برهامي وفض إعتصام رابعة
الأربعاء 17/أغسطس/2016 - 05:59 م
طباعة


دعا الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس «الدعوة السلفية»، المصريين، بعدم السماع إلى ما تقوله الجماعة وأنصارها عن فض اعتصامي «رابعة» و«النهضة»، وشدد على أن «مواجهة النظام المصري عمل غير شرعي، ويجب التعايش مع تلك الحقيقة، والقبول بها كأمر واقع».
وقال «برهامي» في مقطع فيديو تم تداوله بصورة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، إن «ما كان يحدث في رابعة هو نوع من محاولة فرض الوجود حتى على سكان الحي»، وأضاف: «الاعتصام كان ممتلئاً بالأسلحة، وكانت تطلق من وسط المعتصمين»، لافتاً إلى أنها لم تستطع مقاومة الجيش الذى استخدم ١٥٪ من قوته في تأمين المناطق المحيطة خلال عملية الفض التي باشرتها قوات الشرطة وحدها.
وتابع نائب رئيس «الدعوة السلفية»: «قوات الجيش والشرطة كانت حريصة على عدم إصابة أي شخص خلال الفض، وتعاملوا فقط مع من رفعوا السلاح»، مشيرًا إلى أن طريقة تفكير الإخوان وهدفهم كان إراقة المزيد من الدماء؛ لاستغلالها سياسيا والمتاجرة بها، حتى يحدث انفجار ثوري على غرار ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، إلا أن حساباتهم كانت خطأ.

وأوضح «برهامي» أنه عقب الفض كان في مسجد «الإيمان» القريب لـ«رابعة» ٤٠٠ جثة، ومثلها في مسجد «رابعة»، مشيرًا إلى أن أكثر من ٩٠٪ منهم كانوا من السلفيين، وأن إجمالي من قتلوا في «النهضة» ١٤ شخصا فقط، مؤكدًا أن ما قيل عن تجاوز عدد القتلى ١٠٠٠ شخص غير صحيح.
وتأييدا لحديث برهامي ومن جانبه، جدد أحمد المغير، القيادي الإخوانى الشاب، والملقب بـ «صبى خيرت الشاطر» تأكيده على وجود كميات كبيرة من السلاح في اعتصام «رابعة»، إلى جانب مجموعات مسلحة مدربة كانت جاهزة للدخول فى حرب مع الجيش والشرطة في أي وقت.
وقال «المغير» في تصريحات تليفزيونية على إحدى القنوات الإخوانية، إن إدارة الاعتصام هي من أخرجت السلاح من «رابعة» قبل الفض بأيام قليلة، حتى يظهر وكأنه «سلمي» أمام العالم، كما منعت المجموعات المسلحة من أداء عملها للحفاظ على مظهر الجماعة أمام المجتمع الدولي، الذى أرسل وفودا كثيرة للجماعة أثناء هذا الاعتصام، للتأكد من حقيقة وجود سلاح فيه.
وكشف أن المكان الوحيد في اعتصام «رابعة» الذى شهد عمل المجموعات الإخوانية المسلحة كان «طيبة مول»، وأوضح أن تلك المنطقة كانت مليئة بالسلاح، ومجموعة مدربة عليه تبادلت إطلاق النار مع قوات الأمن أثناء فض الاعتصام، مشيرًا إلى أن جماعته هي «صاحبة الحق، ولا مانع من استغلال كل ما تملكه من الرصاص للعودة إلى الحكم مرة أخرى».
في الوقت ذاته، هاجم إبراهيم الزعفراني، عضو مجلس شورى الإخوان المنشق، «المغير»، وقال: «المغير يلقى باتهامات مرسلة دون أن يقدم الأدلة»، مؤكدًا أن الصحف الأجنبية ووكالات الأنباء العالمية لم ترصد وجود أسلحة أثناء تجولها في الاعتصام.

وأضاف «الزعفراني» في بيان، أن ما شاهده في «رابعة» كان فرق التأمين من الشباب الذين كانوا يفتشون الداخلين لمكان الاعتصام، خوفا من دخول السلاح وكانوا يرتدون الخوذات على رءوسهم، ويحملون العصى، مشيرًا إلى أنه سأل بعض قيادات الإخوان داخل «غرفة إدارة رابعة»، ومنهم عصام العريان عن امتلاك المعتصمين للأسلحة النارية أكدوا أن قرارهم هم وقادة التحالف عدم حمل السلاح في وجه رجال الشرطة أو الجيش.
فيما قال محمد أبو سمرة، الأمين العام للحزب الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الجهاد: «ظهرت فى الأيام الماضية اعترافات وشهادات لمن كانوا شركاء فى أحداث ما قبل٣٠/٦ وما بعدها، خرج الكثير عن صمته فينفجر مهاجما وكاشفا أخطاء ما كان لها أن تقع حال لو سمع الإخوان نصائح شركائهم فى تلك المرحلة».
وأبدى «أبوسمرة» استغرابه من خروج قيادات بالجماعة ليردوا على تلك الشهادات، وتكفير العديد ممن خرج عن الرؤية السياسية فقط وليس الخلاف العقدي أو الفقهي، وعلى رأسهم نائب المرشد محمد حبيب أو المسئول الأول عن أوروبا كمال الهلباوى وغيرهما من قيادات الصف الأول، متسائلًا: «أين كنتم حين خرج هؤلاء من عباءتكم وطعنوا في كل شيء؟».

وقد سبق ان فجّرت تصريحات منسوبة للدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، على قناة "الجزيرة" في ابريل 2014، معركة بين أنصار الإخوان والسلفيين. وكانت "الجزيرة" أذاعت تصريحات منسوبة لـ"برهامي"، برر فيها قتل شباب الإخوان أثناء فض اعتصام رابعة العدوية، وقال إن الدولة قتلت 1000 شاب لحقن دماء الآلاف من المسلمين. واتهم برهامي حينها أنصار الإخوان، بالعمالة لمباحث أمن الدولة، مشيرين إلى أنه يتاجر بالدين لتحقيق أهداف سياسية خاصة به وبحزبه فقط، وقال الدكتور صفوت عبدالغني، الأمين العام لحزب البناء والتنمية، إن تبرير "برهامي" لفض رابعة، وقتل نحو 1000 شاب من التيار الإسلامي، لا تكمن خطورته في تبرير القتل فيما سبق، بل في التحريض على قتل المزيد منهم في المستقبل. وأضاف عبدالغني، في بيان له، "بذلك يكون برهامي قاتلاً ويصبح هو وعلي جمعة صاحب الفتوى الشهيرة (اضرب في المليان) في نفس درجة الإجرام والطغيان". وهاجمت لجان الإخوان الإلكترونية، برهامي، واتهمته بأنه "عميل لأمن الدولة"، وقالت صفحة "مجهولون" التابعة للتنظيم: "لولا ثورة يناير ما كنا عرفنا أن برهامي أمنجي، وحزب النور أشد خطرًا على الإسلام من اليهود"، وقال أحمد عبد العاطي، أحد شباب الإخوان، إن برهامي، يعمل مع الأمن لتحقيق مصالحه وأهداف حزبه، التي ليس لها علاقة بالدين. من جانبه، كذّب ياسر برهامي، ما نُسب له على قناة الجزيرة من أنه أجاز قتل المواطنين في رابعة، وقال إنه أدان قتل المعتصمين وطالب أكثر من مرة بمحاسبة المتسبب في القتل العشوائي من الجانبين، وطالب وسائل الإعلام المختلفة بتحري الصدق فيما تنشره، مضيفًا: "حسبنا الله ونعم الوكيل، ونسأل الله الهداية للجميع". وقال سامح عبدالحميد، القيادي بالدعوة السلفية: "الدعوة أنقذت مصر من مسلسل العنف حين أمر الإخوان أتباعهم بالنزول ومواجهة الحشود بالحشود، ولكن الجماعة ضحت بأبنائها وساهمت في مسلسل العنف الذي لا ينتهي". وأضاف: "عزل مرسي لم يكن حربًا على الإسلام، بل خلاف سياسي، وأن الجماهير التي رفضت مرسي من الشعب، وليس صحيحًا أن من تظاهر ضده من الكفار والملحدين"، لافتًا إلى أن شباب الإخوان يحتاجون العلاج النفسي، لأنهم يُظهرون نسبة قليلة من الحقد والكراهية للمجتمع الذي رفضهم.