الجيش اليمني يفك الحصار عن تعز.. وصالح يغازل روسيا بقواعد عسكرية

الأحد 21/أغسطس/2016 - 07:22 م
طباعة الجيش اليمني يفك
 
استمرت المعارك بين القوات الحكومية وبين الحوثيين وأنصار علي صالح في اليمن، وادانت حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، الدعم الايراني لجماعة الحوثيين في وقت وصل عد النازحين الي 3 مليون يمني.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
أعلن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن، السبت فك الحصار عن مدينة تعز من الجهة الغربية، وذلك بعد أن استعادت السيطرة الكاملة على جبل هان الاستراتيجي وتأمين الطريق المؤدي إلى داخل المدينة عبر منطقة الضباب. 
وتشهد الجبهة الشمالية للمدينة مواجهات عنيفة وتحديداً في شارع الأربعين وأحياء عصيفرة والزنو، في حين قصفت طائرات التحالف العربي عدة مواقع للميليشيات شمال غربي المدينة، ودمرت بثلاث غارات متتالية دبابة للميليشيات في تلة فندق السوفيتيل في الجهة الشرقية من المدينة.
ياتي هذا بالتزامن مع معارك عنيفة تخوضها قوات الجيش والمقاومة غرب مدينة تعز سيطرت عقبها على مواقع استراتجية غرب المدينة واستكملت المرحلة الأولى من فك الحصار من منطقة " الضباب " .
كما شنت طائرات التحالف العربي اليوم الأحد مواقع ومعسكرات يسطر عليها الحوثيون بمحافظة الحديدة - غرب اليمن .
وأفادت مصادر محلية في المحافظة " أن طائرات التحالف استهدفت معسكر " أبو موسى الأشعري" بمديرية الخوخة بعشر غارات فيما استهدفت سلسلة غارات المطار الحربي قرب المدينة إضافة إلى قصف مقر القوات الخاصة والدفاع الجوي في المدينة .
وأضافت المصادر " أن غارات أخرى استهدفت آليات عسكرية لقوات موالية لـ " صالح " بجزيرة " كمران " في البحر الأحمر .
من جانب آخر تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدمها في جبهة نهم القريبة من العاصمة اليمنية صنعاء، مع تراجع عناصر الميليشيات وفرارها من مواقعها في منطقة المدفون باتجاه منطقة المجاوحة.
وأفادت مصادر عسكرية عن نجاح ‏قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة وقوات التحالف في تحرير موقع البياض الاستراتيجي المطل على منطقة المدفون بالمديرية، بالإضافة إلى تحرير جبلي الكحل والقتب من قبضة الميليشيات الانقلابية.
كما دارت معارك عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بمساندة من قوات التحالف العربي، من جهة، وبين ميليشيات الحوثي وصالح، من جهة أخرى، في منطقة وقز وملحان بمحافظة الجوف اليمنية. وقال المتحدث باسم المقاومة الشعبية عبدالله الأشرف لـ «الحياة» إن مسلحي الميليشيات فروا تاركين خلفهم جثث قتلاهم، قبل أن تدور اشتباكات وصفها بـ «الأعنف منذ بدء المعارك» عندما حاولت الميليشيات استعادة الجثث.
وفي محافظة شبوة (جنوب اليمن) أشار مصدر في المقاومة إلى مقتل 10 مسلحين من ميليشيا الحوثي وصالح، في معارك دارت بين الجيش والميليشيات، رافقها قصف من طيران التحالف.
وأفادت مصادر محلية أن طيران التحالف شن سلسلة غارات على مواقع في منطقة النقوب بحيان فجراً ما أدى إلى تدمير مخازن أسلحة للمتمردين من الحوثيين وصالح.
وعلي صعيد الوضع الأمني، تمكنت قوات التحالف ووحدة مكافحة الإرهاب في إدارة أمن عدن اليوم من القبض على أكبر معمل لتجهيز السيارات المفخخة والعبوات الناسفة تابع لتنظيم القاعدة المرتبط بالرئيس السابق صالح وأذرعه.
وعثرت القوات داخل المعمل على أجهزة حديثة لتفجير السيارات عن بعد وكميات كبيرة من المتفجرات والعبوات الناسفة بالإضافة الى سيارة نوع كرولا كانت معدة ومجهزة للتفجير. 
ويحوي المعمل الكائن في حي الكورنيش بالمنصورة أيضا حقائب مفخخة يمكن تفجيرها عن بعد وكميات كبيرة جدا من مواد شديدة الانفجار بينها التي إن تي والسي فور.
من جهة أخرى ألقت شرطة عدن القبض على ثلاثة عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي أثناء فرارهم من محافظة أبين بعد سيطرة قوات الأمن والجيش والمقاومة على المحافظة وطرد القاعدة منها بمساندة من قوات التحالف العربي.
وتأتي عملية القبض على هذه العناصر الإرهابية بعد تلقي جهاز الأمن السري معلومات مؤكدة تفيد بدخول ثلاثة من عناصر تنظيم القاعدة مدينة عدن.
وباشرت أجهزة إدارة أمن عدن البحث والتحري عن مكان تواجدهم ورصد تحركاتهم حتى تمكنت قوات مكافحة الإرهاب بإدارة أمن عدن من إلقاء القبض عليهم في مدينة القلوعة، واقتيادهم إلى السجن لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة بحقهم.

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
ارتفع عدد النازحين بسبب الصراع المتصاعد في اليمن منذ أكثر من عام إلى 3 ملايين و154 ألفاً و527 شخصاً، وفق تقرير مشترك صادر عن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والمنظمة الدولية للهجرة.
ويعيش اليمن موجة عنف منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، فيما تصاعد الصراع منذ 26 مارس 2015، مع قيام التحالف العربي الذي تتزعمه السعودية بمساندة الحكومة الشرعية لمحاربة الحوثيين، والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح.
وذكر التقرير الصادر عن المنظمتين الدوليتين، الجمعة، أن "عدد المهجرين قسرياً بسبب الصراع المتصاعد منذ أكثر من عام ارتفع إلى 3 ملايين و154 ألفاً و527 شخصاً"، وأن النزوح الداخلي شهد ارتفاعاً قُدّر بنسة 7% منذ أبريل الماضي، أي ما يقارب 152 ألفاً و9 أشخاص من الفارين من العنف".
وأكد أن عدداً كبيراً من النازحين يحاولون العودة إلى ديارهم، أي إن نسبة الزيادة تصل إلى 24%، وقدرت هذه النسبة بـ 184 ألفاً و491 شخصاً، مشيراً إلى أن محاولات العودة "يشوبها الحذر الشديد، حيث يترقب السكان تحسناً ملموساً في الصراع القائم".
وضمن التقرير قالت نائبة ممثل مفوضية اللاجئين في اليمن، إيتا سخويتي: إن "الأزمة الراهنة تجبر المزيد من الناس على ترك منازلهم بحثاً عن الأمان، وأكثر من 3 ملايين شخص يعيشون حالياً حياة عابرة غير مستقرة تحفّها المخاطر، ويكافح هؤلاء من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية".
ولفت التقرير ذاته إلى أن "استمرار النزوح لفترات طويلة يؤثر سلباً في المجتمعات المحلية التي تستضيف النازحين من السكان، وهذا يشكل ضغطاً لزيادة الطلب على الموارد الشحيحة أصلاً، حيث يعتمد 62% من النازحين على كرم عائلاتهم وأصدقائهم القائمين على الاستضافة".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد الشمهد السياسي، حذّر وزير حكومي في الحكومة الشرعية اليمنية الحوثيين وصالح من مغبة تشكيل حكومة بين الجانبين 
وقال وزير الدولة لشؤون مخرجات الحوار الوطني " ياسر الرعيني" أن هذه الإجراءات تمثل دافعا للحسم العسكري.
وأضاف حسب تصريحات لـ " عكاظ " إن التشكيلات السابقة التي أعلنوها وألغوا بعضها لم تكن لها أية قيمة على المستوى المحلي والخارجي، ومن ثم فلن يكون لأي ممارسات أخرى قيمة سوى أنها جرائم تضاف إلى رصيد الجماعة.
من جانبه، أعلن رئيس المجلس السياسي للحوثيين وصالح " صالح الصماد " أمس السبت عن عزم مجلسه السياسي على تشكيل حكومة لإدارة المناطق الخاضعة تحت سيطرتهم . 
فيما أصدر ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للانقلابيين قرارات بتعيينات جديدة وبتشكيل لجنة عسكرية وأمنية  في اطار اتفاق صالح والحوثي برعاية إيران والذي يتضمن تقاسم الحكم ومناصفة المناصب العسكرية والمدنية واستبعاد أي شركاء على النحو التالي : اللواء الركن حسين محمد خيران القائم بأعمال وزير الدفاع( الحوثي وصالح)، اللواء جلال علي الرويشان وزير الداخليةن اللواء الركن زكريا يحيى الشامي نائب رئيس هيئة الأركان العامة، عبدالكريم أمير الدين الحوثي، اللواء عبدالرب صالح جرفان القائم بأعمال رئيس جهاز الأمن القومي، اللواء عبدالقادر قاسم الشامي القائم بأعمال رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي، اللواء محمد عبدالله القوسي، اللواء أحمد ناجي مانع، اللواء الركن عبدالحكيم هاشم الخيواني، العميد الركن سعيد محمد الحريري قائد المنطقة الخامسة، العميد الركن علي أحمد الذفيف، أسعد هادي أسعد، حسن صلاح المراني.
وتأتي هذه التعينات بعد اتفاقا بين صالح والحوثي على تقاسم الحكم بينهما، وإدارة المرحلة القادمة وفق تحالف بينهما ترعاه إيران وتكون هي المرجعية والضامن للتنفيذ.

المشهد الاقليمي:

المشهد الاقليمي:
وعلي صعيد الشرعية في اليمن، قال عبدالملك المخلافي، وزير الخارجية اليمني: إن روسيا أكدت دعمها للشرعية في اليمن.
والتقى المخلافي في جدة، بميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي أمس السبت.
وقالت وكالة سبأ إن المخلافي تطرق خلال اللقاء إلى ما تناولته وسائل الإعلام عن حضور وتصريحات القائم بأعمال السفارة الروسية في صنعاء خلال الاجتماع حول ما سمي بـ"المجلس السياسي".
وذكرت ان ميخائيل بوغدانوف اكد أن روسيا تدعم الشرعية في اليمن وأن موقفها الواضح في دعم الشرعية لن يتغير ابداً ،وان مواقفها التي تضمنتها بيانات الخارجية الروسية وقبلها ما جاء في بيان مجموعة سفراء الدول الــ 18 الذي شاركت فيه روسيا هو الموقف الرسمي.
وقال "ان اي تصرف او اجتهاد حدث خارج ذلك كان تصرفا بدون توجيهات مسبقة ولا يعكس الموقف الرسمي لروسيا، وان ما يسمى بــ "المجلس السياسي" هو تصرف احادي الجانب لا تعترف به روسيا".
فيما اشاد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في مقابلة مع راديو وتلفزيون روسيا بثته قناة اليمن اليوم التابعة له مساء اليوم الأحد بمواقف روسيا  في مجلس الأمن حول اليمن واصفا اياها بإلإيجابية.
وفي رده على سوآل حول دور روسيا في اليمن والعلاقة اليمنية الروسية قال صالح: "روسيا هي اقرب المقربين الينا ونحن نمد ايدينا اليها في مكافحة الارهاب فقط مع كل دول المنطقة ودول ماوصفها بالعدوان لكن ان تقاتل معنا ضد العدوان لا نريد".
وأشار صالح الى الاتفاقيات السابقة مع روسيا الإتحادية مضيفاً أنه على استعداد لتفعيل هذه المعاهدات والاتفاقيات وتقديم كافة التسهيلات في مكافحة الإرهاب، والإتفاقيات والمعاهدات معروفة كتسهيلات  في القواعد والمطارات والموانئ موكدا أنهم جاهزين لتقديم كافة التسهيلات لروسيا الإتحادية.
فيما أعلنت إيران رسميا اعترافها بالمجل السياسي للحوثيين وصالح الذي تم تشكيله الأسبوع الماضي في صنعاء.
وزعم مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري انصاري أن ما قرارات من أسماهم نواب الشعب اليمني ومن ضمنها تشكيل المجلس السياسي الأعلى قانونية وتحظى بالاحترام.
وهاجم أنصاري في تصريح عن أول دولة تعلن اعترافها بمجلس الحوثيين السعودية وقال عنها " إن نهجها اللامنطقي ومطالبها أديا إلى فشل مشاورا الكويت، حسب ادعائه.
وادعى في تصريحه " إن مجلس الأمن سيكون بلا فاعلية إذا لم يوقف التحالف الذي تقوده السعودية مضيفاً في الخاتم ان قرارات نواب الشعب اليمني ومنها تشكيل المجلس السياسي الأعلى قانونية وتحظى بالاحترام وينبغي الاعتراف بقرارته في جميع مشاريع ومبادرات السلام.

المشهد اليمني:

صراع عسكري وسياسي يشهده اليمن، في ظل اعلان الحوثيين صالح تشكيل حكومة، مع تاكيد المجتمع الدولي اعترافه ودعمه للحكومة الرئيس عبدربه منصوري هادي، الازمة اليمنية مستمرة  لأشهر قادمة، وتبقي حسم معركة صنعاء هي المعركة الاهم في  صراع الفرقاء باليمن.

شارك