الخوف من قتال المُتشددين.. أحد دوافع الصين في التواصل مع "طالبان"
الأحد 31/يوليو/2016 - 09:31 م
طباعة
فيما يبدو محاولة جديدة من قبل حركة "طالبان" فتح قنوات تواصل جديدة مع القوى الدولية، نشرت تقارير مُتخصصة أن وفداً من الحركة المُتشدّدة زار الصين في وقت سابق من يوليو 2016، بهدف مناقشة الوضع في أفغانستان حيث تحارب الحركة الحكومة المدعومة من الغرب في كابول، حسب مصادر في طالبان.
وتشعر الصين بالقلق منذ مدة من احتمال انتقال الاضطرابات إلى منطقة شينجيانغ بالشمال الغربي من البلد حيث قتل مئات الأشخاص في السنوات الأخيرة في اضطرابات حملت السلطات الصينية متطرفين إسلاميين المسؤولية عنها.
اللافت أن تقارير نشرت أن روسيا فتحت قنوات اتصال مع حركة "طالبان" خلال الفترة الماضية، في محاولة منها تأمين منطقة شمال القوقاز، وضمان عدم وصول العناصر المُتشددة إلى هناك، ورغم النفي الروسي إلا أن الإجراءات التي اتخذتها خلال الفترة الماضية تُعزز وجود اتصال روسي مع تلك الحركات.
وتزامنت الزيارة مع تعقد الأوضاع بين حركة "طالبان" والولايات المتحدة الأمريكية والقوات الباكستانية وقوات الحكومة الأفغانية، بعدما تعهدت كل هذه الاطراف خلال الفترة الماضية باستهداف قيادات الحركة بعد تعرقل المفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية.
ويبدو أن قطر لعبت دوراً بارزاً تقيرب وجهات النظر بين "طالبان" والقوى الدولية الصين، حيث ترأس وفد طالبان، رئيس مكتبها السياسي في قطر، عباس ستاناكزي، ما بين 18-22 يوليو الماضي 2016 بدعوة من الحكومة الصينية، وقال مسؤول في طالبان طلب عدم الإفصاح عن هويته "لنا علاقات جيدة مع كثير من الدول في العالم، والصين من بينها"، وأن مسؤول وفد طالبان "أخبرنا المسؤولين الصينيين عن الاحتلال الذي تمارسه القوات الغازية والفظائع التي ترتكبها ضد الشعب الأفغاني"، ولفت إلى ان طالبان "نريد من القيادة الصينية أن تساعدنا في التعريف بهذه القضايا في المحافل الدولية وأن تساعدنا في استعادة حريتنا من القوات الغازية".
اللافت أن خبر الزيارة أكده مسؤولون آخرون في طالبان لم يشاءوا التعريف بهوياتهم، وأنهم ينظرون في حركة "طالبان" إلى الصين أنها قوة دولية وعضو في مجموعة دول تضم الولايات المتحدة وباكستان وأفغانستان حاولت في وقت سابق من هذه السنة استئناف مباحثات السلام مع طالبان لكن مساعيها لم تكلل بالنجاح.
الجدير بالذكر أنه لم تحقق مباحثات السلام المنشودة أي نتيجة ملموسة ماعدا عقد مباحثات استكشافية بين البلدان الأربعة المذكورة، ويبدو أنها تعثرت بشكل نهائي بعد مقتل زعيم طالبان السابق، الملا محمد أختر منصور، في قصف نفذته طائرة بدون طيار أمريكية في باكستان.
وتعلم موسكو أن طالبان لم يكن في يوم من الأيام (إما في التسعينات للقرن الماضي وإما اليوم) تهديدا مباشرا لروسيا وحلفاؤها، بل هي حركة تنحصر مصالحها إلى حدود أفغانستان وقسم من باكستان، فيما يتمثل الخطر الرئيسي في إنتاج المخدرات ونشاطات الجماعات الإرهابية والذي كان شائعا أيام طالبان.
ورغم دعم طالبان في بعض المراحل عددا من الحركات كحركة الإسلامية الاوزبكية والاتحاد الاسلامي العالمي، لكن السبب الرئيسي لاستمرار نشاطات الجماعات الإرهابية في أفغانستان هو ضعف الحكومة الأفغانية وعجزها عن وقف النشاطات لهذه الجماعات وفي المقابل، ترغب واشنطن في الحفاظ على الوضع الراهن.