صرخة إنسانية بعد حصار المدنيين فى حلب
الخميس 04/أغسطس/2016 - 08:09 م
طباعة


الجيش السوري يلاحق المعارضين
تفاقم الأوضاع الانسانية فى حلب يعقد المشهد السوري، فى ضوء حصار قوات الجيش السوري لفصائل المعارضة المسلحة، وسط تحذيرات من منظمات دولية انسانية بتردى الأوضاع الانسانية وحصار المدنيين، وسقوط مزيد من القتلى وخاصة بين الأطفال والنساء.
من جانبه طالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير المجتمع الدولي بتوفير ممرات آمنة إلى حلب تحت إشراف الأمم المتحدة لتزويد سكان المدينة باحتياجاتهم الإنسانية.
قال شتاينماير إنه لابد الآن من الحيلولة دون وقوع كارثة أكبر في حلب. وطالب شتاينماير، العضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي "الأطراف المتحاربة بهدنة إنسانية فورا حتى تصل المساعدة للناس".، مشددا على ضرورة توقف هجمات النظام السوري على السكان المدنيين فورا، كما "إن هناك مسؤولية على عاتق روسيا كداعمة للجيش السوري لمنع وقوع الكارثة الإنسانية المحدقة".
ويري مراقبون أن الجيش السوري يحاصر مدينة حلب وملاحقة الفصائل المسلحة وعناصر داعش مما جعل وضع نحو 300 ألف شخص محاصر في المدينة يزداد مأساوية، حيث يؤكد عاملون في الإغاثة أن التحديات التي تواجههم لإغاثة هؤلاء المحاصرين هي الأكبر منذ بداية الحرب قبل أكثر من خمس سنوات.

دمار حلب
كما أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن قلقها بشأن أنباء عن هجوم بغاز الكلور قرب مدينة حلب.
يأتي ذلك وسط هجوم تشنه فصائل المعارضة لفك الحصار عن الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وقد تمكنت الفصائل المقاتلة من السيطرة على مواقع عدة جنوب غرب المدينة إلا أنها سرعان ما خسرت عددا منها نتيجة الرد العنيف من قوات النظام المدعومة بطائرات حربية روسية.
وفى سياق اخر قال رئيس فرع منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسف" في ألمانيا، كريستيان شنايدر، أن الحرب في سوريا تُدار بـ"وحشية متزايدة، وانه تحدث جرائم حرب بضراوة تحبس الأنفاس
وطالبت اليونيسف بممر لتوصيل المساعدات للمدنيين في سوريا خاصة المناطق المحاصرة منها تحت إشراف الأمم المتحدة.
كذلك طالب الفرع الألماني لمنظمة الصليب الأحمر السماح بدخول المساعدات الإنسانية والمسعفين إلى المناطق المحاصرة في الأحياء الشرقية لحلب، والتي تطوّقها قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له، في سبيل استعادتها من قبضة المعارضة المسلحة، فيما يعيش نحو 250 ألف مدني في تلك الأحياء وفق أرقام الأمم المتحدة.

ازمة المدنيين فى حلب
وقال رودولف زايترس مدير رئيس الفرع الألماني لمنظمة الصليب الأحمر الدولي في لا بد على جميع الأطراف المشاركة في هذه الحرب أن تعيي بـ"مسؤوليتها وواجبها" وفتح ممرات إنسانية تسمح بخروج المدنيين من المناطق المدمرة تماما والتي لا تتوفر لا على طعام ولا ماء ولا دواء، بعد "قصف" جميع المستشفيات والبنى التحتية.
ويري مراقبون انه بالرغم من أن روسيا الحليف الأبرز للرئيس بشار الأسد إلى جانب دمشق أعلنا في الأيام القليلة الماضية عن فتح ممرات إنسانية وخروج الآلاف من العائلات، في صور تناقلتها وسائل الإعلام الرسمية، إلا أن المنظمات الحقوقية شككت في ذلك في بيان وقعت عليه 35 منظمة منها منظمة كير لحماية الطفولة، ومنظمة "أنقذوا أطفال العالم" وغيرها.
كما تمت الاشارة إلى أن الممرات المزعومة لا تحلّل دم المدنيين الذين لم يستطيعوا مغادرة المناطق المحاصرة".
وهناك تقارير ترصد تردي الأوضاع المتعلقة بالخدمات الطبية في مدينة حلب السورية تزداد سوء يوماً بعد يوماً، والاشارة إلى أن المستشفيات القليلة المتبقية والعاملة في المدينة تعمل بقدر يفوق طاقتها بكثير.

صرخة المدنيين فى حلب
من جانبه قال الدكتور محمد كاتوب من الجمعية الطبية السورية الأمريكية لم يبق في الجزء المحاصر من حلب سوى 33 طبيباً وهناك نقص حاد في الأطباء الأخصائيين، كما لم يتبق في المدينة سوى جراح عصبية واحد فقط، ويتوجب على كل طبيب العناية بـ9000 مريض، في حين يبلغ المعدل العالمي في المتوسط حوالي 300 مريض لكل طبيب.
ان الطبيب محمد كاتوب وممثلو عدة منظمات إنسانية أخرى قد طالبوا بفتح معبر الكاستيلو، لإخلاء الحالات الطبية على الأقل، التي لا يمكن علاجها. بيد أن المجتمع الدولي لا يزال صامتاً ولم يبدِ أي ردة فعل بهذا الخصوص. ومن المعروف أن معبر الكاستيلو كان الممر الأخير، الذي يربط الجزء المحاصر من حلب بالعالم الخارجي.
يذكر أن المستشفيات والمنشآت الصحية في سوريا تعرضت لقصف شديد منذ اندلاع الصراع في سوريا، مما أدى إلى خروج حوالي 60 بالمئة منها من الخدمة كلياً أو جزئياً.
من ناحية اخري اتهم يفجيني زاجاينوف، نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، الولايات المتحدة بقتل عشرات السوريين في الغارات التي يشنها الطيران الأمريكي في سوريا، معبرا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي عن قلقه من تدمير المدارس والمستشفيات وغيرها من منشآت البنية التحتية في بلدان تقع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في إشارة إلى الغارات التي تشنها الولايات المتحدة في ليبيا.
تأتي هذه التصريحات عقب تحذيرات أمريكية وجهت إلى موسكو بضرورة وقف الهجوم على حلب. وكان وزير الخارجية الأمريكية جون كيري توجه برسالة تضمنت في مجملها، بأن "صبر الولايات المتحدة له نهاية"، وذلك قبل أن يقرّ ضمنا بفشل مشروع بدء مرحلة الانتقال السياسي والذي كان مقررا في الأول من أغسطس.