اللاجئون..أزمة ميركل..وسكان حلب يطلبون تدخل المانيا لوقف حصار المدنيين
السبت 13/أغسطس/2016 - 05:59 م
طباعة

تتزايد الضغوط على المستشار الالمانية أنجيلا ميركل بشأن أزمة اللاجئين فى ضوء تنامى المخاوف من تزايد العمليات الارهابية من جانب، والانتقادات المستمرة لسياسية الباب المفتوح التى تتبعها ميركل، فى الوقت الذى دعا فيه أطباء من حلب إلى ضرورة وقف الحصار التى يعانيه سكان حلب فى ضوء اشتداد الحرب السورية.

يأتى ذلك فى الوقت الذى دعت فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كبار المديرين التنفيذيين من الشركات الألمانية الكبرى لعقد اجتماع قمة يوم 14 سبتمبر في مكتب المستشارية في برلين، وذلك للوصول سوية إلى رؤية أفضل لإدماج للاجئين في سوق العمل.
وتريد المستشارة تريد حث الشركات على تقديم المزيد من فرص التدريب وأماكن العمل للاجئين، والاشارة إلى أن شركات كبرى مثل شركة سيمنز، EVONIK، أوبل، فولكس فاجن وRWEسوف تقدم في الاجتماع القادم في برلين تقارير مفصلة لميركل توضح الجهود التي بذلتها هذه الشركات في الفترة الماضية في مجال دعم عمل اللاجئين وتوفير تدريب لهم.
كان نائب المستشارة الألمانية ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيغمار غابريل قد أنتقد في وقت سابق قلة الجهود المبذولة من قبل الشركات الألمانية الكبرى في مجالات دعم اللاجئين مهنيا.
أوضح جابريل أن هناك انطباع بأن مساهمة الشركات الكبرى في هذا الجانب تراجع مقارنة بما تقدمه الشركات المتوسطة، وفقا لما كان قد كتب غابريل لنحو ثلاثين من الشركات الكبرى في البلاد.

وفي مقابلة نشرتها صحف مجموعة "فونكه" الألمانية انتقد جابريل التدخل المتأخر للمستشارة الألمانية في مجال اللاجئين وسوق العمل، وقال أن مجرد القول "نحن نستطيع أن نفعل ذلك" وهي الجملة التي اشتهرت بها ميركل ثم ترك الأمور تسير لوحدها "خطأ كبير"، مشيرا في هذا السياق إلى التحرك المتأخر لمساعدة الولايات والبلديات في مواجهة أزمة تدفق اللاجئين.
من ناحية اخري أظهر استطلاع للرأي أن معدلات التأييد للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تراجعت بشدة الشهر الماضي فيما يمثل ثاني مؤشر على رد الفعل السلبي من الناخبين على سياساتها الخاصة باللاجئين منذ هجمات نفذها متشددون إسلاميون في ألمانيا الشهر الماضي.
ومع تبقي نحو عام تقريبا على الانتخابات الاتحادية أظهر استطلاع الرأي الذي نشرته قناة (زد.دي.إف ZDF) التلفزيونية أن معدل التأييد لميركل المحافظة بلغ 1.0 منخفضا من 1.4 في يوليو على مقياس من 5.0 إلى -5.0.
واحتلت ميركل المركز الرابع في تصنيف الساسة لتأتي بعد رئيس وزراء ولاية بادن-فورتمبرغ المنتمي لحزب الخضر فينفريد كريتشمان ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير المنتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي ووزير المالية المحافظ فولفغانغ شيوبله.
والاختبار التالي للمحافظين الذين تنتمي لهم ميركل سيكون في انتخابات الولايات التي ستجرى الشهر المقبل في برلين ومكلنبورغ فوربومرن والتي من المتوقع أن تشهد ظهورا قويا لحزب البديل من أجل ألمانيا اليمني الشعبوي المناهض للمهاجرين.
وتخضع سياسة الباب المفتوح للمهاجرين التي تبنتها ميركل للتدقيق بعد وقوع هجومين أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عنهما الشهر الماضي. وأظهر استطلاع الرأي أن 44 بالمئة فقط من الألمان يعتقدون أن سياستها الخاصة بالهجرة جيدة بينما يرى 52 بالمئة أنها سيئة.

كما أظهر الاستطلاع أيضا أن 54 بالمئة من الألمان يعتقدون أن اتفاق الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا سيفشل. ويعتقد نحو 35 بالمئة أن على الاتحاد الأوروبي وقف محادثاته مع أنقرة بشأن عضوية تركيا في التكتل بسبب الأوضاع السياسية هناك.
كذلك أظهر استطلاع آخر أجراه مركز "إنسا" لاستطلاعات الرأي لحساب صحيفة "بيلد" اليومية، أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي سوف يظل يحظى بأكبر تأييد في برلماني ولاية مكلنبروغ فوربومرن بشرق البلاد، وفي برلين عقب الانتخابات. ومن المحتمل أن يحل الحزب المسيحي الديمقراطي في المركز الثاني. وأكد الاستطلاع على ارتفاع عدد الناخبين المؤيدين لحزب البديل الذي يمكن أن يحصل على 14 بالمئة من الأصوات في برلين وعلى 19 بالمئة في مكلنبروغ فوربومرن.
على الجانب الاخر، وجه الطبيب في الجزء الشرقي من حلب الدكتور حمزة الخطيب رسالة خطية إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مستغلا الفرصة التي أتاحها خرق الحصار يوم السبت الماضي الذي فرضته قوات النظام من قبل مقاتلي المعارضة، وهو من الأطباء القلائل الذين بقوا في المناطق المحاصرة.
و حسب ما ذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية أن الدكتور حمزة الخطيب دعا في رسالته المستشارة ميركل إلى العمل من أجل وقف قصف الأحياء السكنية في حلب ووقف القتل العبثي لسكانها. الخطيب يثق بقدرة المستشارة على أن تلعب هذا الدور ولهذا وجه إليها رسالته.

أكد الطبيب السوري انه تم خرق الحصار المفروض علينا، لكننا لا نعلم إلى متى سيدوم هذا الخرق، وحلب وبعيدا عن مسامع وأنظار المجتمع الدولي تكتب تاريخا مأساويا لها. أنا واحد من 35 طبيبا مازالوا في القسم الشرقي من المدينة وعلينا تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 300 ألف إنسان محاصرين يعيشون كالسجناء في مدينة مدمرة. وهؤلاء يحتاجون مساعداتنا كأطباء.
ورغم وجود بارقة أمل ضعيفة، إلا أن الطائرات الروسية والسورية تقصف باستمرار المدينة جوا، كما يحاول النظام إعادة السيطرة على الثغرات التي تم خرقها في خط الحصار المفروض على مناطقنا. والقصف الجوي على مدينتنا لا يستثني أحدا من السكان، ورغم كل القواعد والقوانين الإنسانية المعمول بها دوليا، فأننا نجد أنفسنا أثناء قيامنا بمهامنا الإنسانية المتمثلة بتقديم العلاج للمرضى، نجد أنفسنا فجأة وسط ساحة المعارك، فالقوات الروسية والسورية تهاجم مستشفياتنا وتتعرض حياة الأطباء العاملين فيها إلى خطر الموت ما يتسبب بعواقب وخيمة للسكان.
أشار بقوله "القنابل دمرت أسرة الأطفال الرضع حديثي الولادة المزودة بقاني الأوكسجين مع الأطفال. القنابل دمرت عيون الأطفال الرضع قبل أن تتعلم تلك العيون النظر والتركيز. القنابل قطعت أصابع الأطفال الرضع قبل أن تلمس ثدي أمهاتهم. لقد ماتوا جميعا. كم من مرة كان علي مواساة أم بعد إبلاغها بوفاة رضيعها"
أضاف بقوله " سيادة المستشارة، أنك واحدة من القادة القلائل الذين أظهروا شجاعة كبيرة أمام هذه الأزمة وبإدارة حكيمة لها. وهناك قادة غربيون فضلوا البقاء إلى جانب المعتدي بشكل حازم، لكننهم وضعوا أنفسهم في الجانب الخطأ من التاريخ، وبفضل جهودك تمكن الكثير من سكان حلب من الهروب من القنابل ومن الجوع ليتمتعوا بنعمة اللجوء في بلدكم الكريم، وهو أمر يدفعني أن أحافظ على قليل من الأمل. وبفضل خرق الحصار أتوجه اليك وإلى قيادتك الحكيمة بالنداء: أمنحينا مزيدا من الأمل، أتوجه إليك بالرجاء أن تعملي من أجل وقف قصف المدنيين والمدارس والمستشفيات. كافحي معنا من أجل رفع الحصار كليا عن حلب. ساعدينا من أجل أن تكون حلب آمنة من جديد ومن أجل أن لا يهرب سكانها مرة أخرى".