أبو مصعب البرناوي.. قائد بوكو حرام الجديد ووالي "داعش" بغرب إفريقيا
الأربعاء 24/أغسطس/2016 - 10:09 ص
طباعة
في مقابلته مع مجلة "النبأ" الأسبوعية التابعة لتنظيم الدولة "داعش" في عددها رقم (41) الصادرة في يوم الثلاثاء 2 أغسطس 2016، أعلن تنصيب أبو مصعب البرناوي قائدًا لجماعة "بوكو حرام" خلفًا لأبو بكر الشكوي.
لا يعرف الكثير عن شخصية أبو مصعب البرناوي، ولكن التقارير الإعلامية تشير إلى أنه رجل حذر حريص في كل تصرفاته وتحركاته، ونيجيري الجنسية وابن مؤسس الجماعة.
حياته:
هو حبيب بن محمد بن يوسف البرناوي، الشهير بأبو مصعب البرناوي، من مواليد 1991. ويعد الابن الثاني لمؤسسة جماعة "بوكو حرام" محمد بن يوسف البرناوي، وتنتمي عائلته إلى قبائل البورنو التي تقطن شمال شرقي نيجيريا وتنطق بلغة الهاوسا، والتي تعد أهم اللغات المحلية في إفريقيا.
وقد تلقى أبو مصعب البرناوي تعليمه على يد والده مؤسس جماعة "بوكو حرام"، وهو تعليم ديني، وفقًا للمذاهب السُّنية.
في التنظيم:
كان أبو مصعب البرناوي، أحد مؤسسي جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد "بوكو حرام" التي أسسها والده محمد بن يوسف البرناوي عام 2002 في عاصمة ولاية بورنو، ميدوجوري شمال شرق نيجيريا، وواصل نشاطه داخل الجماعة وأصبح قائدًا عسكريًّا في التنظيم.
لم يتمكن أبو مصعب البرناوي من تولي قيادة الحركة عقب مقتل والده على يد الجيش النيجيري في أواخر يوليو 2009، فقد تولى أبو بكر الشكوي، فالتزم البرناوي تحت قيادة قائد بوكو حرام الجديد حتي وقعت خلافات بين الجانبين.
الصدام:
مع رفض "أبو صعب البرناوي" أسلوب "أبو بكر الشكوي" في قتل المدنيين وهجوم على المساجد وخطف الأطفال والنساء، وقعت صدامات بين الجانبين، وأعلن انشقاقه هو ومجموعة من المقاتلين الآخرين- مدعومًا من قيادة تنظيم "داعش"- لتشكيل طليعة حماية المسلمين في الأراضي السوداء (الأنصار) وذلك في عام 2013- رغم أن عامة الناس لا يكادون يفرقون بين الجماعتين.
وأصبحت المجموعة التابعة له تنظر إليه على أساس أنه "أمير الجماعة الشرعي"، إضافة إلى أنها تؤدي نشاطاتها أيضًا في شمال شرق نيجيريا، ولكنها لا تقوم بمهاجمة المسلمين المدنيين ولا تجبر النساء والأطفال للقيام بمهمات التفجير والانتحار.
وترجع أسباب الخلاف بين زعيم الجماعة "الكشولي" وبين "البرناوي" إلى بعض توجهات وتصرفات الجماعة المتمثلة خاصة في "قتل المدنيين"، وذلك بعد أشهر من إعلان مبايعتها لتنظيم الدولة بزعامة أبو بكر البغدادي في مارس 2015، وتغيير اسمها إلى "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد"، وإطلاق اسم "ولاية غرب إفريقيا" على المناطق التي تسيطر عليها.
وعلى الرغم من الانشقاق، فإن هناك تعاونًا بين الجماعتين في تبادل المعلومات والأسلحة والمسلّحين لتحقيق "هدف مشترك".
كانت بداية ظهور البرناوي في أشرطة فيديو كمتحدث باسم بوكو حرام في يناير 2015. يتولى الإعلان وقتذاك عن مواقف الجماعة وعملياتها العسكرية، حتى وإن كان قائد الجماعة أبو بكر شيكاو أكّد مرات أن المتحدث "الرسمي" باسم الجماعة ليس البرناوي ولكنه "أبو زنيرة".
قائد "بوكو حرام" ووالي "داعش":
وأمام خسارته للكثير من المساحات التي كان يسيطر عليها في العامين الأخيرين، لم يعد أمام التنظيم سوى البحث عن ساحات أخرى للتمدد والانتشار، للانفلات من الحصار الدولي وتأمين مستقبل خطابه الأيديولوجي الذي لفظه السكان الذين كانوا يعيشون تحت بطشه، ما إن بدا أن التنظيم يفقد زمام السيطرة على مناطق سكناهم.
ففي 2 أغسطس 2016، أعلن تنظيم الدولة تعيين أبو مصعب البرناوي زعيمًا جديدًا لفرعها في غرب إفريقيا، والذي يعرف باسم جماعة بوكو حرام، دون التطرق إلى مصير الزعيم السابق "أبو بكر الشكوي" الذي اختفى منذ أغسطس 2015، والذي أعلن الجيش النيجيري عدة مرات أنه قُتل. ليحلّ البرناوي محلّ "الشكوي" الذي كان زعيم الجماعة منذ عام 2009 بعد وفاة المؤسّس.
مع أن المعلومات حول البرناوي حاليًا قليلة، إلا أنه جاء في مقابلته مع مجلة "النبأ" الأسبوعية التابعة لتنظيم الدولة في عددها رقم (41) المؤرخ بيوم الثلاثاء 2 أغسطس 2016، ما يلي: "في حواره الأول مع صحيفة "النبأ" بعد تكليفه والياً على غرب إفريقيا، يتحدث الشيخ أبو مصعب البرناوي عن تاريخ الجهاد في هذه المنطقة".
وفي تلك المقابلة صرّح البرناوي بأن جماعته "لا تزال قوة يحسب لها حساب في المنطقة..، وتجذب مجندين جددا"، مؤكدًا مواصلتها القتال ضد حكومات دول في غرب إفريقيا، واصفًا ذلك بأنه "حرب المسلمين ضد المرتدين والصليبيين"، لكنه تعهد بوقف الهجمات على المساجد والأسواق التي يستخدمها المسلمون.
غير أنه بعد إعلان تعيين البرناوي بساعات قليلة ظهر تسجيل صوتي مدّته عشر دقائق منسوب إلى القائد السابق شيكاو وهو يقول فيه إنه "يجب أن يعرف الناس أننا ما زلنا موجودين. لن نُوقِع فتنة بين الناس، وسنسير وفق أحكام سنة النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن..، هذا هو موقفنا، وما زلنا نحن جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد".
وتشن الجماعة الإرهابية هجمات دامية منذ 2009 ضد العسكريين والمدنيين النيجيريين، وباتت هجمات في السنوات الأخيرة تتجاوز الحدود إلى الدول المجاورة.
وتسعى الجماعة إلى إقامة دولة في شمال شرقي البلاد.