"الشرقاط" المعقل الأخير لداعش في محافظة صلاح الدين العراقية على وشك السقوط
الإثنين 22/أغسطس/2016 - 05:38 م
طباعة

يشكل قضاء الشرقاط الواقع في أقصى شمال محافظة صلاح الدين العراقية شمال العراق، أهمية رمزية واستراتيجية لتنظيم داعش الدموى حيث أنها أول مدينة في المحافظة تسقط بيد التنظيم بعد توسّعه خارج حدود محافظة نينوى في عام 2015م كما أنها تمثّل مركزاً مهماً في محافظة صلاح الدين بسبب وجود مساحات كبيرة من المزارع، التي تعتمد عليها المحافظة في توفير المحاصيل الزراعية، كما أنها لاتبعد عن تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، الا نحو 120 كلم ونظرا لهذه الأهمية الكبيرة قامت القوات العراقية بحصارها وأعلنت قيادة العمليات المشتركة بها عن عزلها عن جميع طرق الإمداد التي كانت تعتبر ممراً لإيصال التعزيزات لتنظيم داعش.

وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم العمليات المشتركة " أن العمليات العسكرية مستمرة لتحرير الموصل وأن قضاء الشرقاط الذي يُعتبر آخر معاقل التنظيم في محافظة صلاح الدين أصبح محاصراً بالكامل وأن قاعدة القيارة التي تم تحريرها مؤخرا ستكون منطلقا للعمليات العسكرية التي ستجري في المستقبل، وأن هناك خططا استراتيجية لتحرير الشرقاط وضربات استباقية لمقار القيادة والسيطرة والتجمعات التابعة لداعش بعد أن تمكنت القوات العسكرية من محاصرة القضاء بالكامل.
ويقطن القضاء الذي فرّ منه نحو 40 في %من سكانها منذ سيـــطرة «داعش»، سكان من العرب السنة وغالبيتهم من عشيرة الجبور، وهناك سكان من عشائر الدليم والعزة والجميلات وعشائر صغيرة أخرى ولا تشهد الشرقاط وجوداً فعلياً للجماعات السلفية، لكن سكانها في غالبيتهم كانوا يدينون بالولاء للنظام العراقي السابق بقيادة صدام حسين وحزب البعث وبعد اجتياح البلاد من التحالف الدولي وسقوط نظام صدام، انضمّ كثر إلى جيش الطريقة النقشبندية، وهي الجناح العسكري لعزة الدوري، النائب السابق لصدام وقائد حزب البعث العراقي المنحل في الوقت الحالي وعندما تقدّم «داعش» إلى الموصل، فرض سيطرته على ثلاث قرى في الساحل الأيسر من الشرقاط، قبل أن يتوسع إلى منطقة الساحل الأيسر بالكامل، وكذلك الساحل الأيمن وبقية القرى التابعة للبلدة.

وأفاد ضابط برتبة مقدّم كان في الشرقاط يومها، قبل أن ينسحب نحو تكريت ومن ثم بغداد، وبعدها عاد إلى تكريت خلال عمليات التحرير التي تشهدها المدينة بأن «قوات دعم لم تصل البلدة على رغم المناشدات التي أطلقت خلال الساعات الأولى من عملية الاجتياح التي قام بها «داعش» من جهة محافظة نينوى، وظلّت الشرطة وحدها إلى جانب بعض الجنود تقاتل وان الجيش الموجود في الشرقاط بدأ بالتراجع نحو بيجي، وظهر مقاتلون ينتـــمون إلى حزب البعث والطريقة النقشبندية للقتال ضدنا من داخل المدينة، ولم نستطع الصمود ســـوى ثماني ساعات قبل أن تسقط المدينة بالكامل وأن التنظيم فجّر كل المباني الأمنية ومبنى القائممقامية، وأحرق مباني أخرى ومن ثم سرق وقود أبراج الاتصالات ودمّر أخرى، وهو ما تسبّب في انقطاع الاتصال في الشرقاط.
وأضاف "لا توجد الآن اتصالات داخل الشرقاط، باستثناء من يصعد إلى المرتفعات لغرض التقاط إحدى شبكات الاتصال من الموصل وأن داعش توسّع بالتخريب عندما فجر بوابة قلعة أشور وأعدم السكان في الشوارع إذا شكّ في أن أحدهم متعاون مع السلطات أو يحاول الاتصال بمن هم خارج المدينة وأن 40% من السكان فروا حتى الآن منها، ولكن الـ60% الآخرين باقون، وغالبيتهم يعانون بسبب بقائهم حيث لا خدمات والخوف يسيطر عليهم، ومن يريد أن يخرج عليه أن يخرج نحو الموصل إذا أراد ذلك، ولكن بتقرير طبي وكفالة، وذلك الأمر يواجه بصعوبة من التنظيم حيث دائماً ما يمنع حتى وإن توافرت الكفالة والتقارير الطبية، ومن يريد أن يتّجه نحو مناطق الحكومة فعليه أن يتوجه نحو حدود بيجي وحي الستمية داخل بيجي وكذلك الصينية، ومن ثم طريق حديثة في الأنبار غرب بغداد، وبعدها يقترب من هيت ومن ثم يتّجه نحو النخيب بالقرب من كربلاء جنوب بغداد من طريق مهربين كما أن هناك طريقة ثانية للفرار من الشرقاط، وهي الزوية بين الشرقاط وبيجي ومن ثم الفتحة فالعلم، وبعدها نحو سامراء جنوب صلاح الدين.

وقد قام تنظيم داعش بإتخاذ إجراءات قمعية للحفاظ على وجوده بالمدينة منها قيامه بإعدام خمسة من أهالي الشرقاط، أربعة منهم ينتمون إلى عشيرة الجميلة والأخير من الحي العسكري، بدعوى تعاونهم مع القوات المسلحة العراقية والحشد العشائري في حال تحرير الشرقاط ودخول القطعات العسكرية إلى المدينة ولم يقتصر الأمر فقط على الاهالى بل امتد لمقاتلى داعش أنفسهم حيث فرض التنظيم إقامة جبرية على أسر مقاتليه في الشرقاط تجنباً لهروبهم مع اشتداد الحصار الذي تفرضه قوات الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي حول المنطقة، هذا في الوقت الذي طلبت القوات العراقية من أهالي ناحية القيارة جنوب الموصل المغادرة فوراً إلى مكانين لتفادي أي أضرار، لقرب اقتحام مركز الناحية لاستعادتها من يد التنظيم وقالت وزارة الدفاع العراقية، في بيان وجهته إلى أهالي القيارة عبر إذاعة خاصة، إن القوات بانتظار أمر الاقتحام الذي بات وشيكا، وأنه على الأهالي المغادرة إلى قرية التينة والمجمع السكني للقاعدة.
" مما سبق نستطيع التأكيد على أن الشرقاط التي تعد المعقل الأخير لداعش في محافظة صلاح الدين العراقية على وشك السقوط وان التنظيم لن يستطيع الصمود فيها على الرغم من أهميتها الرمزية والاستراتيجية له .