مع استمرار المواجهات العسكرية.. صالح يدعو لحوار مع السعودية

الأحد 31/يوليو/2016 - 03:44 م
طباعة مع استمرار المواجهات
 
تصاعدة الصراع على الحدواد اليمنية السعودية، مع اعلان الحكومة اليمنية موافقتها على اتفاق السلام الذي اقترحته الامم المتحدة لوضع حد للنزاع المسلح المستمر منذ اكثر عام، فيما طالب الرئيس اليمني السابق لي عبد الله صالح، السعودية بحوار مباشر في اي مكان، وسط مخاوف من فشل مشاورات الكويت.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، اعلنت الحكومة اليمنية الاحد موافقتها على اتفاق السلام الذي اقترحته الامم المتحدة لوضع حد للنزاع المسلح المستمر منذ اكثر من سنة في هذا البلد، من غير ان يرد اي موقف عن المتمردين الحوثيين الموالين لايران.
وصدر الاعلان عن الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، اثر اجتماع عقد في العاصمة الكويتية في سياق محادثات السلام الجارية بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين.
وجاء في بيان اوردته وكالة سبأ الحكومية "وافق الاجتماع على مشروع الاتفاق الذي تقدمت به الامم المتحدة القاضي بانهاء النزاع المسلح والذي يقضي بالانسحاب من العاصمة ونطاقها الامني وكذا الانسحاب من تعز (جنوب غرب) والحديدة (غرب)".
ويحتل المتمردون الحوثيون العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.
وقال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي الذي يترأس وفد الحكومة الى المفاوضات انه وجه رسالة الى المبعوث الخاص للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد يبلغه ان الحكومة تؤيد الاتفاق الذي تم التفاوض بشأنه في الكويت.
غير ان الحكومة ارفقت موافقتها بشرط هو ان يوقع الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الاتفاق "قبل تاريخ 7اغسطس". واشارت الى ان "حوارا سياسيا يبدأ بعد 45 يوما من التوقيع على الاتفاق". ولم يصدر بعد اي رد فعل رسمي عن الحوثيين.
وكان المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام شدد قبل صدور اعلان الحكومة على "التمسك بالحل الشامل والكامل دون تجزئة" رافضا على موقع تويتر "انصاف الحلول".
وقال ولد الشيخ أحمد الأحد إن المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب في اليمن مُددت أسبوعا.
وكانت هذه المحادثات على شفا الانهيار على ما يبدو بعد خلاف رئيسي بين الحكومة وخصومها من الحوثيين.
وقال الشيخ أحمد في بيان إن يأمل بأن تتمكن الوفود من استغلال هذا الأسبوع المتبقي لتحقيق تقدم على الطريق نحو السلام.
وأعرب عن شكره للكويت لموافقتها على استضافة المحادثات خلال تلك الفترة الإضافية.
وتهدف المفاوضات التي تسير ببطء إلى إنهاء حرب تدور منذ 16 شهرا وأدت إلى قتل أكثر من 6400 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين وتشريد أكثر من 2.5 مليون نسمة.
وأدت هدنة بدأت في ابريل إلى إبطاء وتيرة القتال ولكن أعمال العنف مستمرة بشكل شبه يومي.
وقال يوم الجمعة وفد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا إنه يعتزم الانسحاب من المحادثات السبت.

صالح يغازل السعودية:

صالح يغازل السعودية:
وفي نفس السياق، دعا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح السبت إلى حوار مع السعودية "في أي مكان تريده"، مشترطا "إيقاف الحرب قبل أي حوار".
ووصف صالح السعودية بـ"الشقيقة الكبرى"، مكررا عبارة "الشقيقة الكبرى" لأكثر من مرة، وذلك في تطور لافت بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب بين أطراف الصراع.
وقال "باسم حزب المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله الحوثيين وجماهيرهم نمد يد السلام إلى السعودية، وندعو الشقيقة الكبرى إلى الحوار المباشر".
وجاءت تصريحات صالح التي نقلتها قناة "اليمن اليوم" التابعة له، في اجتماع مع قيادات حزبه بالعاصمة صنعاء، وذلك بعد يومين على توقيعه اتفاقا مع جماعة "الحوثي" لتشكيل "مجلس سياسي أعلى" لإدارة البلاد، وهو ما رفضته الحكومة اليمنية، والأمم المتحدة، والدول الـ18 الراعية لمباحثات السلام.
وقال صالح "مستعدون للحوار مع السعودية ونمد أيدينا لذلك، في الكويت أو في سلطنة عمان، أو أي مكان تريده الشقيقة الكبرى"، في تلميح إلى موافقتهم على الذهاب لمكة المكرمة من أجل الحوار، بعد أن كانوا قد رفضوا ذلك في وقت سابق.
وقال "لن استخدم الألفاظ النابية"، في إشارة للأوصاف التي كان يطلقها على المملكة خلال الأشهر الأولى من اندلاع عملية "عاصفة الحزم" التي قادتها الأخيرة في 26 مارس 2015، ضد قواته ومسلحي الحوثي.
وأعلن صالح أواخر يونيو، أن حزبه "لن يذهب لإجراء حوار في العاصمة السعودية الرياض ولو استمرت الحرب عشرات السنين"، وذلك بعد تواتر أنباء آنذاك أن التوقيع النهائي على اتفاق السلام اليمني ـ اليمني الذي ترعاه الأمم المتحدة في الكويت، سيكون في العاصمة السعودية الرياض.
وقال صالح آنذاك "لن تذهب قيادة المؤتمر إلى السعودية للتوقيع على السلام، ولو استمرت الحرب عشرات السنين، وأنه في حالة للتوصل إلى السلام، فإن التوقيع من الممكن أن يتم في الكويت أو سلطنة عمان أو الجزائر أو الأمم المتحدة وبمشاركة روسيا وأمريكا ولن يكون التوقيع في الرياض".
وبين الرئيس اليمني السابق أن اتفاقه مع الحوثيين على تشكيل مجلس سياسي لحكم اليمن لا يلغي محادثات الكويت. وذكر صالح أن "المجلس السياسي" الذي تم تشكيله الخميس "سيمثل اليمن في الداخل والخارج".
وأشار صالح إلى أنه لن يتحاور مع بقية دول التحالف ووصفها بـ"التابع" للسعودية، كما هدد "بأنه سيكون له حسابات أخرى مع الدول الأخرى التي شاركت في التحالف العربي".
ومضى قائلا إنه "لا شرعية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على الإطلاق، وقبلنا قرار مجلس الأمن 2216 الذي نعلم أنه جاء بطلب من السعودية".
وفي محاولة للتقرب أكثر من السعودية، شن صالح هجوما على إيران وذكر أنهم لم يتلقوا منها أي دعم خلال الحرب أكان سياسيا أو عسكريا، وإنما دعما معنويا هم في غنى عنه، وقال "اتركونا وشأننا (..) لسنا بحاجة لدعم أحد".
وتطرق صالح إلى" المجلس السياسي" الذي أعلنت الأمم المتحدة وتركيا وسفراء دول الـ18 الراعية للتسوية باليمن ودول الخليج رفضها له، وقال "كان لزاما توقيع الاتفاق التاريخي مع أنصار الله (الحوثيين)، ليحلّ المجلس السياسي محلّ رئاسة الدولة"، لافتا إلى أن "المعادلة ستتغير بعد هذا التحالف التاريخي".

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
ويتزامن تغير الموقف السياسي لصالح، مع انفجار الوضع العسكري على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، حيث يواصل مسلحو الحوثي والقوات الموالية لصالح مهاجمة المواقعة العسكرية السعودية في المناطق الحدودية للأسبوع الثاني على التوالي، بعد تهدئة دامت عدة أسابيع.
وقتل ما لا يقل عن 12 مسلحا من جماعة "أنصار الله" (الحوثي) وقوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح السبت، في اشتباكات مع المقاومة الشعبية الموالية للحكومة اليمنية، بمحافظة البيضاء (وسط)، بينما اغتال مجهولان ضابطا في الجيش برتبة "عقيد" في محافظة حضرموت شرقي البلاد، بحسب إعلام "المقاومة" ومصدر محلي.
واعلن التحالف العربي مقتل ضابط وستة جنود سعوديين السبت لدى تصديهم لمحاولات تسلل قام بها المتمردون اليمنيون قرب الحدود الجنوبية للمملكة، مؤكدا ان القوات السعودية اوقعت "عشرات من القتلى من المعتدين".
وقالت قيادة التحالف في بيان ان "القوات المسلحة السعودية المرابطة على الحدود السعودية اليمنية تصدت لمحاولات تسلل واختراق قامت بها ميلشيات الحوثي والمخلوع صالح بشكل متقطع صباح اليوم السبت في خرق واضح للهدنة المتفق عليها بين الطرفين"، مما ادى الى "استشهاد ضابط وستة من الأفراد من القوات المسلحة السعودية". واضاف البيان ان "ميليشيا المعتدين تكبدت خسائر في الأرواح والمعدات العسكرية بعد محاولات التسلل في منطقة الربوعة في قطاع نجران" في جنوب المملكة.
واكدت قيادة التحالف في بيانها انه على الاثر " أغارت طائرات التحالف على تجمعات للحوثيين قرب الشريط الحدودي، وخلفت العمليات القتالية التي شهدها الشريط الحدودي السعودي عشرات من القتلى من المعتدين وتدمير المركبات العسكرية التابعة لهم".
ولفت البيان الى مواصلة "القوات الجوية السعودية وطيران القوات البرية مطاردة فلول المتسللين وتطهير المنطقة الحدودية".
فيما قال مصدر ميداني بأن مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح، شنوا هجوماً واسعاً على مواقع لقوات الجيش الحكومي والمقاومة الشعبية، اليوم الأحد، في منطقة عسيلان شمال غرب محافظة شبوة (جنوب شرق اليمن).
وبحسب المصدر الذي أفاد «المصدر أونلاين»، فإن الحوثيين هاجموا بأعداد كبيرة من المسلحين، وقصفوا مواقع للمقاومة، بمختلف أنواع الأسلحة، وأدى ذلك لمقتل 12 عنصراً من قوات الجيش الحكومي.
وأشار إلى أن عدد من الحوثيين سقطوا قتلى وجرحى، دون أن يورد حصيلة محددة بذلك.
وبحسب المصدر فإن المعارك هدأت خلال الساعات الماضية، بينما يزال الجيش الحكومي في مواقعه ملتزماً بالهدنة، حسب أوامر القيادات العليا.
كما أبدت الحكومة اليمنية قلقها من استغلال الميليشيات الانقلابية للنازحين الأفارقة وتجنيدهم في صفوفها للقيام بأعمال إرهابية.
وقال اللواء حسين عرب، نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمنى، إن أكثر من 64 ألف لاجئ إفريقي وصلوا إلى الأراضي اليمنية عبر البحر وبطرق غير مشروعة من أول العام الحالي وحتى شهر يوليو الجاري.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" التابعة للشرعية، فقد أوضح عرب خلال لقائه في عدن وفد مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة بعدن برئاسة عائشة محمد سعيد القائم بأعمال مدير المفوضية، أن من بين الأفارقة الذين وصلوا اليمن 10 آلاف صومالي والباقي إثيوبيون.
وأعرب وزير الداخلية عن قلق الحكومة اليمنية إزاء هذه الأعداد الكبيرة ومخاوفها من أن تستغلهم الميليشيات الانقلابية في الأعمال الإرهابية والأعمال غير المشروعة الأخرى.
وفي سياق اخر ة مفخخة انفجرت ظهر اليوم الأحد، في محافظة عدن، جنوبي اليمن، والتي اتخذتها السلطات عاصمة مؤقتة للبلاد بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.
وقال الشهود إن “سيارة مفخخة انفجرت بعد مرور عدد من الدوريات العسكرية في منطقة المنصورة بمدينة عدن”، دون أن يتضح على الفور سقوط ضحايا من عدمه” وفقا للأناضول.
وأضاف الشهود، أن” انفجار السيارة كان شديدًا، وأن أجزاءها تطايرت بسبب الانفجار العنيف”.
وفي الوقت الذي لم يصدر أي تعقيب من قبل السلطات الرسمية حول الانفجار، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن ذلك.
ويأتي التفجير بعد يوم واحد من مقتل ضابط في الأمن اليمني يدعى سامح الحسني، في انفجار عبوة ناسفة زرعت بسيارته من قبل مجهولين بمدينة عدن.

المشهد اليمني:

اعلان جماعة الحوثي والرئيس اليمني السابق تشكيل مجلس سياسي لحكم البلاد يشكل تطورا جديدا في اليمن قد يلقي بظلاله علي مفاوضات الكويت، والتي تستنأف مع عودة المعبوث الاممي اسماعيل ولد شيخ أحمد الي الكويت، في ظل التطورات الميدانية.
التطورات فيا ليمن تؤكد ان مفاوضات الكويت هي الفرصة الأخيرة لحوار والسلام، واذا لم ياتحقق فإن الأمور ستذهب الي الحسم العسكري، مما يطيل زمن الحرب في البلاد المنهكة.

شارك