أمريكا تعيد توحيد الفصائل بجنوب سوريا.. هل تنجح غرفة "الموك" ضد "داعش"؟
الأربعاء 03/أغسطس/2016 - 02:33 م
طباعة

عاد اسم "الموك" (غرفة عمليات عسكرية لعدة دول مقرها عمّان) ليتصدر المشهد في الجبهة الجنوبية السورية، بعد تصريحات وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، بإعادة فتح الجبهة من جديد.
غرفة الموك:

غرفة مكونة من عدة فصائل في ما يسمي بـ"الجبهة الجنوبية" كانت تواجه الجيش السوري وهي حاليًا تجهز لمواجهة تنظيم الدولة "داعش".
ويبلغ عدد الفصائل المسلحة في الجنوب- "غرفة الموك" حوالي 120 فصيلًا، منها 20 فصيلًا يتلقى الدعم، وقد وصف العقيد خالد الحبوس، رئيس المجلس العسكري لدمشق وريفها والمنطقة الجنوبية في الجيش الحر- المدعومين بأنهم "مجموعة فاسدين؛ ليس لديهم لا قيادة، ولا تنظيم، ولا إدارة، ولا مقدرة على استطلاع المعارك".
وبحسب تقديرات القادة العسكريين؛ فإن عدد المقاتلين الموزعين بين الفصائل الجنوبية يقارب الـ30 ألف مقاتل؛ يسيطرون على مناطق جنوب سوريا، بما فيها ريف دمشق ودرعا وحوض اليرموك والقنيطرة والسويداء، وبعض المناطق المحاذية للحدود الأردنية الشرقية.
ويُعد فصيل "جبهة ثوار سوريا" البالغ تعداده سبعة آلاف مقاتل؛ من أكبر الفصائل التي تتلقى دعما من غرفة "الموك"، تليها "قوات شباب السنة" التي يبلغ تعدادها ستة آلاف مقاتل، ثم "جيش اليرموك" البالغ تعداده ثلاثة آلاف مقاتل، وجميعها تتبع للجيش السوري الحر.
ومن أبرز الفصائل؛ جبهة ثوار سوريا، وجبهة أنصار الإسلام، وألوية سيف الشام، وألوية الفرقان، وجميعها تتبع للمجلس العسكري في القنيطرة. ويضاف إليها أفراد من جبهة فتح الشام (النصرة سابقا)، وفرقة عامود حوران، وفرقة شباب السنة، وفرقة لواء فجر التوحيد، وفرقة المعتز، وفرقة الحمزة.
وقد ظهرت في الآونة الأخيرة غرفة العمليات الدولية المشتركة الشهيرة باسم «الموك»، والتي تترأسها الولايات المتحدة الأمريكية مع مجموعة من دول كبريطانيا وفرنسا ودول عربية أهمها السعودية.
مهام غرفة الموك:

وتقدم غرفة العمليات المشتركة «الموك» الدعم لكتائب الجيش الحر ذات الطابع المعتدل ماليًّا، ويشمل الدعم غالبية متطلبات أي تشكيل عسكري من الدعم بالسلاح، كتزويد كتائب الجيش الحر بصواريخ التاو الأمريكية المضادة للدروع بالإضافة إلى تذخير المعارك التي تطلقها كتائب الحر من ذخيرة الرشاشات الثقيلة وصولًا لقذائف الهاون والدبابات، ولا يقتصر الدعم عند هذا الحد بل تلتزم غرفة العمليات بتزويد كتائب المعارضة بالرواتب الشهرية للمقاتلين وكذلك تقدم سلال غذائية بشكل دوري.
ومن بوادر استراتيجية "الموك" في دمج الفصائل الجنوبية؛ ظهور فصيل "تجمع الحق" الذي يضم لواء الحرمين الشريفين، ولواء عاصفة الجنوب، ولواء شهداء الحارة، والفرقة 99 مشاة، بحسب ناشطين إعلاميين في الجنوب السوري.
وأشارت تقارير إعلامية إلى اندماج الفرقة 24 مشاة، والفرقة 69 قوات خاصة، واللواء الأول مهام خاصة، تحت تحت مسمى "الفرقة 46 مشاة" بقيادة العقيد يوسف المرعي.
وتأتي محاولة "الموك" لدمج الفصائل السورية؛ عقب محاولة "فاشلة" كانت اتبعتها في يونيو 2015، بعد فشل ما يعرف بـ"عملية عاصفة الجنوب" في درعا السورية، بهدف تحرير مدينة درعا من القطع العسكرية المتبقية للنظام هناك؛ لتختفي "الموك" من الساحة نهائيًّا عقب التدخل الروسي في سوريا.
وقد أعلنت الجبهة الجنوبية أكثر من مرة أنها تعتبر تنظيم "داعش" فصيلاً إرهابياً وعدواً للشعب السوري، حاله كحال الأسد، بحسب تصريحت بشار الزعبي قائد جيش اليرموك.
مهام ضد "داعش":

مع احتدام المعارك ضد "داعش" وخسائره المستمرة في سوريا، يسعى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة اانممريكية إلى استخدام الفصائل المسلحة في مواجهة التنظيم.
وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر؛ إن التحالف الذي يشن غارات جوية منذ 2014 على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا لا يزال يعمل على فتح جبهة جديدة ضد الجهاديين في جنوب سوريا، بالإضافة إلى المعارك الدائرة في شمال شرق البلاد.
وقال كارتر أمام عسكريين أمريكيين يستعدون للانتشار في بغداد: "سنواصل بشكل حثيث البحث عن فرص لفرض ضغوط على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا من الجنوب استكمالا لجهودنا الحالية الكبيرة في الشمال الشرقي"، مضيفًا: "سيكون من سمات هذا بالطبع تحسين الأمن لدى جيراننا الأردنيين وفصل مسرح العمليات في سوريا عن مسرح العمليات في العراق".
ويركز التحالف في سوريا في الوقت الحالي عملياته على استعادة بلدة منبج في شمال سوريا والأراضي التي يسيطر عليها الجهاديون وتصلهم بتركيا.
وحاول التحالف الدولي مهاجمة الجهاديين في سوريا من الجنوب، لكنه لم ينجح حتى الآن، فيما تخوض قوات سوريا الديمقراطية المعارك في شمال شرق سوريا.
المشهد السوري:
وتعد هي المرة الأولى التي تقوم بها "غرفة عمليات الموك"، بالضغط بشكل جدّي على فصائل "الجبهة الجنوبية" للتوحد بهذا الشكل، ما يدّل على أن الأيام القادمة تحمل في طياتها الكثير؛ فإما حرباً ضروساً مع قوات النظام وتنظيم "داعش"، وإما هدوءاً طويل الأمد وتشكيلاً لـ"جيش سوريا الجديد" تحضيراً لـ"سوريا الجديدة"، فهل تنجح جهود التحالف في إحياء دور غرفة"الموك" جنوب سوريا لمواجهة "داعش" بعدما فشلت في مواجهة الجيش السوري؟