مجلس الأمن يتابع معركة حلب..وموسكو تصر على ملاحقة الارهابيين
الأحد 14/أغسطس/2016 - 04:59 م
طباعة

تتزايد المعارك فى حلب بينا لفصائل المسلحة السورية والجيش السوري، فى الوقت الذى يناقش فيه مجلس الأمن تداعيات هذه المعارك وتأثيرها على الأزمة السورية، وكيفية انهاء الصراع المسلح، فى الوقت الذى تدافع فيه روسيا عن وجودها بالأراضي السورية، ومواصلة خططها لملاحقة الارهابيين.

يأتى ذلك فى الوقت الذى قالت فيه مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سمانثا باور إن حسم المعركة في مدينة حلب، لن يكون سريعا، معربة عن خشيتها على مصير المدنيين العالقين في القتال.
وذكرت باور أمام مجلس الأمن الذي التقى لمناقشة الأزمة في حلب "كلما طال أمد القتال، كلما علق عدد أكبر من المدنيين في الوسط، وكلما دفعوا ثمنا اكبر".
أضاف باور إن "القتال خلال الأيام القليلة الماضية يؤكد ما عرفناه منذ فترة طويلة جدا، وهو انه رغم القوة الكبيرة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا وإيران وحزب الله، فإن أيا من الطرفين لن يتمكن من تحقيق نصر سريع وحاسم في المعركة على حلب".
واستمع أعضاء المجلس إلى شهادات من أطباء سوريين عرضوا صورا صادمة لأطفال مصابين بهجمات بالبراميل المتفجرة، وقالوا إنهم لم يتمكنوا من إنقاذهم بسبب نقص الأدوية.
وقال الطبيب زاهر سحلول من الجمعية الطبية الأميركية السورية "ما شاهدناه في حلب لا يمكن وصفه". ودعا أعضاء المجلس إلى زيارة حلب للقاء الأطباء والممرضين الذين يناضلون لإنقاذ حياة المصابين.

وحذر نائب السفير الفرنسي اليكسس لاميك من أن القتال في حلب قد يقضي على أي أمل في عملية السلام التي أطلقت في فيينا لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، وقال إن "حلب قد تصبح مقبرة لعملية فيينا".
كانت الأمم المتحدة تأمل إعادة إطلاق عملية السلام في أواخر أغسطس، وقتل أكثر من 290 ألف شخص في النزاع السوري الذي اندلع في مارس 2011.
من جانبها أعلنت الفصائل السورية المسلحة سعيها للسيطرة على كامل مدينة حلب بعد أن كانت تمكنت خلال اليومين الماضيين من كسر الحصار الذي كانت القوات الحكومية تفرضه على الأحياء الشرقية للمدينة.
وقال مراقبون أن ضربات جوية نفذتها القوات الحكومية السورية وحلفاؤها الروس على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في ضواحي دمشق أسفرت عن مقتل "العديد" من الضحايا، والاشارة إلى أن الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر نفذت ضربات في شرق دمشق والضواحي الغربية.
ولم يتبين عدد القتلى والمصابين لكن رجلا على الأقل قتل وأصيب "العديد من الأشخاص" في ضربات حول خان الشيخ، كما ترددت أنباء عن وجود إصابات في داريا التي تبعد نحو 11 كيلومترا جنوب غربي العاصمة دمشق.

من جانب آخر، أعلن الجيش الأميركي أن قوات التحالف الدولي دمرت 83 صهريجا لتنظيم "الدولة الإسلامية" كانت تنقل نفطا شرق سوريا ، وقال ماتيو الن المتحدث باسم البنتاجون إن "طائرات عدة" قصفت الصهاريج مساء الأحد في محافظة دير الزور قرب الحدود مع العراق.
وأضاف المتحدث أن هذه الضربات الجوية تأتي في إطار عملية "تايدل ويف 2" التي "تهدف إلى مهاجمة شبكة توزيع النفط المهرب لتنظيم الدولة الإسلامية، وتدمير قدرات التنظيم على تمويل عملياته".
ولم يعرف بعد ما إذا كان سائقو هذه الشاحنات قد اخطروا بالقصف قبل القيام به. وكانت قوات التحالف استهدفت العام الماضي مرتين صهاريج نفط تابعة للتنظيم ما أدى إلى تدمير 400 منها.
وألقت الولايات المتحدة يومها مناشير تحذر السائقين من أن القصف وشيك جدا، وأوضح البنتاغون أن السائقين لم يكونوا عناصر من التنظيم الجهادي.
وتشهد مدينة حلب ومحيطها منذ أسبوعين معارك يحشد فيها طرفا النزاع آلاف المقاتلين وهي الأكثر عنفاً منذ 2012، حين انقسمت المدينة بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة ووجهاديين وأحياء غربية تسيطر عليها قوات النظام، وتدور المعارك بشكل رئيسي في جنوب غرب حلب، حيث تسعى قوات النظام لاستعادة مواقع خسرتها وإعادة تطويق الأحياء الشرقية حيث يقيم نحو 250 ألف شخص.

على الجانب الاخر أكد وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، أهمية وجود قاعدة جوية لروسيا في سوريا، مشيرا إلى أنها ستتيح إمكانية محاربة الإرهاب بعيدا عن الحدود الروسية،أضاف "إن قاعدتنا هناك لا بد منها كي نحارب هؤلاء المجرمين على التخوم البعيدة، لأن سوريا كالمغناطيس تجذب توريدات للأسلحة من كل الأراضي بلا استثناء. وأقول بلا استثناء عن وعي تام لأنني أعرف ما أقول".
أشار شويجو إلى أن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تواجد عدد كبير من أبناء الوطن الروسي وبلدان رابطة الدول المستقلة في سوريا، تتخذ حاليا أهمية خاصة.
كان فلاديمير بوتين قدم سابقا لمجلس النواب الروسي مشروع قانون بشأن المصادقة على اتفاقية مع سوريا حول نشر مجموعة طيران حربي روسي في أراضيها، تم توقيعها بين وزارتي دفاع البلدين في دمشق في 26 أغسطس 2015.
ومنذ بدء الغارات الروسية ضد "داعش" وتنظيمات إرهابية أخرى في سوريا، في سبتمبر الماضي، تستخدم روسيا مطار حميميم بريف اللاذقية كقاعدة لها.
وذكر وزير الدفاع الروسي أن موسكو لم تتمكن بعد من إيجاد أرضية مشتركة مع واشنطن في عملية تبادل المعلومات حول المعارضة المعتدلة في سوريا.
وتابع شويجو: "نقول لزملائنا: قولوا لنا أين المعارضة المعتدلة؟ كان هذا أول ما سألناهم عنه، واقتراحنا الأول، كان تحديد أماكن تواجد المعارضة المعتدلة، كي لا يستهدفها طيراننا، لم نفلح في ذلك، حسنا، إذن قولوا لنا إلى أين نوجه ضرباتنا، وأين مواقع إرهابيي "داعش" و"جبهة النصرة" ومن انضم إليهما؟ لكن النتيجة نفسها.. هناك مسائل كثيرة بجب علينا أن نحلها مع زملائنا الأمريكيين".
أضاف أن هناك من يذهب إلى أن يقترح اعتبار إرهابيين انتحاريين يفجرون أنفسهم داخل آليات مصفحة مشحونة بالمتفجرات "معتدلين" يحاربون من أجل "مستقبل وضاء".