016: أسعار النفط... إلى أين؟»، تزايد أعداد الفقراء إلى قيام الحكومة بتقليص الإنفاق، وتجميد برنامج الاستثمارات العامة، والمساعدات النقدية للفقراء، وخفض علاوات الأجور والإنفاق على الخدمات الاجتماعية الأساس، مثل التعليم والرعاية الصحية والمياه والكهرباء، وهو ما تسبّب في توقّف كامل للمحطّات التي تعمل بالديزل وزيت الوقود (المازوت).
كما أكدت قيادة التحالف لدعم الشرعية في اليمن أن التحالف لا يفرض حصاراً أو مقاطعة اقتصادية على الأراضي اليمنية، بل تطبيق أحكام القرارات الأممية الهادفة لمنع تهريب الأسلحة والذخائر.
وقالت في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية "واس"، إنه "انطلاقاً من إدراك قيادة التحالف للمعاناة الإنسانية التي يعايشها الشعب اليمني منذ استيلاء الانقلابيين على الشرعية، والتزاماً منها بقرار مجلس الأمن رقم 2216 والقرارات الدولية ذات الصلة، فإننا نؤكد أن التحالف لا يفرض حصاراً أو مقاطعة اقتصادية على الأراضي اليمنية إطلاقاً، وأن ما يتم هو تنفيذها لواجباتها تجاه تطبيق أحكام القرارات الأممية الهادفة لمنع تهريب الأسلحة والذخائر".
وتابع البيان أن "الوضع الصحي في اليمن الشقيق يأتي على رأس أولويات عملية إعادة الأمل التي لم تدخر قيادة التحالف أي جهد في سبيل تحسينه، ولعل آخر هذه الجهود هو الإسقاط الجوي لأكثر من 40 طناً من المواد الطبية على مدينة تعز، ومن ثم نقلها إلى المستشفيات بجميع الوسائل المتاحة بما فيها الدواب".
وأضاف "سخّرت قوات التحالف بالتعاون مع مركز آليات الأمم المتحدة للتفتيش والتحقق UNVIM في جيبوتي كل جهودها لتسهيل إجراءات مرور المساعدات الإنسانية، وإدخال السلع التجارية والمشتقات النفطية إلى كافة أطياف الشعب اليمني دون تمييز، وبلغ عدد التصاريح الممنوحة لجميع المنافذ 4079 تصريحاً".
وأشار البيان إلى أن "قوات التحالف تقوم بالتصريح لكافة السفن الإغاثية والإنسانية بشكل فوري ودوري وبوقت قياسي ودون تفتيش ولكافة الموانئ اليمنية، حيث قامت قوات التحالف بتسهيل مرور وتصريح كافة السفن الإغاثية دون تأخير".
وفيما يتعلق بالسفن التجارية، قال البيان: "يقوم مركز آليات الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش UNVIM في جيبوتي بالتعاون مع قوات التحالف والحكومة الشرعية بإصدار التصاريح للسفن التجارية ولكافة الموانئ اليمنية دون تمييز، حيث تم إصدار 1462 تصريحاً بحرياً بما فيها ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الانقلابيون".
وأكد البيان أن "الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني، لا تكمن في شح دخول المواد الغذائية أو عدم توفر المشتقات النفطية أو السلع التجارية في اليمن بل تتمثل بالدرجة الأولى في استيلاء الانقلابيين على موارد وأجهزة الدولة اليمنية، وسوء إدارة الموانئ والمطارات ،لا سيما ميناء الحديدة الذي يعرف بأكبر ميناء للتهريب، حيث سعت القوى الانقلابية لإنشاء سوق سوداء للمشتقات النفطية والمواد الإغاثية والتجارية لتمويل أنشطتهم الانقلابية والتكسب الشخصي لقادتها، واستعمالها كورقة ضغط سياسية من خلال فرض الحصار وسياسة التجويع الممنهج على المحافظات والمدن كما يحدث في تعز".
وتابع البيان "وعليه فإن قيادة التحالف تدعو الهيئات الدولية الإغاثية العاملة في اليمن إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب اليمني الشقيق، والالتزام بالمعايير الإنسانية الدولية، واتخاذ التدابير الأمنية والرقابية اللازمة لضمان وصول المساعدات إلى كافة المناطق اليمنية بشكل محايد ومتساو وعادل ولكافة أطياف الشعب اليمني الشقيق، والدعوة العاجلة لرفع الحصار عن المناطق التي تحاصرها القوى الانقلابية، وإزالة نقاط التفتيش التي تمنع وصول المساعدات إلى المناطق الخاضعة للسلطة الشرعية، وتكثيف الزيارات الميدانية إليها، وذلك وفق أحكام القانون الدولي الإنساني والأعراف الدولية ذات العلاقة".
وطالب البيان "من جميع المنظمات تحري الحقيقة وتوخي الدقة في بياناتها وتصاريح مسؤوليها والاستمرار في تنسيق تحركاتها داخل اليمن مع الحكومة اليمنية الشرعية وقوات التحالف لضمان أمن وسلامة العاملين لديها".
ويأتي بيان قيادة التحالف رداً على ما تناقلته وسائل الإعلام نقلاً عن بعض المنظمات الإغاثية والحقوقية غير الحكومية مثل "أطباء بلا حدود ومنظمة العفو الدولية" التي تقلل من جهود قوات التحالف ودورها الإيجابي لإدخال المساعدات الإنسانية وتسهيل مرور البضائع التجارية والمشتقات النفطية إلى الشعب اليمني وما ذكرته بعض المنظمات من مغالطات تجاه الأوضاع الصحية في اليمن.

المشهد اليمني:

اعلان جماعة الحوثي والرئيس اليمني السابق تشكيل مجلس سياسي لحكم البلاد يشكل تطورا جديدا في اليمن قد يلقي بظلاله علي مفاوضات الكويت، والتي تستنأف مع عودة المعبوث الاممي اسماعيل ولد شيخ أحمد الي الكويت، في ظل التطورات الميدانية.
التطورات فيا ليمن تؤكد ان مفاوضات الكويت هي الفرصة الأخيرة لحوار والسلام، واذا لم ياتحقق فإن الأمور ستذهب الي الحسم العسكري، مما يطيل زمن الحرب في البلاد المنهكة.

شارك