خسائر الروس "إنذار" جديد بالخطر أم بداية لإنهاء تدخل موسكو في سوريا؟
الإثنين 01/أغسطس/2016 - 05:06 م
طباعة

منذ التدخل الروسي في سوريا في نهاية سبتمبر 2015م وخسائره لا تزال محدودة، ولكن مع مرور الوقت بدأت في التزايد، وهو ما قد يشكل "إنذار" جديد بالخطر قد يكون بداية لإنهاء تدخل موسكو في سوريا أو على العكس من ذلك قد يكون حافزًا للاستمرار في التدخل بشكل أكبر في سوريا، ولكن مما لا شك فيه أن سقوط الطائرة الروسية في إدلب السورية ومقتل طاقمها المؤلف من 3 أفراد وضابطين بالكامل؛ حيث أكدت وزارة الدفاع الروسية أن المروحية التي أسقطت من طراز أم أي 8 وأنها أسقطت "بعد أن نقلت مساعدات إنسانية لمدينة حلب"، بينما كانت في طريق عودتها إلى القاعدة الجوية الروسية الرئيسية في سوريا وهو الأمر الذي سيشكل بلا شك واقعاً جديداً.

القوات الروسية التي انتهحت أسلوبًا حذرًا منذ تدخلها العسكري في سوريا؛ خشية تكرار لعنة التورط في المستنقع الأفغاني، إلا أن ذلك لم يمنع من سقوط خسائر في صفوفها سواء أكانت بشرية أم مادية وفيما يلي أبرز الخسائر الروسية في سوريا، وفقًا للبيانات التي أعلنتها القوات الروسية، وهي 13 جنديًّا و6 طائرات، و20 شاحنة، لكن ربما تكون الخسائر أكبر ذلك.
1- مقتل طيارين روسيين إثر إسقاط مروحية كانا يقودانها في حمص وسط سوريا يوم الجمعة 8-7-2016م .
2- انتحار الخبير فاديم كوستنكو في قاعدة حميمم الجوية في محافظة اللاذقية،في أكتوبر 2015 لكن أقاربه شككوا في هذه الفرضية.
3- قتل الجندى في القوات الخاصة فيودور جورافليوف خلال اشتباكات وقعت في سوريا خلال نوفمبر 2015م ، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إنه قتل في معارك مع الإرهابيين.
4- قائد القاذفة الروسية "سوخوي 24" أوليغ بيشكوف قتل في نهاية نوفمبر 2015، إثر إسقاط تركيا طائرة روسيا على الحدود مع سوريا، وقتل أيضا في المنطقة ذاتها ألكسندر وزينيتش من مشاة البحرية الروسية خلال عملية البحث عن قائد الطائرة "سوخوي 24.
5- قتل المستشار العسكري الروسي إيفان تشيريميسين في فبراير 2016، إثر سقوط صواريخ على قاعدة في محافظة حمص وسط سوريا.
6- تعرض قاعدة روسية قرب مدينة تدمر إلى هجوم منسق أدى إلى تدمير 4 مروحيات و20 شاحنة وتضررت مقاتلة من طراز "ميغ 25"، واعتبر الأعنف على القوات الروسية في سوريا.
7- قتل جندي روسي في مايو 2016م خلال اشتباكات مع المعارضة السورية في محافظة حمص.
8- قتل عسكري روسي في منتصف يونيو 2016م إثر انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري في ريف محافظة حمص.
9- مقتل جندي في يونيو 2016م إثر انفجار لغم في محافظة لم تحددها السلطات الروسية.

وعلى خلاف الرواية الرسمية الروسية بثت جبهة النصرة سابقًا وجبهة فتح الشام حاليًا فيديو يلخص الخسائر المادية التي مُنيت بها الحكومة الروسية، منذ تدخلها العسكري في سوريا قالت فيه: "تدخلت روسيا لإنقاذ بشار.. فنفّذت أكثر من 4500 غارة جوية على الشعب السوري، وقتلت خلالها 3700 مدني من بينهم 616 طفلًا، وإنها اتخذت داعش ذريعة لتنفيذ غاراتها، إلا أن الواقع خلاف ذلك، فغالبية ضرباتهم تتركز على مناطق تبعد عن نقاط سيطرة داعش 400كم وبعد كل هذه الشهور من التدخل بالقصف الجوي والبري والبحري، واستخدام أسلحة ذات تقنية عالية، لم يساعد الروس نظام الأسد سوى في احتلال 1.3% من الأراضي السورية وتنفق يوميًّا 4 ملايين دولار لمحاربة (الإرهاب)؛ حيث تبلغ تكلفة أي طائرة روسية تغير على سوريا 12 ألف دولار لكل ساعة، فيما تقدر تكلفة الصواريخ بـ750 ألف دولار عن كل يوم".
وتابعت: "أما السفن الحربية فتكلّف الروس 200 ألف دولار يوميًّا لمجرد إبقائها عائمة في البحر، فيما يصل الإنفاق على الجنود يوميًّا 440 ألف دولار، تتضمن الطعام، والاستجمام، والمرتبات الشهرية وأنها تنفق على العمليات اللوجستية والأمور الهندسية والاتصالات، 200 ألف دولار يوميًّا، وأن تكلفة احتفال البحرية الروسية بذكرى ميلاد فلاديمير بوتين بداية أكتوبر 2016م ، بلغت 1.2 مليون دولار، خلال احتفالات أقيمت في بحر قزوين، وأنها استطاعت مع فصائل المعارضة قتل 1931 جنديًّا نظاميًّا منذ بداية التدخل الروسي 2070 عنصرًا من الميليشيات الشيعية التي تقاتل في سوريا، منوهًا إلى أن القتلى من "القوة الضاربة" لتلك الميليشيات.

يذكر أن مصادر مقربة من النظام السوري قد كشفت في يناير 2016م عن أن 109 عسكريين روس قُتلوا في الاشتباكات الجارية في سوريا، منذ مشاركة روسيا بعملياتها الجوية في سوريا يوم 30 سبتمبر 2015 م، وأن مئات من الجنود الروس يشاركون في إدارة العمليات العسكرية البرية على خط الجبهة بين قوات النظام والمعارضة السورية، وأن وحدات خاصة روسية تُشارك بالقتال في بعض المناطق، وأن العساكر الروس ينتشرون في قرية "جورين"- التي تعد عقدة مواصلات بين إدلب وحماة واللاذقية- و"تلة صلنفة" وبلدتي ربيعة وسلمى بريف اللاذقية، إضافة إلى وجود فرق فنية للطائرات والصواريخ، في العاصمة دمشق، ومدن حماة، وحمص، والحسكة.
وأشارت إلى أن روسيا تنشر وحدات دعم في محافظة الحسكة بشمال شرقي البلاد، والقريبة من الحدود التركية؛ من أجل أعمال توسيع مطار القامشلي الدولي، فيما كانت لجان التنسيق المحلية أعلنت في 19 يناير 2016م ، أن موسكو نشرت 100 جندي روسي في المنطقة وأن قسماً من العساكر الروس القتلى سقطوا في خطوط المواجهة، وفي عمليات شاركت فيها الوحدات الخاصة، وأن القسم الآخر قتلوا نتيجة إسقاط مروحيات كانت تنقل جنوداً من الوحدات الخاصة.

فيما أكد الكاتب الصحفي علي حميدي على أنه يومًا بعد يوم يتضح أن فلاديمير بوتين لم يدخل سوريا مقامرًا ولا مغامرًا، بل دخل عن سبق إصرار وإعداد، واندفاعته إلى الآن تشي بأن ثمة بنكًا من الأهداف العسكرية والسياسية والاقتصادية قد وضعته موسكو واطلعت عليه أو على بعضه حلفائها في الإقليم، وفاجأت به إلى حد ما بعض الدول أيضًا في الإقليم، والمعني هنا تركيا التي باتت تتلقى صفعات موسكو واعتذارها توالياً، أما الشريك العالمي الأكبر الولايات المتحدة فيبدو أنه ما زال ينتظر ويقيّم إلى مدى سيذهب السيد بوتين في مشروعه وإن كان فعلًا قد أعد قواته البرية للزج بها في المعركة، وهذا ما قد يغير من قاعد اللعبة.
وتابع: "روسيا خسرت الجولة الأولى بعد التصدي لهجوم قوات الأسد المدعوم جوًّا من طائراتها، خسرتها ولا شك أنها تعد لجولة أخرى أو جولات، وهنا يُنتظر الرد القادم والذي سيكون مصحوبًا بالزخم الإعلامي الذي لعب في الجولة الأولى (من دون قصد) لصالح الجيش الحر الذي أعيد للحياة، فهل ستكون موسكو جاهزة للذهاب أكثر في هذا المضمار؟ خاصة وأن حصان الرهان (بشار الأسد) هو حصان خاسر، وأن الجولة الثانية يجب أن تأتي بنتائج مضاعفة لتعوض الأولى وهذا ما قد يجعلها تستخدم يديها؛ إذ أكد السفير الأمريكي لدى حلف شمال الأطلسي "أن روسيا نشرت كتيبة قوات برية تدعمها أحدث دبابات"، وبذلك تعيد موسكو تأجيج الحرب التي كان يخسرها الأسد ومن معه وتعيد ذات الأخطاء التي ارتكبتها إيران وحزب الله عندما اعتبروا أن التدخل سينقذ بشار الأسد.

مما سبق نستطيع التأكيد على أن خسائر موسكو وإن كانت لا تزال محدودة ولكن مع تزايدها قد تشكل "إنذارً" جديدً بالخطر قد يكون بداية لإنهاء تدخل موسكو في سوريا أو على العكس من ذلك قد يكون حافزًا للاستمرار في التدخل بشكل أكبر في سوريا، ولكن مما لا شك فيه أن سقوط الطائرة الروسية في إدلب السورية ومقتل طاقمها المؤلف من 3 أفراد وضابطين بالكامل سيشكل بلا شك واقعاً جديداً.