الخلافات بين "الأسد" و"حزب الاتحاد الديمقراطي" تدفع بالحسكة السورية نحو المجهول

السبت 20/أغسطس/2016 - 02:19 م
طباعة الخلافات بين الأسد
 
 يبدو أن التحالف المصلحى بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، والجناح الأمني لقوات الأسايش الجناح العسكري لـ"حزب العمال الكردستاني" الانفصالي، قد انقضى وقته في محافظة الحسكة السورية وهو الأمر الذي أدى إلى تصاعد حدة الخلافات بين "حلفاء الأمس" وسيدفع المحافظة بالكامل إلى المجهول الذي سيكون ربما تنظيم "داعش" الدموي. 
الخلافات بين الأسد
بيان القيادة العامة في قوات الأسد كشفت عن العديد من التفاصيل؛ حيث اعتبرت أن تنظيم "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، وجناحه الأمني (قوات الأسايش) وللمرة الأولى بأنها الجناح العسكري لـ"حزب العمال الكردستاني" الانفصالي، إلى جانب اتهامات بالاعتداء على "مؤسسات الدولة وسرقة النفط والأقطان"، وأن الأسايش صعدت في الآونة الأخيرة من أعمالها "الاستفزازية" كالاعتداء على مؤسسات الدولة وسرقة النفط والأقطان وتعطيل الامتحانات وارتكاب أعمال الخطف بحق المواطنين الآمنين وإشاعة حالة من الفوضى وعدم الاستقرار وإن أعمال الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني أخذت طابعاً أكثر خطورة بتطويق مدينة الحسكة وقصفها بالمدفعية والدبابات واستهداف مواقع (الجيش العربي السوري) داخلها؛ ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء العسكريين والمدنيين ورغم جميع المحاولات التي جرت لاحتواء الموقف وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المدينة، إلا أن (الأسايش) لم يبدوا أي تجاوب واستمروا في ارتكاب جرائمهم بهدف السيطرة على مدينة الحسكة، ما استدعى "رداً مناسباً" من قبل الجيش باستهداف مصادر إطلاق النيران وتجمعات العناصر المسلحة المسئولة عن هذه الأعمال الإجرامية".
الخلافات بين الأسد
بيان قوات الأسد يأتي على خلفية تصاعد الاشتباكات بين قوات الأسد وميليشيات الشبيحة من جهة، وقوات "الأسايش" و"وحدات حماية الشعب" الكردية من جهة أخرى؛ حيث ردت الأخيرة بسيطرت "الأسايش" على عدة مواقع لقوات النظام في جنوب وغرب مدينة الحسكة، بعد اشتباكات عنيفة وكشف "صلاح جميل" مدير مكتب العلاقات العامة لـ"وحدات حماية الشعب" أن "القوات الكردية" سيطرت على 95% من منطقة النشوة الشرقية، وكلية الاقتصاد ومركز وصوامع حبوب غويران، ومبنى النفوس، ودوار الجندي المجهول، وجسر البيروتي والأحياء الجنوبية لغويران وموقع كتيبة الصاعقة، والمشتل وتل قرب جبل عبد العزيز وأن الوحدات الكردية" أسرت 35 عنصراً لقوات النظام، فيما قتلت ما يقارب الـ 40 آخرين، على الرغم من مشاركة قناصه ومقاتلين من ميليشيا "حزب الله" اللبناني وإيران إلى جانب قوات النظام خلال الاشتباكات؛ التي تركزت في "النشوة، الغويران، حوش البعر، السوق المركزي" في المدينة.
في المقابل، قصفت طائرات الأسد الحربية مواقع في حي النشوة، ومرشو، ودوار البانوراما، ودوار عويس، ومنطقة الفلات الحمر؛ حيث أكد مصدر في ما يسمى "الإدارة الذاتية" أن حصيلة ضحايا المعارك والاشتباكات والقصف الجوي والمدفعي على الحسكة ارتفعت إلى 15 شهيداً مدنياً و40 جريحاً هذا وتعرضت مناطق تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب الكردية" في مدينة الحسكة، يوم الخميس 18-8-2016م، لقصف جوي من قبل طائرات الأسد الحربية، في حادثة هي الأولى من نوعها 5 سنوات وهو الأمر الذي دفع طيران "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة إلى منع طائرات النظام السوري من التحليق في أجواء الحسكة مع وصول تعزيزات عسكرية لتنظيم "الوحدات" إلى أطراف مدينة الحسكة، قادمة من مدينة عفرين ومناطق في ريف المحافظة، وذلك بهدف القيام بعملية عسكرية واسعة ضد قوات الأسد في المدينة.
الخلافات بين الأسد
وأرسل "التحالف الدولي" لمحاربة تنظيم (داعش) الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الجمعة 19-8-2016م ، طائرات إضافية إلى محيط مدينة الحسكة؛ وذلك بهدف حماية "القوات البرية" التابعة للتحالف، وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن التحالف الدولي أرسل مقاتلات لحماية المستشارين الأمريكيين العاملين مع القوات الكردية خلال تعرضها لقصف من طائرات النظام وقال الناطق باسم البنتاغون الكابتن "جيف ديفيز": تم ذلك كإجراء لحماية قوات التحالف"، وأعلناها بوضوح أن الطائرات الأمريكية ستدافع عن قواتنا على الأرض إذا تعرضت لتهديد وأن طائرات التحالف وصلت إلى منطقة بمحيط مدينة الحسكة، وذلك بالتزامن مع مغادرة طائرتين لقوات الأسد من طراز "سوخوي-24" قبل شن غارات على منطقة تنتشر فيها القوات الخاصة الأمريكية، وفق رواية البنتاجون.
واستغرب الناطق باسم البنتاغون إقدام نظام الأسد على ضرب "وحدات حماية الشعب" الكردية، مشيراً إلى أن "الطائرتان السوريتان لم تردا على محاولات القوات الأمريكية البرية الاتصال بهما كما حاولت طائرتان سوريتان يوم الجمعة اجتياز المجال الجوي حول الحسكة ولكنهما غادرتا دون وقوع أي حادث عندما واجهتا طائرات مقاتلة تابعة للتحالف وأن استهداف نظام الأسد للقوات الكردية حليفة الولايات المتحدة، أمر غير معتاد تماماً ولم نر النظام يقوم بمثل هذا النوع من العمل ضد وحدات حماية الشعب الكردية من قبل".
الخلافات بين الأسد
وكانت طائرات من طراز إف-22، اقتربت حتى أصبحت على بعد 1.6 كيلومتر من الطائرتين السوريتين، إلا أن المواجهة انتهت على ما يبدو دون أن يحاول التحالف الرد على استهداف قوات حلفائه البرية أكثر من مرة وهو ما دفع واشنطن إلى الاتصال بالروس للطُلب منهم إبلاغ الأسد أن "الطائرات الأمريكية ستدافع عن قواتها على الأرض و"تقديم النصح للنظام السوري بشكل واضح بعدم التدخل في شئون قوات التحالف أو شركائنا". ونقلت شبكة (سي. إن. إن.) الإخبارية الأمريكية، عن مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون قوله: إن "الجيش الأمريكي سحب قوات خاصة من موقعها شمال سوريا بعدما بدأ نظام الأسد القصف في منطقة قريبة على مواقع كردية في مدينة الحسكة، وإن عدد القوات الأمريكية الذين غادروا موقعهم شمال سوريا صغير نسبياً ولم يتعرض أي عنصر من القوات الأمريكية للإصابة جراء القصف الجوي لطائرات الأسد".
 وفي تلويح جدي بطرد النظام نهائياً من محافظة الحسكة، اعتبر تنظيم "الاتحاد الديمقراطي PYD" الكردي، أن نظام الأسد "يقدم على الانتحار بعد استخدامه الطيران الحربي في قصف مواقع عسكرية تابعة للتنظيم في مدنية الحسكة حيث أكد "ريدور خليل" الناطق الرسمي باسم "وحدات حماية الشعب" الكردية، أن طائرات الأسد الحربية قصفت للمرة الأولى مناطق في مدينة الحسكة؛ حيث خلفت الغارات المصحوبة بالقصف المدفعي عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، وأن النظام "يقدم على الانتحار" من خلال تلك العمليات ومن خلال قصفه لمواقع قوات "الأسايش" التابعة لتنظيم "الاتحاد الديمقراطي PYD" الكردي، يهدف إلى التشويش على "انتصارات" قوات "سوريا الديمقراطية" وخصوصاً بعد إخراج تنظيم (داعش) من مدينة منبج، وأن هزيمة "داعش" هي هزيمة للنظام السوري أيضاً وأن ما تروجه وسائل إعلام الأسد عن التوصل إلى هدنة في الحسكة، غير حقيقي مع استمرار عملية القصف المدفعي التي تنفذها ميليشيات "الدفاع الوطني" التابعة للنظام والتي تستهدف عدة أحياء في المدينة، وأن "وحدات حماية الشعب" لن تسكت على هذه الاعتداءات.
الخلافات بين الأسد
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بالنظر إلى الوضع الجغرافي والميداني للحسكة التي تنقسم بين مناطق يسيطر عليها نظام الأسد، وأبرزها "المربع الأمني" داخل المدينة، إلى جانب "فوج كوكب" العسكري على أطرافها، بينما يسيطر تنظيم PYD على باقي المناطق في المدينة- فإننا نجد أن الصدام سيدفع بالمحافظة بالكامل إلى المجهول الذي سيكون ربما تنظيم "داعش" الدموي ما لم يراجع كلا الطرفين التحالف المصلحي بينهما. 

شارك