الجيش اليمني يتقدم في تعز وصنعاء... ودور أكبر لروسيا في الملف اليمني

الإثنين 22/أغسطس/2016 - 05:05 م
طباعة الجيش اليمني يتقدم
 
واصل الجيش اليمني تقدمه في عدة جبهات وخاصةً بصنعاء وتعز، فيما كشفت زيارة المبعوث الروسي للشرق الأوسط عن دور أكبر لموسكو في الملف الروسي، في وقت الحديث عن أزمة كتومة بين السعودية وسلطة عمان وراءها الحوثيون، مع اجتماع دولي قادم حول الأزمة في اليمن.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني، نشر المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، مقطعًا مصورًا يوثق فرار العشرات من الانقلابيين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، بعد معارك عنيفة تجددت الأحد، في جبهة نهم، شرق العاصمة اليمنية صنعاء.
وتواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بدعم جوي من طيران التحالف العربي المشترك في جبهة نهم، تقدمها نحو صنعاء؛ حيث تمكنت من السيطرة على موقع البياض المطل على منطقة المدفون القريبة من مركز مديرية نهم.
وقصفت القوات الموالية للشرعية مواقع الانقلابيين في منطقتي مسورة وضبوعة، في حين شنت مقاتلات التحالف غاراتها الجوية على قاعدة الصمع العسكرية في مديرية أرحب، ومقر ألوية الصواريخ في فج عطان.
واستهدفت غارات أخرى معسكر اللواء 62 شمالي صنعاء، إلى جانب استهدافها معسكر ضيوة جنوبي العاصمة اليمنية.
ونفى مصدر من مقاومة محافظة صنعاء الاشاعات التي تناقلها إعلام الانقلابيين بشأن محاصرة اللواء الركن محمد المقدشي رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة والعميد هاشم الأحمر بمديرية نهم شرق العاصمة صنعاء.
 وأكد المصدر لـ"المشهد اليمني" أن الأنباء بمحاصرة اللواء المقدشي غير صحيحة وعارية من الصحة تمامًا، مشيرًا إلى أن الإشاعات التي تطلقها ميليشيا الحوثي وصالح تأتي في محاولة منهم لرفع معنويات جنودهم عقب الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش الوطني خلال الأيام الماضية.
وكان قد زار اللواء الركن محمد المقدشي يوم أمس الأحد، جبهة القتال بمديرية نهم شرق العاصمة صنعاء وعقد اجتماعًا بقيادات الألوية، واطلع على سير العمليات العسكرية واستمع لمستجدات الوضع الميداني، وقال: "لقد جئنا جميعًا لاستعادة الدولة وللدفاع عن العرض والوطن المستباح من الميليشيا الانقلابية ولم نأتِ دفاعًا عن شخص أو حزب أو قبيلة أو مذهب".
فيما تجددت المعارك في محافظة تعز بعد قطع محاولة الحوثيين آخر طرق الإمدادات بين تعز وعدن في منطقة "هيجة العبد" جنوبًا، وهو الأمر الذي استدعى تدخلًا مباشرًا من التحالف العربي الذي أشرف على وضع وتنفيذ خطة لفك الحصار عن تعز والبدء في تحريرها بشكل كامل من قبضة الميليشيات الحوثية.
وقالت مصادر سياسية لـ"العرب اللندنية": إن قرار تحرير مدينة تعز قد صدر بالفعل بعد تعثر مشاورات السلام في الكويت إثر رفض وفد الحوثيين التوقيع على خطة السلام المقدمة من المبعوث الدولي إلى اليمن، وحظيت بمباركة الدول الـ18 الراعية للمشاورات.
وتتمتع محافظة تعز بأهمية استراتيجية؛ حيث تمثل أكبر كتلة سكانية في اليمن، كما تربط شمال اليمن بجنوبه من الناحية الجيوسياسية، ويستميت الحوثيون في إبقاء المحافظة تحت سيطرتهم، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي يتكبدونها وعدم وجود أي حاضنة اجتماعية أو مذهبية لهم في المحافظة.
كما شنت طائرات التحالف العربي قبل قليل غارات عنيفة استهدفت مواقع للحوثيين بمديرية "السدة" بمحافظة إب - وسط اليمن .
وقال مصدر محلي في المديرية: "إن طائرات التحالف شنت غارتين قبل قليل استهدفت نقطة تفتيش للحوثيين أمام منزل عبدالملك الطيب قائد قوات الأمن المركزي سابقًا".
وأضاف المصدر أن طيران التحالف لا يزال يحلق بكثافة في سماء المحافظة حتى اللحظة.
من ناحية ثانية استهدفت طائرات التحالف موقعاً للحوثيين بمديرية "حرض" شمال غرب محافظة حجة.
وأكد مصدر محلي "أن طائرات التحالف استهدفت مزارع منطقة "الجر" في المديرية بعدة غارات، فيما لا يزال يحلق بشكل مستمر في سماء المديرية".
وشنت طائرات التحالف العربي صباح اليوم غارات عنيفة استهدفت مواقع ومعسكرات يسطر عليها الحوثيون بمحافظة الحديدة وجزيرة كمران، في البحر الأحمر.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، وفي ظل توتر العلاقات بين الحوثيين وإيران، كشف محمد عبد السلام المتحدث باسم جماعة الحوثيين "أنصار الله"، عن لقائه رئيس دائرة الخليج في الخارجية الإيرانية وسفير طهران لدى اليمن سيد حسين نام، لمناقشة الوضع السياسي ومستجداته القائمة.
وقال عبد السلام: "قد عبرنا بدورنا عن شكرنا للقيادة الإيرانية على مباركتها للتوافق الوطني وتشكيل المجلس السياسي، باعتبار ذلك خطوةً تُسهم في الدفع نحو السلام وتخفيف المعاناة الجائرة المفروضة على الشعب اليمني التي تقوم بها ثلة من الفاسدين أرادوا مصادرة حقوق الشعب اليمني والادعاء زيفًا وباطلًا بالشرعية، وهو ما يحتم على الجميع مواجهة تحديات الوضع الإنساني والاقتصادي الذي تفرضه قوى العدوان وعملائهم بخطوات فاعلة في ترتيب وضع المؤسسات الوطنية".
وأضاف المتحدث باسم الحوثيين: "كما ناقشنا مسار المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة وما يعترض مسار السلام من عراقيل تفرضها قوى العدوان، مع تأكيدنا على حرصنا على الحلول السلمية عبر الحوار والتفاهم وستظل أيدينا ممدودة للسلام العادل، وسندعم كل الأفكار والمقترحات المنصفة في سبيل ذلك". 

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، أجرى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الاحد في السعودية سلسلة لقاءات مع كبار المسئولين السعوديين تركزت على الملف اليمني، وذلك في وقت عرض فيه الرئيس السابق علي عبدالله صالح على موسكو استخدام قواعد عسكرية في اليمن "لمكافحة الإرهاب".
واجتمع بوغدانوف، وهو المبعوث الروسي الخاص للشرق الأوسط مع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي ووزير الخارجية عادل الجبير في قصر السلام بمدينة جدة مساء الأحد.
كما عقد المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد جلسة مباحثات مع بوغدانوف في جدة تناولت الملف اليمني وفرص تحقيق السلام مع تصاعد القتال منذ أكثر من عام.
وقال ولد الشيخ في تغريدة مقتضبة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي إنه "عقد لقاءً ودياً مع نائب وزير الخارجية الروسي الذي أكد دعم روسيا لجهود الأمم المتحدة لأجل إحلال السلام في اليمن".
ومن المتوقع أن يبقى المبعوث الأممي والمسئول الروسي في جدة حتى الأربعاء القادم والتي تحتضن لقاءً "خليجيًّا - غربيًّا" لبحث الملف اليمني يشارك فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
ويتوقع أن يكون ولد الشيخ قد طلب من موسكو التدخل لإقناع الحوثيين وحزب علي عبد الله صالح بالعودة إلى طاولة المشاورات.
والسبت التقى نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف في الرياض وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي وناقشا فرص السلام وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وأعرب بوغدانوف عن "قلق موسكو العميق من استمرار القتال في اليمن"، كما ناشد أطراف النزاع العودة إلى طاولة المفاوضات في ختام المباحثات التي عقدت في مدينة جدة مع المسئول اليمني.
وذكر بيان للخارجية الروسية أن "الجانبين بحثا وبشكل مفصل الأوضاع العسكرية والسياسية والإنسانية في اليمن".
فيما أكدت تصريحات متطابقة من مصادر دبلوماسية سعودية وأمريكية ووزير يمني، أن مدينة جدة السعودية ستشهد الخميس المقبل اجتماعاً للجنة الرباعية التي تضم الإمارات والسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا، لبحث الأزمة اليمنية.
ووفقاً لما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، فإن الاجتماع الرباعي سيسبقه الأربعاء اجتماع خليجي أمريكي بريطاني، وسيصب معظم النقاشات في الاجتماعين على الملف اليمني.
ويشارك في الاجتماعين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والبريطاني بوريس جونسون.
كما سيشارك في الاجتماعات المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي وصل إلى السعودية الأسبوع الماضي، وعقد سلسلة لقاءات مع الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة اليمنية.

المشهد الإقليمي

المشهد الإقليمي
فيما كشفت مصادر يمنية لـ"العرب" عن وجود أزمة صامتة بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان. وقالت: إن في أساس هذه الأزمة ما تعتبره السعودية انحيازًا عُمانيًّا للحوثيين في ضوء التطور الإيجابي للعلاقة القائمة بين مسقط وطهران، وهو تطور أخذ أبعادًا جديدةً في الأشهر القليلة الماضية بعيدًا عن التوازن الذي كانت عُمان تحافظ عليه في الماضي.
وأشارت إلى أن أكثر ما يعبّر عن هذه الأزمة في الوقت الحاضر عجز أعضاء الوفد، الذي يضم ممثلي الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح "المؤتمر الشعبي العام" في مفاوضات الكويت، عن العودة إلى صنعاء.
وأوضحت أن أعضاء الوفد وبينهم رئيسه محمد عبدالسلام، وهو من القيادات الحوثية، وعارف الزوكا، أحد قياديي المؤتمر الشعبي العام، لم يتمكنوا من العودة إلى العاصمة اليمنية في طائرة خاصةً وضعتها سلطنة عُمان تحت تصرّفهم. وعزت ذلك إلى أن السلطات السعودية تشترط من أجل السماح للطائرة بالهبوط في مطار صنعاء توقفها في أحد مطاراتها لتفتيشها والتأكد من هوية الركاب الذين تنقلهم. ويرفض أعضاء الوفد الخضوع للإجراءات السعودية ويصرون على العودة مباشرة من مسقط إلى صنعاء.
وكان أعضاء الوفد اليمني الحوثي ـ المؤتمري غادروا الكويت إلى مسقط أواخر الشهر الماضي بعد تعليق مفاوضات الكويت في غياب القدرة على تحقيق أي تقدم في اتجاه تسوية سياسية.
ومعروفٌ أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية يفرض رقابة على حركة الطيران في مطار صنعاء وهو يجبر كلّ طائرة تقلع من مطار صنعاء أو في طريقها إليه، على التوقف في جدة لتفتيش الركاب ومعرفة هوياتهم.

المشهد اليمني

صراع عسكري وسياسي يشهده اليمن، في ظل إعلان الحوثيين صالح تشكيل حكومة، مع تأكيد المجتمع الدولي اعترافه ودعمه للحكومة الرئيس عبدربه منصوري هادي، الأزمة اليمنية مستمرة لأشهر مقبلة، وتبقى معركة الحسم في صنعاء هي المعركة الأهم في صراع الفرقاء باليمن.

شارك