فوبيا "بوكو حرام".. تدفع المغرب للتعاون مع إفريقيا لمواجهة الإرهاب
الأربعاء 03/أغسطس/2016 - 06:05 م
طباعة

مع الأحداث الإرهابية التي يشهدها العالم الغربي والعربي، باتت الدول حريصة كل الحرص على ان تغلق منافذها لمنع تسلل الجماعات الإرهابية إلى أراضيها، وبالأخص التنظيم الإرهابي "داعش"، الذي أصبح نقطة إرهاب ورعب لكافة الدول العربية والأوروبية، قرر المغرب مواجهة جماعة بوكو حرام عسكريًّا في إفريقيا؛ حيث بات خطرا يهدد المنطقة بأكملها.

ومنذ إعلان بوكو حرام، ولائه لتنظيم داعش الإرهابي، يبحث عن منطقة نفوذ في المغرب العربي وشمال إفريقيا، ليتمكن من ايجاد بوابة نحو أوروبا لتسهيل عملية نقل الافارقة الذين يرغبون في الهجرة إلى أوروبا، لتحقيق مكاسب مالية واستغلالهم ايضا في مجال المعلومات وتجنيد العديد منهم.
وجاء وفق صحيفة لوموند الفرنسية، أن الجيش المغربي بدأ عسكريا في مواجهة جماعة بوكو حرام النيجيرية، التي نفذت العديد من الهجمات الدامية وخلفت عشرات القتلى والجرحى، موضحة أن الانخراط المغربي سيكون من خلال تقديم معدات عسكرية لدولة النيجر التي استهدفتها الجماعة المتشددة في العديد من المناسبات.
كما أن الصحيفة ذكرت أن القرار المغربي بمواجهة جماعة بوكو حرام عسكريًّا اتخذ قبل قرار العودة إلى الاتحاد الإفريقي، وأن الملك محمد السادس وافق على تقديم دعم عسكري يتمثل في معدات عسكرية وأمنية لدولة النيجر في مواجهتها للتنظيم المتطرف.
ويأتي هذا بعد أسابيع من الزيارة التي قام بها كل من الوزير المنتدب في الخارجية ناصر بوريطة ومدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات ياسين المنصوري، إلى نيجيريا بتكليف من الملك محمد السادس والتقوا فيها بالرئيس النيجيري محمد بوخاري الذي يعد من أكبر داعمي جبهة البوليساريو.
ويرى محللون أن دخول المغرب على الخط لمحاربة الإرهاب في نيجيريا يأتي بعد ورود معلومات استخباراتية تتحدث عن نشاط لجماعات إرهابية ناشطة بمنطقة الساحل وإفريقيا، والأراضي الليبية، وسعي أمرائها إلى توحيد صفوفها والدخول تحت عباءة تنظيم بوكو حرام الذي تزايد نفوذه في الفترة الأخيرة بالمنطقة بعد إعلان ولائه لأبي بكر البغدادي وتنظيم داعش وبالتالي التوسع إلى شمال إفريقيا.

ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، كانت شاركت القوة الإفريقية للقضاء على بوكو حرام، بعملية عسكرية مشتركة ضد التنظيم الإرهابي في منطقة ديفا الحدودية.
وتخوض الوحدات العسكرية لتشاد ونيجيريا، التابعة للتحالف الإفريقي، منذ شهر عمليات على الحدود بين البلد الأخير والنيجر، تمهيدا لاستهداف غابة سامبيسا، والتي تعتبر أكبر قاعدة لوجستية لبوكو حرام على الأراضي النيجيرية، ضمن عملية عسكرية ينتظر أن تتحدّث عن نفسها خلال الأيام القادمة، بحسب المصادر نفسها.
وتشكلت القوة الإفريقية رسميا في مايو 2015، بقيادة مركزية مقرها العاصمة التشادية نجامينا، وتعدّ أكثر من 10 آلاف رجل من كل من الكاميرون والنيجر ونيجيريا وتشاد وبنين، وتغطّي القوة ثلاث مناطق عسكرية تمتدّ الأولى من شمال الكاميرون وصولا إلى بحر تشاد، فيما تشمل الثانية مدينة غامبارو شمال شرق نيجيريا، والثالثة في مدينة "باغا" بالحيز الجغرافي نفسه "شمال شرقي نيجيريا"، وفقًا لمصدر عسكري كاميروني.
وتهدف هذه القوة إلى خلق مناخ آمن في المناطق المتضررة من أنشطة المجموعة النيجيرية، وتيسير العمليات الإنسانية لمساعدة السكان المستهدفين، وذلك في حدود القدرات المتوفرة لهذه القوة.
وتعمل القوات النيجيرية التي وصلت إلى بلدة كولوفاتا بمنطقة أقصى الشمال الكاميروني، بالتنسيق مع جيش البلد الأخير، على التحضير لهجوم كبير على الغابة الواقعة شمال شرق نيجيريا.
وسميت جماعة بوكو حرام، التي تتخذ من شمال نيجيريا معقلا لها، بـ"طالبان نيجيريا"، هي مجموعة مؤلفة خصوصاً من طلبة تخلوا عن الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما بولاية يوبة شمال شرقي البلاد، وبايعت الجماعة تنظيم داعش الذي قبل المبايعة في شهر مارس من عام 2015.
وتجري حاليا مباحثات لتحديد طبيعة المعدات العسكرية وشروط تسليمها للسلطات النيجيرية، فيما تشارك النيجر مع بلدان ما يسمى حوض بحيرة تشاد وهي: تشاد، نيجيريا، النيجر والكاميرون في القوة المشتركة متعددة الجنسيات للقضاء على التنظيم.

ورغم الغارات على معاقل بوكو حرام من طرف القوات النيجيرية، إلا أن التنظيم النيجيري المسلح ما زال يمتلك قدرة كبيرة على إلحاق الضرر، واتضح ذلك من خلال الهجمات الأخيرة، حيث أعلنت الحكومة النيجرية تمديد حالة الطوارئ في منطقة ديفا، شرقي البلاد، لمدة 3 أشهر إضافية.
في هذا السياق أشارت تقارير أمنية مغربية، أن الخطر والتحديات الأمنية التي ستواجهها تونس والجزائر والمغرب في المرحلة المقبلة ، يكون مصدرها تنظيم "بوكو حرام" الذي يرغب في توسيع رقعة نشاطه، خاصة مع توفر بعض الطرق التي تسمح له بتحقيق مكاسب وتنفيذ عمليات إرهابية كبيرة، تعزز نفوذه في تنظيم داعش من خلال استغلال "الحراكة" الافارقة.
ويشارك المغرب في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد داعش، كما يشارك إلى جانب عدد من الدول العربية والإسلامية في التحالف العسكري العربي الذي تقوده السعودية في اليمن ضد الحوثيين.
وفي سياق متصل، أعلن تنظيم داعش الإرهابي عن اختيار القائد الجديد لتنظيم بوكو حرام الإرهابي التابع للتنظيم والذي يقوم بعلمياتها في منطقة غرب إفريقيا.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"، عن المجلة التابعة للتنظيم الإرهابي حوارا مع القائد الجديد لتنظيم بوكوحرام الإرهاب أبو مصعب البرناوي والذي حل محل القائد السابق للتنظيم أبوبكر شيخاو.
يذكر أنه في يناير من عام 2015 ظهر البرناوي في مقطع فيديو نشر على الانترنت واصفًا نفسه بالمتحدث باسم تنظيم بوكو حرام الإرهابي ، وكان هذا قبل أن يعلن التنظيم عن مبايعته لتنظيم داعش الإرهابي.
ويقول تنظيم داعش: إن البرناوي قد حل محل شيخاو الذي لم يظهر خلال أي من انشطة التنظيم منذ أغسطس 2015 ولا توجد أي معلومات حول مصيره.