الجيش اليمني يحاصر صنعاء.. وفرصة اخيرة للحوثيين بمفاوضات الكويت
الثلاثاء 02/أغسطس/2016 - 03:56 م
طباعة

يواصل الجيش اليمني تقدمه ناحية العاصمة صنعاء، القابعة تحت سيطرة المتمردين الحوثيين، فيما حثت الكويت وفد صنعاء"الحوثيين- حزب المؤتمر الشعبي العام"، على انتهاز فترة تمديد المفاوضات للتوصل لاتفاق سلام.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، رجحت مصادر دبلوماسية أن يتم تأجيل استئناف المشاورات اليمنية بعد عدة أسابيع، على أن تعقد في بلد آخر غير الكويت.
ونقلت قناة سكاي نيوز، عن تلك المصادر قولها: إن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد اجتمع، الثلاثاء، مع وفد المتمردين وسفراء مجموعة الـ 18 الداعمة للمفاوضات.
وذكرت الاجتماعات ناقشت تثبيت المبادئ التي تم الاتفاق عليها خلال مفاوضات الكويت، وإصدار بيان مشترك يتضمن الاتفاق على استئناف المشاورات عدة أسابيع، لتعقد في بلد آخر غير الكويت.
وأوضحت أن ولد الشيخ أحمد اقترح أن يتخلى المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم عن 3 مدن رئيسية يسيطرون عليها، منها العاصمة صنعاء، وقال مندوبون إنه ستعقد بموجب الخطة محادثات جديدة بشأن تشكيل حكومة تشمل الحوثيين.
فيما حثت دولة الكويت أطراف الأزمة في اليمن (الحكومة والانقلابيين)، على التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب في اليمن قبل انتهاء التمديد لمشاورات السلام اليمنية مؤكدة استمرار جهودها لوضع حد للصراع في اليمن.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح قوله عقب الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء: ان المجلس اطلع على الاتصالات والتطورات التي جرت الأسبوع الماضي في مسيرة المشاورات اليمنية التي تعقد في دولة الكويت، والتي تم تمديدها لأسبوع استجابة لطلب الأمم المتحدة.
وأضاف أن "مجلس الوزراء دعا الأطراف اليمينية إلى اغتنام هذه الفرصة للوصول إلى اتفاق شامل ينهي الصراع الدائر في اليمن، ويحقن دماء الشعب اليمني الشقيق".
وأكد أن "المجلس أعرب عن تمنياته بالتوصل إلى اتفاق بين الأطراف اليمنية في المشاورات الحالية يحفظ لليمن وحدته ويعيد له وللمنطقة الأمن والاستقرار"، مؤكدًا استمرار مساعي دولة الكويت الرامية لإيقاف هذه الحرب المدمرة.
كما نقلت وكالة «الأناضول» عن مصادر مقربة من الحوثيين، أن لقاءً جمع، مساء الاثنين، في دولة الكويت، ناطق الحوثيين ورئيس وفدهم بالمشاورات، محمد عبدالسلام، مع السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، بحضور قيادات عسكرية من الجانبين، لبحث "تهدئة" على الحدود.
وذكرت المصادر المقربة من الحوثيين، أن الاجتماع ناقش انفجار الوضع العسكري على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، والذي دخل أسبوعه الثالث.
ووفقًا للمصادر، فقد ناقش الاجتماع الدخول في "تهدئه جديدة" وتفعيل لجان التهدئة والتنسيق لوقف إطلاق النار التي تم تشكيلها في ظهران الجنوب (السعودية) يوم التاسع من أبريل.
وسفير السعودية لدى اليمن، يتواجد بالكويت حاليًا، منذ انطلاق المشاورات اليمنية في 21 أبريل الماضي؛ لأنه ضمن سفراء الدول الـ18 المشرفة على التسوية السياسية في اليمن، والتي تضم سفراء الدول الخمس الكبرى وسفراء دول الخليج ودول أخرى مثل إيطاليا وتركيا.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، اجلت جماعة الحوثي المسلحة وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إعلان أسماء أعضاء مجلسهم السياسي الذي أعلن عنه قبل أيام.
وكان من المزمع أن يعلن الطرفين الانقلابيين، أسماء تشكيلة المجلس السياسي اليوم الثلاثاء في القصر الجمهوري بصنعاء.
ونقلت صحيفة "العربي الجديد"، عن مصادرها قولها: إن الحوثيين وحزب صالح اعتذروا عن إعلان التشكيلة على الرغم من حضورهم، لأسباب غير معروفة.
وكان حزب صالح وجماعة الحوثي المسلحة، أعلنا عن اتفاقاً موقعاً بين الطرفين، الأسبوع الماضي، بتشكيل "مجلس سياسي"، يتولى إدارة البلاد، وفقاً للدستور، والغاء ما كان يطلق عليها اسم "اللجنة الثورية العليا"، التي شكلتها جماعة الحوثي عقب سيطرتها على الحكم في اليمن في فبراير من العام الماضي.
ولاقى تشكيل هذا المجلس، ردود فعل دولية منددة بهذا الاعلان على الرغم من مشاركة الطرفين الانقلابيين في مشاورات الكويت مع الحكومة الشرعية، برعاية الأمم المتحدة.
كما أعلنت جماعة الحوثي ضمنياً طي صفحة ما تسمى "اللجنة الثورية العليا"، التي شكلتها كسلطة انقلابية عقب إصدارها ما يسمى "الإعلان الدستوري" في السادس من فبراير 2015.
واعتبر مراقبون أن المتمردين أصدروا "بيان نعي" لتلك اللجنة؛ حيث أشاد الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام بالدور الذي قام به رئيس وأعضاء ما تسمى اللجنة الثورية العليا "والشجاعة التي تحلوا بها في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية ومعالجة الاختلالات خلال الفترة الماضية"، على حد قوله.
وقال عبدالسلام في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "استطاعت اللجنة الثورية العليا رغم هذه التحديات المعقدة وغيرها أن تدير هذه المرحلة الحرجة".
وجاءت تصريحاته بعد ساعات من إصدار حزب المؤتمر الشعبي العام تعميماً لمنتسبيه في صنعاء بعدم الخروج في مسيرة الاثنين دعت إليها ما تسمى اللجنة الثورية العليا، وفقاً لما أكدته مصادر مطلعة.
وأشارت المصادر إلى أن ذلك التعميم جاء على خلفية خلاف جديد بين المؤتمر والحوثيين بشأن عدم امتثال الحوثيين لمقررات اتفاقهم مع حزب المخلوع علي صالح، والمتضمن تشكيل المجلس الرئاسي وإلغاء ما تسمى اللجنة الثورية التي ما زالت تمارس عملها حتى اليوم.
ويقول متابعون: إن الحوثيين ورقة بيد المخلوع صالح الذي استفاد منهم في تصفية حساباته مع خصومه من قوى الشرعية.
واعتبر المحلل السياسي محمد صالح أن مؤشرات الاتفاق الأخير تؤكد أن جماعة الحوثي مجرد أداة بيد صالح الذي لا يزال يملك قوة عسكرية بارزة.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، شنّت مقاتلات التحالف العربي، اليوم الثلاثاء، غارات جوية على مواقع يسيطر عليها مسلحو الحوثي والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح شمال شرق العاصمة صنعاء.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر محلية، قولها: إن الغارات استهدفت مواقع الحوثيين وقوات صالح في المناطق الواقعة بين مديرتي نهم وأرحب، مؤكدة وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف الحوثيين وقوات صالح.
في غضون ذلك، يواصل الجيش اليمني تقدمه ناحية العاصمة صنعاء، القابعة تحت سيطرة المتمردين الحوثيين؛ حيث قصف معسكر اللواء 63 حرس جمهوري. كما شنت طائرات التحالف غارات على مواقع لميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح في معسكر الجميمة بضاحية بني حشيش.
وفي منطقة بني دهرة التابعة لمديرية بني الحارث بالضاحية الشمالية الشرقية للعاصمة، قصف الجيش بالمدفعية الثقيلة معسكر اللواء 63 حرس جمهوري.
القصف طال أيضًا بلدة شراع في مديرية أرحب شمال صنعاء، ومنطقة الشرفة في ضاحية بني حشيش.
وتؤكد مصادر أيضًا أن نحو 20 موقعًا عسكريًّا تابعًا للميليشيات في مناطق أرحب وبني حشيش وبني الحارث أصبحت هي الأخرى في مرمى صواريخ ومدفعية الجيش الوطني.
واستهدفت طائرات التحالف، من جهتها، مواقع لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في معسكر الجميمة في ضاحية بني حشيش.
وتشي التطورات في مجملها بأن تحرير صنعاء من الميليشيات الانقلابية، بات أقرب من أي وقت.
وتقع صنعاء رمز الدولة اليمنية وسط البلاد، وسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون أواخر سبتمبر عام 2014.
ويؤكد الجيش الوطني أنه بات مستعدًّا لردها واستعادة العاصمة، فهو يسيطر الآن على مواقع حيوية في منطقة أرحب التي تبعد عن صنعاء20 كيلومتراً فقط، إلى جانب السيطرة بشكل تام على معظم المناطق التابعة لمديرية "نهم"، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء.
وما يعرقل تقدم الجيش السريع هو دفع الانقلابيين بتعزيزات مكثفة إلى ما يعرف بمناطق "الحزام الأمني" للعاصمة، إذ تشير أنباء إلى أن المخلوع صالح أمر بإرسال تعزيزات من القوات الموالية له إلى جبهة صنعاء، وجبهات أخرى مثل شبوة، لحج، أبين، تعز، والجوف.
كما استمرت المواجهات بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثيين وقوات صالح في مختلف الجبهات بالتزامن مع غارات لطيران التحالف وقصف صاروخي ومدفعي للقوات السعودية على مواقع المتمردين على طول الشريط الحدودي المتاخم لمناطق جازان ونجران وعسير، وذلك رداً على محاولة الميليشيات الاقتراب من الحدود وإطلاق المقذوفات باتجاه الأراضي السعودية.
وطاولت ضربات التحالف مواقع المتمردين في صعدة وحجة الحدوديتين في وقت كثفت القوات الصاروخية والمدفعية السعودية قصفها على مواقع وتحصينات للميليشيات في مديريات «حيدان ورازح والظاهر» غرب صعدة، وسط أنباء عن مقتل وجرح عشرات المسلحين.
ورصدت القوات السعودية تحركات لمسلحين تابعين لميليشيات الحوثي وصالح، وقضت على عشرات منهم، فيما قصفت طائرات التحالف مواقع تمركز المسلحين ودمرت قاعدة إطلاق القذائف وأصابت أهدافاً مباشرة أثناء القصف، وشاركت المدفعية في دك معاقل الحوثيين في عدد من المواقع القريبة من حدود السعودية، وتسببت بخسائر فادحة في الأرواح والمدرعات.
المشهد اليمني:
رفض متوقع من قبل الحوثيين علي مقترحات المبعوث الأممي إلى اليمن، يضع عملية السلام في اليمن ويشير إلى تصاعد العمليات العسكرية في البلاد في عدة جبهات، وصراع دموي متوقع علي صنعاء.
التطورات في اليمن تؤكد أن مفاوضات الكويت هي الفرصة الأخيرة لحوار والسلام، وإذا لم يتحقق فإن الأمور ستذهب إلى الحسم العسكري، مما يطيل زمن الحرب في البلاد المنهكة.