"داعش" وضرب روسيا في "عملية الثأر"

السبت 20/أغسطس/2016 - 02:22 م
طباعة داعش وضرب روسيا في
 
أعلن تنظيم داعش أول أمس الخميس 18 أغسطس 2016 مسئوليته عن هجوم على موقع لشرطة المرور خارج موسكو يوم الأربعاء 17 أغسطس قتل فيه كل المهاجمين.
جاء إعلان المسئولية عن وكالة أعماق للأنباء التي يستخدمها التنظيم عادة لإصدار بياناته. وحدد الفيديو اسمي المهاجمين وقال إنهما عثمان ماردالوف وسالم إسرائيلوف لكنه لم يطابق الهوية مع المتحدث.
وقال أحد المهاجمين المزعومين في اللقطات التي بثتها أعماق: «لقد سلكنا طريق الجهاد بناء على أوامر من أميرنا أبو بكر البغدادي. «لقط أسمينا هذه العملية (عملية الثأر).. الثأر من قصفكم لإخواننا لأنكم تقتلون إخواننا كل يوم في سوريا والعراق… ستكون هذه هي البداية…». وقالت لجنة التحقيقات الروسية إن شخصين لم تحدد هويتهما مسلحين بأسلحة نارية وفأسين هاجما موقعا لشرطة المرور خارج موسكو. وأضاف المحققون أن أحدهما قتل بالرصاص خلال مهاجمته الموقع في حين قتل الآخر عندما حاول المقاومة. وأصيب شرطيان في الهجوم أحدهما إصابته خطيرة. وتقصف روسيا المتشددين في سوريا في حملة جوية دعمًا للرئيس بشار الأسد. وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن القوات البحرية والبرية الروسية تدربت على تحريك العتاد والقوات إلى جزيرة القرم سريعًا في إطار تدريبات لوجستية تستبق مناورات على نطاق أكبر تعقد هناك الشهر القادم. وتأتي التدريبات في وقت يشهد توترا متزايدا بين روسيا وأوكرانيا بعد أن وجهت موسكو الاتهام لكييف بإرسال مخربين إلى شبه الجزيرة المتنازع عليها لتنفيذ سلسلة تفجيرات. ونفت كييف ذلك.
وتوجه الرئيس فلاديمير بوتين إلى القرم أمس الجمعة 19 أغسطس 2016، حيث يعتزم عقد اجتماع لمجلس الأمن الروسي.
وقالت وزارة الدفاع في بيان صدر في وقت متأخر يوم الخميس: إن وزير الدفاع سيرجي شويجو تابع جزءًا من التدريب الذي جرى في ميناء نوفوروسيسك الروسي.
وأضافت أن القوات اللوجستية المتخصصة تعاونت مع هيئة السكك الحديدية الروسية والأسطول التجاري للبلاد للتدريب على تحريك الجنود والأسلحة والمعدات الفنية إلى القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014.
كما شاركت سفن من أسطول البحر الأسود الروسي بما في ذلك غواصة وسفينة إنزال كبيرة وكاسحات ألغام وعدد غير محدد من طرادات الصواريخ الموجهة. كما شارك نحو 2500 جندي وما يصل إلى 350 مركبة مدرعة.
وقال بيان الوزارة: "أشاد سيرجي شويجو بتحركات القوات اللوجيستية وتمكنها من تنظيم تحريك كميات كبيرة من العتاد إلى القرم".
وقد اعتاد تنظيم "داعش" الإرهابي منذ أشهر على تبني أي هجوم إرهابي يرتكب شمال القوقاز وفي باقي الأراضي الروسية، وصولا إلى هجوم غامض وقع في وقت سابق من الأسبوع الحالي بضواحي موسكو.
وكان الكرملين قد قلل من أهمية تهديدات "داعش" باستهداف روسيا، فيما وصفها الرئيس الشيشاني رمضان قادروف بأنها "فارغة".
وعلى الرغم من أن العديد من العصابات الإرهابية التي ما زالت تنشط في شمال القوقاز الروسي بايعت "داعش" في السابق، إلا أن ادعاءات التنظيم الإرهابي حول وقوفه وراء الهجمات الإرهابية التي يتراجع عددها باستمرار، تثير شكوكًا لدى الأجهزة الأمنية الروسية.
وفي هذا السياق، قال مصدر أمني روسي: إن المحققين يدرسون فرضية وجود صلات بين منفذي هجوم بالاشيخا ومتطرفين، لكن هذه الفرضية ليس رئيسية، إذ لم يتم الكشف عن أي صلة من هذا القبيل حتى الآن.
وأظهرت التحقيقات أن المهاجمين هما شيشانيان يبلغان من العمر 21 و18 عاما، اشتريا الساطورين قبل تنفيذ الهجوم بـ20 دقيقة. ورجحت الشرطة أن يكون الدافع وراء الهجوم هو السعي للاستيلاء على أسلحة رجال الأمن أو الانتقام بسبب خلاف نشب بين المهاجمين والشرطيين في وقت سابق.
ولم تذكر مصادر أمنية شيئا عن احتمال وجود دوافع أيديولوجية متطرفة وراء هجوم بالاشيخا.
لكن تنظيم "داعش" سارع إلى تبني هذا الهجوم، واصفًا منفذيه بأنهما "مقاتلان من الدولة الإسلامية".
وفي هذا السياق، قال مصدر في الأجهزة الأمنية الروسية: إن المحققين يدرسون فرضية وجود صلات بين منفذي هجوم بالاشيخا ومتطرفين، لكن هذه الفرضية ليس رئيسية، إذ لم يتم الكشف عن أي صلة من هذا القبيل حتى الآن.
ولا شك في أن هجوم بالاشيخا يعيد إلى الأذهان هجوم قطار فورتسبورغ في ألمانيا، والذي نفذه يوم 18 يوليو لاجئ أفغاني يبلغ من العمر 17 عامًا. وهاجم الشاب ركاب القطار باستخدام ساطور وخنجر، وأسفر هجومه عن إصابة 5 أشخاص، قبل أن تتم تصفية المهاجم. وأعلن "داعش" أن منفذ الهجوم كان من عناصره في أوروبا.
لكن الصمت من جانب الاستخبارات الروسية يدل، على الأرجح، على عدم وجود أي صلات مباشرة بين منفذي هجوم بالاشيخا وقادة العصابات الإرهابية في القوقاز. والاستنتاج الطبيعي من هذا الأمر، هو أن "داعش" لا يتمتع بأي نفوذ فعلي على الإرهابيين في القوقاز، ولذلك يضطر إما لتبني أي هجوم حتى لو كان فاشلا، في أراضي روسيا على الرغم من عدم وجود له أي دور في تدبيره، أو لتجنيد شباب عبر الانترنت التفافًا على قادة الخلايا الإرهابية في أراضي روسيا لتنفيذ هجمات حكم عليها بالفشل؛ بسبب عدم امتلاك هؤلاء الشباب أي خبرة قتالية.
داعش وضرب روسيا في
وتعليقًا على هذا الحادث قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية: إن تنظيم داعش الإرهابي قد نجح في الوصول إلى روسيا لأول مرة منذ نشأته وتنفيذ أول عملية إرهابية في منطقة بالاشيخا شرق موسكو؛ حيث استهدف التنظيم موقعًا لشرطة المرور مما أسفر عن مقتل المهاجمين وإصابة شرطيين في الهجوم أحدهما إصابته خطيرة.
وأضاف المرصد أن هذه العملية النوعية تحمل الكثير من الدلالات المهمة، والتي تتعلق بسعي التنظيم الحثيث لتجنيد مقاتلين في روسيا، ونجاحه في تنفيذ أول عملية هناك، وهو ما يعني احتمالية أن يقوم التنظيم بتنفيذ علميات أخرى هناك، كما أن هذه العملية ترفع معنويات عناصره المقاتلة في سوريا والعراق، والتي تتعرض لحملات هي الأعنف منذ وطأت أقدامهم تلك الأرض.
كما أن تلك العملية تحمل دلالةً أن الضربات الروسية للتنظيم في سوريا تكبده خسائر فادحة دفعته للرد عبر تلك العملية، والتي لا يمكن وصفها بالكبيرة، أو أنها كبدت روسيا خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، غير أنها تحمل دلالة قدرة التنظيم على الوصول إلى تلك الأراضي، وتجنيد أتباع قادرين على تنفيذ العمليات في العمق الروسي.
وحذر المرصد من محاولات التنظيم تشتيت جهود التحالفات الدولية الموجهة ضده، وجرها بعيدًا عن ميدان المعركة الحقيقي على أراضي سوريا والعراق، إلى أراضي دول متباعدة ومساحات واسعة، يتمكن فيها التنظيم من المراوغة والهرب، ويرفع فيها الضغط عن عناصره في سوريا والعراق، ويضمن بقاء الكثير من أراضي تلك الدول تحت سيطرته.

شارك