موسكو تضع حلول سياسية للأزمة السورية...وتنسق مع طهران وواشنطن لمواجهة الجماعات الارهابية

الإثنين 15/أغسطس/2016 - 06:17 م
طباعة موسكو تضع حلول سياسية
 
تتواصل المحاولات الروسية لانعاش الأزمة السورية، ووضع لحلو توافقية سياسية يرتضي بها النظام السوري وفصائل المعارضة، إلى جانب مواجهة العناصر الارهابية فى الأراضي السورية بالتنسيق مع واشنطن وطهران وأنقرة.  

موسكو تضع حلول سياسية
من جانبه قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن روسيا والولايات المتحدة تقتربان من إيجاد صيغة ستسمح بإعادة السلام إلى حلب السورية، مؤكدا بقوله "إننا دخلنا مرحلة نشطة من المفاوضات مع الشركاء الأمريكيين في جنيف وعمان، كما أننا على اتصال دائم مع واشنطن".
أضاف الوزير الروسي "ونحن نقترب خطوة بعد أخرى من صيغة - وأنا أتحدث هناك فقط عن حلب - ستسمح لنا بأن نبدأ النضال سويا من أجل استعادة السلام على هذه الأرض، لكي يتمكن الناس من العودة إلى بيوتهم".
ورفض شويجو مزاعم تقول إن العملية الروسية-السورية الجارية في حلب عبارة عن حصار، مضيفا بقوله " هناك قوافل إنسانية تدخل حلب باستمرار. ونحن نعمل باستمرار على إصلاح محطات ضخ المياه وأنابيب الصرف الصحي".
أشار إلى نشر مستشفيات ميدانية في كل معبر في حلب، وعمليات مستمرة لنقل المرضى. وأردف قائلا: "إهم يقولون: إنه حصار! إنه حصار من أي جهة؟ من الخارج لا توجد أي حصار، ونحن فتحنا كافة الأبواب ونقول: اخرجوا".
ذكر شويجو، أن قرابة 700 ألف مدني ما زالوا داخل حلب، واتهم الإرهابيين بزرع الألغام في الممرات التي فتحتها القوات السورية لخروج المدنيين من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، موضحا أن هناك أنباء عن إعدام 40 شخصا على أيدي الإرهابيين مؤخرا في شرق حلب.
شكك شويجو في أن يكون مقاتلو المعارضة في حلب يسترشدون بمبادئ دينية أو سياسية معينة، واعتبر أن العديد منهم لا يعرفون من أجل ماذا يقاتلون، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من مقاتلي الفصائل المسلحة يعجزون عن ذكر ولو 5 مدن سورية، ولا يهتمون بالأهداف التي تضعها تلك الفصائل نصب عيونها.
موسكو تضع حلول سياسية
نوه أن عمليات المصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا مستمرة. وذكّر بأن الرئيسين الروسي والأمريكي قد اتفقا على صيغة تسمح بعقد اتفاقات منفصلة مع مختلف الفصائل المستعدة لوقف إطلاق النار، ولا تلزمها شروط تلك الاتفاقات بإلقاء السلاح.
ركز على أن وزارة الدفاع الروسية تتلقى يوميا تقارير عن بلدات سورية جديدة تتحرر أو تنضم إلى الهدنة، مشددا على أن كافة المقترحات التي تدرسها روسيا والولايات المتحدة سويا، تستهدف الحفاظ على سلامة الأراضي السورية وهزيمة الإرهاب والبدء في المفاوضات.
ووصف شويجو التعاون بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا بأنه منظم بشكل جيد ويتعلق بالمواضيع العملية، وذكر بأن مواقع الإرهابيين في بعض مناطق سوريا مازالت مختلطة بمواقع يسكنها مدنيون.
نوه أن الجانب الروسي قد طلب من الشركاء الأمريكيين تزويدها بإحداثيات المعارضة المعتدلة أو إحداثيات مواقع تنظيمي "داعش" و"النصرة" من أجل الحيلولة دون ضرب "المعتدلين". وتابع أن العسكريين الروس لم يحصلوا على مثل هذه الإحداثيات حتى الآن.
وكشف شويجو عن مخطط أعده حلف الناتو لتوجيه ضربة صاروخية مكثفة إلى سوريا في أعقاب أزمة استخدام الكيميائي في الغوطة الشرقية في أغسطس 2013، موضحا أن  الناتو استعد لتوجيه الضربة في غضون 24 ساعة، بـ624 صاروخا مجنحا، ناهيك بأسلحة أخرى. وتساءل عن عواقب مثل هذه الضربة، لولا نجاح الرئيس الروسي في إقناع واشنطن بقبول فكرة إتلاف الترسانة الكيميائية السورية، وأكد أن مثل هذه الضربة لو وجهت، لكانت عملية إعادة إعمار هيكلة السلطة في سوريا صعبة للغاية.
من ناحية اخري أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف أنه يخطط للقاء ممثلين عن المعارضة السورية في الدوحة، "على أن تكون هناك لقاءات مع الفلسطينيين والمعارضة السورية وممثلين قطريين، ثم سأتوجه إلى الأردن، وآمل أن تجري هناك لقاءات مع مسؤولين أردنيين والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

موسكو تضع حلول سياسية
أضاف نائب وزير الخارجية الروسي بأنه يخطط للتوجه لاحقا إلى المملكة العربية السعودية، حيث سيلتقي مع مسؤولين سعوديين وبعض الممثلين اليمنيين.
كما أفاد الدبلوماسي الروسي بأنه بحث في طهران مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الوضع في سوريا في ضوء الاتصالات الأخيرة بين موسكو وأنقرة.
أشار بوجدانوف إلى أنه بحث في طهران، حيث التقى مع ظريف لشؤون الدول العربية والإفريقية، حسين جابر أنصاري،  الملف السوري، إلى جانب ملفات إقليمية أخرى، "في ضوء اتصالاتنا مع الجانب التركي".
كانت روسيا وتركيا شكلتا لجنة لبحث تسوية الأزمة السورية، تضم عسكريين ودبلوماسيين ورجال استخبارات، كما أقامت هيئتا الأركان العامة بالبلدين خطا مباشرا لبحث سبل تجنب حوادث جوية.

موسكو تضع حلول سياسية
أوضح بوجدانوف أن الجولة التالية من المشاورات الروسية التركية ستجري في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر، مشيرا إلى أن الجانب التركي اقترح إجراءها في أنقرة.
وقال بوجدانوف إنه بحث مع مسؤولين إيرانيين إمكانية إجراء مشاورات ثلاثية بين موسكو وأنقرة وطهران حول القضايا الإقليمية، وذلك في حال إبداء الجانب التركي اهتمامه بمثل هذه الصيغة.
وذكر الدبلوماسي الروسي أن الجانبين قاما "بتبادل صريح ومعمق للآراء حول قضايا الشرق الأوسط، مع التركيز على تسوية الأزمة السورية. وتم بحث الأوضاع في اليمن والعراق والقضية الفلسطينية والوضع في منطقة الخليج بشكل عام. بالطبع، بحثنا الملف السوري من زاوية أهمية مواصلة الجهود المنسقة لمواجهة الخطر الإرهابي المتمثل بتنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية ذات الصلة بالقاعدة".
تابع: "بحثنا كذلك تقديم مساعدات إنسانية إلى الأهالي السوريين، وبالطبع مسألة تسوية الأزمة التي اندلعت قبل 5 سنوات، بأسرع ما يمكن".

شارك