الجيش اليمني يتقدم في تعز .. والحوثيون وصالح يعلنون تشكيل حكومة
السبت 20/أغسطس/2016 - 07:11 م
طباعة

في وقت وصل فيه المعبوث الأممي الي اليمن والتقي الرئيس عبدربه منصور هادي لبحث إنهاء الأزمة في البلاد، أعلن الحوثيون وصالح عن نيتهم تشكيل حكومة يمنية، مع تأكيد سفرء مجموعة الـ18 دعمه للحكومة الشرعية يواصل الجيش اليمني تقدمه في تعز رغم اعلان الولايات المتحدة سحب مستشاريها العسكريين من الرياض.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات عنيفة على مواقع لميليشيات الحوثي و المخلوع صالح، في العاصمة اليمنية صنعاء.
واستهدفت الغارات، بحسب ما أفاد ناشطون في العاصمة اليمنية صنعاء، معسكرات عطان والنهدين والتموين العسكري ومخازن المؤسسة الاقتصادية العسكرية وسط صنعاء ومعسكر الصباحة غرب العاصمة. كما قصفت بثلاث عشرة غارة متتالية مواقع ومعسكرات أخرى للميليشيات في محيط العاصمة.
فيما كشفت مصادر مقربة من الجيش الوطني اليمني أن قواته بدعم من المقاومة الشعبية تمكنت من السيطرة على “جبل الهان” الاستراتيجي و”حدائق الصالح” و معسكر "المكلكل" الاستراتيجية.
وقد ضيّقت القوات الشرعية الخناق على الانقلابيين في عدة نقاط عسكرية لاسيما وسط اليمن ، محققةً نجاحات كبيرة في ساحات المعارك.
من جانبها، كشفت مصادر في المقاومة اليمنية لوكالة أسوشيتد برس أن الجيش الوطني والمقاومة على وشك كسر الحصار عن مدينة تعز وتفصلهم فقط كيلومترات قليلة عن تحقيق ذلك، وذلك بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
وأكدت المصادر تمكن المقاومة من السيطرة على طريق الخمسين وتقدمها نحو طريق الستين شمالي المدينة، إضافة إلى انسحاب عناصر_الميليشيات من مواقعهم في شمال غرب تعز، على إثر ضربات المدفعية وقذائف الدبابات التي تشنها القوات الحكومية.
وقال محمد مهيوب الشرعبي قائد المجاميع للمقاومة في الجبهة الغربية، إن القوات الموالية للحكومة تسعى لفك الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على مدينة تعز وسط البلاد.
وقال الشرعبي إن القوات الموالية للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي تمكنت من السيطرة على عدة مواقع عسكرية غربي المدينة في إطار جهودها لكسر الحصار عن مدينة تعز، وفقاً للأناضول.
من جانب آخر، نسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى منصور سعد (المتحدث باسم مجلس تعز العسكري) القول إن الجيش الوطني "حرر" مواقع كانت تحت قبضة الحوثيين على الجانب الشمالي من تعز أمس الجمعة، وذلك بعد يوم واحد من استرداده المدخل الغربي المؤدي إلى وسط المدينة.
فيما أعلنت قوات الحزام الأمني اليمنية اليوم الجمعة، القبض على خلية استخباراتية مكونة من 6 أشخاص تابعة للرئيس المخلوع على عبدالله صالح في المدخل الشمالي لمدينة عدن.
وقال مصدر أمني في تصريحات لـ “إرم نيوز” إن نقطة أمنية لقوات الحزام الأمني في منطقة الرباط، المدخل الشمالي لعدن، ضبطت أحد الضباط العسكريين التابع لجهاز الاستخبارات اليمنية التي يرأسها المخلوع صالح أثناء قدومه من محافظة تعز المتاخمة.
وفي سياق اخر، كشفت صور حصلت عليها قناة "العربية" عن استخدام ميليشياتالحوثي لأسلحة متطورة أكثر فتكاً في استهدافها للحدود السعودية بينها صواريخ "كارغو".
الصور التي حصلت عليها "العربية" أثناء مباشرات عدة مع الكتيبة الهندسية وإدارة الأسلحلة والمتفجرات بالشرطة في منطقتي جازان و نجران، تكشف عن بعض أنواع الصواريخ بينها صاروخ "كارغوCargo - 9M27K " ذي القنابل العنقودية، الذي يحتوي على 30 قنبلة عنقودية حاولت الميليشيات الحوثية مع عناصر صالح إطلاقها عدة مرات، آخرها كان قبل يومين في منطقة نجران لكنها فشلت بعد تصدي القوات السعودية المشتركة لها.
وحتى القذائف قصيرة المدى، فقد أضافت الميليشيات فيها "برادة الحديد ومسامير" مع دوافع إضافية، لتصل إلى أكبر مسافة ممكنة، وعند سقوطها يتناثر ما بداخلها من مواد لتصيب أكبر عدد من المدنيين.
كما أفات تقرير إخبارية أن ميليشيات الحوثي قامت بقتل 15 جنديا من أفراد الحرس الجمهوري الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، بدعوى الهروب من المعارك في حدود نجرانالسعودية.
وأشارت المصادر “إلى أن عملية القتل تمت في الوقت الذي تمكنت القوات المسلحة السعودية من قتل نحو 70 حوثيا، في المعارك الحدودية”.
في السياق نفسه، شنت طائرات التحالف العربي أكثر من غارة جوية ضد مواقع ميليشيات الحوثي في مديرية حرض اليمنية قُبالة منفذ الطوال البري السعودي في جازان.
وأفاد مصدر أمني بأن “قوات التحالف تمكنت من استهداف مجموعة تابعة لميليشيات الحوثي في وادي المبطح بين آل حماقي وآل الزماح القريبتين من صعدة ، ما أدى إلى مقتل 4 حوثيين”.
كما أكد المصدر مقتل 64 من عناصر ميليشيات الحوثي على الحدود اليمينة مقابل منطقة جازان، في حين كشفت مصادر أمنية عن وصول 8 جثث متفحمة تابعة لضباط وخبراء في قوات الحرس الجمهوري التابع للمخلوع صالح تم استهدافهم في جبهة منفذ علب ومديرية باقم.
انسحاب أمريكي:

من جانبه قلّل اللواء أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية، لمساندة السلطات الشرعية في اليمن، من أهمية تأثير سحب مستشارين عسكريين أمريكيين، على عمليات التحالف،
ونقلت وكالة رويترز عن عسيري قوله “إن العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة استراتيجية وإن الإجراء يتصل بأمر على المستوى التخطيطي” مضيفًا “أن الولايات المتحدة ربما تجري تغييرًا في المواقع، لكن ذلك ليس له تأثير على العلاقة المشتركة بين البلدين”.
ونقلت الوكالة في وقت سابق اليوم عن مسؤولين أمريكيين قولهم “إن الجيش الأمريكي سحب من الرياض مستشارين عسكريين كانوا يشاركون في تنسيق الغارات الجوية التي تقودها السعودية في اليمن وإنه قلّص عدد المستشارين الذين يشاركون في تقديم المشورة للحملة من أماكن أخرى”. وقال اللفتنانت ايان ماكونهي المتحدث باسم سلاح البحرية الأمريكية في البحرين “إن أقل من خمسة أفراد أمريكيين يعملون حاليًا كامل الوقت في خلية التخطيط المشترك التي أنشئت العام الماضي لتنسيق الدعم الأمريكي ومنه تزويد طائرات التحالف بالوقود في الجو والتبادل المحدود للمعلومات”.
وأشار المسؤولون إلى أن الولايات المتحدة سحبت المستشارين العسكريين من الرياض في يونيو حزيران، لكن كريس شيرويد المتحدث باسم البنتاغون قال إن “التغيير لن يقلّص الالتزام الأمريكي تجاه دعم العمليات العسكرية التي تقودها السعودية”.
وأشار شيرويد إلى أن “فريق خلية الدعم الذي كان في السعودية يتمركز الآن في البحرين” وتابع “طائرات التزود بالوقود الأمريكية لا تزال تمد الطائرات السعودية بالوقود”.
وفي وقت لاحق وصف المتحدث باسم البنتاجون، الدعم الاستشاري الذي كانت تقدمه للتحالف العربي في اليمن بـ”المتواضع” في إشارة على عدم تأثير قرار سحب المستشارين على الجهود العسكرية.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، اعلن صالح الصماد، رئيس ما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” المشكل من قبل الحوثيين وحزب “المؤتمر الشعبي العام” (جناح الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح)، البت في تشكيل حكومة خلال الأيام القادمة.
جاء ذلك في كلمة له ألقاها أمام مهرجان جماهيري، اليوم السبت، في ميدان السبعين (أكبر ميادين صنعاء)، للاحتفال بتشكيل ما يسمى “المجلس السياسي” الذي أعلنوا عنه في وقت سابق.
وقال الصماد إن “المجلس السياسي سيقوم بالبت في تشكيل حكومة وطنية خلال الأيام القادمة لتوحيد كل الجهود للوصول لوطن مستقر من أجل إجراء انتخابات عامة مقبلة”.
وأقر الصماد أن مجلسهم “لا يملك عصا سحرية، وأن هناك تحديات جمة تواجهه” متعهدا بالعمل “على تطبيع الأوضاع الأمنية، ومحاربة تنظيم القاعدة و”داعش“، بحسب قوله.
وفي 28 يوليو الماضي، أعلن تحالف الحوثيين وحزب صالح، تشكيل مجلس سياسي لإدارة شؤون البلاد، يتكون من 10 أعضاء بالمناصفة.
وأثارت خطوة الحوثيين وصالح هذه، جدلاً كبيراً، وقوبلت برفض دولي وإقليمي ومحلي، ومن المتوقع أن يلقى إعلانهم عن البت بتشكيل حكومة خلال الأيام القادمة، ردود فعل مماثلة.
فيما أعلن رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر ، إيقاف التعامل من جانبها مع البنك المركزي اليمني بالعاصمة صنعاء، والخاضع لسيطرة مسلحي جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بعد إقالة أعضاء في مجلس إدارته من قبلهما.
ومن شأن تلك الخطوة، أن تؤثر على تعامل المؤسسات الدولية مع البنك، حيث كانت إيرادات النفط الذي تبيعه الحكومة للخارج تحول إلى البنك، إضافة إلى تعاملات دولية أخرى، على اعتبار أنه كان “جهة محايدة” وبعيدة عن الخلافات القائمة في البلاد، بحسب مراقبين.
وقال رئيس الوزراء اليمني، إن السلطة الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة اليمنية، “لن تتعامل منذ اليوم مع مجلس إدارة البنك المركزي في العاصمة صنعاء بتركيبته الجديدة”.
واعتبر بن دغر، “إقالة أعضاء في مجلس إدارة البنك”، “إجراء سياسيا” من قبل الحوثي وصالح، يهدف للاستيلاء على ما تبقى من موارد الدولة لصالح ما يسمى بـ”المجهود الحربي”.
وطلب بن دغر محافظ البنك المركزي، محمد عوض بن همام، بعدم التعامل مع التغييرات الإدارية التي جرى فرضها في مجلس إدارة البنك المركزي بالعاصمة صنعاء وإدارته التنفيذية، لعدم قانونيته.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار المسار التفاوضي، التقى الرئيس اليمني عبربه منصور هادي، اليوم السبت المبعوث الأممي إلى اليمن " اسماعيل ولد الشيخ أحمد في العاصمة السعودية الرياض.
وبحث الجانبان خلال اللقاء فرص السلام وآفاقها الممكنة التي تعمل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على متابعتها وتحقيقها رغم الصعوبات والتحديات الماثلة.
وأشاد الرئيس اليمني بجهود المبعوث الاممي وذلك ترجمةً لقرارات الشرعية الدولية وآخرها القرار 2216، مجدداً حرصه التام والحكومة الشرعية على السلام المبني على الأسس والمرجعيات المحددة والواضحة من خلال المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، والقرارات الاممية ذات الصلة.
كما عبر ولد الشيخ من جانبه عن تطلعه الى ان يتجاوز اليمن مختلف التحديات ألراهنة ، وصولا إلى تحقيق غاية السلام المنشودة.
فيما قال مصدر في جماعة الحوثي، إن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يصل في وقت لاحق من اليوم السبت إلى العاصمة العمانية مسقط، للقاء وفد الجماعة وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الممثل لهم في مشاورات الكويت التي عُلّقت يوم 6 أغسطس الحالي.
وقالت وكالة الأناضول التركية، على لسان المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، إن “ولد الشيخ يصل مسقط قادما من العاصمة السعودية الرياض، لحل مشكلة عرقلة عودة وفد (الحوثي/صالح) إلى العاصمة صنعاء، بعد إغلاق (التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية) لمطار صنعاء الدولي، والترتيب للجولة القادمة من المشاورات”.
كما وصفت مجموعة سفراء الدول الـ18 الراعية لمشاورات السلام اليمنية الأعمال التي قام بها الحوثيون وحزب الرئيس المخلوع علي صالح في العاصمة صنعاء، بأنها أعمال أحادية وغير دستورية، مجددة في ذات الوقت دعمها للرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي.
وقال السفراء في بيان صدرعنهم السبت “تعبّر مجموعة السفراء عن قلقها مجدداً بأن الأعمال التي قامت بها عناصر من حزب المؤتمر الشعبي العام والحوثيون وأنصارهم، تجعل البحث عن حل سلمي أكثر صعوبة، وذلك نتيجة قيامهم بأعمال أحادية وغير دستورية في صنعاء”.
ويأتي هذا البيان بعد أن أقام الحوثيون وحزب صالح، صباح السبت فعالية كبيرة في صنعاء، تأييداً لما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى لإدارة شؤون البلاد.
ورأى السفراء في بيانهم أن “تلك الأعمال لا تفيد سوى المزيد من الانقسامات في اليمن، ولن تعالج مشاكله السياسية والاقتصادية والأمنية التي تسبب هذه المعاناة المنتشرة في أرجاء البلاد”.
وأعربت مجموعة السفراء في بيانها عن قلقها بشأن العنف المتزايد” ودعت مجدداً جميع الأطراف إلى “التنفيذ الفوري لوقف القتال و التعامل بمسؤولية مع جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة، والالتزام بمرجعيات الحل السلمي المتمثلة بمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة بما في ذلك القرار رقم 2216”.
المشهد اليمني:
صراع عسكري وسياسي يشهده اليمن، في ظل اعلان الحوثيين صالح تشكيل حكومة، مع تاكيد المجتمع الدولي اعترافه ودعمه للحكومة الرئيس عبدربه منصوري هادي، الازمة اليمنية مستمرة لأشهر قادمة، وتبقي حسم معركة صنعاء هي المعركة الاهم في صراع الفرقاء باليمن.