حظر "البعث" خطوة قانونية تقضي على آمال عودة فلول صدام
السبت 30/يوليو/2016 - 10:54 م
طباعة

في محاولة قانونية تستهدف منع عودة حزب "البعث" إلى المشهد السياسي العراقي مُجدداً، تحت أي مسمى إلى السلطة أو الحياة السياسية، فضلاً عن منع قياداته ورموزه من تشكيل حزب أو ممارسة نشاط سياسي، وعدم السماح له بأن يكون ضمن التعددية السياسية والحزبية في العراق، صوَّت البرلمان العراقي، اليوم السبت، على قانون حظر حزب البعث والكيانات والأحزاب والأنشطة العنصرية والإرهابية والتكفيرية.
والقانون موضع خلاف بين الكتل السياسية طيلة الفترة الماضية، حتى تم التوصل إلى تسوية أخيرة تتضمن عرض قانون جديد للمساءلة والعدالة على البرلمان قبل التصويت على قانون الحظر، وهو ما تم بالفعل، حيث حدد جلسة الثلاثاء المقبل موعدا لعرض قانون المساءلة.

ووفق ما جاء في القانون فإنه يستهدف حظر الكيانات والأحزاب والتنظيمات السياسية التي تتبنى أفكارا تتعارض مع مبادئ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وتتعارض أهدافها وأنشطتها مع مبادئ الدستور، ويفرض القانون عقوبات بالسجن تصل إلى المؤبد في بعض الحالات بحق كل من ساهم أو ساعد من خلال وسائل الإعلام على نشر أفكار وآراء حزب البعث المنحل والأنشطة العنصرية والإرهابية والتكفيرية.
اللافت أن القانون ساوى بين الكيانات الإرهابية وحزب البعث، الحزب السياسي الذي كان معبراً عن الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين، قبل ان يتم تفكيك الحزب على خلفية الغزو الأمريكي للعراق، ودخوله في دوامة الاقتتال الأهلي، وانخراط العديد من قيادات الجيش المنتمين لحزب "البعث" في تنظيم "داعش" انتقاماً من الجيش الأمريكي وانتقاماً من ممن سهلوا للأمريكان احتلال البلاد وتسريح قوات الجيش وتفكيكه.

ووقع سجال داخل قاعة البرلمان في جلسة اليوم، بين المؤيد لتمرير قانون حظر حزب البعث قبيل البدء بالتصويت عليه، ومن يطالب بتمرير قانون المساءلة والعدالة وحظر حزب البعث بنفس اليوم، ومشادة الكلامية التي وقعت بين النائب عن التحالف الوطني عدنان الشحماني، ورئيس البرلمان سليم الجبوري بشأن تأجيل قانون حظر حزب البعث.
وجاء التصويت خلال الجلسة العلنية التي عقدت برئاسة الجبوري، وحضور 288 نائبا من جميع الكتل السياسية.

على الأرض، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق، اليوم السبت، انطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير منطقة جزيرة الخالدية من قبضة تنظيم داعش، وقال رئيس المجلس البلدي في الخالدية علي داود، إن الجيش العراقي، وبإسناد من طيران التحالف الدولي، أطلق عملية عسكرية واسعة من ثلاثة محاور لتحرير جزيرة الخالدية شمال الرمادي، مضيفا أن القوات العراقية حققت تقدما كبيرا في الساعات الأولى من العملية، واستعادت أجزاء كبيرة من منطقتي "البوعبيد" و"البوسودة"، فيما قتل عدد كبير من المسلحين في أطراف منطقتي "البوبالي" و"البوراشد"، وتوقع داود أن تتمكن القوات العراقية من استعادة كامل مناطق جزيرة الخالدية في غضون يومين فقط.
كما أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق، اليوم السبت، مصرع 13 قياديا بارزا في "داعش" في غارة عسكرية، فيما أفاد مصدر أمني في محافظة كركوك، اليوم السبت، بأن "داعش" اختطف 15 مدنياً بتهمة مساعدة المدنيين على الهروب من مناطق سيطرة التنظيم في قرية تابعة لقضاء الحويجة جنوب غرب المحافظة.

اللافت أنه والبتزامن مع عملية تحرير الخالدية، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم السبت، منع أنصاره من التظاهر لمدة شهر، وقال الصدر في بيان: "أرجو من الجميع التفهم، فهو ليس تنازلاً ولا تراجعاً، لكن استطاعت الألسن المفسدة وإعلام المتشددين أن تبث وتشيع بين المصلحين بعض الإشكالات، ما أدى إلى تراجع حدة الإصلاح بعض الشيء"، مضيفا: "هذا نهي مني لجميع المنتمين لي، وأخص منهم التيار الصدري، وأمنعهم من التظاهر لمدة أقصاها 30 يوماً فقط، لحين تجلي الحقيقة لنا".
وأشار الصدر إلى أن "ذلك جاء لعدة أسباب، منها ألا تكون التظاهرة الإصلاحية حكراً على الصدريين، وأن هناك من لا يخرج للتظاهرات، لوجود التيار الصدري، كما يشيعون، فلعل عدم حضوركم لمدة شهر يكون منطلقاً لحضورهم".