اعترافات "المغير" بتسليح اعتصام رابعة.. بين السلفيين والإخوان

الثلاثاء 16/أغسطس/2016 - 01:18 م
طباعة اعترافات المغير بتسليح
 
لم يكن أحد يصدق أجهزة الأمن حينما أكدت ان اعتصامي رابعة والنهضة كانا مسلحين، والغالبية العظمى من المتعاطفين مع الجماعة وقواعدها ما زالوا حتى اليوم يعتقدون بسلمية الاعتصامين وان فضهما كان بالقوة وان هذا اليوم 14 أغسطس 2013 هولوكوست لجماعة الاخوان الارهابية، الا ان جاء الفتى المدلل لخيرت الشاطر وكشف جزء من الحقية حيث اعترف أحمد المغير الكادر الإخواني الشاب، أن اعتصام رابعة، الذي تحل ذكرى فضه الثالثة هذه الأيام، كان مسلحا، وكان يضم أسلحة آلية وقنابل يدوية.
أحمد المغير
أحمد المغير
وكتب المغير، في تدوينة عبر صفحته الشخصية على فيس بوك تحت عنوان “سرية طيبة مول”: “طيبة مول، المكان ده كان عارفينه أهل رابعة على أنه المكان اللي وراء طيبة مول المطل على شارع أنور المفتي، المكان ده كان مميز جدا وكان مشهور على إنه مكان إقامة “الجهاديين”، سرية طيبة مول ليهم حكايتهم الخاصة، وغالبا هيفضلوا مجهولين للأبد”.
وتابع “معظم السلاح في رابعة كان تم إخراجه بخيانة حصلت، ولم يتبق إلا سلاح سرية طيبة مول، اللي كانوا جايبينه بفلوسهم الخاصة، ومكنش لحد سلطان عليهم، الاعتصام ده لم يكن بالإمكان فضه نهائيا لو كان سلاحه فضل فيه، بس الهزيمة كانت من الخونة داخلنا، وما زالت”.
وأضاف “يوم الفض كنت موجود مع شباب طيبة مول، مكنتش عارف حاجة أكتر من إن فيه سلاح وإن مفروض في خطة مواجهة إذا حصل اقتحام، الساعة 6 صباحا تقريبا بدأ الاقتحام من جهة شارع أنور المفتي وشارع الاتوستراد من جهة طيبة مول، 5 دائق غاز، وبعدها بدأ الرصاص الحي مباشرة، انهارت خطوط الدفاع اللي الإخوان كانوا مسؤولين عنها طبعا خلال ربع ساعة، الخطوط اللي اتسحب سلاحها قبلها بيومين واتسابت في مواجهة ظالمة جدا مع شرطة وجيش، بدأ الشباب في طيبة مول بالرد على الرصاص برصاص، كنا متحصنين في المبنى اللي وراء طيبة مول، قوات الاحتلال مقدرتش تقتحم النقطة بتاعتنا لكنها اكتسحت أنور المفتي والاتوستراد وبدأت تتقدم وإحنا في النص، مع كل دقيقة الحصار بيطوقنا والشباب بيجري كله ناحية المنصة والغاز والرصاص في كل مكان، وحدهم شباب طيبة مول ثابتين جدا ومتوزعين بيقاوموا بكل قوة غير عابئين باللي بيحصل، الحصار قرب يبقى كامل والكل بيجري، بدأت أكلم الشباب إننا هنتحاصر ولازم نتحرك فورا، فأقابل بابتسامة وثبات عجيب، وقررت إني أفضل معاهم ويكون مصيري من مصيرهم، ذهلت في نهاية اليوم أن ده كان قرار حياتي وإني لو كنت تحركت ناحية المنصة كنت هكون قتيل أو أسير، الشيء اللي هزني تماما وخلاني أعيد التفكير في كل شيء في حياتي وآخد طريقي اللي أنا فيه النهاردة ( في تلميح لما يتردد عن انخراطه في التنظيمات الإرهابيه التي انبثقت عن الإخوان بعد 3 يوليو مثل العقاب الثوري وما يسمى بالمقاومة الشعبية)
هذه كانت اعترافات فتى خيرت الشاطر المدلل فما هي ردود افعال الجماعة الارهابية؟ لقد فجرت هذه الاعترافات أزمة كبرى داخل الإخوان، خاصة بعدما شنت كوادر إخوانية هجوما عنيفًا على المغير، واتهموه بالكذب، في الوقت الذى دافع عنه بعض الكوادر الإخوانية الأخرى.
وقال توفيق مطير، أحد كوادر الإخوان معلقا على اعترافات المغير :"الاعترافات التي ذكرتها حول احتواء اعتصام رابعة على الأسلحة، هو ما قلته لك في الأول خالص، المصلحة تقتضى ألا نتحدث، غفر الله لنا ولك"
من جانبه دافع هاني دهب، أحد اعضاء التنظيم عن أحمد المغير، قائلا :"وإن أخطأ أخي أحمد المغير في اختيار التوقيت الذى تحدث فيه، فكل من سيسن له السكاكين أو سيسبه، أو لا يقف معه، فهو منافق وكاذب".
وأضاف دهب مدافعا عن "فتى الشاطر" :"فكما تحول الجميع نظريا لرافضي السلمية ولو بالتلميح، أو ببطولة الفيس وتويتر، فعليكم أن تكونوا على قدر من المسؤولية عندما يتحدث أحدهم عن جهاد مسلح، تعودت ألا أتخلى عن الأخوة أبدا فكن معي وانصر أخاك".
من جانبه قال أدهم التركي، أحد كوادر التنظيم، معلقا على اعترافات أحمد المغير :"المشكلة أن في قضية و ناس ممكن تتورط، ده تحفظي الوحيد".
عمرو فراج، القيادي
عمرو فراج، القيادي الإخوانى
في المقابل شن عمرو فراج، القيادي الإخوانى، ومؤسس شبكة رصد الإخوانية، هجوما عنيفا على أحمد المغير، وقال فراج في تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "هو أحمد المغير قاعد بيصرف منين ؟ أو شغال في شركة إيه يعنى ؟ هل حد عنده معلومة ؟"
على خفاجي، القيادي
على خفاجي، القيادي بحزب الحرية والعدالة
وفى السياق ذاته هاجم على خفاجي، القيادي بحزب الحرية والعدالة، أحمد المغير، صاحب الاعتراف بوجود أسلحة في ميدان رابعة العدوية، قائلا :"بكل أدب ، الله يسامح اللي لبسنا فيه"
بدوره قال عز الدين دويدار، القيادي الإخوانى :"العبد الفقير دعيت في أول 2014 لاستعمال العنف، وتكوين لجان ردع لحماية التظاهرات، بقول ده ليه ؟، عشان محدش يزايد عليا، ولا يكذبني لما أقول أن اللي بيقوله أحمد المغير عن أن اعتصام رابعة كان مسلحا، هو محض كذب وتدليس ناتج عن هزيان أو هلاوس ".
وأضاف دويدار في تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "كان تهريب قطعة خرطوش واحدة للاعتصام كفيل بأن صاحبها ياخد علقة محترمة، وينطرد من الاعتصام، وأقصى ما تم تحضيره، هو شوم، ودروع رياضية، وعبوات مولوتوف وطوب ".
في السياق ذاته، قالت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، إن التنظيم فتح تحقيقا عاجلا في الاعترافات التي أدلى بها فتى خيرت الشاطر "أحمد المغير" حول امتلاك عناصر الجماعة أسلحة، وتشكيل سريات عسكرية خلال اعتصام رابعة العدوية، للمواجهة مع الجيش والشرطة خلال فض الاعتصام.
وأكدت المصادر أن اللجنة التي شكلتها اللجنة الإدارية العليا للتحقيق في الأزمات الأخيرة التي نشبت داخل الإخوان، تم تكليفها خلال الساعات الماضية، بالتحقيق في اعترافات "سلاح رابعة"، التي أدلى بها أحمد المغير عبر صفحته على الفيس بوك، تمهيدا لتبرؤا الجماعة من المغير، وإعلان إنه ليس عضوا في الجماعة.
وأشارت المصادر، إلى أن الجماعة استعانت بمقربين من "المغير"، لإقناعه بضرورة حذف التدوينة التي شملت الاعتراف بحمل الإخوان للأسلحة في ميدان رابعة، لما سيكون لهذا الاعتراف من إساءة بالغة للجماعة، وصورتها في الخارج.
أحمد هلال، القيادي
أحمد هلال، القيادي بالدعوة السلفية
وعلى صعيد آخر علق أحمد هلال، القيادي بالدعوة السلفية، على الاعترافات التي أدلى بها أحمد المغير، الشاب الإخواني، والمقرب من القيادي خيرت الشاطر، بخصوص تسليح اعتصام "رابعة العدوية"، بأنها تتفق مع روايات الدعوة السلفية حول عملية الفض.
وقال "هلال"، في تصريحٍ له، أمس الإثنين 15 اغسطس 2016، إن المغير اعترف بأن الاعتصام كان مسلحًا، ولكن 90% من السلاح خرج من الميدان قبل الفض بيومين، وإن مثل تلك الاعترافات رددها حزب "النور" من قبل، واتهم على خلفيتها بـ"الخيانة"، متابعًا: "ياليت قومي يعلمون من هم الكاذبون الآن".
هشام النجار، الباحث
هشام النجار، الباحث في الحركات الإسلامية
فيما قال هشام النجار، الباحث في الحركات الإسلامية، إن اعترافات أحمد المغير، لم تأت بجديد خاصة أن حقائق ما حدث برابعة والنهضة معروفة وموثقة، إلا أنها لها دلالة على أن هناك رغبة من تيار داخل الإخوان في عرقلة مسعاها لتطليق العنف والتخلي عن التيارات المسلحة وإفشال مسارات المصالحة والتسويات السياسية وهذا التيار داخل الجماعة ومن ضمنه المغير يتعمد إطلاق هذه التصريحات في هذه المرحلة لغرض بعينه وهو الانتصار لمسار الصدام مع الدولة ومواصلته بالتحالف مع الفصائل الجهادية وضرب مشروع التسويات السياسية الذي يقوده فريق آخر داخل الجماعة.
وأضاف النجار، وتلك الاعترافات لها تأثير سلبى حيث بات هناك صوت غربي قوى يتحفظ على اعتبار الإخوان معتدلة وسلمية ويطالب بمراجعة العلاقة معها على ضوء الوقائع التي باتت تحرج النخبة الحاكمة في الغرب خاصة بعد تنامى العمليات الإرهابية في العمق الأوروبي.
ولم تكن اعترافات المغير هي الأولى من نوعها بل سبقها اعترافات اخرى تدين الاعتصام وتبين انه لم يكن يهدف الى عودة المعزول مرسي بل كان يهدف لأشياء اخرى أولها خراب مصر وثانيها الوصول الى السلطة>
عاصم عبد الماجد،
عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية
حيث تذكرنا تلك الاعترافات بما قاله القيادي عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، خلال الذكرى الثانية لفض اعتصام رابعة والنهضة، حيث أكد وقتها أن اعتصام رابعة كان الخيار الأخير لتنظيم الإخوان، من أجل تقسيم مصر وجيشها وجهاز الشرطة، وإضرام الفوضى فيها، وليس عودة المعزول محمد مرسي.
وقال خلال حوار له على إحدى القنوات التابعة لجماعة الإخوان: «كنا معتصمين في رابعة، وقتها كان لابد من عمل سريع، وكانت التقديرات والمعلومات تقول إن الشعب لو أبدى تمسكًا بالرئيس محمد مرسي، لن تبقى مؤسسة في مصر موحدة وستتفكك، وذلك المخطط كان مرسوم له بداية من أول أيام الاعتصام».
وخلال نفس العام كشف، حمزة زوبع، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، عن زيف هدف الاعتصام الذي أعلنته الجماعة وقتها وهو عودة المعزول مرسي، فقد أكد في 11 أغسطس 2015، أن الجماعة كانت تعلم أن اعتصام رابعة لم يكن ليعيد مرسي إلى الحكم من جديد، لكنهم طالبوا أنصارهم بالتصعيد، من أجل الوصول لمرحلة الخراب.
وتابع: «كنا نعلم أن هذا الاعتصام لن يرد مرسي إلى منصبه، قد يسأل البعض لماذا كنتم تقولون للناس في الاعتصام مرسي سيعود غدًا أو بعد غد؟؛ لأنه كنا نريد أن نصل إلى نقطة التفاوض أو الخراب».
وخلال ذكرى فض الاعتصام عام 2014، جاء اعتراف آخر، على لسان عمرو دراج، رئيس المكتب السياسي للإخوان في الخارج، والذى أكد فيه أن الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يكن مع فض الاعتصام بالقوة.
ولفت وقتها خلال حوار له على قناة الجزيرة القطرية، إلى أن الرئيس كان يميل إلى الحوار والتفاهم، مضيفًا: «كان هناك اتجاهان داخل النظام الحاكم حول فض اعتصام رابعة، وأن الطرف الغالب والمسيطر كان يؤيد استخدام القوة في فض الاعتصام».
وأوضح أن الطرف الذى يمثل الأقلية كان يسعى للحوار والتفاهم، وكان من أنصاره الدكتور محمد البرادعي، والدكتور زياد بهاء الدين، والرئيس عبدالفتاح السيسى.
وأحدث هذا الاعتراف آنذاك حالة من الارتباك داخل الإخوان، خاصة بعدما شنت قيادات إخوانية هجومًا عنيفًا على دراج، بسبب إعلانه هذا الاعتراف.
وفي نفس العام، اعترف مجدي حسين، القيادي بتحالف دعم المعزول، في مقطع فيديو مُسرب له من أحد الاجتماعات بأن الجماعة كان هدفها السلطة فقط، قائلًا: «الأول عايزين نحسم قضية السلطة، السلطة أهم من الدماء، ولا يجب أن ننشغل بالدماء أكثر من ذلك، شغلونا  في الفترة الأولى من الثورة بموضوع الشهداء ودمهم، والآن عايزين يشغلونا بدماء رابعة العدوية، لأ إحنا هنأجل دماء رابعة، إحنا عايزين السلطة لأن دا كان هدف الاعتصام».
من كل ما تقدم نخرج بحقائق مهمة منها، ان اعتصامي رابعة والنهضة كانا مسلحين، ان الاعتصامين لم يكن هدفهما عودة المعزول مرسي كما جاء في اعترافات قيادات اعتصام رابعة بل كان الهدف الرئيس تفكيك الجيش المصري والاستيلاء على السلطة. 

شارك