رغم الرفض السُّني... الميليشيات الشيعية تشارك في معركة الموصل بمباركة حكومية
الخميس 18/أغسطس/2016 - 01:32 م
طباعة

تتواصل المساعي لحشد أكبر قوى لتحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، حيث يشارك عدد كبير من الميليشيات الشيعية المشكّلة للحشد الشعبي، والتي بدأت بالفعل تعد العدة للمشاركة في معركة تحرير الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش".

وكانت أعلنت أمس الأربعاء 17 أغسطس 2016، قوات البيشمركة الكردية انتهاء عملياتها العسكرية في شرق وجنوب شرق الموصل شمالي العراق؛ حيث سيطرت على جسر الكوير الاستراتيجي الذي يربط بين الموصل وكركوك، وذلك بدعم من طائرات التحالف الدولي، وتبعد بلدة كوير حوالي 35 كيلومترًا جنوبي الموصل في محافظة نينوي، المعقل الرئيس لتنظيم داعش في العراق.
وتتحدى الميليشيات الشيعية القوى الرافضة لهذه المشاركة؛ حيث تستند إلى دعم سياسي من قبل كبار قادة الأحزاب الشيعية ورموز السلطة في مقدّمتهم رئيس الوزراء حيدر العبادي.
ورغم رفض مشاركة هذه الميليشيات من معظم الجهات السياسية ومن سكان الموصل ذاتها، ومن عشائر محافظة نينوي عمومًا؛ بسبب ممارسات الميليشيات الشيعية ضد السكان السنة، إلا أنها تلقى دعمًا سياسيًّا قويًّا من قبل الحكومة وقادة الأحزاب الشيعية.
وكانت شاركت الميليشيات الشيعية في استعادة عدة مناطق عراقية من قبضة "داعش"؛ حيث قامت بالتنكيل بسكانها السنة في مناطق بابل وديالي وصلاح الدين والأنبار، ومارست ضدّهم أعمال انتقام تراوحت بين الخطف والاعتقال والقتل والاستيلاء على الأرزاق والممتلكات وإحراق الدور والمتاجر ومنع عودة النازحين إلى ديارهم.
ووفق تقارير عالمية، يقود عملية تحرير الموصل اللواء الإيراني قاسم سليماني، الملقب بـ"فارس الظلام"، حيث تشارك القوات الإيرانية في عمليات تحرير العراق من الإرهابيين بطلب رسمي من السلطات العراقية؛ حيث تقوم قوات فيلق "القدس" بالاستكشاف والتخريب خارج حدود إيران، وهذه القوات مرتبطة مباشرة بمرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وتشكلت غرفة عمليات مشتركة بين الميليشيات والقوات الحكومية بناء على مقترح من زعيم ميليشيا بدر القيادي في الحشد الشعبي هادي العامري، وأمين عام حركة النجباء أكرم الكعبي، خلال اجتماع ضم الطرفين، أمس الأربعاء، بالعاصمة بغداد.
وقالت حركة النجباء في بيان أعقب الاجتماع: إن الكعبي بحث مع العامري التشكيلة الجديدة لهيئة الحشد الشعبي والاستعدادات الجارية للمشاركة في معركة الموصل، مضيفًا، أن الطرفين اقترحا تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع القوات الأمنية لإدارة المعركة.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أنه في يوم 23 مارس الماضي انطلقت المرحلة الأولى من العمليات العسكرية لإعادة السيطرة على الموصل، ومنذ ذلك الوقت استعادت القوات العراقية عدة مناطق بينها قاعدة القيارة الجوية التي ستكون منطلقًا لشن هجمات جوية ضد التنظيم بالعملية المرتقبة في الموصل.

وسيطر التنظيم الإرهابي "داعش"، على مدينة الموصل فعليًّا في 10 يونيو 2014، فيما تستعد القوات الأمنية بمختلف صنوفها وبإسناد من طيران التحالف الدولي إلى اقتحام المدينة وتحريرها من التنظيم، ونجح التنظيم منذ ذلك الوقت في السيطرة على عدة مدن عراقية، استطاع أن يفرض هيمنته بالمدينة.
وتعتبر مدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد؛ حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
رئيس الوزراء حيدر العبادي، أكد أن الحشد الشعبي سيشارك في عمليات استعادة مدينة الموصل، مساندًا بذلك قول وزير الخارجية إبراهيم الجعفري بعدم وجود شيء يمنع مشاركة الحشد في تلك العمليات.
مشاركة الميليشيات في الحرب على داعش تذكي الطائفية وتمد التنظيم ذاته بأسباب مواصلة الحياة حتى بعد هزيمته عسكريًّا.
وكانت استعادت القوات العراقية مدينة الرمادي، نهاية العام الماضي، من قبضة داعش، فيما بقيت بعض المناطق المحيطة بها خاضعة لسيطرة التنظيم.
وتواصل القوات العراقية حملة عسكرية واسعة لاستعادة تلك المناطق وطرد مقاتلي داعش من محافظة الأنبار، وكذلك الزحف شمالًا نحو مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، ومعقل داعش الرئيسي في العراق.
وتشكل تحرير مدينة الموصل العراقية، أهمية خاصة، لدى القوات العراقية؛ نظرًا لأهميتها الاستراتيجية؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي؛ الأمر الذي أدى إلى مطامع قوات البيشمركة التي تشارك في تحرير المدينة بهدف ضمها إلى إقليم كردستان العراق في أعقاب تحريرها من سطوة التنظيم الإرهابي "داعش".
وتتولى قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تقديم الدعم والتدريب والمشورة للقوات العراقية والكردية التي تخوض منذ أشهر معارك للتقدم باتجاه الموصل تمهيدًا لشن هجوم؛ من أجل استعادة ثاني أكبر مدن البلاد.
والموصل أكبر مدينة تخضع لسيطرة تنظيم داعش منذ 2013، وكان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ نحو مليوني نسمة.