الميلشيات الشيعية الخاسر الأكبر فى معركة النظام السوري للسيطرة على حلب
الإثنين 01/أغسطس/2016 - 06:20 م
طباعة

تتصدر الميلشيات الشيعية بكافة فصائلها المشهد العسكرى في معركة حلب الكبرى بين النظام السورى والفصائل المسلحة المعارضة له وهو الامر الذى يجعلها الأكثر عرضة للخسائر حيث أكدت مصادر عراقية ولبنانية مقتل العشرات من الميليشيات الشيعية المقاتلة إلى جانب قوات النظام على جبهات ريف حلب خلال معركة فك الحصار عن حلب وتوزع القتلى على جبهات السابقية والحوبز والوضيحي والسيرياتيل وتلال أحد ومؤته والمحبة والجمعيات ومدرسة الحكمة وقرية العامرية وكتيبة الصواريخ والبناء الأحمر ومعمل الزيت ومشروع 1070 المشرف على حي الحمدانية وسط حالة تخبط وهروب لعشرات العناصر من الحواجز الى داخل المدينة.

ونشر "منشق عن حزب الله" وهو شخص له مصادر مقربة من ميليشيا "حزب الله" على صفحته في موقع تويتر خبراً أكد فيه مقتل قائد لـ"حزب الله على جبهة الراشدين غرب حلب مع 3 ضباط من الحرس الثوري الإيراني و8 عناصر لحزب الله وأن حالة من الغضب و الخوف سادات ضواحي لبنان الجنوبية بين أمهات مقاتلي "حزب الله" في سوريا قائلاً "الأمهات تسال مسؤولي حزب الله أين أولادنا و الرد اطلبوا المدد من المهدي و دعاء كميل".
وفي السياق ذاته أكدت مصار أمنية عراقية وصول 21 جثة للميليشيات العراقية إلى مطار بغداد الدولي، اليوم الإثنين 1-8-2016م ، بعدما قتلوا في معارك قرب حلب، من بينهم قيادي بارز بمليشيا "أبو الفضل العباس" حيث هبطت طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية، آتية من دمشق، في مطار بغداد في ساعة مبكرة من صباح اليوم، وكانت تقل على متنها جثث القتلى، وإن قيادات مليشياوية وسياسيين بالتحالف الوطني الحاكم، حضروا لاستقبال الجثث في المطار، حيث جرى تنظيم استقبال بسيط للجثث، قبل نقلها إلى حسينية شرق العاصمة ومن بين جثث القتلى التي وصلت، وتم الكشف عنها، جثة المدعو "أبو تراب السالمي"، وهو أحد قيادات مليشيا "أبو الفضل العباس"، حيث قتل مع عدد من العناصر بمعارك قرب حلب خلال فترات متفاوتة من الأسبوع الماضي، وبعضها كانت عبارة عن أشلاء.

هذا في الوقت الذى بث "جيش الفتح" تسجيلاً مصوراً ونشر العديد من الصور التي تظهر عشرات الجثث الملقاة على الأرض في معركة فك الحصار عن حلب، بالإضافة إلى أسر 12 عنصراً للنظام جُلهم من الأجانب وذلك بعد أن أعلنت غرفة عملياته يوم الأحد 31-7-2016م ، عن انطلاق معركة فكَ الحصار عن مدينة حلب انطلاقاً من جبهاتها الجنوبية التي تسيطر عليها بشكل رئيس الميليشيات التابعة لإيران، حيث استطاعوا تحرير عدد من النقاط في ريف حلب الجنوبي، متوغلين غرباً، واقتحموا منطقة مشروع 1070 في حي الحمدانية وأكد أبو حمزة أحد إعلامي "جيش الفتح" ، إن الثوار تمكنوا من اقتحام قرية الشرفة، وبعد ساعات من الاشتباكات تم تحريرها بشكل كامل، أن القرية تعتبر استراتيجية كونها مطلة على مدفعية الراموسة وأن الهدف القادم للثوار السيطرة على كلية المدفعية وقرية الحويز في الريف الجنوبي، وفي حال تم تحرير قرية الحويز تبقى مسافة أقل من 2 كيلو متر لفك الحصار عن مدينة حلب .

هذا وتعد جبهات ريف حلب من أكثر الميادين التي تقاتل فيها المليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية والأفغانية، إلى جانب الحرس الثوري الإيراني، فيما تواجد النظام في هذه المنطقة ضئيل وبسبب ذلك، فقد تلقت هذه المليشيات الخسائر الأكبر وتحدث عن ذلك القائد الميداني في جبهة النصرة سابقا وجبهة فتح الشام حاليا أبو عدنان الشامي، قائلا: "جبهة النصرة هي من تقود تلك المعارك بثقل كبير مع بعض الفصائل الأخرى، لتحرير ريف حلب الجنوبي من تواجد الملشيات الشيعية، التي تقدمت بوجود الدعم الروسي في هذا الريف، في محاولة الوصول إلى بلدتي كفريا والفوعة، وللسيطرة على الأوتوستراد الدولي و بما أن مهمة تلك المليشيات هي الوصول للبلدتين الشيعيتين، فقد كان من الطبيعي أن يكون كل الذين يقاتلونهم من الشيعة وبعد السيطرة على منطقتي القراصي والحميرة تحطمت خطوط الدفاع الخاصة بقرية خلصة، أكبر تجمعات النظام، وتم أيضا تأمين حزام خان طومان، وكانت نتائج هذه المعارك حوالي 200 قتيل من الملشيات الشيعية، بينهم ضباط من إيران وقادة ميدانيون لحزب الله، وأسرى أغلبهم من العراقيين".
وتابع "استمرت المعارك أربعة أيام متواصلة بالتزامن مع الغارات الروسية، لكن جبهة النصرة ومن يقاتل معها من الكتائب والفصائل تمكنوا بعدها من السيطرة على خلصة بالكامل. وكانت المعركة من أقوى المعارك و كانت هناك صعوبة تواجه المقاتلين، نتيجة كثرة التلال المشرفة على القرية، وخطوط دفاع متقاطعة، ما صعّب التقدم لكن جيش الفتح وجبهة النصرة لجآ إلى هجمات "الانغماسيين"، ما ساهم في انهيارات متسارعة للقوات الشيعية "التي طلبت من قيادات المركز مؤازرات وسمعناهم على أجهزة التجسس يقولون (إذا لم يؤازرنا الطيران والدعم البري سننسحب)"، وإن خسائر المليشيات الشيعية بلغت 70 قتيلا، من بينهم ضباط غرفة العمليات التي فقد فيها حزب الله حوالي ثمانية قياديين، فيما سيطرت فصائل جيش الفتح على كميات من الأسلحة والمعدات، منها دبابتان ومدرعات.
وأن غالبية المقاتلين في الفصائل هم من أهل المنطقة التي سيطرت عليها المليشيات الشيعية، "وعاثت فيها فسادا"، بحسب وصفه.

مما سبق نستطيع التأكيد على ان الميلشيات الشيعية بكافة فصائلها المشهد العسكرى تعد الخاسر الاكبر في معركة حلب الكبرى بين النظام السورى والفصائل المسلحة المعارضة له وهو الامر الذى يجعلها الأكثر عرضة للخسائر والقتل .