نقل 15 معتقلًا.. هل تنجح أمريكا في إغلاق "جوانتانامو" قبل نهاية 2016؟

الثلاثاء 16/أغسطس/2016 - 11:20 ص
طباعة نقل 15 معتقلًا..
 
وبنقل الـ15 معتقلا في جوانتانامو وهم 12 يمنيا وثلاثة مواطنين أفغان، ينخفض العدد الإجمالي لنزلاء جوانتانامو إلى 61، ومعظمهم اعتقلوا بدون اتهام أو محاكمة لأكثر من عشر سنوات مما أثار إدانات دولية، ولكن رغم نقلهم يبقي اغلاق المعتقل سئ السمعة صعبا في ظل اقتراب نهاية ولاية الرئيس الامريكي باراك اوباما والذي تعهد باغلاق المعتقل الذي تم افتتاحه بعد اعتداءات 11 سبتمبر.

نقل 15 معتقل

قال مسؤولون أميركيون إن 15 من نزلاء غوانتانامو أرسلوا إلى دولة الإمارات العربية في أكبر عملية نقل منفردة لمعتقلين من السجن الواقع بالقاعدة البحرية الأميركية في كوبا أثناء إدارة الرئيس باراك أوباما.
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، أمس الاثنين، أن 15 من معتقلاً في سجن جوانتانامو العسكري الذي فتح بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001، نقلوا إلى الإمارات العربية المتحدة.
البنتاجون قال في بيان إن واشنطن "تعرب عن امتنانها لحكومة الإمارات العربية المتحدة لهذه اللفتة الإنسانية ولإرادتها دعم الجهود المتواصلة للولايات المتحدة لإغلاق معتقل جوانتانامو".
وقال مسؤول في الخارجية الأميركية - طلب عدم ذكر اسمه - إن 12 من المفرج عنهم يمنيون، وإن الثلاثة الآخرين أفغان.
وبذلك يبقى داخل هذا السجن الأميركي في كوبا 61 معتقلاً، مقابل 242 معتقلاً عندما وصل إلى السلطة الرئيس باراك أوباما الذي وعد بإغلاق هذا المعتقل.
وواجهت واشنطن صعوبات في إيجاد بلد يوافق على استقبال اليمنيين الذين لا يمكن إعادتهم إلى بلادهم بسبب الحرب الأهلية الدائرة منذ 2015.
ويتم عادة الإفراج عن المعتقلين في جوانتانامو شرط أن يبقوا تحت المراقبة ويخضعوا لبرامج تأهيل لإعادة دمجهم.

موقف العفو الدولية:

موقف العفو الدولية:
وكانت منظمة العفو الدولية أعلنت قبل ساعات أن الولايات المتحدة ستفرج عن 15 معتقلاً في جوانتانامو وترسلهم إلى الإمارات. وهو أكبر عدد من المعتقلين يتم الإفراج عنهم في وقت واحد في عهد إدارة أوباما.
وقال نورين شاه، المدير المكلف ملفي الأمن وحقوق الإنسان بمنظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة: "هذا يناقض بوضوح فكرة أن جوانتانامو سيبقى مفتوحاً إلى الأبد".
وقالت منظمة العفو إنها لم تتلق حتى الآن تعليقاً من وزارة الدفاع الأميركية في شأن موجة الإفراج الجديدة عن معتقلين.
وتسارعت في الآونة الأخيرة موجات الإفراج عن معتقلين، ذلك أن أوباما راغب في الوفاء بوعده بإغلاق السجن رغم تأخير دام 7 سنوات.
غير أن إغلاق السجن يبدو مستحيلاً قبل نهاية ولاية أوباما في يناير/كانون الثاني 2017 لعدم وجود مكان في الولايات المتحدة من أجل نقل 50 معتقلاً ليسوا ممن يمكن الإفراج عنهم. أما الجمهوريون الذين يشكلون الغالبية في الكونغرس فيعرقلون كل مبادرة في هذا السياق.
وضم سجن جوانتانامو ما مجموعه 780 معتقلاً منذ افتتاحه بعد وقت قصير من غزو أفغانستان في أكتوبر 2001.
وكان ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، صرح بأن هذا السجن يفترض أن يستقبل "الأسوأ من السيئين".
لكن تبين أنه يستقبل أشخاصاً لم يرتكبوا أي جريمة لكنهم كانوا في المكان الخطأ في اللحظة الخطأ خلال "الحرب العالمية على الإرهاب" التي أعلنتها الولايات المتحدة غداة اعتداءات سبتمبر 2001.

معتقل جوانتانامو

معتقل جوانتانامو
معتقل جوانتانامو الذي يقع في خليج جوانتانامو في أقصى جنوب شرق كوبا، ويبعد 90 ميلًا عن فلوريدا، حصلت عليه الولايات المتحدة الأمريكية كقاعدة عسكرية في 23 فبراير 1903، بإيجار شهري بلغ 2000 دولار أمريكي، في عهد الرئيس ثيودور روزفلت، وعندما احتج الثوار الوطنيون على ذلك القرار، لم تقوم كوبا بصرف الشيكات اعتراضًا على قرار الإيجار فردت الولايات المتحدة الأمريكية بعدم إرسال شيكا بقيمة 2000 دولار سنويًّا إلى حكومة كوبا واستولت على القاعدة.
وشكل افتتاح الولايات المتحدة الأمريكية معتقلا في جوانتانامو عقب غزوها أفغانستان، وحملة الاعتقالات العشوائية التي نفذتها في ذلك البلد المبتلى بالمصائب والكوارث، تحديًا قانونيًّا للعالم بأجمعه.
وتشكل المعتقل من ثلاثة أقسام، أُنشئ قسم "إكس ري" في أولها، ثم تبعها إنشاء "كامب ديلتا"، تلاه بناء "كامب إغوانا". وكانت إدارة بوش قد اعترضت على معاملة المعتقلين بصفتهم "أسرى حرب"، مؤكدةً أنهم لا يدخلون حيز اتفاقية جنيف عام 1949، المتعلقة بحماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، ووصفتهم بـ "المجرمين".
لكن الرئيس الحالي باراك أوباما أعلن منذ بدأ حملته للانتخابات الرئاسية في العام 2007 أنه يريد إغلاق المعتقل، خصوصاً أن المعتقل يسبب في تجييش المشاعر ضد الأمريكيين، ويساعد التنظيمات الإرهابية على اتهام الولايات المتحدة بسوء معاملة المعتقلين.
وشاء أوباما من حينه أن يحوّل المعتقلين إلى المحاكم الفدرالية على الأراضي الأمريكية، واعتبر أنها قادرة على إقامة العدالة بالحكم عليهم أو إطلاق سراحهم.
وهناك العديد من المعتقلين داخل جوانتانامو، بالمعتقل السيئ السمعة يوجد فيه نحو 60 نزيلاً من أكثر من 10 جنسيات.

إغلاق جوانتانامو

إغلاق جوانتانامو
إغلاق جوانتانامو، وعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي لم يفِ به حتى الآن، مع بقاء ما يقرب من 60 معتقلًا بالسجن سيئ السمعة، تبقي قرارات إغلاق السجن في يد الأجهزة الأمنية الأمريكية وعلى رأسها "سي أي ايه"، ولكن إغلاق السجن لن يمحي التاريخ السيئ لأمريكا في التعذيب وانتهاك حقوق السجناء والقوانين الدولية. تجربة سجن جوانتانامو تعد أسوأ تجربة في تاريخ الحرية الأمريكي، فهل سيغلق السجن قبل ذكرى الـ15 أم سيمتد لسنوات أخرى؟

شارك