انهيار الفرصة الأخيرة للسلام في اليمن.. والجيش اليمني يضيق الخناق على صنعاء

الإثنين 01/أغسطس/2016 - 08:22 م
طباعة انهيار الفرصة الأخيرة
 
اعلنت جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاة الرئيس اليمني السباق علي عبد الله صالح، رفضهم لمقترحات الاممية لانهاء الصراع في اليمن، لينهي اخر فرص الحل للازمة اليمنية، فيما واصل الجيش اليمني  تضييق الخناق علي صنعاء.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد الوضع الميداني، وقع وفد الحكومة اليمنية في الكويت اليوم الإثنين، على مشروع الاتفاق الذي تقدم به مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، للمتفاوضين لإنهاء النزاع المسلح في اليمن.
ووفقاً لوكالة الأنباء الكويتية "كونا" فإن الوفد الحكومي توجه عقب توقيعه مسودة الاتفاق إلى مطار الكويت الدولي، عائداً إلى العاصمة السعودية الرياض.
وقال عضو وفد الحكومة معين عبدالملك لـ"كونا" إن الوفد وقع اليوم الإثنين، مشروع الاتفاق الذي تقدمت به الأمم المتحدة لإنهاء النزاع في اليمن بانتظار أن يوقعه كذلك وفد أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام.
وأضاف أن "عودة الوفد الحكومي إلى الكويت مرهونة بتوقيع الطرف الآخر على مشروع الاتفاق، وفي حال لم يجر ذلك، فإن المشاورات التي استضافتها الكويت مشكورة لا طائل منها".
فيما رفض وفد جماعة الحوثيين وحزب الرئيس اليمني السابق علي صالح مبادرة الفرصة الأخيرة للحل والتي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد في الكويت ووافقت عليها الحكومة اليمنية. لكنّه رحّب بتمديد المشاورات أسبوعاً، مصراً على ضرورة ربط الجانبين الأمني والعسكري بالجانب السياسي في أي اتفاق، بما في ذلك التوافق على مؤسستي الرئاسة والحكومة.
جاء ذلك في بيان لوفد الانقلابيين شدد على أن يكون هدف تمديد المشاورات في الكويت «الدخول في مرحلة حاسمة تُعنى بصوغ اتفاق شامل وكامل يتضمن كل الجوانب السياسية والإنسانية والاقتصادية والأمنية، من دون تجزئتها أو ترحيل أي منها٬ وفي مقدم ذلك الاتفاق على سلطة توافقية جديدة، تشمل مؤسستي الرئاسة والحكومة».
ولفتت مصادر ديبلوماسية عربية إلى أن التحالف العربي بقيادة السعودية كان أنقذ مشاورات الكويت في اللحظة الأخيرة، ووضع الكرة في مرمى الانقلابيين الذين عطّلوها، بإعلانهم قيام المجلس السياسي لإدارة اليمن، إذ قبلت الحكومة اليمنية تمديد المشاورات، ثم وافقت على مبادرة المبعوث الأممي. وزادت أن «تشكيل المجلس السياسي باتفاق بين الحوثيين وبقايا المؤتمر الشعبي العام»، والهجوم على الحدود السعودية يدلاّن على رغبة في «التنصُّل من مسيرة المشاورات ومحاولة خلط الأوراق وجعل العالم أمام أمر واقع».
ووصف وفد جماعة الحوثيين وعلي صالح رؤية المبعوث الأممي للحل بأنها «مجرد أفكار مجزّأة للحل في الجانب الأمني، ومطروحة للنقاش شأنها شأن بقية الاقتراحات والأفكار المطروحة على الطاولة». واعتبر أن «ما يتم تناوله بخصوص اتفاقات ومشاريع حلول أحادية لا يعدو كونه فقّاعات إعلامية تستهدف المشاورات الجارية وتسعى إلى إفشالها من خلال التسريبات ومحاولة فرض أجندات محددة.
وكان ولد الشيخ قدّم أول من أمس رؤية للحل في الجانب الأمني والعسكري، تتضمن انسحاب الميليشيات من صنعاء والحديدة وتعز والمحيط الأمني للعاصمة تحت إشراف لجنة عسكرية تتولى استلام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في سياق التمهيد لحوار سياسي يبدأ في غضون 45 يوماً. كما تتضمن المبادرة إلغاء اللجنة الثورية للحوثيين وإعلانهم الدستوري وإلغاء المجلس السياسي الأعلى الذي أعلنوا إنشاءه مناصفة مع علي صالح لحكم اليمن.
وكانت الكويت قد مددت مشاورات السلام حتى السابع من الشهر الجاري بعدما أمهلت الأطراف اليمنية 15 يوماً لحسم المشاورات التي تستضيفها منذ 21 أبريل الماضي أو الاعتذار عن عدم مواصلتها في حال لم يتحقق ذلك خلال المهلة المحددة.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، صعدت جماعة الحوثيين  في معركتها على الحدود السعودية وفي جبهات تعز ونهم ولحج ومأرب والجوف والبيضاء. وأفادت مصادر بأن عشرات القتلى والجرحى من المتمرّدين سقطوا في الجبهات الحدودية مع السعودية، أثناء محاولتهم التسلُّل باتجاه أراضيها في قطاعي نجران وجازان. 
وأضافت أن القوات السعودية المشتركة كبّدت المتمردين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. وأعلنت قيادة التحالف العربي أن طيرانه أغار على تجمُّعات للحوثيين قرب الشريط الحدودي، و «خلّفت العمليات القتالية التي شهدها عشرات القتلى من المعتدين، ودمّرت المركبات العسكرية التابعة لهم، بينما استشهد ضابط وستة من أفراد القوات المسلحة السعودية».
وشهدت جبهات نهم شمال صنعاء، ومناطق «كرش» شمال محافظة لحج وجبهة عسيلان وبيحان في شبوة، معارك ضارية مع المتمردين. وأفادت مصادر بأن القوات الحكومية صدت هجمات الحوثيين وأوقعت في صفوفهم عشرات الإصابات بين قتيل وجريح. ودارت معارك عنيفة صباح أمس بين قوات الجيش والمقاومة من جهة وميليشيات الحوثي وعلي صالح في البيضاء. وأكد مصدر طبي مقتل القيادي البارز في اللجان الشعبية في مديرية لودر في محافظة أبين، صالح عيدروس بانفجار عبوّة في مديرية خور مكسر في محافظة عدن. وسقط قتلى بتفجير دورية عسكرية في خورمكسر. وأمهلت قيادة المنطقة العسكرية الثانية والتحالف العربي في حضرموت عناصر «القاعدة» و «داعش» ومن يتعاون معهم أسبوعين لتسليم أنفسهم.
وتحدثت مصادر صحفية أن الحوثيين قاموا بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محيط مدينة عمران, إلا أنها غير كافية في التصدي للجهوم الكبير والمحتمل من قبل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية, والذي بات على مستوى قتالي عالي واستعداد كامل للمواجهة حسب تصريحات رئيس هيئة الاركان العام في زيارته قبل يومين لمناطق الجبهات بنهم ومأرب.  
وفي تعز واصل الحوثيين وصالح قصفهم المدفعي ، على الأحياء السكنية ما يزال مستمراً، بينما تتواصل المعارك اليومية، شرق المدينة وغربها، بحسب سكان محليين.
وقال شهود عيان إن نحو 7 قذائف مدفعية سقطت على منطقتي ثعبات وقرية الديم مع حلول ساعات مساء الأحد، دون أن تتوفر معلومات عن سقوط ضحايا من عدمه في أوساط المدنيين.
وفي السياق ذاته، قال بيان للمركز الإعلامي للمقاومة ومصدر طبي، إن أحد عناصر القوات الحكومية لقى حتفه، وأُصيب اثنين آخران، فيما قُتل 5 من مسلحي الحوثيين، بينهم قناص، وجُرح 9 آخرين، خلال المعارك المحتدمة بين الجانبين في المدينة الأحد.
وأضاف بأن مدنياً لقي حتفه، بينما أُصيب 3 آخرون على وقع المعارك ذاتها.
فيما قال وزير الداخلية اليمني، اللواء حسين عرب، إن جهود التحالف العربي بقيادة السعودية، في الدفاع عن الشرعية، أسهمت بشكل مباشر في إعادة القوى الانقلابية إلى مسار المشاورات السياسية في الكويت مرة أخرى.
وأكد عرب، لصحيفة الشرق الأوسط، الإثنين، أن "التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، استطاع أن يحرر عدداً كبيراً من المناطق في البلاد، وجهوده بالدفاع عن الشرعية أسهمت بشكل مباشر في إعادة القوى الانقلابية إلى مسار المشاورات السياسية مرة أخرى".
وذكر أن القوات الميدانية الشرعية كافة ملتزمة تماماً بوقف إطلاق النار امتثالاً لتوجيهات الرئاسة اليمنية، وأنها تفسح المجال أمام استكمال المشاورات، منوهاً في السياق ذاته بأن على القوى الانقلابية تحمل المسؤولية تجاه الشعب اليمني، ووقف حالة الدم، كما أن على المجتمع الدولي الاستمرار في الضغط على القوى الانقلابية لتطبيق القرارات الأممية، والبدء في تسليم السلاح، والانسحاب من المناطق التي احتلوها. 
وتطرق وزير الداخلية اليمني إلى التعاون والتنسيق العالي المستوى بين قيادة التحالف العربي، وأجهزة الداخلية اليمنية، لفرض الأمن، وتمشيط المناطق المحررة كافة، وملاحقة الخلايا النائمة، فيما بدا غير متفائل إزاء أي التزام تقدمه القوى الانقلابية في اليمن مستقبلاً، معتبراً أن "تلك القوى الانقلابية لن تنصاع إلى أي اتفاق، ولن تلتفت إلى أي حلول سياسية يتم التشاور حولها".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، تهم وزير الأوقاف بالحكومة الشرعية في اليمن، فؤاد الشيخ، الحوثيين بتعطيل إجراءات تسجيل الحجاج اليمنيين، مشيراً إلى أن سيطرتهم على البنوك حالت دون إكمال الإجراءات المالية المطلوبة، إلى جانب انتهاكهم للطرق التي يسلكها الحجاج.
وأضاف الوزير اليمني في تصريح خاص لصحيفة "الوطن" السعودية، نشرته اليوم الإثنين أن "الحكومة الشرعية ترفض أي محاولة لتعكير صفو الحج، عبر القيام بخطوات لا علاقة لها بالشعيرة العظيمة، مثل رفع شعارات سياسية أو غيرها"، مبرئاً ساحة السلطات السعودية من مسؤولية أي تأخير لإكمال إجراءات الحجاج اليمنيين.
وأرجع تعثر تسجيل الحجاج اليمنيين لموسم هذا العام إلى سيطرة الحوثيين على البنوك المحلية بصنعاء، وتأخر مؤسسات الطوافة اليمنية في القدوم إلى السعودية لبدء عملية التسجيل، إضافة إلى الأوضاع الأمنية، فضلاً عن تأخر شركة الخطوط الجوية الناقلة في جدولة رحلات الطيران.
وقال إنه تم تحديد حصة حجاج اليمن بـ 19450 حاجاً.
وعن آلية توزيع حصة الحجاج بين المحافظات اليمنية، قال: "يتم توزيعهم حسب التعداد السكاني لكل محافظة، لأننا لا ندخل الأوضاع السياسية في الحج، وسنقوم بتسجيل المتقدمين وفرزهم، ثم الرفع إلى وزارة الحج السعودية لفحص الأسماء".

المشهد اليمني:

رفض متوقع من قبل الحوثيين علي مقترحات المبعوث الاممي الي اليمن، يضع عملية السلام في اليمن ويشير الي تصاعد العمليات العسكرية في البلاد في عدة جبهات، وصراع دموي متوقع علي صنعاء.
التطورات فيا ليمن تؤكد ان مفاوضات الكويت هي الفرصة الأخيرة لحوار والسلام، واذا لم يتحقق فإن الأمور ستذهب الي الحسم العسكري، مما يطيل زمن الحرب في البلاد المنهكة.

شارك