بعد مقتل سعيد خان.. "داعش" يفشل في التمدد بأفغانستان معقل طالبان والقاعدة

الإثنين 15/أغسطس/2016 - 03:20 م
طباعة بعد مقتل سعيد خان..
 
جاء مقتل حافظ سعيد خان، زعيم تنظيم خراسان، في أفغانستان وباكستان،الموالي لتنظيم الدولة الإسلامية"داعش"، ليشير إلي فشل تنظيم الخلافة في الإنتشار والتمدد في مناطق نفوذ طالبان وتنظم القاعدة، حيث تمثل أفغانستان معقل طالبان الافغانية وتنظيم القاعدة. 
مقتل حافظ سعيد خان كشف عن حالة الهشاشة في البنية التنظيم لفرع "داعش" في باكستان وأفغانستان ووسط اسيا.

ضربات أمريكية:

ضربات أمريكية:
كانت الضربة الجوية الأمريكية التي قتلت قائد تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان وباكستان بطائرة بدون طيار أحدث لطمة توجه لطموحات التنظيم الذي يتحرك انطلاقا من الشرق الأوسط للتوسع في منطقة لا تزال حركة طالبان القوة الإسلامية المهيمنة فيها.
واعلنت  وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون الجمعة الماضية، مقتل زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش" في أفغانستان وباكستان، حافظ سعيد خان اميرة تنظيم "خراسان" في غارة أميركية استهدفت المنطقة الحدودية بين البلدين، إلا أن التنظيم لم يُعلن حتى أمس الأحد، مقتل قائده حافظ خان.
ويبدو أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية مقتل حافظ خان، عزز من حقيقة مقتله فعلياً، خاصة ان تقارير مشابهة نُشرت في وقت سابق وتحديداً في يوليو 2015 حيث نشرت تقارير مُتخصصة مقتله إلا أن تلك الأخبار تم نفيها في وقت لاحق حيث بث خان تسجيلات صوتيه له.
كما قالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إنها تقدر أن حوالي 300 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا في يوليو.
وقد تجمَّع في منتصف يناير 2015 أُمراء عدة مجموعات مسلحة من مناطق قبلية باكستانية ومن داخل أفغانستان في منطقة ما في باكستان على الشريط الحدودي بين باكستان وأفغانستان، وبايعوا حافظ سعيد خان أوركزاي أميرًا لهم، قال أبو عمر شيخ مقبول، المعروف باسم "شاهد الله شاهد" الناطق باسم حركة طالبان باكستان سابقًا وأصبح من الناطقين باسم ولاية خراسان، وبايعو ابو بكر البغدادي زعيم "داعش".
ولاسم "خراسان" أهمية خاصة في فكر التنظيم لأنه يشير إلى منطقة تاريخية تشمل جانبا كبيرا من إيران الحالية وأفغانستان وباكستان وإلى نبوءة بأن جيش المسلمين سيخرج من تلك المنطقة لفتح جميع أرجاء الشرق الأوسط بما في ذلك القدس.
أعلن التنظيم عن تعيين حافظ سعيد خان واليًا على "ولاية خراسان" وعبد الرؤوف خادم نائبًا له، ويُذكر اسم الشيخ عبد الرحيم مسلم دوست بوصفه مفتيًا للتنظيم في المنطقة.
وأغلب من انضم إلى تنظيم الدولة في أفغانستان وباكستان ليسوا معروفين، ولم يكن لهم ثقل كبير في السياسة ولا في الحرب في الفترة الماضية، ولكن بقي بعضهم نشطًا في حركة طالبان أفغانستان أو باكستان.

وجود مهزوز:

وجود مهزوز:
وجاء اعلان "ولاية خراسان" التابعة للدولة الإسلامية في أفغانستان وباكستان مسؤوليتها عن تفجيرين دمويين أسفر كل منهما عن سقوط أكثر من 70 قتيلا أحدهما في العاصمة الأفغانية كابول والثاني في مدينة كويتا بجنوب غرب باكستان ليشير الي محدودة تنظيم"داعش"، بوسط اسيا، فكلا من أفغانستان وباكستان تشهد عشرات التفجيرات من قبل الجماعات المتطرفة التي تممد في البلدين منذ السبعنيات، وحضور "داعش" لا يمثل شيئا جديدا لهذه الجماعات فيما تري الأجهزة الامنية في وسط اسيا ما هو الا تغير ولائات لجماعات وقادة يبحثون عن موطا قدم وسط  بحر الجماعات المتصارعة في أفغانستان وباكستان.
"داعش" يهدف من التواجد  في افغانستان، الحصول علي نصيب من زراعة المخدرات "الافيون" والذي يعد اهم مصادر تمويل حركة طالبان والقاعدة.
ونظرا لوجود عشرات من الفصائل الإسلامية التي تربطها تحالفات فضفاضة في أفغانستان وباكستان فإن المنطقة مؤهلة للتحولات الجاهزة في الولاءات.

نقاط ضعف "داعش"

نقاط ضعف داعش
يعد الصراع مع حركة طالبان وتنظيم القاعدة ، اهم نقاط ضعف "داعش" في باكستان وافغانستان، فكثير من الفصائل الموالية للقاعدة وطالبان  يعترضون على أحقية أبو بكر البغدادي في الخلافة ما زالت تسيطر على شبكات واسعة متداخلة للتمويل من تجارة الأفيون وعمليات الخطف وفرض الإتاوات على مناطق تخضع لسيطرتها.
كذلك فإن حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية يتعرضان لقصف عنيف من جانب الطائرات الأمريكية بدون طيار ولهجمات قوات الأمن الأفغانية في ننكرهار ومنها الهجوم الذي قتل فيه خان.
الامر الأخر أن فكرة الدولة الاسلامية ودولة الخلافة، ليست غريبة للباكستانيين والافغان حيث هناك عشرات الجماعات الاسلامية المتطرفة والتي تعاظم دورها في الساحتين الافغانية والباكستانية منذ حرب "الجهاديين"  ضد الاتحاد السوفيتي خلال ثمانينات القرن الماضي، بعكس استقطاب "داعش" في سوريا والعراق لألاف الاوربيين للإنضام الي دولة الخلافة.
تراجع "داعش" في العراق وسوريا ادي الي تقليل من حضوره  في باكستان وافغانستان، ونجاح طالبان والقاعدة ابقي علي حظوظهم في ادارة الجماعات والفصائل المتططرفة في وسط اسيا.

المشهد الافغاني:

المشهد الافغاني:
يبدو أن "داعش" حتي الان لم يحقق المستهدف منه في ايجاد تنظيم قوي وموالي له في افغانستان وباكستان، وأصبح ليد الطولي لحركة طالباتن وتنظيم القاعدة.
الامر الأخر ادي الضربات الأمريكية والأفغانية والباكستانية لتنظيم "داعش" في  فشل وتمدد تنظيم "خراسان" بوسط اسيا، مع فشل أيضا في استقطاب المتطرفين من أبناء المنطقة للإنضام الي "داعش".. الشواهد السابقة تشير إلي فشل أبو بكر البغدادي في تقوية وجوده واختراق مناطق طالبان والقاعدة بوسط اسيا ويقترب من خسارته  وجود في أفغانستان بمقتل حافظ سعيد خان.

شارك